إلى قلبٍ خفقه وطنٌ ..
و بين أنامله حديثُ مواسمٍ زاهية توشوش النوارس الغافية
إليكِ " عيون هند " بعض تأملّي ... وحرفٌ يقتفيني
أسدلتُ " حرفي " هذا المساء ..
لم أترقب الاكتمال أو تمام الوقت ..
لم أنهل من ينابيع الظنّ ..
أشعلتُ في حنايا روحي بخور نُذرٍ قديم ..
وصلّيتُ ليلة بكاملها تهجّداً وابتهالاً ..
ناديتُ كل من قالوا بقدرتهم على النسيان
وفتحتُ عرقي النابض لفيض سلواهم ..
و ... أنشدتُ لي ..
فإن سمعها بالقرب منه عصفورة تنادي ..
أتمنى ألا يجيبها ..
قد لا يوافق النداء مزاجه فتموت عصفورتي
وإن أخطأت ومرّته في حلمه ..ليته يتناساها
ويمحو ملامح صوتها المبحوح ..
وليتمرّد على الأوقات ، ويُمعن في غوى الحزن اللئيم ..
ومن ثمّ إن شاء...فليتحسّر !
.
.
وقتي يطرق المسافة وأنا مع حقيقتي التي أُسرفُ في الصمت عنها ..
أملأُ صوتي حديثاً وهو ينساب كلما عَنَّ للأمورِ عطبٌ في الساعة أو في
عتبات المساء ، على سفوحٍ لا تنحدر إلا حيثُ يكمنُ جمالها المُسمّى بــ الوصول ..
أتركُ على آثارهم النسيم ، وحاجةٌ آنية ... ومختصراً للحزن الباقي ،
كأنني فينيق سيُنهي الأسطورة لأنه ما وصل للشائع منها !
همستُ لي :
ماذا كان بإمكان عصفورةٍ رقيقة أن تفعل في إعصار عناق ؟
ما الذي قد تكون غفلت عنه في تجلّيات المستحيل العجيبة ؟
تخيلي معي للحظة .. هذا الخريف
يخادعني باخضرار زائف ويضنّ عليّ بحقيقة المدى ..
وبلا شحوبٍ يليق ، يولّي الأدبار هارباً !
تأملّي معي وأخبريني :
يا تُرى ماذا تريد المواسم ؟
ما الذي يُقصي الربيع عني كل هذا ؟
من ذا الذي سيُسّر للزهر مواعيد الإياب ؟
ومن سيروي نبتة الودّ في موعدها للحياة ؟
كل شيء متشابه .. !
جميعها الأشياء بلون السكوت .. وطعم الصمت .. ونكهة اللا انتظار
كلما أردت التنفس عاندتني رئة الكون ...
سيدة المتاهات أنا... ( ربما ) !!
كلما فرغتُ من دائرة أخذني الوجد إلى دوائر أخرى لا تشبه أساوري الرقيقة،
لا تحتفي بجدائل الوقت الذي فرحتُ فيه أو به ذات مرة ..
تبقى العيون باعثة الإدراك .. حين تطفق منمنمةً البوح ..
وتبقى هي باعثة " الروح " حين تولّي قِبلة الـ عُمق ..
وتبقى " لي " المنفذ الأصدق لارتكابات الصمت المؤلم في لجّة السكون
سأقولها لـ روحكِ فقط :
ما همّي أنا إذا ما ارتعشت قلوبهم في صقيع شموخي المُحيّر ؟
وحين يُمررون أطراف أحداقهم على ألمي :
ما همّهم إن أحصيتُ الغصص التي أعثر عليها تحت أنقاض روحي ..؟
إن أنا تحسست ذاكرتهم بـ ملحٍ يزيدها التهاباً ..؟
إن شوّهت أديم تشققات يفخرون بها ويغرسونها في الجفاف كوتدٍ مسنون ؟.
ما همّهم إن أتقنتُ صفع أطيافي أو سحقتُ الانحناءات المُعتّقة بــ الزيف ؟
حقاً ما همّهم ...:)
روح؛
8/6/2010