المتزوجون والشباب الأكثر تعاطيا للمسكرات والمخدرات بالسلطنة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 00
هذا الموضوع قراءته في موقع جريدة الوطن 00
وحبيت انقله لكم يمكن يستفيد منه الشباب 00
لانه بعض الاحيان فيه بعض الشباب لم يدخل موقع جريدة الوطن 00 او يقراء الجريده 00
فحبيت انقله لكم عسى ان يستفيد منه الشباب خاصه الي فاته الموضوع 00
يقول التقرير الي كتب :-
أن نسبتهم 57% وأعمارهم بين 30 إلى 40 سنة
المتزوجون والشباب الأكثر تعاطيا للمسكرات والمخدرات بالسلطنة
تحقيق ـ فوزية العامري: المخدرات والمؤثرات العقلية بأنواعها المختلفة طريق نهايته معروفة بين المرض والسجن والموت الا من رحمه رب العالمين وتدارك نفسه من براثن تلك السموم وبادر بالعلاج عن وعي وقرار حاسم وارادة قوية وهذا الاتجاه الذي يتخذه المدمن المتراجع يسانده فيه قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية في مادته (51) وذلك بعدم اقامة الدعوى الجزائية على من تقدم من متعاطي المواد المخدرة لعلاج في المصحة من تلقاء نفسه أو بطلب من زوجة او احد اقاربه حتى من الدرجة الثانية بالاضافة الى المادة (52) التى تؤكد على مراعاة السرية حيال المرضى الذين يعالجون من الادمان ، في التحقيق الماضى اوردنا بعض القصص الانسانية وفي هذا التحقيق نورد رأي بعض المختصين.
بداية الحديث كان مع سعادة الدكتور احمد بن عبدالقادر الغساني وكيل وزارة الصحة للشئون الصحية ورئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية حيث قال: في السادس والعشرين من شهر يونيو من كل عام تحتفل السلطنة مع باقي دول العالم باليوم العالمي لمكافحة المخدرات والذي تقوم فيه الدول باستعراض منجزاتها في عام منصرم والتخطيط لما يتم في عام جديد حيث تقوم الدول بتكثيف الجهود وتجديد الفعاليات لمواجهة هذه المشكلة وبالطبع تشارك السلطنة الاسرة الدولية في هذا المضمار.
وقال: لا شك ان مشكلة المخدرات تمثل تحديا صحيا وامنيا كبيرا وهي مشكلة متعددة الابعاد ومتباينة المحاور ولهذا فان التدخل لحلها يجب ان يتم على كافة الابعاد والمراحل ويجب ان يشارك فيها جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية المختلفة ولهذا فقد صدر المرسوم السلطاني رقم 17/1999 والذي يتكون من 72 مادة في عشرة فصول والذي يتضمن انشاء لجنة وطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية والتي عليها ان تمسك بزمام الامور وتضع الاستراتيجيات لتحقيق الاهداف المطلوبة في هذا المضمار.
وقد قامت اللجنة الوطنية بدور بارز في مكافحة هذه الآفة وذلك بوضع استراتيجية وخطة عمل وذلك خلال الاجتماع الاخير الذي عقد في 24 مارس هذا العام.
وتقوم هذه الاستراتيجية على عدد من الانشطة والفعاليات للوصول الى هدفين محددين وهما: خفض الطلب على هذه المخدرات بقليل عدد المتعاطين والمدمنين وخفض العرض او بتقليل المعروض من هذه المخدرات في الاسواق ويتحقق الهدف الاول عن طريق عدة انشطة منها: التوعية بمخاطر المخدرات وآثارها المدمرة والاستمرار في الحفاظ على فعالية عنصر الردع القانوني واضعاف العوامل التي تزيد من الطلب على المخدرات والعمل على اخراج المدمنين من دائرة الادمان وذلك من خلال تشجيع المتعاطين على الاقلاع عن التعاطي ومساندة علاج وتأهيل المدمنين التائبين وتعضيد جهود اعادة اندماج التائبين في المجتمع.
وقال: لقد كفل المرسوم السلطاني اعفاء من تقدم بنفسه للعلاج من العقوبات المقررة على متعاطي المخدرات.
اما بالنسبة لمستشفى ابن سينا فقد تم تشكيل فريق طبي خاص مكون من 3 اطباء للتعامل مع حالات الادمان على المخدرات والمؤثرات العقلية وابدأ العمل فعلا مع هذه الحالات ابتداء من اول مارس هذا العام ويقوم الاطباء باستقبال مرضى الادمان 3 مرات في الاسبوع ايام السبت والاثنين والاربعاء ويوجد عدد من الاسرة لتنويم بعض هذه الحالات.
وجاري الآن انشاء جناح مكون من 8 اسرة لهذه الحالات وينتظر الانتهاء من تكملته خلال عدة شهور. اما بالنسبة للهدف الثاني وهو خفض العرض او تقليل المعروض من المخدرات فيكون بتعقب المهربين والتجار ، والشرطة لها دور بارز في هذا المجال وقال: ان شهوة الحصول على الربح والاثراء السريع يجعل تجار المخدرات يستميتون لترويج سمومهم مهما كانت المخاطر وايا كانت العقوبة التي تنتظرهم ورغم ان معظم دول العالم ومن بينها السلطنة قررت عقوبة الاعدام للاتجار في المخدرات الا ان التجارة ما زالت منتشرة ومزدهرة ولا يزال ضحاياها يتساقطون في مختلف البلاد.
