سنور ولابس كمه كتب:

النفس وظائفها عند علماء المسلمين :

تأتي النفس البشرية , ووظائفها , وامراضها سواؤها , انحرافها في موضع الصدراة من كلمات الله تعلى حيث ورد لفظ ( النفس ) في القرآن الكريم ) في 367 موضعا . وقد استعملت دلالات مختلفة ابرزها : الاشارة الى ضمير الانسان حيث اكد الله تعالى انه خالق الانسان ويعلم ضميره ووساوس نفسه فقال : " ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه " (ق- 16) . وما دام الله خلقنا فهو اعلم بطبيعة نفوسنا , ودواخل اعملنا وجوهر ذاتنا فقل سبحانه : " ربكم أعلم بما في نفوسكم ( الاسراء 25 ) .

كما استعملت النفس في الاشارة الى البشر , فالنفس الواحدة هي اصل البشرية جميعا , ومن النفس الواحدة خلق الله كافة النفوس الانسانية حيث قال :"هو خلقكم من نفس واحدة " ( الاعراف 189) .

وقال " يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة . ( النساء 1 )

خصائص النفس في القران الكريم وعلم النفس الحديث .

الدكتور عبد الرحمن محمد عيسوي استاذ علم النفس فيقول : القران الكريم يصور النفس الشريرة بما فيها من عمليات ادراكية وعقلية , كالاحساس والتفكير , والتخيل , والتأمل , والتدبير في مخلوقات الله وملكوته , ويشير القرآن الى ان هناك نفسا ( لوامة ) تلوم صاحبها على ما يرتكب من الذنوب والمعاصي , وتشبه هذه النفس الضمير الخلقي في علم النفس الحديث او "الانا" العليا في مفهوم مدرسة علم النفس التحليلي , وهي النفس التي يقع منها الفعل كما يقع عليعا الحساب , ولذلك جاء ذكرها مقرونا بيوم القيامة .... واهل اللغة يقولون إن اللوام صيغة مباغة في لائم فهم يشتد في لومه . وفي اللوم معنى المؤاخذه , والتأنيب , لذلك خاطبها الله بصيغة القسم فقال: "لا أقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة " ( القيامة 1\2)

ما هي النفس اللوامة ؟؟

يقول مجاهد بن جبر في تفسيره :" النفس اللوامة هي التي تلوم على ما فات وتندم عليه , وتلوم صاحبها على الشر لم تفعله , وعلى الخير لمَ

لمُ تستكر منه "

وروى شداد بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الكّيس
من دان نفسه - حاسبها - وعمل لها بعد الموت , والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله ". وقال الحسن بن على رضي الله عنهما : " ان العبد لا يزال بخير ما كان له واغظ من نفسه , وكانت المحاسبة من همته ".

فاللنفس اللوامة نفس حذرة خائفة من الله , متيقظة لافعالها , وهي بهذه الصفة كما يقول علماء النفس المحدثون النفس السوة الحساسة التي تحاسب قبل ان يحاسبها غيرها .

النفس الامارة بالسوء

وم وظائف النفس كذلك أنها قد تدفع صاحبها الى الاتيان بالسوء مصداقا لقوله تعالى :" وما أبرىْ نفس إن النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي ". ( يوسف 53) وهي مثل هذه النفوس تبرز الدوافع الشريرة , التي تتوجه بأصحابها الى السوء وتزينه لهم , بما تميل اليه من حب الشهوات ومسايرة الغرائز , والتحريض على الانحراف .

