!! أنا وأبنُ عمي !!
{ المقدمة }
قصة حقيقة عاشتها هِند والتي طلبت مني أن أكتب قصتها هُنا ليقرأها الجميع فأتمنى من الجميع أن يقرأها بتمعُن !!
{ هِندٌ وزياد }
نسرح ونمرح في بداية حياتنا ..خاصة حياة الطفولة منا من رأها بعين السعادة ومنا من قد يكون عاشها في حُزن وآلم ..والحياة لا تأخذ بالتمنى وإنما تؤخذُ الدُنيا غلابا .
بدأت القصة في تلك الحارة بشمال الباطنة حيث ترعرعت تلك الفتاة مع أبنُ عمً لها فكانت حياة البراءة وسط أجواء تلك المدينة التي تآلف سُكانها على الحب والوفاء وبذل الخير وكفِ الأذى والنصيحة لا تزال تعاليم القرآن الكريم كما هي مع مُعلم الحارة الأولاد والبنات الصغار مع كل تلك الذكريات التي تمر على الطفولة البريئة كأيام رمضان وبعدها الأعياد وباقي المناسبات الجميلة إلا أن هِند وزياد عاشاها معاً فالنظرة التي ترتسم على وجوهـ الكبار بأن هِندٌ لزياد وزيادٌ لهند هكذا كانت تتجه النية والعزم فكانت كل سنة من السنين تعني لهذين الشابين قُرب أمتزاج الروح بالروح والتقاء طهارة الحُب في بيت الزوجية الذي كانا يحلُمان به .
ولكن ما جاء المثل القائل (تجري الرياح بما لا تشتهي السُفن ) إلا لحقيقة مُرة عاشها الأوائل وكانت نتاج لتجارب خاضوها فجاءت المقالة ولكن هذه المرة كانت الرياح قاسية جداً على قلبين من قلوب البشر التي تعاهدت على الصفاء والمحبة الخالصة بالنقاء الروحي الإنساني لهذين الشابين الذين درسا في نفس المدرسة وأنهيا دراستهما كباقي أبناء الحي ثم توظف زياد وكذلك توظفت هِند ولكن المفاجأة الغير سارة والتي كانت تنتظر كلاهما ذاك الخبر الصاعق الذي وصل لعائلتي الشابين البريئين وما هو ترى ذلك الخبر الذي نتوق إليه ويتوق لمعرفته كلُ من يتابع قصتنا هذه إلا وهو { الرضاعة } الغير محتسبة والتي رمت بظلال نفسها على حياة شابين عاشا في أحلام وأية أحلام تلك التي أصبحت من الأوهام والأماني المعدومة فلانة أم فلان أرضعت فُلانة ويا للهول .
في أحدى الجلسات العصرية التي تجتمع فيها النساء أنشغلت فلانة بإحضار القهوة أو لأمر ما فكانت الداعية للخير تشاهد الطفلة أو الطفل يبكي فما كان منها إلا أن أرضعته لتُسكته ظناً منها بأن هذا العمل من أعمال الخير إلا أن هذا العمل كانت له من المداخلات الفقهية ما كان ليحرُم الزواج بسبب الرضاع فهي أخته من الرضاعة ولعلها لم تكُن أول مرة لنقول عدد مقدار الرضعة كانت رضعة أو رضعتين ففي النهاية كانت المصيبة بعد الإفتاء بأن فلانة لا تحلُ لفلان فهي أخته من الرضاعة .