واختتم سعادته حديثه قائلا: ان السلطنة تتعاون في هذا مع الدول المجاورة والمنظمات الدولية المعنية بهذا الشأن تحقيقا لاهدافها في الحد ومكافحة هذه الآفة الخطرة.
وقال الدكتور محمود العبري اختصاصي نفساني بمستشفى ابن سينا : انه يوجد في الوقت الحالي وحدة متخصصة في علاج الادمان وهي عبارة عن عيادة خارجية بدأت عملها في شهر مارس الماضي ولكن حتى الآن لا يوجد بها سوى سريرين فقط ونأمل ان تتوسع الى ثمانية اسرة منفصلة ومستقلة في المستقبل وقال: هذه الوحدة تتكون من ثلاثة اطباء ومشرفة اجتماعية واخصائية نفسانية وعدد من الممرضين موضحا ان العمل بهذه الوحدة انتهج اسلوبا مغايرا تماما عما كان في السابق حيث يتم التركيز في الوقت الحالي على العلاج النفسي والسلوكي وذلك وفق الامكانيات المتاحة مشير الى ان الفريق الذي تتشكل منه الوحدة يجتمع بشكل متواصل لمناقشة الحالات من جميع الجوانب سواء المرضية او الاجتماعية او الاقتصادية أو البيئة المحيطة وذلك للوصول الى نهج معين للعلاج.
وقال: هناك تزايد في حالات الادمان التى نستقبلها ولكن لا يوجد لدينا احصائيات واضحة عن عددها للاسف الشديد.
وفي سؤال عن كيفية التعامل مع المدمن قال: قبل كل شيء نأخذ في الاعتبار قابلية الشخص للعلاج ومدى تجاوبه معنا وارادته في مواصلة الخطوة التى بدأها بالقدوم الينا.
ثانيا: نركز في علاجنا الى دور الأهل ومساندتهم لنا لانجاح ما نقوم به ونحاول من اجل ذلك توعية الامل بكل تفاصيل الحالة كي نضعهم بالصورة كاملة ليتعاونوا معنا بشكل افضل وبعدها نحدد الحالة والاعراض المصاحبة لها واذا كان هناك أي مرض عضوي من جراء الادمان فاننا نقوم بتحويله الى الاقسام المعنية.
وعن اسباب الادمان قال: الاسباب كثيرة ومتعددة لان الادمان اساسا ليس مرضا او سلوكا نتيجة لعامل بحيث يمكن فصله لكن هو مجموعة من العوامل المتداخلة والمتشابكة منها ما يتعلق بشخصية الانسان ومدى تحمله للمصاعب والمشكلات التى تواجهة ومنها ما يتعلق بالظروف المحيطة والاصدقاء والضغوطات الاقتصادية بالاضافة الى مادة الادمان نفسها ومدى توافرها في السوق وسعرها بالاضافة الى القوانين الموجودة التي تحد من هذه المواد وتداولها وغيرها من الاسباب التى لا يمكن فصلها وفي ختام الحديث قال الدكتور محمود العبري: اود في ختام هذا اللقاء ان اوجه رسالة الى طرفين الاول هم الآباء الذين يعانون من وجود ابناء مدمنين فعليهم في بداية الامر الا يعتقدوا ان الادمان هو وليد اللحظة او يمكن التخلص منه بسهولة بل هو ازمة ولا بد من الاسراع بعلاجه ويجب ان لا يعاملوا ذلك المدمن بقسوة وعنف بل عليهم التحدث معه بكل ود حتى يقتنع بالمجيء للعلاج.
وقال: اما الطرف الثاني فهم الشباب الذين يتعاطون المخدرات والمسكرات والكحول واود ان اقول لهم ان هذه المواد طريقها شائك وعالمها محفوف بالمخاطر وتسبب لهم مشكلات تعيق دراستهم واعمالهم وعلاقاتهم الاجتماعية بالاضافة الى انهيار الصحة فلا بد لهم ان يعرفوا أن هذا الطريق سينتهى بهم الى الوحدة او الموت او السجن او الشارع فلا بد لهم من الحذر وعدم الوقوع في براثن تلك المواد مهما كانت مغرياتها وان يتحلى الشخص بالصبر وقوة الاحتمال امام أي مشكلة والتى بلا شك ستنتهى بزوال اسبابها ولا يرمى نفسه بالتهلكة في براثن سموم المخدرات والكحول والمسكرات بانواعها فتصبح لديه ازمة لا يعلم عواقبها الا رب العالمين كما اكد ايضا على عدم التردد في المجيء لطلب العلاج وان لا يضع الخوف والخجل حاجزا امام ارادته ورغبته في معالجة نفسه.
