FahadDOT كتب:

السادة الكرام قراء المنتدى

بخصوص النشر غير المرخص لمجموعة اخرى من الوثائق التابعة للحكومة ألامريكية على موقع ويكيليكس على شبكة الانترنت، اسمحوا لي ان أقول ألاتي.

اعتبر الأمريكيون وعلى مدى تاريخهم ان حرية الصحافة هي احدى الحريات المقدسة و انها جزء لا يتجزأ من كتلة الحريات التي تشكل احجار زاوية الدولة الأمريكية. فهو ليس من قبيل الصدفة ان تلك الحرية اضيفت الى اول تعديل من التعديلات العشرة الاولى على الدستور الأمريكي و التي سميت بوثيقة الحقوق.

كما هو جدير بالذكر ايضا أن توماس جيفرسون والذي لم يكن فقط رئيسا خلال السنوات الأولى من تكوين الدولة الأمريكية وإنما كان أيضا أحد الآباء المؤسسين والكاتب الأساسي لوثيقة إعلان الاستقلال الأمريكي وهو أيضا المعروف بمقولته الشهيرة والتي قال فيها " إذا ترك الأمر لي لاتخاذ قرار حول ما إذا كان من الأفضل أن تكون لدينا حكومة بدون إعلام أو إعلام بدون حكومة لما ترددت في تفضيل الخيار الثاني." وفي نفس السياق، شدد الأمريكيون على اهمية حق الشعب في ان يكون على اطلاع بمعلومات هامة و على حقه في الحصول عليها من خلال نص قانون حرية المعلومات في عام 1966.

و مع ذلك، فمثلها مثل بقية دول العالم، فأن حماية سلامة المواطنين الأمريكيين و امن الاراضي الأمريكية هي اهم مسؤوليات الحكومة الأمريكية . و من ثم فقد اكد البعض ان محاولة الموازنة ما بين الحفاظ على حرية المواطن و ما بين حماية امنه و سلامته هو اكبر تحدي تواجهه اي دولة. و من ناحيتنا، نحن نعتقد ان الدولة الأمريكية قد قامت بمجهود جدير بالثناء تجاه موازنة تلك المعادلة.


و من ناحية اخرى، و مع انه ليس هنالك شك في ان التطورات التي شهدها العالم في الاونة الاخيرة في المجالات التقنية و المواصلات و تبادل المعلومات قد حسنت من وضع البشرية بشكل كبير الا ان البعض يحاول استغلال تلك القدرات لاهداف غير نبيلة مثل تهديد امن الدول من خلال الحصول على معلومات حساسة و من ثم نشرها او اساءة استخدامها بطريقة او باخرى.


وعليه فأن الحكومة الامريكية لديها مسؤولية حماية تلك النوعية من المعلومات و التي يمكن أذا ما تم اساءة استخدامها ان تشكل خطرا حقيقيا على امن المواطنين. و لذلك قامت الحكومة الأمريكية بتصنيف المعلومات التي بحوزتها بناءا على حساسيتها و اهميتها و تعتبر المعلومات السرية احدى تلك التصنيفات.

و من ثم فمن الطبيعي ان تعتبر الحكومة الأمريكية الافصاح عن معلومات سرية بدون الحصول على اذن من السلطات المعنية، افعالا غير مسؤولة و تهدد امن الدولة، و في الكثير من الاحيان حتى ارواح البشر. و في نفس القدر من الاهمية، فأن مثل تلك التصرفات تعرقل الجهود التي نبذلها في العمل مع دول المجتمع الدولي الاخرى تجاه ايجاد حلول للتحديات المشتركة و التي توثر على حياة الملايين من البشر يوميا حول العالم.

و من ثم فنحن ندين مثل تلك التصرفات – كما سبق وان فعلنا- و ننتقد اي طرف له يد فيها، بما في ذلك موقع ويكيليكس. اعتقد ان وزيرة الخارجية الأمريكية هلاري كلنتون تحدثت يوم امس ببلاغة اثناء مؤتمر صحفي حيث تناولت موضوع الوثائق بشكل مفصل. و قد تحدثت بوضوح حينما اكدت ان " هذا الكشف لا يُشكِّل هجوماً على مصالح السياسة الخارجية الأميركية فحسب بل إنه أيضاً اعتداء على المجتمع الدولي، والتحالفات والشراكات، والمحادثات والمفاوضات، التي تضمن الأمن العالمي وتقدم الازدهار الاقتصادي."

