فعندما ينهمر المطر قصة مأساوية

    • فعندما ينهمر المطر قصة مأساوية

      فتمر على بلادنا الغالية سنوات عجاف يكاد ينحسر فيها المطر ، يتذمر فيها حال الإنسان والطير والشجر ، تنادي رب العزة أن يرحمنا بتساقط حبات المطر ، وما أن يأتي المطر ، ونسمع نشرات الأرصاد الجوية تتنبأ بأن منخفض جوي قادم كضيف ينتظر ، فتحرص الجهات المعنية ، على أن تبث الأخبار والنشرات الجوية ، فتتبع أحوال الطقس في مثل هذه الظروف والأحول ، وتدعم ذلك بالصور الجوية لتنبؤات العددية ، الملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية مسار المنخفض القادم ، فتصدر التحذيرات بأخبار تحذيرية ، تبث على مدار الساعة لأخذ الحيطة والحذر ، من ما قد يصاحب المنخفض من تقلبات في الغلاف الجوي وغزارة الأمطار ، وسرعة الرياح وغزارة مياه الأودية ، وخاصة القاطنين بالقرب من مجرى الشعاب والأودية ، فغالبا ما تكون الأراضي الموزعة من قبل الجهات المعنية ، معظمها في مجارى الأودية ، وبعضها في التلال الجبلية ، فتبهج النفس ويرتاح البال وننتظر ساعات وصول المنخفض .

      فأخيرا حل الضيف المنتظر بسحب سوداء كثيفة داكنة ، تجرى ما بين السماء والأرض ، وشعاع البرق يعرج وسط السماء كلمح البصر ، ويدوي الرعد في مسامعنا ـ وما هي إلا لحظات فتتساقط قطرات المطر ، فتتجمع على هيئة برك مائية كبيرة ، ثم تسلك مسارها إلى مجرى الشعاب و الأودية ، فمن بين سفوح الجبال الراسيات ، تندفع الوديان بسرعة عالية ، مياه غزيرة جارفة لا أحد يجزم قوتها وقدرتها التدميرية ، وهنالك شوارع مرصوفة تأخذ مسارها مجرى تلك الأودية ، نفذتها الجهات المعنية ـ بحكم طبيعة التضاريس وعدم أتساع المكان ، فكان مسارها في مسار جريان الأودية ، ورغم تلك التحذيرات والتنبؤات العددية ، الصادرة من الجهات الرسمية ، ورغم جهود شرطة عمان السلطانية ، نرى أمام أعيننا أناس يجازفون بأنفسهم وعوائهم فيعبرون الوادي ، وكأنهم يتحدوا القدرة اللاهية ، فهنالك سيارة يدعي صاحبها بأنها ذات عزم رباعي وبقوة صاروخية ، يعبر بها عباب الوادي وبها كافة أفراد العائلة ، فلا يدري ما يخفيه لهم القدر ، فأما أن يجرفها تيار الماء ويحملها كورقة قرطاسيه ، وأما أن تضربها بعض الصخور الجبلية ، وما هي إلا دقائق وثواني زمنية ، حتى غرقت السيارة واختفت عن الأنظار البشرية ، تعالت الصرخات من قبل الحضور وأسرعت الاتصالات لدوريات الشرطة بطلب النجدة ، لإنقاذ الأسرة المنكوبة ، فأخير وبعد فترة انتظار سمع الجميع هدير الطائرة العمودية ، التابعة لشرطة عمان السلطانية ، حامت وطافت أرجاء المكان فحددت مكان وجود السيارة الرباعية ، وبعد انحسار مياه الوادي ، تم البحث والتحري عن أماكن وجود الأسرة المفقودة ، فوجدوا جثثهم بعضها عالقة بمقصورة السيارة ، وبعضها دفنتها مياه الوادي بين الصخور فغمرتها التربة الطينية ، نقلت الجثث إلى المتشفى ، ليتم التعرف عليها من واقع بيانات بطاقاتهم الشخصية ، أخيرا تعرفوا عليهم فهم أسرة من الولاية الفلانية ، أجرى رجال الشرطة عدة اتصالات بذويهم ، وطلبوا منهم الحضور إلى المستشفى دون تأخير ، لأن جثث ذويهم ترقد في غرفة الإنعاش ـ أمانة ورجعت إلى رب البرية ، وما هي إلا ساعة من الزمن حتى إمتلىء المستشفى بأقارب المنكوبين ، وبين لحظة وأخرى تعلوا صرخات مدوية ، بكاء وصريخ لفقدان عزيز عليهم قضوا نحبهم في لحظة استعجال ـ فماذا كان الحال لو تريثوا لحظات زمنية .