اما فهيمة عبدالرحيم بن علي البلوشي باحثة اجتماعية بمستشفى ابن سينا فتقول: لقد عملنا في المستشفى منذ 15 سنة ويوميا اقابل حالات متنوعة من المدمنين والذين يتعاطون السموم بأنواعها سواء مخدرات مثل الهيروين والافيون او الكحول والعطورات الرخيصة مثل اللصق وهو عبارة عن صبغة الاحذية وقال: حسب علمي وخبرتي في هذا المجال ان جميع تلك المواد لها عواقب وخيمة على الصحة فالعطور مثلا تأثيرها مختلف عن المخدرات والتى تستمر على المدى البعيد وفي سؤال عن اسباب الادمان قالت: اسبابها اولا رفقاء السوء الذين لهم دور كبير في هذا الجانب بالاضافة الى الاسرة المفككة التى لديها مشاكل ولا احد يبالي بالاخر بالاضافة الى الفراغ والملل والكآبة والحزن وحب التجربة ومجاراة الاصدقاء والظروف الاقتصادية والبيئة الى جانب عدم وجود قدرة صالحة يقتدي بها المدمن لتمنعه من الادمان واضافت قائلة: وللاسف الشديد فان المدمن لديه اعتقاد خاطئ فهو يظن ان ادمان تلك المواد الخطيرة والسامة تساعده على نسيان احزانه واكتئابه وحل مشكلاته وآلامه او تساعده على الاقبال على الحياة وتمنع عنه الخجل دون ان يدرك هؤلاء انها مجرد نشوة زائفة مؤقتة تنتهي بنهاية تأثيرها وسكرتها.
وحول اهتمام مستشفى ابن سينا بعلاج المدمنين قالت: يوجد لدينا حاليا فريق مكون من ثلاثة اطباء ومشرفة اجتماعية واخصائية نفسية وممرضين ونقوم بتدارس ومعالجة المدمن من كافة النواحي ونركز على الجانب النفسي كثيرا لاننا قدر اهتمامنا بتخليصه من السموم فاننا نهتم بالجانب النفسي للمدمن ونقوم بتأهيله حتى يستطيع ان يمارس حياته بشكل طبيعي ونعطيه بعض المهارات حتى يحافظ على الشفاء والذي نعتبره هو اصعب المراحل لانه ربما قد يعود المدمن الى البيئة نفسها والاصدقاء انفسهم والمشكلات التي ادت به الى الادمان لكن من خلال التأهيل ورغبته الجادة في الشفاء وتجاوبه معنا نستطيع باذن الله تحقيق النجاح المطلوب.
وحول سؤال عن مدى كفاية استيعاب الوحدة الجديدة للمدمنين بمستشفى ابن سينا قالت: ان الفريق المشكل غير كاف مقارنة مع الحالات التى نستقبلها فنحن نحتاج الى عدد اكبر من الاطباء بالاضافة الى انه لا يوجد لدينا قسم منفصل عن بقية المرضى فمثلا في حال تنويم المدمن فلا يوجد له غرفة منفصلة بل ينام مع المرضى الاخرين وهذا يجعله يتردد في طلب العلاج وخصوصا ان هناك حالات تحتاج بالفعل الى تنويم وهذا يشكل نوعا من المشاكل على المدمنين لعدم رغبتهم في المبيت في المستشفى.
وفي سؤال عن كيفية استقبال المدمنين قالت: هناك حالات تأتينا من قبل الشرطة وحالات اخرى الاشخاص انفسهم يصبح لديهم قناعة بالعلاج وانهم وصلوا الى مرحلة من اليأس والرغبة في العودة للحياة العادية وبعضهم يأتي عن طريق الاهل.
وفي ختام الحديث قالت: الادمان مشكلة ليست سهلة وليست للتجربة لان جرعة او جرعتين على سبيل المثال من الهيروين كفيلة بأن تجعل الشخص مدمنا عليها ولا يمكنه التراجع وبالتالي يجب على الشباب ان يحافظوا على صحتهم وحيويتهم ولا يهدرونها في تلك السموم التي تودي بحياتهم وقالت: كما ندعوا الاهالي التعاون معنا والوقوف الى جانبنا لعلاج ابنائها موضحة ان هناك اسرا تصل الى مرحلة اليآس من علاج ابنائها ومن سلوكياتهم والمشاكل التى قد يحدثونها فتهملهم او تطردهم الى الشارع وقالت: ان المجتمع بحاجة الى وعي اكبر عن طبيعة المخدرات وتأثيراتها السلبية وسيؤدي ذلك الى قلة عدد المدمنين مؤكدة ان العلاج وحالة المدمن ستكون في سرية تامة مع الطبيب ولا يوجد أي شك في هذا الجانب لان هذا هو اساس عملنا ان نقدم الثقة للمريض حتى يطمئن ويواظب على العلاج.
وقالت: ان الخوف او الخجل قد يجعل المدمن مترددا في طلب العلاج لكن يجب التأكد دائما ان هناك قانونا اتاح له الفرصة دون عقاب او جزاء ويتلقي العلاج في سرية تامة فلا داعي لذلك الخوف او الخجل ولتساعد الاسرة ابنها وانقاذه من سموم هذه المخدرات قبل فوات الاوان.
