يعطيك العافيه مجموعة احساس لدي َإضافة وليس مداخله
خليفة بن سلمان لـ"السياسة": ما فعله المتآمرون قوَّى عضد شعب وقيادة البحرين
[INDENT]شدد صاحب السمو الملكي رئيس وزراء البحرين الامير خليفة بن سلمان آل خليفة على ضرورة" توسيع اطار التحرك الخليجي المشترك بعد انكشاف كل فصول المؤامرة التي كانت تستهدف دول مجلس التعاون من خلال الانقلاب الذي أفشلته البحرين", وفيما اعتبر ان"الشرخ الذي تسببت به الاحداث يمكن معالجته بحكمة عقلاء المملكة من السنة والشيعة", رأى ان" ما جرى قوى عضد الدولة البحرينية, ووحد الشعب", واوضح ان" هناك بعض التقصير لكنه لا يعالج بالتخريب والانقلاب, واعمال القتل التي مارسها الارهابيون"
وقال في حديث الى"السياسة" ان : "نحن الان نتعافى مما حدث وما حدث يفطر القلب, لانه كان مؤامرة كبيرة غايته الغاء الوطن وتهجير اهله".
واضاف:" كانت عندي مخاوف حيال تحرك البعض للقيام بعمل مشبوه, ونبهت اليها منذ زمن, ولكن هناك من تعامل مع الامر بحسن النوايا, اذ لم يتوقعوا ان يحدث في البحرين ما حدث, وقد اكتشفنا ان كل ذلك مخطط له منذ زمن طويل, بعلم ومساعدة دول اجنبية, ومن المقرر له ان ينفذ في العام 2017, لكن ما عجل به ما شهدته كل من تونس ومصر".
وعن المخطط الذي كانت تسعى فئة قليلة الى تنفيذه قال:" كان الاشرار يخططون لثورة يليها انقلاب عسكري واسقاط النظام وقتل اركانه, تصور ما أبشع ما كانوا يخططون له".
سمو الامير خليفة بن سلمان آل خليفة اكد ان" الاشرار الذين رفعوا مطالب حق ارادوا بها باطلا تعلموا الدرس, ولذلك لن يكرروا فعلتهم ثانية, بالاضافة الى ان مسيرة الاصلاح مستمرة", وفي ما يأتي نص الحديث:
سمو الامير خليفة بن سلمان آل خليفة.. هل اجتازت البحرين أحزانها؟ وما الذي حدث فيها؟
نحن الان نتعافى مما حدث وهو في الحقيقة حدث يفطر القلب, لانه كان مؤامرة كبيرة غايته الغاء الوطن البحريني وتهجير اهله, وخصوصا اهله الذين احبوه وعاشوا في كنفه, وتربوا على ارضه وبادلهم حبا بحب. لقد اراد بعض الاشرار وبمعونة اجانب مثلهم بيع الوطن, وهذا جعلنا نكابد غصة يعلم الله وحده كم كانت موجعة, لا سيما ان الاذى اتى من ذوي القربى, وهو أذى أكثر غضاضة.
هل كنتم سموكم تتوقعون ان يحدث ما حدث في المملكة؟
كانت عندي مخاوف, ونبهت اليها منذ زمن, ولكن هناك من تعامل مع الامر بحسن النوايا, اذ لم يتوقعوا ان يحدث في البحرين ما حدث, وان نكتشف ان كل ذلك مخطط له منذ زمن طويل, بعلم ومساعدة دول اجنبية, و كان مقررا له ان ينفذ في العام 2017, لكن ما عجل به ما شهدته كل من تونس ومصر. في الاصل كان الاشرار يخططون لثورة يليها انقلاب عسكري واسقاط النظام وقتل اركانه.
في الاحداث الاخيرة تكشفت لنا امور كثيرة مهولة, تقشعر لهولها الابدان, لقد اكتشفنا ما كان يخطط له من اعمال قتل وترويع, تصور ما ابشع ما كانوا يخططون له.
