لحظات تتجلى قيمتها في نسيان الآخرين
* * *
السبت
23 / يناير / 2010م
الساعة الواحدة ظهرا
بقلم: وليد الندابي
لأكثر من اسبوعين وانا أتمنى أن اجلس على الشاطئ لأستمتع بالجو هناك.. خاصة وان إرهاصات الصيف بدأت تلوح من بعيد..
فرغت نفسي صباح اليوم لأذهب الى البحر.. واخترت شاطئ القرم هدفا لرغبتي.. حيث الرمال والأشجار والجبال تشكل لوحة خلابه ليس لها مثيل..
أخذت آلة التصوير معي.. ليس لأصور المنظر فأنا احفظه عن ظهر قلب.. ولكن تملكتني رغبة خفيه - غالبا ما تعتري المصورين المسترزقين بهذه الموهبه - بأن يحدث شئ مثير يكون حصريا على آلة التصوير الخاصة بي..
تمركزت تحت احدى مظلات الشاطئ وبدأت اراقب..
كل شئ يبدوا طبيعيا جدا.. وكأن الجميع بمن فيهم البحر والمكان كانوا يعرفون الغاية من آلتي !! التي بالطبع لم استعملها اطلاقا...
امرأة عربية وطفل صغير يسيران على الشاطئ امامي.. لا أدري لماذا توقفت عن الاستمتاع بمشاهدة البحر وتفرغت لاراقبها..
قررت أن اتجاوز حاجز الخصوصية واسلط عيناي ورائهما..
الطفل تارة يجري وتارة يداعب الرمال بأنامله الصغيره.. والأم تبتسم وتحادثه.. ثم تجري خلفه فيدوران حول بعضهما والضحكات تتعالى..
مشهدهما نقل الابتسامه الى وجهي.. تمنيت أن ألبس شعورهما ولو للحظات.. ثم سافرت بسرعه الى المستقبل..
بدأت افكر.. غدا سيكبر ذلك الطفل.... ترى هل سيذكر هذة اللحظه القصيره على رمال الشاطئ مع امه !!..
سبحت اكثر بخيالي وسألت نفسي.. هل سيكون هذا الطفل بارا بوالدته لاحقا ! ام عاقا بها !..
فجأة صفعني هدير الموج بعذب ألحانه.. ما هذه الأفكار؟ ..
نظرت في كل مكان أبحث عنهما.. كانا قد اختفيا وانا سابح في بحر افكاري..
أستهوتني فكرة المراقبة.. فبدأت حينها اتابع الجميع.. رجل يفترش الرمال ويراقب البحر.. عائله تقص الحكايا على أطفالها الصغار.. الكل يستمتع بلحظاته الا أنا.. كنت قد قررت أن اتابعهم وافوت على نفسي متعة وجودي في ذلك المكان..
جميع من شاهدتهم اتفقوا على شئ واحد.. هو أن الدنيا في تلك اللحظه ليس بها الا هم فقط.. حركاتهم.. ضحكاتهم.. مشاعرهم.. كانت تشير أنهم قد نسوا أن يكون هناك أناس آخرون حولهم.. أو أن يكون هناك من يتعمد مراقبتهم "مثلي طبعا"...
ربما تجلت السعادة في تلك اللحظات بنسيان الآخرين.. بالتركيز على إدخال الراحة الى أنفسهم دون التفكير بأشياء قد تنغص حلاوة تلك الأوقات..
قبل أن أغادر.. لمت نفسي لأني تجاوزت الحدود وسلطت عيناي وأفكاري نحو الجميع.. فهي خصوصيات يجب أن تحترم.. وأقنعت نفسي بأني قد أخطأت.. ثم سحبت تلك الفكرة من رأسي.. واخترت تفسيرا آخر -أكثر سذاجة- لما حدث.. كانوا سيئ الحظ لدرجة أنهم تواجدوا بنفس المكان والزمان مع شخص مثلي..