وقال سالم بن ماجد القلم اليافعي اخصائي اجتماعي بوزارة التنمية : ان مشكلة بروز وتزايد ظاهرة تعاطي المسكرات والمخدرات في المجتمعات المعاصرة تعتبر من اخطر المشاكل والتحديات التى تواجه الانسانية فهي آفة تهدد الفرد والاسرة والمجتمع والدولة على حد السواء حيث تجلب على متعاطيها عددا لا يحصى من الامراض مثل الانتقاص للحرية والاستعباد لعادة مدمرة لا يستطيع الانسان السيطرة عليها لا تنفك ان تصيب الاسرة والمحيط الذي يعيش فيه بالخلل والدمار فبدلا من ان يكون متعاطيها منتجا ومفيدا لنفسه ولاسرته والمجتمع يصبح عالة عليهم اما في السلطنة فان الانفتاح على دول العالم الخارجي والتواصل مع شعوبها وتزايد عدد العمال الوافدة المتعددة المصادر والطفرة التنموية والثقافية في مختلف المجالات وتأثير ما نشاهده على القنوات الفضائية من اشكال استخدام المسكرات وانواعها والنظرة الاجتماعية غير المبالية لتأثيرها في تلك المجتمعات.. فان كل ذلك قد ادى الى تصدير هذه الظاهرة بشكل او بآخر الى المجتمع العماني مما توجب مواجهته بمختلف الوسائل وباعتباره مرضا للعصر قد يصعب اجتثاثه ولكن يمكن محاربته والحد من تأثيره وانتشاره في مجتمع مسلم محافظ مثل مجتمع السلطنة وقال: لقد تنبهت وزارة التنمية الاجتماعية ومنذ زمن طويل الى مخاطر هذه الآفة على الاسرة والمجتمع فقامت باجراء عدد من الدراسات والبحوث الاجتماعية المنوهة الى المخاطر الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والنفسية والسلوكية والدينية التى يمكن ان تصيب المجتمع جراء تعاطي المسكرات او المخدرات بين افراد المجتمع العماني فأجرت دائرة الدراسات والبحوث الدراسة الاولى عام 1982م تحت عنوان (ظاهرة الاحداث الجانحين) اسباب وحلول ثم دراسة استطلاعية اخرى حول (دوافع وعوامل ارتكاب الجريمة) عام 1991م عالجت فيها عددا من المؤثرات الاجتماعية لهذه الظاهرة وغيرها من الظواهر الدخلية على الاسرة والمجتمع في السلطنة ثم دراسة استطلاعية حول (المسكرات والمخدرات) عام 1997م.
ان مجمل هذه الدراسات وغيرها من التقارير والمتابعات قد اوضحت بأن مخاطر هذه الظاهرة وفقا لمنطق التطور هو في ازدياد رغم محدوديتها النسبية في وقتنا الحاضر في المجتمع العماني وخصوصا مسألة تعاطي المخدرات حيث انها لا تقاس اذا قورنت بمجتمعات عربية اخرى ومع ذلك فان الدراسة التى نفذتها الدائرة عام 1997م حول (المسكرات والمخدرات) قد بينت بأن الفئات العمرية المعرضة لتأثير التعاطي بالاستناد الى مجتمع الدراسة تقول بأن 57% هم للاعمار التى تتراوح بين 30 الى 40 سنة بينما 43% هم من الاعمار التى تقل عن 30 سنة ومن هنا تتضح نوعية وجسامة الخطورة حيث ان الفئة العمرية الشابة والتي يعول عليها المجتمع هى المعرضة لهذا الخطر فمعظم المتزوجين ومعيلي الاسر الشباب تقع في هذه الفئة العمرية في مجتمع السلطنة.
اما المخطور الثاني فهو يتناول الفئة الثامنة والتى اعمارهم ما دون الـ 30 سنة وهم فئة الشباب الطائش وغير المجرب والطلبة والاحداث وصغار السن وغيرهم من الذكور والاناث ولذلك فان حجم المسؤولية من لدن الاسرة والمجتمع ومختلف الجهات المعنية لهي كبيرة وصعبة وتتطلب تضافر الجهود.
وقال : ان رؤيتنا الاجتماعية لحجم الاسباب والآثار التى تؤدى الى ادمان المخدرات والمسكرات وخصوصا لدى فئة الشباب تعود بشكل اساسى الى الآتى:
اولا الاسباب: ان التفكك الاسرى والتربية الخاطئة للابناء والحرمان العاطفي والمادي واصدقاء السوء والفراغ والتقليد الاعمى المشوه وحب المغامرة لدى الشباب وعدم رقابة الوالدين وضعف الوازع الديني والفشل الدراسي او الحياتي والعاطفي والعملي وكذلك تأثير وسائل الاعلام الاجنبية المشوهة وبعدها عن معالجة هذه الظاهرة والترويج لها في احيان كثيرة ان كل هذا قد ساعد على تواجد وانتشار هذه الآفة وخصوصا في البلدان التى لم تكن لهذه السموم تواجد يذكر ومنها السلطنة.
وحول الآثار السلبية الاجتماعية والصحية والنفسية قال: تحول حياة متعاطيها الى حياة بؤس وألم دائمين وتنمي لديه تصرفات وسلوكا عدوانيا وتدفع الى السرقة والسلب والانحراف والجريمة.
وتؤدى لدى الكبار الى التفكك الاسرى والطلاق والتشرد الضياع والرشوة والاختلاس وضياع المستقبل واعباء اجتماعية واقتصادية وضعف الوازع الديني وترك الصلاة ومن الناحية الصحية يصاب 60% من متعاطي المسكرات والمخدرات بمرض نقص المناعة (الايدز) بالاضافة الى آثار عقلية مثل قلة النشاط الدماغي وضعف الذاكرة ، كما تزداد حوادث السيارات وازهاق ارواح بريئة.