كان الامر مروعا, ورافق كل ذلك اعلام أجنبي يستعد منذ سنوات, وتدفع ايران به, فيما تتلقفه بعض الدول الاخرى, واعتقد اللقد مخربون والمتآمرون للوهلة الاولى ان الامور سانحة لهم, وانهم باتوا على مقربة من تحقيق اهدافهم, و مسح البحرين من على الخريطة واعلان قيام جمهورية اسلامية مرتبطة بايران.
للاسف, الامر كان مروعا, وزراء وبعض فئات اجتماعية فقدوا الرحمة بمواطنيهم و وطنهم, ومن ذلك: اثناء الاحداث فرض الاشرار على الناس الذين يريدون الدخول الى المستشفيات ابراز هوياتهم, وكان الدخول على الهوية حسب الانتماء, فمن هم من غير هوية المسيطرين على مستشفى السليمانية, مثلا, لم يكن يسمح لهم بالدخول, والمعالجة فمواطن اتصل بالمستشفى وطلب الإسعاف ولما عرف من رد عليه من الصوت أنه ليس من الهوية ذاتها تركوه يموت, ورجال الشرطة يتعرضون للدهس بسيارات عناصر من المشاغبين عمدا, وتسحل جثثهم,
وكانت هناك عمليات بقر بطون في بعض المستشفيات صورت وارسلت صورها الى الخارج على انها جرائم ارتكبها رجال الامن البحريني فيما هو تمثيل بشع اجراه هؤلاء الذين اجرموا بحق بلدهم واخوانهم من مواطني البحرين, واستقووا بالاجنبي في خيانتهم لاهلهم وبلدهم, كانوا يمارسون الاجرام ويرمونه على الدولة واجهزتها واهل البحرين.
سمو الامير.. اراك متألما جدا, بل اشعر ان حزنك عميق?
ابعد كل ما حدث في البحرين تريدني ان افرح?
كنا امام مؤامرة كبيرة, وبعون الله افشلناها, لكننا لا نزال نشعر بالالم والحزن مما جرى, وهنا لا يمكننا ان ننسى فضل اخواننا في دول"مجلس التعاون" الذين ساعدونا على تخطي هذه الازمة, واخص بالذكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز, الذي عندما قابلته لاشرح له ما يجري ولطلب العون ضمن اتفاقيات" مجلس التعاون", قال لي:" انني كنت في انتظاركم لماذا تأخرتم?" الملك عبدالله هو رجل العون والشهامة.
ولابد من التوضيح هنا ان قوات درع الجزيرة التي دخلت الى البحرين جاءت ضمن اتفاقيات "مجلس التعاون", بهدف حماية ظهر الجيش البحريني, فجيشنا وقواتنا الامنية قادرة على فرض النظام وتحقيق الاستقرار الامني, لكننا لم نكن نريد تحقيق الامن وترك ظهر الجيش مكشوفا, لان المؤامرة كانت كبيرة جدا, بل ان المتآمرين كانوا يستعينون بقوى اجنبية, الا ان شعبنا افشل المخطط, ورغم ذلك فان التهديد لا يزال قائما ولا بد من حماية ظهر الجيش بقوات درع الجزيرة.
وهذا حق للبحرين بصفتها عضو في مجلس التعاون واتفاقات المجلس تتضمن المساعدة في الدفاع عن الدول الأعضاء من خلال قوات درع الجزيرة.
واستطرد سموه قائلا:" في هذا الشأن القيادة تحركت ضمن الدستور, وذلك من اجل ان يعلم الذين ارادوا الشر بالبحرين انها ليست بمفردها او صيدا سهلا , وهي بالاضافة الى انها دولة ذات سيادة محمية ايضا من شقيقاتها دول المجلس, وليس من السهل لاحد ان يعيث فسادا وتخريبا في اي من دوله من دون محاسبة".
