فتمر على بلادنا الغالية سنوات عجاف يكاد ينحسر فيها المطر ، يتذمر فيها حال الإنسان والطير والشجر ، تنادي رب العزة أن يرحمنا بتساقط حبات المطر ، وما أن يأتي المطر ، ونسمع نشرات الأرصاد الجوية تتنبأ بأن منخفض جوي قادم كضيف ينتظر ، فتحرص الجهات المعنية ، على أن تبث الأخبار والنشرات الجوية ، فتتبع أحوال الطقس في مثل هذه الظروف والأحول ، وتدعم ذلك بالصور الجوية لتنبؤات العددية ، الملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية مسار المنخفض القادم ، فتصدر التحذيرات بأخبار تحذيرية ، تبث على مدار الساعة لأخذ الحيطة والحذر ، من ما قد يصاحب المنخفض من تقلبات في الغلاف الجوي وغزارة الأمطار ، وسرعة الرياح وغزارة مياه الأودية ، وخاصة القاطنين بالقرب من مجرى الشعاب والأودية ، فغالبا ما تكون الأراضي الموزعة من قبل الجهات المعنية ، معظمها في مجارى الأودية ، وبعضها في التلال الجبلية ، فتبهج النفس ويرتاح البال وننتظر ساعات وصول المنخفض .
فأخيرا حل الضيف المنتظر بسحب سوداء كثيفة داكنة ، تجرى ما بين السماء والأرض ، وشعاع البرق يعرج وسط السماء كلمح البصر ، ويدوي الرعد في مسامعنا ـ وما هي إلا لحظات فتتساقط قطرات المطر ، فتتجمع على هيئة برك مائية كبيرة ، ثم تسلك مسارها إلى مجرى الشعاب و الأودية ، فمن بين سفوح الجبال الراسيات ، تندفع الوديان بسرعة عالية ، مياه غزيرة جارفة لا أحد يجزم قوتها وقدرتها التدميرية ، وهنالك شوارع مرصوفة تأخذ مسارها مجرى تلك الأودية ، نفذتها الجهات المعنية ـ بحكم طبيعة التضاريس وعدم أتساع المكان ، فكان مسارها في مسار جريان الأودية ، ورغم تلك التحذيرات والتنبؤات العددية ، الصادرة من الجهات الرسمية ، ورغم جهود شرطة عمان السلطانية ، نرى أمام أعيننا أناس يجازفون بأنفسهم وعوائهم فيعبرون الوادي ، وكأنهم يتحدوا القدرة اللاهية ، فهنالك سيارة يدعي صاحبها بأنها ذات عزم رباعي وبقوة صاروخية ، يعبر بها عباب الوادي وبها كافة أفراد العائلة ، فلا يدري ما يخفيه لهم القدر ، فأما أن يجرفها تيار الماء ويحملها كورقة قرطاسيه ، وأما أن تضربها بعض الصخور الجبلية ، وما هي إلا دقائق وثواني زمنية ، حتى غرقت السيارة واختفت عن الأنظار البشرية ، تعالت الصرخات من قبل الحضور وأسرعت الاتصالات لدوريات الشرطة بطلب النجدة ، لإنقاذ الأسرة المنكوبة ، فأخير وبعد فترة انتظار سمع الجميع هدير الطائرة العمودية ، التابعة لشرطة عمان السلطانية ، حامت وطافت أرجاء المكان فحددت مكان وجود السيارة الرباعية ، وبعد انحسار مياه الوادي ، تم البحث والتحري عن أماكن وجود الأسرة المفقودة ، فوجدوا جثثهم بعضها عالقة بمقصورة السيارة ، وبعضها دفنتها مياه الوادي بين الصخور فغمرتها التربة الطينية ، نقلت الجثث إلى المتشفى ، ليتم التعرف عليها من واقع بيانات بطاقاتهم الشخصية ، أخيرا تعرفوا عليهم فهم أسرة من الولاية الفلانية ، أجرى رجال الشرطة عدة اتصالات بذويهم ، وطلبوا منهم الحضور إلى المستشفى دون تأخير ، لأن جثث ذويهم ترقد في غرفة الإنعاش ـ أمانة ورجعت إلى رب البرية ، وما هي إلا ساعة من الزمن حتى إمتلىء المستشفى بأقارب المنكوبين ، وبين لحظة وأخرى تعلوا صرخات مدوية ، بكاء وصريخ لفقدان عزيز عليهم قضوا نحبهم في لحظة استعجال ـ فماذا كان الحال لو تريثوا لحظات زمنية .