وحول دور الاسرة تجاه الفئة الشابة وصغار السن قال: ان دور الاسرة والمجتمع تجاه الأبناء لابعادهم عن هذه الآفة تتمثل في تربية الأبناء بالشعور الايمانى الاسلامي وان تكون الاسرة القدوة الحسنة وان تحدد او تساهم في اختيار اصدقاء الأبناء وتوجيه الأبناء الى الشعور بالمسئولية والتعليم ومتابعة ومعرفة اوقات الفراغ لدى الأبناء وكيفية قضائه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 00
هذا الموضوع قراءته في موقع جريدة الوطن 00
وحبيت انقله لكم يمكن يستفيد منه الشباب 00
لانه بعض الاحيان فيه بعض الشباب لم يدخل موقع جريدة الوطن 00 او يقراء الجريده 00
فحبيت انقله لكم عسى ان يستفيد منه الشباب خاصه الي فاته الموضوع 00
يقول التقرير الي كتب :-
أن نسبتهم 57% وأعمارهم بين 30 إلى 40 سنة
المتزوجون والشباب الأكثر تعاطيا للمسكرات والمخدرات بالسلطنة
تحقيق ـ فوزية العامري: المخدرات والمؤثرات العقلية بأنواعها المختلفة طريق نهايته معروفة بين المرض والسجن والموت الا من رحمه رب العالمين وتدارك نفسه من براثن تلك السموم وبادر بالعلاج عن وعي وقرار حاسم وارادة قوية وهذا الاتجاه الذي يتخذه المدمن المتراجع يسانده فيه قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية في مادته (51) وذلك بعدم اقامة الدعوى الجزائية على من تقدم من متعاطي المواد المخدرة لعلاج في المصحة من تلقاء نفسه أو بطلب من زوجة او احد اقاربه حتى من الدرجة الثانية بالاضافة الى المادة (52) التى تؤكد على مراعاة السرية حيال المرضى الذين يعالجون من الادمان ، في التحقيق الماضى اوردنا بعض القصص الانسانية وفي هذا التحقيق نورد رأي بعض المختصين.
بداية الحديث كان مع سعادة الدكتور احمد بن عبدالقادر الغساني وكيل وزارة الصحة للشئون الصحية ورئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية حيث قال: في السادس والعشرين من شهر يونيو من كل عام تحتفل السلطنة مع باقي دول العالم باليوم العالمي لمكافحة المخدرات والذي تقوم فيه الدول باستعراض منجزاتها في عام منصرم والتخطيط لما يتم في عام جديد حيث تقوم الدول بتكثيف الجهود وتجديد الفعاليات لمواجهة هذه المشكلة وبالطبع تشارك السلطنة الاسرة الدولية في هذا المضمار.
وقال: لا شك ان مشكلة المخدرات تمثل تحديا صحيا وامنيا كبيرا وهي مشكلة متعددة الابعاد ومتباينة المحاور ولهذا فان التدخل لحلها يجب ان يتم على كافة الابعاد والمراحل ويجب ان يشارك فيها جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية المختلفة ولهذا فقد صدر المرسوم السلطاني رقم 17/1999 والذي يتكون من 72 مادة في عشرة فصول والذي يتضمن انشاء لجنة وطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية والتي عليها ان تمسك بزمام الامور وتضع الاستراتيجيات لتحقيق الاهداف المطلوبة في هذا المضمار.
وقد قامت اللجنة الوطنية بدور بارز في مكافحة هذه الآفة وذلك بوضع استراتيجية وخطة عمل وذلك خلال الاجتماع الاخير الذي عقد في 24 مارس هذا العام.
وتقوم هذه الاستراتيجية على عدد من الانشطة والفعاليات للوصول الى هدفين محددين وهما: خفض الطلب على هذه المخدرات بقليل عدد المتعاطين والمدمنين وخفض العرض او بتقليل المعروض من هذه المخدرات في الاسواق ويتحقق الهدف الاول عن طريق عدة انشطة منها: التوعية بمخاطر المخدرات وآثارها المدمرة والاستمرار في الحفاظ على فعالية عنصر الردع القانوني واضعاف العوامل التي تزيد من الطلب على المخدرات والعمل على اخراج المدمنين من دائرة الادمان وذلك من خلال تشجيع المتعاطين على الاقلاع عن التعاطي ومساندة علاج وتأهيل المدمنين التائبين وتعضيد جهود اعادة اندماج التائبين في المجتمع.
وقال: لقد كفل المرسوم السلطاني اعفاء من تقدم بنفسه للعلاج من العقوبات المقررة على متعاطي المخدرات.
اما بالنسبة لمستشفى ابن سينا فقد تم تشكيل فريق طبي خاص مكون من 3 اطباء للتعامل مع حالات الادمان على المخدرات والمؤثرات العقلية وابدأ العمل فعلا مع هذه الحالات ابتداء من اول مارس هذا العام ويقوم الاطباء باستقبال مرضى الادمان 3 مرات في الاسبوع ايام السبت والاثنين والاربعاء ويوجد عدد من الاسرة لتنويم بعض هذه الحالات.
وجاري الآن انشاء جناح مكون من 8 اسرة لهذه الحالات وينتظر الانتهاء من تكملته خلال عدة شهور. اما بالنسبة للهدف الثاني وهو خفض العرض او تقليل المعروض من المخدرات فيكون بتعقب المهربين والتجار ، والشرطة لها دور بارز في هذا المجال وقال: ان شهوة الحصول على الربح والاثراء السريع يجعل تجار المخدرات يستميتون لترويج سمومهم مهما كانت المخاطر وايا كانت العقوبة التي تنتظرهم ورغم ان معظم دول العالم ومن بينها السلطنة قررت عقوبة الاعدام للاتجار في المخدرات الا ان التجارة ما زالت منتشرة ومزدهرة ولا يزال ضحاياها يتساقطون في مختلف البلاد.