واضاف سموه: "العالم تابع صرخات شعب البحرين المستنجدة بمليكه وقيادته لحسم هذا الامر, كما لاحظ تحرك شعبنا من اجل حماية وطنه ووحدته وهو ما اذهل الجميع, الا ان القيادة طولت بالها كثيرا, خصوصا وان الدفع الاعلامي الخارجي غير العادل كان يمارس تعبئة جائرة ضد الدولة والمملكة عموما, ويدفع بالمزيد من الشحن الى تنفيذ المخطط التدميري الناتج عن تحرك الذين باعوا وطنهم وانفسهم للشيطان, لا سيما ان بعض مؤسسات في المجتمع المدني العالمي, كبعض جمعيات حقوق الانسان مثلا, وقعت في فخ ذلك الشحن الاعلامي, ولذلك تركت القيادة الامر حتى يرى العالم الحقيقة بأم العين...ارادت اخذ الامر بالحلم والتريث اولا من اجل شرح الحقيقة للعالم حتى لا يقال اننا وقفنا ضد المطالب التي رفعها اولئك الذين سعوا الى التخريب, وهي مطالب ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب, انها مطالب حق يراد بها باطل, وهذا ما تكشف للعالم اجمع, فتيقن من حجم المؤامرة التي كانت تحاك ضد البحرين". وأدرك هذا العالم ان البحرين ضحية مؤامرة كبرى نجاها الله منها.
سمو الامير.. قلت ان لهؤلاء مطالب ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب, ماذا قصدت?
دعني اشرح لك الامر بالتفصيل, ان بعض هؤلاء يعيش هاجس المظلومية وهو هاجس باطنه مطالب سياسية وظاهره مطالب إنسانية وهو في الواقع هاجس غير صحيح, ولا اساس له, ويعتقد ان المظالم وقعت له, ويتحدث عن تقصير بحقه وتمييز, وانتقاص بالحقوق السياسية, بل يتحدث عن ضنك العيش, ومع الاسف ان هذه الهواجس تحولت الى اجندة يعملون وفق اوهامهم على رفعها, ولا يقبلون ان يتعاطوا مع الواقع بعقلانية او يروا الجوانب الايجابية التي تسمح لهم بالتعبير عن انفسهم ضمن القانون والدستور, ولذلك حين رحبنا بالحوار مع هذا البعض والبحث في المطالب واجراء حوار وطني حقيقي معهم, واصلوا رفع سقف مطالبهم, بل انهم كلما رأوا القيادة تتقدم خطوة نحوهم كانوا يرفعون سقف مطالبهم الى درجة التعسف, ثم بدأوا ممارسة العنف وخوض معارك استجرار لحرب وجدنا معداتها وادواتها في دوار اللؤلؤة, وفي مستشفى السليمانية الذي احتلوه, ومن تلك الادوات قنابل مولوتوف واسلحة وسيوف وخناجر, وحتى السموم. وتسويق إعلامي كاذب وتعاون مدروس بينهم واتصالات خارجية مع معاونيهم في دول مجلس التعاون ومع أبواقهم في الخارج.
لقد خاض هؤلاء حربا بشعة بالسيارات التي حولوها ادوات لقتل رجال الامن ودهسهم وسحلهم, انها حرب لم نشهد لها مثيلا, وكانت توحي وكأنهم يتعجلون الوصول الى مبتغاهم, وهو المبتغى الذي اعلنه احد الارهابيين, اي اقامة جمهورية اسلامية, و لا اكشف سرا اذا قلت اننا وجدنا في دوار اللؤلؤة رسومات لعملة تلك الجمهورية وعلمها, وبياناتها, بعد كل ذلك ما هي المظالم التي يتحدثون عنها?"
وقال:" منذ العام 1970 حين استقلت البحرين وانسحبت القوات البريطانية منها ارتضينا, بكل فئاتنا وشرائحنا وطوائفنا العيش حسب امكانيات البلاد وقدراتها, وحققنا الكثير ضمن ذلك, وباتت لنا دولة جميلة وعاصمة متقدمة, ولا نبخسها حقها اذا قلنا انها اصبحت ملتقى سياحيا وماليا ونقطة عبور دولية, هذه هي البحرين التي حفرنا الارض بأظافرنا لتصبح كما هي الان, و وضعنا الدستور وعملنا على تطويره في مراحل عدة, و هذا لا يمكن ان نقبل بتدميره تحت وطأة اوهام يعيشها البعض,ولا يقبل بالتخلي عنها".
