{ خُلِـقَ.. قلبـي لـِ يُحب }
تبادرَ في ذهن الكثير من الناس لماذا أنا متيّم في الحب ومجمل كتاباتي تنم عن عاطفة جيّاشة ؟! ، ولطالما ناشدوني أن أنتهج في كتاباتي نهجاً أخر في عالم الكتابة ، لا بأس عليهم فإنهم لا يعلمون أن قلبي كتلة مُلتهبة من الحب ، ولا ينبُض إلاّ بالحب ، وما ينطق لساني إلاّ بالحب ، ولا يستطيع عقلي أن يترجم إلاّ كلمات الحب، ولا يرضى قلمي أن يكتب إلاّ عن الحب ..
سأقول لهم : كيف لي أن أُغّير من نهج انتهجته منذ الوهلة الأولى التي نبض فيها قلبي نبض بالحب ، حتى أستطيع أن أُغّير منهجي هذا لأبد أن أُغيّر قلبي بأكمله حيث أنه خُلق لـِ يُحب ، فكل نبضة نبض بها قلبي تشهد عليّ بالحب ، وكل قطرة دم في جسدي تشهد بالحب ، وكل تنهيدة تنهدتُ بها تشهد عليّ بالحب ، وكل حواسي الخمس تشهد عليّ بالحب ، وقلبي وعقلي وروحي جميعاً شهدوا عليّ بالحب ..
فليس من السهل أن يجف الحب في قلبي ، وليس سهلاً أن يتصحّر الحب في روحي ، لكن اخضرارهم بالحب وحده هو الأسهل ، لأن هناك قلوبا قوتها كلمات الحب، وهناك قلوب لا ترتوي إلاّ بالعاطفة الصادقة ، وقلبي ليس له قوت إلا الحب ، ولا يرتوي إلا من فيض العواطف الصادقة ..
لهذا قلبي خلق لـِ يُحب ، ومن أحببها قلبي أصبحت مصدر إلهامي ووحي لقلمي ، وروضةً غناء أتفيّأ ظِلالهُا ، وأصهر أغصانها ، وأقطف ما شئتُ من ورودها ورياحينها ، واعلموا بأني قد آثرت كأس الخزف المملوءه بكأس الحب عن أية كؤوس، فلو وزّع ما في قلبي من حب على بني البشر لكفاهم وفاض من قلوبهم ..
فكيف لهم أن يطلبوا من قلمي وقلبي أن نخوض في غِمار آخر غير الحب ؟ كيف لي أن أهيم في وادٍ غير وادِ الحب الذي أغرقني ؟ ، فليس كل مجنون يُرجى شفاوه ، ولا كل مريض يرجى إبلاله ، فالحب قد أمرض قلبي وأجنّ عقلي ، وليس لي حاجة أن أخوض في ميادين أخرى كعالم السياسة فقد سئمت الناس الحروب ،والحديث عن السياسة أوجع قلوبهم ونغص معيشتهم وفرق أمرهم ، وكذلك ليس لي أموال ولا أسهم ولا عقارات حتى أترك لقلمي أن يُبحر في عالم الاقتصاد والمال وغيرها من شؤون الحياة ..
يا من تطلبون مني أن أُغيّر منهجي في الحب : ما الحبُ إلاّ روح يُودعها الله فطرة يُفطر بها الإنسان منذ مبدأ نشأته ، وتظّل هذه الروح كامنةً في القلب مثل النار تظّل كامنة حتى يأتي من يُشعلها ، فإذا اشتعلت أحرقت كل شيء ، هكذا هو الحب خُلق في قلبي منذ نشأتي ، وما أن ظهرت المرأة التي أشعلته حتى أحرقني حبها ففاض من قلبي وحرّك بذلك قلمي كما تفيض الكهرباء على أسلاكها وتشعل بذلك أنوارها ، فمن أحسَّ منكم بهذه الروح في نفسه فليعلم أنه شاعر وكاتب !
أيّها الأحِباء ! ليس في استطاعتي ولا في استطاعت قلمي أن نخوض في حديث غيره ، فالحب غلب على أمري وحال بين قلبي وقلمي ، لهذا لن أُغيرّ من نهجي في الحديث والكتابة عن الحب ما دام ملهمتي تنعم بالحياة وقلبي ينبض بالحب لها فقلمي لن يغير من منهجه ، فإن غُمّ عليكم فهم كتاباتي عن الحب ، وعجزتم أن تعلموا مكان تلك الروح الشعرية في قلوبكم فأعرضوا أنفسكم على من يرشدكم ويدلكم عليها ..
الكاتب / عاشق الأمل .