واختتم سعادته حديثه قائلا: ان السلطنة تتعاون في هذا مع الدول المجاورة والمنظمات الدولية المعنية بهذا الشأن تحقيقا لاهدافها في الحد ومكافحة هذه الآفة الخطرة.
وقال الدكتور محمود العبري اختصاصي نفساني بمستشفى ابن سينا : انه يوجد في الوقت الحالي وحدة متخصصة في علاج الادمان وهي عبارة عن عيادة خارجية بدأت عملها في شهر مارس الماضي ولكن حتى الآن لا يوجد بها سوى سريرين فقط ونأمل ان تتوسع الى ثمانية اسرة منفصلة ومستقلة في المستقبل وقال: هذه الوحدة تتكون من ثلاثة اطباء ومشرفة اجتماعية واخصائية نفسانية وعدد من الممرضين موضحا ان العمل بهذه الوحدة انتهج اسلوبا مغايرا تماما عما كان في السابق حيث يتم التركيز في الوقت الحالي على العلاج النفسي والسلوكي وذلك وفق الامكانيات المتاحة مشير الى ان الفريق الذي تتشكل منه الوحدة يجتمع بشكل متواصل لمناقشة الحالات من جميع الجوانب سواء المرضية او الاجتماعية او الاقتصادية أو البيئة المحيطة وذلك للوصول الى نهج معين للعلاج.
وقال: هناك تزايد في حالات الادمان التى نستقبلها ولكن لا يوجد لدينا احصائيات واضحة عن عددها للاسف الشديد.
وفي سؤال عن كيفية التعامل مع المدمن قال: قبل كل شيء نأخذ في الاعتبار قابلية الشخص للعلاج ومدى تجاوبه معنا وارادته في مواصلة الخطوة التى بدأها بالقدوم الينا.
ثانيا: نركز في علاجنا الى دور الأهل ومساندتهم لنا لانجاح ما نقوم به ونحاول من اجل ذلك توعية الامل بكل تفاصيل الحالة كي نضعهم بالصورة كاملة ليتعاونوا معنا بشكل افضل وبعدها نحدد الحالة والاعراض المصاحبة لها واذا كان هناك أي مرض عضوي من جراء الادمان فاننا نقوم بتحويله الى الاقسام المعنية.
وعن اسباب الادمان قال: الاسباب كثيرة ومتعددة لان الادمان اساسا ليس مرضا او سلوكا نتيجة لعامل بحيث يمكن فصله لكن هو مجموعة من العوامل المتداخلة والمتشابكة منها ما يتعلق بشخصية الانسان ومدى تحمله للمصاعب والمشكلات التى تواجهة ومنها ما يتعلق بالظروف المحيطة والاصدقاء والضغوطات الاقتصادية بالاضافة الى مادة الادمان نفسها ومدى توافرها في السوق وسعرها بالاضافة الى القوانين الموجودة التي تحد من هذه المواد وتداولها وغيرها من الاسباب التى لا يمكن فصلها وفي ختام الحديث قال الدكتور محمود العبري: اود في ختام هذا اللقاء ان اوجه رسالة الى طرفين الاول هم الآباء الذين يعانون من وجود ابناء مدمنين فعليهم في بداية الامر الا يعتقدوا ان الادمان هو وليد اللحظة او يمكن التخلص منه بسهولة بل هو ازمة ولا بد من الاسراع بعلاجه ويجب ان لا يعاملوا ذلك المدمن بقسوة وعنف بل عليهم التحدث معه بكل ود حتى يقتنع بالمجيء للعلاج.
وقال: اما الطرف الثاني فهم الشباب الذين يتعاطون المخدرات والمسكرات والكحول واود ان اقول لهم ان هذه المواد طريقها شائك وعالمها محفوف بالمخاطر وتسبب لهم مشكلات تعيق دراستهم واعمالهم وعلاقاتهم الاجتماعية بالاضافة الى انهيار الصحة فلا بد لهم ان يعرفوا أن هذا الطريق سينتهى بهم الى الوحدة او الموت او السجن او الشارع فلا بد لهم من الحذر وعدم الوقوع في براثن تلك المواد مهما كانت مغرياتها وان يتحلى الشخص بالصبر وقوة الاحتمال امام أي مشكلة والتى بلا شك ستنتهى بزوال اسبابها ولا يرمى نفسه بالتهلكة في براثن سموم المخدرات والكحول والمسكرات بانواعها فتصبح لديه ازمة لا يعلم عواقبها الا رب العالمين كما اكد ايضا على عدم التردد في المجيء لطلب العلاج وان لا يضع الخوف والخجل حاجزا امام ارادته ورغبته في معالجة نفسه.