واستدرك:" نعم نعترف ان هناك تقصيرا, لكن اصلاح الخلل لا يتم برفع السيوف وقتل الناس, وتخريب البلاد, ولا بالاستقواء بالاجنبي, وربما استدعاء جيش ذلك الاجنبي لاحتلال البحرين, اليست هذه هي الخيانة بعينها?
هناك قنوات للتعبير عن الرأي وشرح مكامن الخلل والتقصير, وهي الصحافة ومجلس النواب ومجلس الشورى, وحتى التظاهرات السلمية الراقية التي لا يعتدي المشاركون فيها على الامن ولا يخربون الاملاك العامة, او يعطلون مصالح البلاد والعباد, هذه هي القنوات الطبيعية التي يمكن للمواطن ان يعبر فيها عن نفسه ويطالب بحقوقه إن نقصت, وهي تعبر ايضا عن ثقافة ورقي وديمقراطية حقيقية.لكن ما شاهدناه كان افتعال تظاهرات من اجل التدمير والتخريب والقتل والانقلاب, ومحاسبة الناس على هويتهم, واثارة للنعرات والفتن".
المصدر :
http://www.al-seyassah.com/AtricleVi...spx#startframe [/INDENT]
خليفة بن سلمان لـ"السياسة": ما فعله المتآمرون قوَّى عضد شعب وقيادة البحرين
[INDENT]شدد صاحب السمو الملكي رئيس وزراء البحرين الامير خليفة بن سلمان آل خليفة على ضرورة" توسيع اطار التحرك الخليجي المشترك بعد انكشاف كل فصول المؤامرة التي كانت تستهدف دول مجلس التعاون من خلال الانقلاب الذي أفشلته البحرين", وفيما اعتبر ان"الشرخ الذي تسببت به الاحداث يمكن معالجته بحكمة عقلاء المملكة من السنة والشيعة", رأى ان" ما جرى قوى عضد الدولة البحرينية, ووحد الشعب", واوضح ان" هناك بعض التقصير لكنه لا يعالج بالتخريب والانقلاب, واعمال القتل التي مارسها الارهابيون"
وقال في حديث الى"السياسة" ان : "نحن الان نتعافى مما حدث وما حدث يفطر القلب, لانه كان مؤامرة كبيرة غايته الغاء الوطن وتهجير اهله".
واضاف:" كانت عندي مخاوف حيال تحرك البعض للقيام بعمل مشبوه, ونبهت اليها منذ زمن, ولكن هناك من تعامل مع الامر بحسن النوايا, اذ لم يتوقعوا ان يحدث في البحرين ما حدث, وقد اكتشفنا ان كل ذلك مخطط له منذ زمن طويل, بعلم ومساعدة دول اجنبية, ومن المقرر له ان ينفذ في العام 2017, لكن ما عجل به ما شهدته كل من تونس ومصر".
وعن المخطط الذي كانت تسعى فئة قليلة الى تنفيذه قال:" كان الاشرار يخططون لثورة يليها انقلاب عسكري واسقاط النظام وقتل اركانه, تصور ما أبشع ما كانوا يخططون له".
سمو الامير خليفة بن سلمان آل خليفة اكد ان" الاشرار الذين رفعوا مطالب حق ارادوا بها باطلا تعلموا الدرس, ولذلك لن يكرروا فعلتهم ثانية, بالاضافة الى ان مسيرة الاصلاح مستمرة", وفي ما يأتي نص الحديث:
سمو الامير خليفة بن سلمان آل خليفة.. هل اجتازت البحرين أحزانها؟ وما الذي حدث فيها؟
نحن الان نتعافى مما حدث وهو في الحقيقة حدث يفطر القلب, لانه كان مؤامرة كبيرة غايته الغاء الوطن البحريني وتهجير اهله, وخصوصا اهله الذين احبوه وعاشوا في كنفه, وتربوا على ارضه وبادلهم حبا بحب. لقد اراد بعض الاشرار وبمعونة اجانب مثلهم بيع الوطن, وهذا جعلنا نكابد غصة يعلم الله وحده كم كانت موجعة, لا سيما ان الاذى اتى من ذوي القربى, وهو أذى أكثر غضاضة.