كما انتهزت الوزيرة كلنتون تلك الفرصة لكي تؤكد ان الخارجية الأمريكية اتخذت خطوات هامة تجاه تحميل أولئك الذين سرقوا تلك المعلومات المسؤولية.و اضافت انها أمرت باتخاذ إجراءات معينة في وزارة الخارجية من أجل حماية تلك النوعية من المعلومات الحساسة و ان جهات حكومية أمريكية اخرى بما فيها وزارة الدفاع، ايضا اتخذت إجراءات وقائية جديدة لكي تضمن عدم تكرار مثل تلك النوعية من الانتهاكات.

و خلال حديثها من خلال المنظور واسع النطاق هذا، تحدثت الوزيرة عن خطورة مثل هكذا تسريبات، فقالت الاتي: "العلاقات بين الحكومات ليست مصدر القلق الوحيد الذي أحدثه نشر هذه المواد مضيفة ان "الدبلوماسيين الأميركيين يقابلون ناشطين محليين في مجال حقوق الإنسان، وصحفيين، وقادة دينيين وغيرهم من خارج الحكومات والذين يقدمون رؤىً صريحة خاصة بهم. و ان هذه المحادثات أيضاً تعتمد على الائتمان والثقة."

و في نفس السياق، قالت الوزيرة :" لقد حصلت أمثلة في التاريخ جرى فيها النشر العلني لسلوك مسؤولين باسم الكشف عن أعمال خاطئة أو شائنة. ولكن ما حصل اليوم ليس واحداً من هذه القضايا. بل بالعكس، فإن ما يجري عرضه في هذه المجموعة من الوثائق هو حقيقة أن الدبلوماسيين الأميركيين يقومون بالمهام التي نتوقع منهم أن يؤدوها. فهم يساعدون في تحديد ومنع حصول النزاعات قبل أن تبدأ. إنهم يعملون بجهد كبير يوميا لحل المشاكل العملية الخطيرة- مثل المحافظة على أمن وسلامة المواد الخطرة، ومحاربة الجريمة الدولية، ومساعدة المدافعين عن حقوق الإنسان، واستعادة تحالفاتنا، وتأمين الاستقرار الاقتصادي العالمي. هذا هو الدور الذي تلعبه أميركا في العالم. هذا هو الدور الذي يقوم به دبلوماسيونا في خدمة أميركا. ويجب أن يؤدي ذلك إلى شعور كل واحد منا بالاعتزاز."

كما اوضحت الوزيرة ان حقيقة حصول محادثات خاصة حول القضايا الهامة ما بين اعضاء السلك الدبلوماسي ليس امرا غريبا او فريدا من نوعه. تطرقت الوزيرة الى هذا الموضوع قائلة "يجب أن يكون بامكان كل دولة ، بما في ذلك الولايات المتحدة – ان تجري محادثات صريحة مع الناس والدول التي تتعامل معها. ويجب أن تكون كل دولة - بما في ذلك الولايات المتحدة - قادرة على إجراء حوار خاص وصادق مع الدول الأخرى حول مسائل تتعلق بالقضيا ذات الاهتمام المشتركة. أعرف أن الدبلوماسيين حول العالم يتشاركون في وجهة النظر هذه- ولكن ذلك ليس أمراً خاصا بالعمل الدبلوماسي فحسب. ففي كل مهنة تقريباً- سواء كانت في مجال القانون أو الصحافة، أو الاقتصاد، أو الطب، أو المجال الأكاديمي أو إدارة شركات ألاعمال الصغيرة- يعتمد الناس على اتصالات سرية للقيام بوظائفهم. نحن نعتمد على فسحة الثقة التي تؤمنها السرية، وعندما ينتهك أي فرد هذه الثقة نصبح جميعاً في حال أسوأ بسبب ذلك. ولذلك رغم الخطاب الذي سمعناه خلال الأيام القليلة الماضية، فأن الاتصالات السرية لا تسير بعكس مصلحة الناس. بل إنها أساسية في تعزيز قدرتنا على خدمة الناس."


و ساكتفي بهذا الان.

تحياتي

فهد
فريق التواصل الإلكتروني
وزارة الخارجية الأمريكية

المجهـــــــــــــولة كتب:

اعجبني الموضوع ...
اشكرك

أخت الغالي كتب:

فضيحة ويكيليس !!
لا أصدقها أبداً ..
فكما خدع الكثير بحقيقة أحداث 11 ستمبر ..
صدق الكثير هذه الكذبة السخيفة ..