اما فهيمة عبدالرحيم بن علي البلوشي باحثة اجتماعية بمستشفى ابن سينا فتقول: لقد عملنا في المستشفى منذ 15 سنة ويوميا اقابل حالات متنوعة من المدمنين والذين يتعاطون السموم بأنواعها سواء مخدرات مثل الهيروين والافيون او الكحول والعطورات الرخيصة مثل اللصق وهو عبارة عن صبغة الاحذية وقال: حسب علمي وخبرتي في هذا المجال ان جميع تلك المواد لها عواقب وخيمة على الصحة فالعطور مثلا تأثيرها مختلف عن المخدرات والتى تستمر على المدى البعيد وفي سؤال عن اسباب الادمان قالت: اسبابها اولا رفقاء السوء الذين لهم دور كبير في هذا الجانب بالاضافة الى الاسرة المفككة التى لديها مشاكل ولا احد يبالي بالاخر بالاضافة الى الفراغ والملل والكآبة والحزن وحب التجربة ومجاراة الاصدقاء والظروف الاقتصادية والبيئة الى جانب عدم وجود قدرة صالحة يقتدي بها المدمن لتمنعه من الادمان واضافت قائلة: وللاسف الشديد فان المدمن لديه اعتقاد خاطئ فهو يظن ان ادمان تلك المواد الخطيرة والسامة تساعده على نسيان احزانه واكتئابه وحل مشكلاته وآلامه او تساعده على الاقبال على الحياة وتمنع عنه الخجل دون ان يدرك هؤلاء انها مجرد نشوة زائفة مؤقتة تنتهي بنهاية تأثيرها وسكرتها.
وحول اهتمام مستشفى ابن سينا بعلاج المدمنين قالت: يوجد لدينا حاليا فريق مكون من ثلاثة اطباء ومشرفة اجتماعية واخصائية نفسية وممرضين ونقوم بتدارس ومعالجة المدمن من كافة النواحي ونركز على الجانب النفسي كثيرا لاننا قدر اهتمامنا بتخليصه من السموم فاننا نهتم بالجانب النفسي للمدمن ونقوم بتأهيله حتى يستطيع ان يمارس حياته بشكل طبيعي ونعطيه بعض المهارات حتى يحافظ على الشفاء والذي نعتبره هو اصعب المراحل لانه ربما قد يعود المدمن الى البيئة نفسها والاصدقاء انفسهم والمشكلات التي ادت به الى الادمان لكن من خلال التأهيل ورغبته الجادة في الشفاء وتجاوبه معنا نستطيع باذن الله تحقيق النجاح المطلوب.
وحول سؤال عن مدى كفاية استيعاب الوحدة الجديدة للمدمنين بمستشفى ابن سينا قالت: ان الفريق المشكل غير كاف مقارنة مع الحالات التى نستقبلها فنحن نحتاج الى عدد اكبر من الاطباء بالاضافة الى انه لا يوجد لدينا قسم منفصل عن بقية المرضى فمثلا في حال تنويم المدمن فلا يوجد له غرفة منفصلة بل ينام مع المرضى الاخرين وهذا يجعله يتردد في طلب العلاج وخصوصا ان هناك حالات تحتاج بالفعل الى تنويم وهذا يشكل نوعا من المشاكل على المدمنين لعدم رغبتهم في المبيت في المستشفى.
وفي سؤال عن كيفية استقبال المدمنين قالت: هناك حالات تأتينا من قبل الشرطة وحالات اخرى الاشخاص انفسهم يصبح لديهم قناعة بالعلاج وانهم وصلوا الى مرحلة من اليأس والرغبة في العودة للحياة العادية وبعضهم يأتي عن طريق الاهل.
وفي ختام الحديث قالت: الادمان مشكلة ليست سهلة وليست للتجربة لان جرعة او جرعتين على سبيل المثال من الهيروين كفيلة بأن تجعل الشخص مدمنا عليها ولا يمكنه التراجع وبالتالي يجب على الشباب ان يحافظوا على صحتهم وحيويتهم ولا يهدرونها في تلك السموم التي تودي بحياتهم وقالت: كما ندعوا الاهالي التعاون معنا والوقوف الى جانبنا لعلاج ابنائها موضحة ان هناك اسرا تصل الى مرحلة اليآس من علاج ابنائها ومن سلوكياتهم والمشاكل التى قد يحدثونها فتهملهم او تطردهم الى الشارع وقالت: ان المجتمع بحاجة الى وعي اكبر عن طبيعة المخدرات وتأثيراتها السلبية وسيؤدي ذلك الى قلة عدد المدمنين مؤكدة ان العلاج وحالة المدمن ستكون في سرية تامة مع الطبيب ولا يوجد أي شك في هذا الجانب لان هذا هو اساس عملنا ان نقدم الثقة للمريض حتى يطمئن ويواظب على العلاج.
وقالت: ان الخوف او الخجل قد يجعل المدمن مترددا في طلب العلاج لكن يجب التأكد دائما ان هناك قانونا اتاح له الفرصة دون عقاب او جزاء ويتلقي العلاج في سرية تامة فلا داعي لذلك الخوف او الخجل ولتساعد الاسرة ابنها وانقاذه من سموم هذه المخدرات قبل فوات الاوان.