فهذه هي النهاية المساوية ، فعلينا أن نحترس في مثل هذه الأحوال ، ونأخذ الحذر عندما ينعم علينا رب البرية ـ بأمطار خير على بلادنا بعدما عانت أغلبية البلدان من مشاكل المحل لسنوات عديدة ، لكي لا يكون حالنا مثلما طويت صفحة تلك الأسرة البرية بتلك الظروف المأساوية .
فأخيرا حل الضيف المنتظر بسحب سوداء كثيفة داكنة ، تجرى ما بين السماء والأرض ، وشعاع البرق يعرج وسط السماء كلمح البصر ، ويدوي الرعد في مسامعنا ـ وما هي إلا لحظات فتتساقط قطرات المطر ، فتتجمع على هيئة برك مائية كبيرة ، ثم تسلك مسارها إلى مجرى الشعاب و الأودية ، فمن بين سفوح الجبال الراسيات ، تندفع الوديان بسرعة عالية ، مياه غزيرة جارفة لا أحد يجزم قوتها وقدرتها التدميرية ، وهنالك شوارع مرصوفة تأخذ مسارها مجرى تلك الأودية ، نفذتها الجهات المعنية ـ بحكم طبيعة التضاريس وعدم أتساع المكان ، فكان مسارها في مسار جريان الأودية ، ورغم تلك التحذيرات والتنبؤات العددية ، الصادرة من الجهات الرسمية ، ورغم جهود شرطة عمان السلطانية ، نرى أمام أعيننا أناس يجازفون بأنفسهم وعوائهم فيعبرون الوادي ، وكأنهم يتحدوا القدرة اللاهية ، فهنالك سيارة يدعي صاحبها بأنها ذات عزم رباعي وبقوة صاروخية ، يعبر بها عباب الوادي وبها كافة أفراد العائلة ، فلا يدري ما يخفيه لهم القدر ، فأما أن يجرفها تيار الماء ويحملها كورقة قرطاسيه ، وأما أن تضربها بعض الصخور الجبلية ، وما هي إلا دقائق وثواني زمنية ، حتى غرقت السيارة واختفت عن الأنظار البشرية ، تعالت الصرخات من قبل الحضور وأسرعت الاتصالات لدوريات الشرطة بطلب النجدة ، لإنقاذ الأسرة المنكوبة ، فأخير وبعد فترة انتظار سمع الجميع هدير الطائرة العمودية ، التابعة لشرطة عمان السلطانية ، حامت وطافت أرجاء المكان فحددت مكان وجود السيارة الرباعية ، وبعد انحسار مياه الوادي ، تم البحث والتحري عن أماكن وجود الأسرة المفقودة ، فوجدوا جثثهم بعضها عالقة بمقصورة السيارة ، وبعضها دفنتها مياه الوادي بين الصخور فغمرتها التربة الطينية ، نقلت الجثث إلى المتشفى ، ليتم التعرف عليها من واقع بيانات بطاقاتهم الشخصية ، أخيرا تعرفوا عليهم فهم أسرة من الولاية الفلانية ، أجرى رجال الشرطة عدة اتصالات بذويهم ، وطلبوا منهم الحضور إلى المستشفى دون تأخير ، لأن جثث ذويهم ترقد في غرفة الإنعاش ـ أمانة ورجعت إلى رب البرية ، وما هي إلا ساعة من الزمن حتى إمتلىء المستشفى بأقارب المنكوبين ، وبين لحظة وأخرى تعلوا صرخات مدوية ، بكاء وصريخ لفقدان عزيز عليهم قضوا نحبهم في لحظة استعجال ـ فماذا كان الحال لو تريثوا لحظات زمنية .
فهذه هي النهاية المساوية ، فعلينا أن نحترس في مثل هذه الأحوال ، ونأخذ الحذر عندما ينعم علينا رب البرية ـ بأمطار خير على بلادنا بعدما عانت أغلبية البلدان من مشاكل المحل لسنوات عديدة ، لكي لا يكون حالنا مثلما طويت صفحة تلك الأسرة البرية بتلك الظروف المأساوية .

