الحرف هو الحياة حين نؤرخها
والكتابة هي العُمرْ حين نسطره
.
.
الأسئلة التي تمرّ ذهني متفاوتة غالباً ، والدهشة التي تغمرها عينيّ أيضاَ متفاوتة !
يبقى الحيّز الجميل الحُرّ ذاك المُتاح للجميع :
التفاعل مع الآخر ممّا يخلق ابتكاراً جميلاً معظم الأحيان ..
لماذا نقرأ ؟ أو لماذا نكتب ؟
ليست أسئلة تموت .. إنما تحيا ما استمر الخلق ..
ألا يكفي أنها أول التنزيل عليه ، عليه الصلاة والسلام " اقرأ " !
ألا يكفي ذلك ليقرّ قُدسية الحرف في جميع الأزمان والحضارات تقريباً !
كل هذا الكمّ من الهمس ، والصراخ ، والصراحة ، والمواجهة ، والغرق ، والنجاة
لا يمكن حصره بهدف سخيف ، أو استباحته بنيّة قذرة ، أو تحجيمه بمعرّف غبي !
هو ببساطة ما يشبه معركة في الداخل يطرحها الكاتب بكل أريحيّة لأجل الآخرين ..
ولا يلتمس منهم شيئاً أبعد من صدى إنساني ..
فمعظم الأشياء البسيطة تتخمر في الذهن كـ حميميّة طاغية تمهّد هذا الانفجار
الجميل على البياض وخلود اللحظة التي تؤكد حقيقة بديهية ، أن الكاتب
ما أدرك هذا المدى إلا :
باحتواء عينه التي رأت ، وروحه التي حدست ، وقلبه الذي وعى ، وقلقه الذي أخلص حدّ الوهج ..
فلا شيء مضمون حين يطأ بقلمه تلك اللحظة ، قد يكون موتاً وقد تكون حياة ،
لن يعرف وهو يجرّ ثبات قدمه على أرض الصمت إلى حقل مُلغمٌ بـ الزوابع ما الذي ينتظره !
هناك من كلفتهم " الكتابة " أثمان باهظة ..
فمنهم من كلفته وطن لا يُغني عنه منفى مهما بلغ جماله ..
ومنهم من عزلته داخل وطنه لإصراره على الحق فيما يكتب ..
ولا أرى فرقاً بين كاتبٍ كبير أو مجرد مُسجل لخواطره إلا في التمكّن والإبداع ربما ..
إنما تظل القدسية قائمة لهذا الإنسان بالداخل ..
وتظل مساحة الـ خَلْق فيما نقرأه أو نكتبه مفتوحة للجميع ..
إلا أولئكَ ....
المتنكرون بـ الحرف .. فلهم فقط أبتسم بهدوء لأن انتهاءهم مُدركٌ أوضح مما يظنّون ..
فالكتابة شيء من " روح " وهبها الخالق لنا كي نحيا حين تضيق بنا الأشياء ،
وكي نمنح بها قبس حياة ..
روح؛
4/5/2010