      فهذه هي النهاية المساوية ، فعلينا أن نحترس في مثل هذه الأحوال ، ونأخذ الحذر عندما ينعم علينا رب البرية ـ بأمطار خير على بلادنا بعدما عانت أغلبية البلدان من مشاكل المحل لسنوات عديدة ، لكي لا يكون حالنا مثلما طويت صفحة تلك الأسرة البرية بتلك الظروف المأساوية .
    • طرح رائع اخي ولد الفيحاء اسلوبك في السرد رائع جدا ومشوق

      \\\\\\\\\\\\

      اخي قد لامست جروحنا فكم من شاب وافته المنيه في ساعة تهور اراد فيها ان يظهر للناس شجاعته انه قادر على تجاوز المياه ولكن قدّر الله وماشاء فعل وجرفته المياه لقائمة الموتى واصبح من الماضي """في التاني السلامه وفي العجلة الندامه والعجلة من الشيطان "" من منا لا يعرفها ولكن السؤال هنا من منا يطبقها !!؟؟؟

      \\\\\\\\\\\

      بارك الله فيك اخي ووفقك ربي
      “وحين افترقنَا ..
      تمنّيتُ سوقاً .. ( يبيعُ السّنين ) ! يعيدُ القلوبَ .. ويحيي الحَنين .. ” ― فاروق جويدة
    • "طرح بمنتهى الروووعة تسلم أخي ولد الفيحاء على أسلوبك الراااااائع في السرد"

      بصراحة هؤلاء أناس يفقدون نعمة العقل فلماذا يجازف الإنسان بحياته وحياة أعز الناس عليه لماذا نغير حالتنا من الفرحة إلى حال الحزن ليس هذه بشجاعة ولا حب التحدي ولكن هذا عمل بمنتهى الغباء
      صحيح قدر الله وما شاء فعل لكن الله لم يأمر بأن نرمي أنفسنا إلى التهلكة
      أتمنى أن يتعض من يقرأ سردك الجميل...
      دٱئمٱً ۆ ٱبدٱً ~o) : ( ا̄ﻟبسٱطہ - ٺضيف علئ شخصڳ رونققٱً مميزٱً .. ﻳ̉جعلڳ مختلف ڳن بسيطٱً ٺڳن ٱجمل ..
    • وليفة الغربة كتب:

      "طرح بمنتهى الروووعة تسلم أخي ولد الفيحاء على أسلوبك الراااااائع في السرد"

      بصراحة هؤلاء أناس يفقدون نعمة العقل فلماذا يجازف الإنسان بحياته وحياة أعز الناس عليه لماذا نغير حالتنا من الفرحة إلى حال الحزن ليس هذه بشجاعة ولا حب التحدي ولكن هذا عمل بمنتهى الغباء
      صحيح قدر الله وما شاء فعل لكن الله لم يأمر بأن نرمي أنفسنا إلى التهلكة
      أتمنى أن يتعض من يقرأ سردك الجميل...