وقال سالم بن ماجد القلم اليافعي اخصائي اجتماعي بوزارة التنمية : ان مشكلة بروز وتزايد ظاهرة تعاطي المسكرات والمخدرات في المجتمعات المعاصرة تعتبر من اخطر المشاكل والتحديات التى تواجه الانسانية فهي آفة تهدد الفرد والاسرة والمجتمع والدولة على حد السواء حيث تجلب على متعاطيها عددا لا يحصى من الامراض مثل الانتقاص للحرية والاستعباد لعادة مدمرة لا يستطيع الانسان السيطرة عليها لا تنفك ان تصيب الاسرة والمحيط الذي يعيش فيه بالخلل والدمار فبدلا من ان يكون متعاطيها منتجا ومفيدا لنفسه ولاسرته والمجتمع يصبح عالة عليهم اما في السلطنة فان الانفتاح على دول العالم الخارجي والتواصل مع شعوبها وتزايد عدد العمال الوافدة المتعددة المصادر والطفرة التنموية والثقافية في مختلف المجالات وتأثير ما نشاهده على القنوات الفضائية من اشكال استخدام المسكرات وانواعها والنظرة الاجتماعية غير المبالية لتأثيرها في تلك المجتمعات.. فان كل ذلك قد ادى الى تصدير هذه الظاهرة بشكل او بآخر الى المجتمع العماني مما توجب مواجهته بمختلف الوسائل وباعتباره مرضا للعصر قد يصعب اجتثاثه ولكن يمكن محاربته والحد من تأثيره وانتشاره في مجتمع مسلم محافظ مثل مجتمع السلطنة وقال: لقد تنبهت وزارة التنمية الاجتماعية ومنذ زمن طويل الى مخاطر هذه الآفة على الاسرة والمجتمع فقامت باجراء عدد من الدراسات والبحوث الاجتماعية المنوهة الى المخاطر الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والنفسية والسلوكية والدينية التى يمكن ان تصيب المجتمع جراء تعاطي المسكرات او المخدرات بين افراد المجتمع العماني فأجرت دائرة الدراسات والبحوث الدراسة الاولى عام 1982م تحت عنوان (ظاهرة الاحداث الجانحين) اسباب وحلول ثم دراسة استطلاعية اخرى حول (دوافع وعوامل ارتكاب الجريمة) عام 1991م عالجت فيها عددا من المؤثرات الاجتماعية لهذه الظاهرة وغيرها من الظواهر الدخلية على الاسرة والمجتمع في السلطنة ثم دراسة استطلاعية حول (المسكرات والمخدرات) عام 1997م.
ان مجمل هذه الدراسات وغيرها من التقارير والمتابعات قد اوضحت بأن مخاطر هذه الظاهرة وفقا لمنطق التطور هو في ازدياد رغم محدوديتها النسبية في وقتنا الحاضر في المجتمع العماني وخصوصا مسألة تعاطي المخدرات حيث انها لا تقاس اذا قورنت بمجتمعات عربية اخرى ومع ذلك فان الدراسة التى نفذتها الدائرة عام 1997م حول (المسكرات والمخدرات) قد بينت بأن الفئات العمرية المعرضة لتأثير التعاطي بالاستناد الى مجتمع الدراسة تقول بأن 57% هم للاعمار التى تتراوح بين 30 الى 40 سنة بينما 43% هم من الاعمار التى تقل عن 30 سنة ومن هنا تتضح نوعية وجسامة الخطورة حيث ان الفئة العمرية الشابة والتي يعول عليها المجتمع هى المعرضة لهذا الخطر فمعظم المتزوجين ومعيلي الاسر الشباب تقع في هذه الفئة العمرية في مجتمع السلطنة.
اما المخطور الثاني فهو يتناول الفئة الثامنة والتى اعمارهم ما دون الـ 30 سنة وهم فئة الشباب الطائش وغير المجرب والطلبة والاحداث وصغار السن وغيرهم من الذكور والاناث ولذلك فان حجم المسؤولية من لدن الاسرة والمجتمع ومختلف الجهات المعنية لهي كبيرة وصعبة وتتطلب تضافر الجهود.
وقال : ان رؤيتنا الاجتماعية لحجم الاسباب والآثار التى تؤدى الى ادمان المخدرات والمسكرات وخصوصا لدى فئة الشباب تعود بشكل اساسى الى الآتى:
اولا الاسباب: ان التفكك الاسرى والتربية الخاطئة للابناء والحرمان العاطفي والمادي واصدقاء السوء والفراغ والتقليد الاعمى المشوه وحب المغامرة لدى الشباب وعدم رقابة الوالدين وضعف الوازع الديني والفشل الدراسي او الحياتي والعاطفي والعملي وكذلك تأثير وسائل الاعلام الاجنبية المشوهة وبعدها عن معالجة هذه الظاهرة والترويج لها في احيان كثيرة ان كل هذا قد ساعد على تواجد وانتشار هذه الآفة وخصوصا في البلدان التى لم تكن لهذه السموم تواجد يذكر ومنها السلطنة.
وحول الآثار السلبية الاجتماعية والصحية والنفسية قال: تحول حياة متعاطيها الى حياة بؤس وألم دائمين وتنمي لديه تصرفات وسلوكا عدوانيا وتدفع الى السرقة والسلب والانحراف والجريمة.
وتؤدى لدى الكبار الى التفكك الاسرى والطلاق والتشرد الضياع والرشوة والاختلاس وضياع المستقبل واعباء اجتماعية واقتصادية وضعف الوازع الديني وترك الصلاة ومن الناحية الصحية يصاب 60% من متعاطي المسكرات والمخدرات بمرض نقص المناعة (الايدز) بالاضافة الى آثار عقلية مثل قلة النشاط الدماغي وضعف الذاكرة ، كما تزداد حوادث السيارات وازهاق ارواح بريئة.
وحول دور الاسرة تجاه الفئة الشابة وصغار السن قال: ان دور الاسرة والمجتمع تجاه الأبناء لابعادهم عن هذه الآفة تتمثل في تربية الأبناء بالشعور الايمانى الاسلامي وان تكون الاسرة القدوة الحسنة وان تحدد او تساهم في اختيار اصدقاء الأبناء وتوجيه الأبناء الى الشعور بالمسئولية والتعليم ومتابعة ومعرفة اوقات الفراغ لدى الأبناء وكيفية قضائه.