كثير منا –إن لم يكن معظمنا- سمع بقصة الملك و الثوب الذي لا يراه الأغبياء.
القصة تحكي أنه كان هناك ملك عظيم في أحد البلاد البعيدة جاءه إثنان نصابان و أخبراه انهما يستطيعان أن ينسجا له ثوبا ملكيا له خاصية فريدة, هذا الثوب لا يراه إلا الأذكياء فقط. أعجبت الفكرة الملك و أخبرهما انه يريد مثل هذا الثوب.
ذهب النصابان إلي المغزل لا يفعلان شيئا .. يتكاسلان و يلعبان.
أرسل لهما الملك واحدا من حاشية البلاط ليرى إلي أي حد وصلا في عملهما و حين وصل وجد المغزل فارغا من الخيوط بينما النصابان يتصنعان انهما يعملان عليه و ينسجان ثوبا و حين سألهما عن الثوب قالا بإندهاش “ألا تستطيع أن تراه ؟” ..
خشي الرجل أن يظناه غبيا و يخبرا الملك فراح يمتدح ألوان الثوب و تناسقه و حين عاد إلي الملك راح يمتدح الثوب لديه و راح يحكي له عن جماله. بعد فترة أرسل الملك وزيره ليرى إلي أي حد إنتهيا ليتكرر نفس ما حدث مع الرجل السابق و يعود الوزير ليمتدح لدى الملك ثوبا لم يره و نسيجا لم ينسج. و في النهاية أخبر النصابان الملك أن الثوب قد إنتهى و انه جميل و ألوانه رائعة و ان ملمسه خفيف كالنسيم فتشعر أنك لا تلبس شيئا.
و بالفعل أذاع القصر ان الملك سيمشي في الشارع وسط موكب عظيم ليرى الناس الثوب الذي لا يراه سوى الأذكياء فقط. راح النصابان يتصنعان أنهما يلبسان الملك شيئا و يمتدحان جماله و روعته بينما كل الحاشية و الوزراء يمتدحونه أيضا خوفا من أن يظنهم الجميع أغبياء لأنهم لا يرونه. حتى الملك خاف ان يظنه الجميع غبيا فتصنع انه معجب بالثوب الوهمي و انه يرتديه فعلا ..
و هكذا وقف الملك عاريا وسط القصر و أمر بأكياس من الذهب مكافأة للنصابين ليهربا خارج البلاد في الحال. ثم يخرج الملك إلي الشارع و يتمشى , في البداية سكتت الناس و لكنهم خافوا ان يظنهم الجميع أغبياء فراحوا يهللون و يهتفون بجمال الثوب ليظنهم الجميع أذكياء .
و لكن طفلا صغيرا بسيطا ذهب إلي الملك ليقبل يده فضحك و قال بأعلى صوت : الملك عاري .. لا يرتدي إلا الملابس الداخلية. طفل واحد جعل الكل يتراجع و يقول ما يجيش في صدره : إن الملك عارٍ .. إن الملك عار.
ذهب النصابان إلي المغزل لا يفعلان شيئا .. يتكاسلان و يلعبان.
أرسل لهما الملك واحدا من حاشية البلاط ليرى إلي أي حد وصلا في عملهما و حين وصل وجد المغزل فارغا من الخيوط بينما النصابان يتصنعان انهما يعملان عليه و ينسجان ثوبا و حين سألهما عن الثوب قالا بإندهاش “ألا تستطيع أن تراه ؟” ..
خشي الرجل أن يظناه غبيا و يخبرا الملك فراح يمتدح ألوان الثوب و تناسقه و حين عاد إلي الملك راح يمتدح الثوب لديه و راح يحكي له عن جماله. بعد فترة أرسل الملك وزيره ليرى إلي أي حد إنتهيا ليتكرر نفس ما حدث مع الرجل السابق و يعود الوزير ليمتدح لدى الملك ثوبا لم يره و نسيجا لم ينسج. و في النهاية أخبر النصابان الملك أن الثوب قد إنتهى و انه جميل و ألوانه رائعة و ان ملمسه خفيف كالنسيم فتشعر أنك لا تلبس شيئا.
و بالفعل أذاع القصر ان الملك سيمشي في الشارع وسط موكب عظيم ليرى الناس الثوب الذي لا يراه سوى الأذكياء فقط. راح النصابان يتصنعان أنهما يلبسان الملك شيئا و يمتدحان جماله و روعته بينما كل الحاشية و الوزراء يمتدحونه أيضا خوفا من أن يظنهم الجميع أغبياء لأنهم لا يرونه. حتى الملك خاف ان يظنه الجميع غبيا فتصنع انه معجب بالثوب الوهمي و انه يرتديه فعلا ..
و هكذا وقف الملك عاريا وسط القصر و أمر بأكياس من الذهب مكافأة للنصابين ليهربا خارج البلاد في الحال. ثم يخرج الملك إلي الشارع و يتمشى , في البداية سكتت الناس و لكنهم خافوا ان يظنهم الجميع أغبياء فراحوا يهللون و يهتفون بجمال الثوب ليظنهم الجميع أذكياء .
و لكن طفلا صغيرا بسيطا ذهب إلي الملك ليقبل يده فضحك و قال بأعلى صوت : الملك عاري .. لا يرتدي إلا الملابس الداخلية. طفل واحد جعل الكل يتراجع و يقول ما يجيش في صدره : إن الملك عارٍ .. إن الملك عار.
لطالما تفكرت في دلالة هذه القصة، و قارنتها بواقع الناس، لأصدم بحقيقة مرة، معظم الناس تخشى أن تقول رأيها مخافة اتهامها بالجهل و عدم الفهم.
لنأخذ مثالا بسيطا قريبا منا، كالكتابة في المنتديات، لا أخفيكم راودتني فكرة أن أكتب خاطرة ركيكة خالية من أي حس جمالي أو قوة تعبيرية، لأنظر هل هناك من سينادي: الملك عار!! لكنني عدلت عن ذلك فما أشاهده في كثير من المنتديات به جواب سؤالي.
أذكر مرة أني وقفت أمام لوحة لرسام مشهور، و بجانبي امرؤ أعرفه لا يفهم بالرسم و لا بمذاهبه، سألته ما رأيك باللوحة؟ أجابني كم هي جميلة و معبرة، تصور ما يجيش بنفس الراسم من مشاعر متأججة، لها فعل السحر فقد أثارت شجوني و ..و...و..
ثم فجأة و كأنه أوقظ من غفوة سألني: لكن ما رأيك أنت؟! أجبته: الملك عارٍ! و تركته واقفا بحيرته...
ثم فجأة و كأنه أوقظ من غفوة سألني: لكن ما رأيك أنت؟! أجبته: الملك عارٍ! و تركته واقفا بحيرته...