أخيرا... طرأت برأسي فكرة تدوين ما تقرأونه الآن وانا لا أزال على شاطئ البحر.. وابتسمت لأنكم ستشاهدون شيئا حصريا.. لكنها ليست صورا هذه المرة ...|a
تحيــاتي
* * *
السبت
23 / يناير / 2010م
الساعة الواحدة ظهرا
بقلم: وليد الندابي
لأكثر من اسبوعين وانا أتمنى أن اجلس على الشاطئ لأستمتع بالجو هناك.. خاصة وان إرهاصات الصيف بدأت تلوح من بعيد..
فرغت نفسي صباح اليوم لأذهب الى البحر.. واخترت شاطئ القرم هدفا لرغبتي.. حيث الرمال والأشجار والجبال تشكل لوحة خلابه ليس لها مثيل..
أخذت آلة التصوير معي.. ليس لأصور المنظر فأنا احفظه عن ظهر قلب.. ولكن تملكتني رغبة خفيه - غالبا ما تعتري المصورين المسترزقين بهذه الموهبه - بأن يحدث شئ مثير يكون حصريا على آلة التصوير الخاصة بي..
تمركزت تحت احدى مظلات الشاطئ وبدأت اراقب..
كل شئ يبدوا طبيعيا جدا.. وكأن الجميع بمن فيهم البحر والمكان كانوا يعرفون الغاية من آلتي !! التي بالطبع لم استعملها اطلاقا...
امرأة عربية وطفل صغير يسيران على الشاطئ امامي.. لا أدري لماذا توقفت عن الاستمتاع بمشاهدة البحر وتفرغت لاراقبها..
قررت أن اتجاوز حاجز الخصوصية واسلط عيناي ورائهما..
الطفل تارة يجري وتارة يداعب الرمال بأنامله الصغيره.. والأم تبتسم وتحادثه.. ثم تجري خلفه فيدوران حول بعضهما والضحكات تتعالى..
مشهدهما نقل الابتسامه الى وجهي.. تمنيت أن ألبس شعورهما ولو للحظات.. ثم سافرت بسرعه الى المستقبل..
بدأت افكر.. غدا سيكبر ذلك الطفل.... ترى هل سيذكر هذة اللحظه القصيره على رمال الشاطئ مع امه !!..
سبحت اكثر بخيالي وسألت نفسي.. هل سيكون هذا الطفل بارا بوالدته لاحقا ! ام عاقا بها !..
فجأة صفعني هدير الموج بعذب ألحانه.. ما هذه الأفكار؟ ..
نظرت في كل مكان أبحث عنهما.. كانا قد اختفيا وانا سابح في بحر افكاري..
أستهوتني فكرة المراقبة.. فبدأت حينها اتابع الجميع.. رجل يفترش الرمال ويراقب البحر.. عائله تقص الحكايا على أطفالها الصغار.. الكل يستمتع بلحظاته الا أنا.. كنت قد قررت أن اتابعهم وافوت على نفسي متعة وجودي في ذلك المكان..
جميع من شاهدتهم اتفقوا على شئ واحد.. هو أن الدنيا في تلك اللحظه ليس بها الا هم فقط.. حركاتهم.. ضحكاتهم.. مشاعرهم.. كانت تشير أنهم قد نسوا أن يكون هناك أناس آخرون حولهم.. أو أن يكون هناك من يتعمد مراقبتهم "مثلي طبعا"...
ربما تجلت السعادة في تلك اللحظات بنسيان الآخرين.. بالتركيز على إدخال الراحة الى أنفسهم دون التفكير بأشياء قد تنغص حلاوة تلك الأوقات..
قبل أن أغادر.. لمت نفسي لأني تجاوزت الحدود وسلطت عيناي وأفكاري نحو الجميع.. فهي خصوصيات يجب أن تحترم.. وأقنعت نفسي بأني قد أخطأت.. ثم سحبت تلك الفكرة من رأسي.. واخترت تفسيرا آخر -أكثر سذاجة- لما حدث.. كانوا سيئ الحظ لدرجة أنهم تواجدوا بنفس المكان والزمان مع شخص مثلي..
أخيرا... طرأت برأسي فكرة تدوين ما تقرأونه الآن وانا لا أزال على شاطئ البحر.. وابتسمت لأنكم ستشاهدون شيئا حصريا.. لكنها ليست صورا هذه المرة ...|a
تحيــاتي