قصة تحكي واقع ما يلم ببعض القلوب من آلم وحسرة بسبب تفرقها عن بعض بفعل قلوب حاقدة شريرة . أترككم مع القصة .
أحمد شاب مثقف يسكن أحدى قرى ولاية عمانية ، أكمله تعليمه الجامعي في أحدى الجامعات الخاصة المنتشرة في مختلف مناطق عماننا الغالية ، أثناء دراسته حط نظره على زميلته تدرس في نفس الجامعة في أحدى التخصصات التجارية ، تعرفا على بعض معرفة سطحية ، وبعد إكمال دراستهم وتخرجهم من الدراسة ، توظف كل واحد في الوظيفة الفلانية ، ليقدرا من خلالها أن يحصلا على دخل ثابت يعينهم على التكييف مع ظروف الحياة المعيشية ، وبعد سنوات بسيطة من الكفاح في هذه الحياة الفانية ، فاتح أحمد والده بأنه يرغب في أن يكمل نصف دينه بأن يرتبط من زميلته الجامعية ، لكن والده أستغرب من طلبه لأنه كان يضمر له في باله بأن يخطب له فلانه قريبة والدته القاطنة في الولاية الفلانية ، ودخلا الأثنين في خلاف حول هذا الأمر ، وفي نهاية المطاف رحب والد أحمد بالأمر وأخبره بأن يتشاور مع أمه حول هذه القضية المصيرية ، وفعلا وفي أحدى السهرات الليلية أخبر والد أحمد زوجته فقال لها في جلسة خلويه : يا فلانه بأن ولدك أحمد يرغب بأن يرتبط بفلانه الفلانية زميلته الجامعية ، فتعجبت الأم وقالت لا ـ لا يمكن أن يحدث هذا ـ وفلانه ابنة خالتي تنتظره لكي يتقدم لها من سنين أبديه ، وهذا ما نحن متفقين عليه مع أهلها ألم تذكر منذ أن كانوا يدرسان في المرحلة الابتدائية ، ففلانه أولى من الغريبة التي لا نعرفها بحكم أنها من أهلنا بنت أديبه وجميلة وأكملت المرحلة الثانوية ، بعدها عرف أحمد برأي والدته لكنه صمم أن يخطب من هي التي شغلت باله وتفكيره ، وبعد محاولات منه استطاع أن يكسب قلوب والديه فوافقوا على طلبه ، وتقدموا بخطوبة تلك الفتاة من اهلها التي شغلت قلب وتفكير ابنهم أحمد طوال سنوات دراسته الجامعية . وبإرادة المولى تحقق له ما يتمناه بإكمال نصفه دينه ممن ظل يتمناه أن تشاركه الحياة الزوجية .
لكن ماذا حصل بعد ذلك نكمل أحدث القصة .
لما عرفت أسرة أقاربه بأنه فعلا تحقق لأحمد ما كان يتمناه وترك ابنتهم وفضل الغريبة عنها ، زعلوا منهم وحدثت خلافات كثيرة ألقت بضلالها على تواصلهم وحصلت قطيعة فيما بينهم لفترة زمنية ، وفي خلال تلك الفترة حدثت لأحمد وزوجته مشاكل عائلية ، وذلك بسبب ما دربته له والدة قريبته ، عندما لعب الشيطان بعقلها ووسوس لها أن تذهب إلى إمرة مشهورة بأنها تمارس بعض أعمال الشعوذة ، فأخبرتها بالقصة الحاصلة وأن ابنتها فلانه مسكينة من يوم ما أحمد تزوج تلك الفتاة الجامعية ، وهي لا تحدي ولا تبدي بالحديث بأي كلمة ولم تصل معدتها أية جرعة ماء عذبه ، حالها يكسر الخاطر ويحزن الزائر عندما يراها حابسة نفسها بغرفتها . وين كانت بسمتها ورقتها ، وأصبحت الآن بين ليلة وضحاها كحال عجوز عاثر ، فقالت لها العالمة ( الباصره ) بسيط يا فلانة عندي أمر هذه الزوجة التي خطفت قلب أحمد من ابنتك ، فكم تدفعي يا ترى من الريالات لأحضر لك عملا يرميه وراء سبعة بحور ، أو أربطه تحت سمرة تضربه الشمس الحارقة بين السفوح الجبلية . فرحت فلانه وقالت لها ما تطلبه أعطيك إياه ، المهم عندي أن لا يهنا بها ولا تدوم في ذمته سنة زمنية ، هذه مئة ريال تحت الحساب للشيخ فلان الحاضر بفعل الدخان المتطاير بحرق هذا اللبان في هذه الرمسة الليلية ، والباقي إن شاء الله ستقبضه يدك بعد أن أرى تلك الفتاة الجامعية مطلقة مشردة ككسيرة الجناح في بيت أهلها ملقيه ، فيتحقق ما في قلبي ويرجع أحمد يطلب يدي أبنتي فلانه أولى من العشيقة الأجنبية . وفعلا عملت المكايد الشيطانية فتفرقت تلك القلوب المتحابة الصافية ، ليتحقق ما يدور في قلب تلك المرأة رغم قرابتها من أسرة أحمد ، لكن الحقد والضغائن التي تخفيها القلوب البشرية ، مرات يتحقق مرادها فتكون جديرة أن تفرق القلوب عن تهنئ بحياة زوجية سعيدة .
من واقع القصة إلى تعرض لها أحمد وزوجته نطرح الأسئلة التالية للنقاش :ـ
*هل تؤمنوا بمثل هذه الأعمال الشريرة التي تمارسها القلوب المريضة المشعوذة بحق عباد الله بوقوع الضرر منها رغم أن عقولكم أنيرت بالعلم والمعرفة ؟
*لماذا مثل هذه التصرفات نجدها حاضرة في قلوب الأهل في بعض الأسرة رغم صلة القرابة والنسب فيما بينهم لكنهم قد يفكرون في أمور خبيثة تضر بقلوب البشر حتى ولو كانوا المستضرين منها منهم وفيهم ؟
*لماذا تبتعد بعض القلوب وتزعل ويحصل الخصام بأن فلان تزوج من أسرة غريبة ورمى بأهله ، رغم أننا أمة مسلمة نعرف أن هذه الأمور كلها بيد خالق البشر ؟
*هل المادة اليوم فعلا قد تعمي قلوب هؤلاء المشعوذين رغم أنهم ينتموا لملة الإسلام ، فلا ذمة ولا ضمير شرعوا في إلحاق الضرر بخلق الله دون أي سبب يذكر ؟
قال تعالى {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (22)سورة النور