أمية المتعلمين

    • أمية المتعلمين




      أمية المتعلمين


      قبل إن نضع النقاط على الحروف ، والكلمات بين السطور علينا أن نفهم بعض المفاهيم التي من خلالها تأخذ بنا في الكتابة عن العنوان التي رأيت أن اطرحه للقراء الكرام .
      أمية المتعلمين موضوع في غاية الأهمية حاولت أن أجد له عدة محاور بهدف أن أصل بالموضوع إلى تحقيق الأهداف وبالتالي توصيل الفكرة بمصداقية في الأمر وشفافية في الكلمة إننا نحاول الكتابة فيه دون أن نخلق جرحاً أو نضرب في مشاعر الغير وخاصة المتعلمين والذي هم قلب هذا العمل والفئة الأولى المستهدفة وأنا متأكد من طرحي لهذا الموضوع وشروعي الكتابة فيه أجد الصدى الايجابي والمقبول . لأنها الحقيقة ولا يختلف اثنان على أن هذه تعتبر قضية ثقافية يجب أن تظهر على ارض الواقع وبين المثقفين.
      علينا أولا أن نفهم من هو الأمي وماذا نقصد بالمتعلم ؟ ما هو العامل المشترك الذي يجمع بينهما ؟ وهل نجد فرقاً ملحوظاً بين الأمي والمتعلم من حيث درجة الفهم والمعرفة العامة منها والخاصة في شؤون حياة للفرد أو الجماعات ؟
      اذا ما تمكنا من التوصل إلى إجابة للأسئلة المطروحة نستطيع من خلالها أن يكون لنا الحديث للإجابة على العنوان الذي طرحناه والذي بلا شك هو موضوع في غاية الأهمية والباحث فيه يجد صعوبة طرح محاوره بشيء من التفصيل
      الأمي حسب القواميس المتخصصة بأنه الشخص الذي لا يعرف القراءة والكتابة بأي لغة وقد تجاوز سن التعليم الأولي . ومحو الأمية يعني إزالة الجهل ، أي تمكين الإنسان من معرفة القراءة والكتابة . وفي الحديث الشريف . يقول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام (( نحن قوم أميون لا نعرف القراءة ولا الكتابة )) .
      والأمي من خلال المفهوم الذي ذكرناه لا يمكن أن نقول فيه بأنه لا يمتلك القدرة والاستطاعة في إحداث التأثير الايجابي والتغيير الاجتماعي و في المشاركة الثقافية. كلا وإذا ما وجد هذا المفهوم عند البعض فهي نظرة خاطئة بل عمياء في فهمها ، ونسرد في الرد على ذلك في شخص الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام حيث كان لا يعرف القراءة ولا الكتابة وهذا كما أسلفنا في مفهوم الأمي . ومن منا وأن يتجرأ ويقول بأنه عليه السلام ما كان يمتلك مقومات القيادة والمعرفة التامة بأحداث الحياة والقدوة الحسنة في معاملاته بين الناس
      لمزيد من التوضيح ولأهمية طرح الموضوع – أمية المتعلمين – يجب علينا أن نتعرف من هو المتعلم . المتعلم نقصد به بإيجاز هو "
      من يمتلك قدر معقول من التعليم يؤهله للتواصل مع مسيرة العلم والثقافة .
      وأن يرقى إلى مستوى الاقتداء به في مجتمعه ، مراعيا" لمعايير الأخلاق العامة و الذوق العام ، والأخلاقيات في الأوساط الثقافية . وهو الذي يعمل لخدمة مصالحة ومصالح طبقته مجتمعية.
      وهذا المفهوم يوصلنا إلى نقطة مهمة حيث نجد فيه الرابط بين الأمي والمتعلم ، فهناك روابط مشتركة إذا ما تمعنا النظر فيها لوجدنا أن كل من الأمي والمتعلم يمتلكان قدرات عقلية وصفات شخصية منها الذكاء والفهم وحسن التصرف في الشؤون الاجتماعية والعمل الجاد لتحقيق المصلحة الخاصة لذات الشخص والعامة وهذا الرابط نجده في الإفراد التي تؤمن بالعمل والإيمان به ولديها الأهداف الواضحة والنظرة المستقبلية ولا يمكن هنا أن نقول أن بين الأمي والمتعلم هذه الأفكار والطموحات ولا يوجد بينهما أو في ذات الفرد نفسه هذه المقومات الايجابية .
      ونود أن نقول من جانب آخر في المتعلم والمثقف بثقافة الحياة والممارسات العملية والشهادات العلمية وفي حد ذاته فيه إشارة إلى أن الأمي ليس وحده من لا يملك الشهادة وانه المتهم الأول في عدم أحداث التطور والتقدم في المجتمع الذي ينتمي إليه بل كما نقول : ليس مهما" أن يكـون المثقف هو متعلم ، ولا المتعلم مثقف ، و لكن الثقافة ليست ضد التعلم و العكس صحيح.
      قد نجـد متعلما" مثقفـا"، وقد نجد متعلمـا" ليس له من علمه نصيب سـوى شهادة معلقـة على الجدار أو محفوظة بين الأوراق ، و قد نجد مثقفا" متعلما" ، ورب مثقفٍ يعجبك حديثه و معرفته فإن سـألت عن شهاداته وجدته لم يتجاوز صفوف المرحلة الابتدائية وغالباً يوظف المتعلم معلوماته لصالحه وفئته الاجتماعية وليس لصالح المجتمع ككل
      الأمم لا تتقدم إلا بسواعد أبناءها الساعي إلى كسب العلم والمعرفة والمتمسك بدينة ولغته والمحافظ على عاداته وتقاليده وهذه صفات المجتمعات المتقدمة وعلى ذلك نجد من هؤلاء الشباب العطاء والعمل الجاد للنهوض بمجتمع البلد وازدهاره.
      أن في كسب العلم والمعرفة والسعي الجاد من الأفراد للحصول على درجة عالية من العلم المتمثل في الحصول على الشهادات الجامعية والعليا منه لا يتأتى ذلك إلا بالجد والاجتهاد والسهر الطويل وبالتالي الوصول إلى تحقيق الأهداف الخاصة منها والعامة .
      إننا مع هذه الفئة نرفع لها أكف الدعاء بالخير والتقدم ونفتخر بها لان في ذلك الخير والعطاء الذي يعم بنفعه البلد والأفراد .
      إن الناظر والمتابع في وقتنا الحاضر وجود اختلاف كبير عند البعض والذين هم من حملة الشهادات والدرجات العلمية . حيث نجد ظهور تدنى المستوى الثقافي المرتبط بمتخلف مجالات الحياة منها العامة والخاصة المعنية بالفرد نفسه ومع أسرته نجد ذلك في عدم قدرته في إحداث التغيير والتطوير لتلك الفئة والمتمثل في إيجاد النجاحات والتفوق في إدارة الشؤون الخاصة والعامة للأسرة وداخل المجتمعات والوسط الذي يعيش فيه وبالتالي انتشار ذلك التدني في الإدارة والقيادة بين أفراد المجتمع وعلى أثرة أحداث ردود الفعل غير الايجابي وهذا من شأنه تدنى قيمة هذه الفئة وانحطاط مستواها إلى الأسفل .
      أليس هذا واقع ؟