وهما لا يزالان أبناء الثامنة عشرة كان الأهل على علم بكل هذا إلا أن الأمر كان صعبٌ على الجميع أنتظر الجميع حتى يكبر الشاب والشابة الحبيب والحبيبة حتى يتقبلا الداهية التي ستفرق بين حلميهما ليكونا أسعد زوجين عاشا الحب منذُ الصِغر فبعد أن أشتغل زياد وأشتغلت هِندٌ وبعد أن فكر الأثنان في لم الشمل على بساط الزوجية ككل عريسين أخبر الوالدين كلاً من هِند وزياد بالحقيقة المُرة ضحك الأثنان وكأن المسئلة كانت دُعابة ولكن ليس في محلها ولا وقتها دعوا عنكم هذا الكلام يقول زياد بأن هِندٌ هي زوجتي أم أولادي هي حياتي هي راحتي هي أمني وأماني وأستقراري وهِند رغم أنها لم تصدق الخبر إلا أن نظرة والديها اللتان تُثيران الشك بأنه لم يكون ذلك الكلام مُزاحاً أوقع بعض من قطرات الدموع الساخنة على وجنتيها البريئة !! تأكد الخبر بعد ذلك فكانت الصاعقة الكُبرى التي دمرت الأحلام وأيقظت سُبات الحزن من نومه ليحُل بدلاً عن السعادة فموت الفرح حان في تلك اللحظة الموجعة المؤلمة التي أوجعت قلب شابين منذّ نعومة أظفارهما بأنهما كانا لبعضهما البعض ولكن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ( المكتوب على اللوح المحفوظ) حان بيانه !! أصر الإثنان بعدم الزواج ولو مرت بهم السنين وشاخا معاً ولكن لا مُعقب لحكم الله فالإيمان بالقدر وخيرهـ وشرهـ وأنه من الله من علامات تسليم العبد لربه .
بعد سنوات بسيطة أصرت هِند على زياد بأن يدع عنه المكابرة في الأمر ودعته للزواج من أحدى صديقاتها ممن درست أخلاقها وعرفت صفاتها وعاشت معها سنوات لتعرف بجمال قلبها !! رفض زيادٌ الفكرة في البادئ ولكن هِند بقلبها الكبير الأبيض أقسمت عليه إن كان لا يزال يكُن لها شيئاً من مشاعر الحُب أن يتزوج بصديقتها حتى يعيش وتستطيع أن تتزوج هي من بعدهـ والنتيجة ما كان من زياد إلا أن يطيع أمر معشوقته السابقة محبوبته فما كان ليرد لها طلباً ولو طلبت منه روحه وأغلى ما يكون من أمرهـ ..تزوج زياد بصديقتها عاشت هِند فرح زواج أبن عمها الذي كان مؤلم ممزق من الداخل إلا أنها حتى لا تبين ذلك الألم الموجع عاشت الفرحة التي يضمها ويلفها ألف ألف حزن وألف ألف طعنة ولكن زواج أبن عمها الحبيب هو فرحها بنفسها فهو قلبها وحبها .
عاش زيادٌ حياته وأنجب مولودهـ الأول وطلب من هِند أن تخطو خطوته ولكن هِند رغم حبها للحياة ومثلها كمثل أي فتاة تتمنى أن تتزوج وتستقر إلا أنها كانت ترفض كل من يتقدم لخطبتها وكأنها ترفض الفكرة من الأساس هي مؤمنة نعم بقدر الله ولكن تكابدها اللوعة ويحن قلبها شوقاً لمن كان أسير فؤادها ويوم بعد يوم والكل من العائلة يحاول فيها ومن ضمنهم زياد إلا أنها لا زالت تتريث وكأنها تطلب من القدر أن يُعاجلها بالممات حتى لا يضم جسدها إنسان أخر غير ذلك الإنسان الذي أحبته بكل جارحة من جوارحها .
{ الخاتمة }
هِند تشارك كالبقية بعطاء ينساب من مداد قلمها هي مع الجميع تشاطر الكل أفراحهم وأحزانهم ينبض قلبها بالحب والأحترام للجميع أشكر لها ثقتها لسامحها لي بكتابة قصتها وأعتذر أن كنت أخفقت في تبيان تلك القصة كما وقعت بتفاصيلها الحقيقية ولكني حاولت جاهداً أن أعيش مع تلك القصة لأكتبها بأخلاص ..
قصة واقعية مؤلمة بحق
بقلم /ورود المحبة !!