تعتبر مهن الخياطة ، والسباكة ، والكهرباء ، والحلاقة ، والنجارة ، وبعض المهن التي تشغلها الأيدي الوافدة من المهن الشريفة التي تدر دخلا كبيرا ، فلماذا يتعفف بعض الشباب عن مزاولة هذه المهن ، وخاصة ممن هم دون الشهادة الثانوية العامة ، فالحكومة الرشيدة قدمت الكثير من البرامج التدريبية الهادفة لتدريب الشباب العماني على مزاولة بعضا من هذه المهن ، وما زالت معاهد التدريب المهني المنتشرة في مختلف ولايات السلطنة تقوم بهذا الدور ، غير مخرجات الكليات التقنية وغيرها من المعاهد المتخصصة التي تدرب الشباب .
لقد سعت الحكومة الرشيدة ممثلة بوزارة القوى العاملة إلى فتح مجالات أوسع للشباب العماني من أجل الانخراط في سوق العمل ، أو الاعتماد على أنفسهم في مزالة بعض المهن التي باستطاعتهم مزاولتها ، فكان لبرنامج سند دوره الريادي في هذا المجال ، فوفر الكثير من الفرص للشباب من أجل الاستفادة من القروض لفتح ورش ومشاريع تجارية تدر لهم دخلا مناسبا ، وخير مثلا على ذلك تدريب بعض الفتيات العمانيات لمزاولة مهنة الخياطة في مختلف ولايات السلطنة وإحلالهن محل العمالة الوافدة التي تسمك بزمام هذه المهنة ، إلا إننا نجد القليل من تلك الفتيات ممن بقت مشاريعهن قائمة على حالها ، والبعض تلاشي ولم يعد له ذكر . كما أننا لا نجد الشباب العماني ممن يمارس مهنة السباكة ، والكهرباء ، والخياطة وغيرها من المهن التي تدر دخلا كبيرا بدلا من وظيفة في شركة براتب لا يتعدي 150 ريالا .
ولمناقشة هذه القضية نطرح الأسئلة التالية للنقاش :ـ
· لماذا يتعفف بعض الشباب عن مزاولة هذه المهن ، وبقت بيد العامل الوافد ونحن على أعتاب أربعين سنة من عمر النهضة المباركة رغم أنها تدر دخلا كبيرا ؟
· هل نظرة المجتمع العماني هي السبب في أخفاق بعض الشباب ممن يزالون هذه المهن وعدم الثقة بهم ؟
· لماذا فشلت مشاريع بعض الفتيات في مجال الخياطة ، أليس نظرة المجتمع العماني لها دور في ذلك ؟ ونجحت الفتاة العمانية في بعض المشاريع التي أصبحت تدر لها دخلا كبيرا يعينها على التكييف مع متطلبات الحياة ؟
· لماذا لا نعطي هؤلاء الشباب الثقة لكي يثبتوا تواجدهم في المجتمع ، ودائما نلجئ إلى العامل الوافد هل لقلة معرفتهم بأوضاع هذه المهن ؟
· هل المهن المذكورة أعلاه تحتاج زيادة الدعم من الحكومة الرشيدة من حيث تكثيف تدريب الشباب العماني وإلحاقهم في دورات مكثفة ليتمكنوا من مزاولة تلك المهن ؟