      إن الباحث في ذلك الأمر يجد الكثير من الشواهد على هؤلاء - الفئة المتعلمة - والذين نطلق عليهم أمية المتعلمين حيث الوقائع تذكر لنا على عدم قدرة هؤلاء على إيجاد التربية السلمية عند أبنائهم مع ظهور التفكك الأسري وانتشار الفوضى بينهم عند اتخاذ القرار وبالتالي عدم القدرة في حل المشكلات وبالمثل هذا ينطبق على الفرد نفسه حيث نجد فيه ضعف شخصيته وبالتالي ضعف الثقافة والمعرفة العامة بما يدور من أحداث من حوله .
      ان المتعلم بين الوسط الاجتماعي شان آخر ونظرة مختلفة عن غيرة - غير المتعلم - هذا هو المنظور والواقع نجده بين كل أفراد المجتمع بمختلف شرائحه . فهناك من حملة شهادة الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس وغيرها من الشهادات التي أخذت بصاحبها أن يتبوأ منزلته ومكانته بين أفراد مجتمعه وهذا في حد ذاته افتخاراً وشرفاً للفرد ورفعة للوطن واعتزازاً بأبنائها بين الأمم .
      أن المأمول من هؤلاء أحداث التغيير وإيجاد التطوير في الوسط الاجتماعي والوظيفي الذي ينتموا إليه وبالتالي الأخذ بالوطن إلى العلو والرفعة والازدهار . إلا انه وكما أسلفنا نجد البعض منهم في غير هذا الموضع والحراك الايجابي وهذا أمر مؤسف وغير محمود لان في استمراريته نجد التأثير السلبي والرجعية في كثير من الإحداث والمواقف الإنسانية المتعلقة بشؤون حياة الفرد والرؤى المستقبلية للمجتمع و الوطن حيث انعكاساته تضرب في الأجيال الحالية واللاحقة .
      أننا ما ننشده وما ندعو إليه هو:-
      - للعلم منزلته ومكانته بين الشعوب وهو مفخرة لها يجب الاهتمام والأخذ به في تقدمها .
      - للمتعلم أن يرقى بنفسه وبالوسط الذي ينتمي إليه وذلك بحفظ مكانته العلمية والسعي الدائم إلى النجاح والتفوق.
      - المتعلم قدوة للغير ومفخرة تعتز بها الأمم عليه المحافظة والتمسك بالقيم والسلوك السليم .
      - سلوك المتعلم الخاطئ وتدني ألمستوى السلوكي لها المردود السلبي له وللآخرين عليه أن لا يقع فيه وعليه بالأخذ بمقومات التربية والسلوك الأمثل .