      مشكورة أختي وليفة الغربة على تعقيبك الطيب ، ننتظر إبداعاتك الطيبة الجديدة في واحة قضايا الشباب .
    • كل المساء أخي الكريم...
      لقد تطرقت الى موضوع جداً مهم وبنفس الوقت مأساوي...
      فعلاُ أخي كثير ما نشاهده عند نزول السيول الجارفه اشخاص متستهتره وان صح التعبير يغامرون بأرواحهم وارواح من معهم فالمركبات حيث أنهم يدركون تماماً مدأ خطورت تلك السيول الجارفه ومع ذلك لا يتريثون حتى تهدئ وكل هذا بحجت أنهم مستعجلون لا يمكن أن نقول بان هذه شجاعه ويملكون التصرف بل هذه مجازفه بحد ذاتها..
      وفي مره من المرات رايت بأم عيني للاسف أحد المواطنين يحاول عبور أحد السيول مع وجود سيارة الشرطه ولم يتحركوا في رده على ما ينوي.
    • تسلم أخي ولد الفيحاء ع طرحك الرااائح وع هالاسلوووب الشيق ...
      ولا أقول سوى :...* العقل نعمة *
      حياتي التي أعيشها كالقهوة التي أشربها ...على كثر ما هي مره فيها حلاوة ....!!
      qassimy.com/vb/showthread.php?t=236092
    • مسااااء الابدااااع
      موضوع طيب بصراااحة و
      قصة رااائعة منك أخي ولد الفيحااااء
      وتحاكي الواااقع الذي نعيشه في حيااااتنا
      ما أن يهطل المطر وتأتي الأودية نسمع عن غرف هذا وموت هذا
      فتذهب فرحتناااا بالأجوااااء الجغراااافية الجميلة
      الحذر ثم الحذر
      شكراااا على الموضوع الطيب
      بااارك الله فيك
    • تسلم اخوي ولد الفيحاء ع المووضووع الذي ايقض ذكرياات مؤلمه

      الحمدلله ع كل حاال ,,

      كيف فكروا ان يسلموو اروااحهم للعبه صنعها الانساان ف موااجهة ظوااهر طبيعيه لا نستطيع السيطره عليها

      اين غاابت نعمت العقل ف ذلك الوقت,, لماذا لم يفكر باانه يحمل ع عااتقه اكثر من رووح

      الم يفكر بانه اذا خاااطر لن يخااطر بنفسه فقط

      ذكرياات تؤلم و لا اطلب الا من رب العزه الرحمه و المغفره

      تقبل مروري المتوااضع اخي:)
    • يعطيك العافية اخي ولد الفيحاء على الطرح المميز


      نعم اخي الكثير من الناس مستهترون جدا في هذه مسائل ولا يفكرون حتى في من حولهم ... وان الله تعالى :: لا ترمو انفسكم في التهلكة ::

      فبذلك يكون الانسان مسؤول عن روحه وعن تصرفات ولكن يبقى السؤال الى متى سوف يكبرون الاشخاص الذين يعتبرون نفسهم رجال ويريدون ثبوت قوتهم امام الاخرين بالقوة .. لا يعلم بأن تصرفه طفولي وليس محكم العقل

      اسال الله الهداية للجميع

      واتمنى ما ينسون من حولهم

      يعطيكم العافية
    • شموخي عزي كتب:

      يعطيك العافية اخي ولد الفيحاء على الطرح المميز


      نعم اخي الكثير من الناس مستهترون جدا في هذه مسائل ولا يفكرون حتى في من حولهم ... وان الله تعالى :: لا ترمو انفسكم في التهلكة ::

      فبذلك يكون الانسان مسؤول عن روحه وعن تصرفات ولكن يبقى السؤال الى متى سوف يكبرون الاشخاص الذين يعتبرون نفسهم رجال ويريدون ثبوت قوتهم امام الاخرين بالقوة .. لا يعلم بأن تصرفه طفولي وليس محكم العقل

      اسال الله الهداية للجميع

      واتمنى ما ينسون من حولهم

      يعطيكم العافية

      مشكورة أخواتي نعنوعة ، وشموخي عزي على ما خطته أناملكن الكريمة .