النفس مسؤولة عن افعالها

ومن خصائص النفس في المدرسة النفسية الاسلامية انها قد تكون سوية , وقد تكون معتلة , وفي الحالة الاخيرة يلزم التدخل بالوعظ والارشاءد والنصحوالتوجيه , والاقناع لعلاجها مثلما يقول الحق سبحانه :" ونفس وما سواها , فألهمها فجورها وتقواها " ( الشمس7 )

ومن وظائف النفس انها مسؤولة عما تأتيه من الخير والشر من السلوك الطيب الحميد , ومن السلوك الشاذ المنحرف لقوله تعالى " واتقوا يوما لا ُتجزى نفس عن نفس شيئا ً ولا يقبل منها شفاعة " ( البقرة 48)

وظائف النفس في الاسلام

ومن وظائف النفس في القرآن الكريم الصبر والمصابرة , وقال تعالى " واصبر نفسك مع الذين يعبدون ربهم بالغداوة والعشي "( الكهف 28) وترجع هداياة الانسان وضلاله الى نفسه كما يقول سبحانه " " فمن تكث فإنما ينكث على نفسه "( الفتح 10) , والنفس ربما توسوس للانسان الى حد الذي جعل الطب النفسي الحديث يفرد مرضا خاصا اسمه " الوسوسه " وفيه تظل الافكار السوداء او التافهة القسرية تسيطر على ذهنه فتقض مضجعة ولا يستطيع التخلص منها , وفي هذا يقول القران الكريم " ولقد خلقنا الانسان ونعلم ماتوسوس به نفسه "(ق16) , وربما وسوست النفس لصاحبنها بخواطر الاثم , ومشاعر المنكر, فالوسوسة في الاصل هي الصوت الخفي , والوسواس هة الشيطان الذي يوسوس لغيره ولهذا علينا ان نستعيذ بالله منه كما داء في سورة الناس "قل أعوذ برب الناس ملك الناس , اله الناس من شر الوسواس الخناس , الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس ,"

العلاج النفسي الاسلامي

الدكتور اسامة الشربيني استاذ الطب النفسي له راي يقول فيه:

العلاج النفسي الموجه اسلاميا يقوم علىالاسس التالية :


1- الايمان : وهو يحدد للانسان الاطار المرجعي ويحدد موقفه وحركته في الدنيا .


2- يمد الفرد بطاقة روحية , ويدعم النواحي الاجابية في الشخصية ويؤلف بين افراد المجتمع .


3- يحدث تغييرا في فكر الانسان وفي وعيه , وموقفه من الوجود ومن الذات .


4- ينشىء علاقة مباشرة بين الفرد وخالقه كلصلاة والدعاء والذكر وسائر العبادات .


5- التخلص من اوهام الدنيا وصراعاتها . وعودة الانسان الى نفسه والى خالقه .


6- تعديل سلوك الانسان مع الاخيرين بما يترتب عليه من غيير افكاره وانفعالاته .


7- يؤلف بين الافراد ويجعل من المجتمع الايماني بيئة علاجية يتلاشى فيها الخوف .والفزع .والغضب والعدوان ..كما يتعامل مع اهواء النفس البشرية كالغضب والشهوة والخوف والذنب والاثم ثم هو في النهاية يؤدي الى جهلد النفس وتزكيها على اسس اخلاقيه ايمانية متينة بما يحقق للفرد احتياجاته النفسية والانسانية المشروعة كالحاجة الى الانتماء, والتسامي والتالي وتجاوز طبيعته البشريه ويتعالى بها فوق دعوى الشر واجنس والعدوان ,


فالاسلام منهج حياة متكامل للفرد والجماعة وهو ما لا تحققه نظريات التحليل النفسي , او النظريات الاجتماعية الحضارية او حتى اسهامات المدرسة الانسانية بنظتها القاصرة الى الانسان وخصوصا إنسان هذا العصر .



8- إن الانسان المسلم يدرك ان كل ما يفعله في حياته مجل وكل ادراكاته السمعية والبصرية واحسية والوجدانية مسجلة في مخه وفي جهازه العصبي عن طريق حواسه الظاهرة او الخفية فقال تعالى " ولا تقف ما ليس لك به علم إن اسمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ( الاسراْ 36),



وما احوجنا الى استلهام قرآننا وسنة بننا ودراسات علماء المسلمين الذين ربطوا بين الدين والدنيا , فاستقامت احوالهم و وكان قلبهم كقالبهم وعرفوا الله ففتح عليهم نور المعرفة , والصفاء الروحي نور البصيرة .

الفوارس كتب:

:)