      في ظل ما تقدم اسأله سبحانه وتعالى الخير والسداد لما فيه المصلحة العامة .
    • موضوع جميل جدا
      أتفق مع الكثير فيه، و كانت فكرة طرحه تراودني منذ زمن، فكفيتني عناءه!

      أختلف معك في التسمية فالأمية ليست عيبا، فرسولنا الكريم كان أميا، الأمي قد يكون فاته التعليم لظرف خارج عن إرادته، لكن ما نقول فيمن جلس على مقاعد الدراسة سنين طويلة ثم خرج منها كمثل ما دخلها لا فرق سوى لقب متعلم و شهادات قد تقل او تكثر.

      المصطلح ينبغي أن يكون "جهل المتعلمين"

      فما اراه أنه بالسابق كانت الأمية منتشرة، لكن الآن انتشر الجهل رغم ما يحمله الكثير من شهادات، الجهل في التصور و الأفكار!
    • محب بائن كتب:

      موضوع جميل جدا
      أتفق مع الكثير فيه، و كانت فكرة طرحه تراودني منذ زمن، فكفيتني عناءه!

      أختلف معك في التسمية فالأمية ليست عيبا، فرسولنا الكريم كان أميا، الأمي قد يكون فاته التعليم لظرف خارج عن إرادته، لكن ما نقول فيمن جلس على مقاعد الدراسة سنين طويلة ثم خرج منها كمثل ما دخلها لا فرق سوى لقب متعلم و شهادات قد تقل او تكثر.

      المصطلح ينبغي أن يكون "جهل المتعلمين"

      فما اراه أنه بالسابق كانت الأمية منتشرة، لكن الآن انتشر الجهل رغم ما يحمله الكثير من شهادات، الجهل في التصور و الأفكار!

      ---------------------------------------------------------------------------------------------------لك مني الشكر والتقدير على المشاركة /
      لا اختلاف في التسمية . الاهم في طرح الموضوع هو توصيل رسالة الى المعنيين بالامر . لا الهدف التقليل من ثقافتهم العلمية وانما قصد الاصلاح والاخذ الى ما هو مفيد يخدم المصالح الخاصة والعامة .والمقال فيه اشارة بذلك