هل كنتم سموكم تتوقعون ان يحدث ما حدث في المملكة؟
كانت عندي مخاوف, ونبهت اليها منذ زمن, ولكن هناك من تعامل مع الامر بحسن النوايا, اذ لم يتوقعوا ان يحدث في البحرين ما حدث, وان نكتشف ان كل ذلك مخطط له منذ زمن طويل, بعلم ومساعدة دول اجنبية, و كان مقررا له ان ينفذ في العام 2017, لكن ما عجل به ما شهدته كل من تونس ومصر. في الاصل كان الاشرار يخططون لثورة يليها انقلاب عسكري واسقاط النظام وقتل اركانه.
في الاحداث الاخيرة تكشفت لنا امور كثيرة مهولة, تقشعر لهولها الابدان, لقد اكتشفنا ما كان يخطط له من اعمال قتل وترويع, تصور ما ابشع ما كانوا يخططون له.
كان الامر مروعا, ورافق كل ذلك اعلام أجنبي يستعد منذ سنوات, وتدفع ايران به, فيما تتلقفه بعض الدول الاخرى, واعتقد اللقد مخربون والمتآمرون للوهلة الاولى ان الامور سانحة لهم, وانهم باتوا على مقربة من تحقيق اهدافهم, و مسح البحرين من على الخريطة واعلان قيام جمهورية اسلامية مرتبطة بايران.
للاسف, الامر كان مروعا, وزراء وبعض فئات اجتماعية فقدوا الرحمة بمواطنيهم و وطنهم, ومن ذلك: اثناء الاحداث فرض الاشرار على الناس الذين يريدون الدخول الى المستشفيات ابراز هوياتهم, وكان الدخول على الهوية حسب الانتماء, فمن هم من غير هوية المسيطرين على مستشفى السليمانية, مثلا, لم يكن يسمح لهم بالدخول, والمعالجة فمواطن اتصل بالمستشفى وطلب الإسعاف ولما عرف من رد عليه من الصوت أنه ليس من الهوية ذاتها تركوه يموت, ورجال الشرطة يتعرضون للدهس بسيارات عناصر من المشاغبين عمدا, وتسحل جثثهم,
وكانت هناك عمليات بقر بطون في بعض المستشفيات صورت وارسلت صورها الى الخارج على انها جرائم ارتكبها رجال الامن البحريني فيما هو تمثيل بشع اجراه هؤلاء الذين اجرموا بحق بلدهم واخوانهم من مواطني البحرين, واستقووا بالاجنبي في خيانتهم لاهلهم وبلدهم, كانوا يمارسون الاجرام ويرمونه على الدولة واجهزتها واهل البحرين.
سمو الامير.. اراك متألما جدا, بل اشعر ان حزنك عميق?
ابعد كل ما حدث في البحرين تريدني ان افرح?
كنا امام مؤامرة كبيرة, وبعون الله افشلناها, لكننا لا نزال نشعر بالالم والحزن مما جرى, وهنا لا يمكننا ان ننسى فضل اخواننا في دول"مجلس التعاون" الذين ساعدونا على تخطي هذه الازمة, واخص بالذكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز, الذي عندما قابلته لاشرح له ما يجري ولطلب العون ضمن اتفاقيات" مجلس التعاون", قال لي:" انني كنت في انتظاركم لماذا تأخرتم?" الملك عبدالله هو رجل العون والشهامة.
ولابد من التوضيح هنا ان قوات درع الجزيرة التي دخلت الى البحرين جاءت ضمن اتفاقيات "مجلس التعاون", بهدف حماية ظهر الجيش البحريني, فجيشنا وقواتنا الامنية قادرة على فرض النظام وتحقيق الاستقرار الامني, لكننا لم نكن نريد تحقيق الامن وترك ظهر الجيش مكشوفا, لان المؤامرة كانت كبيرة جدا, بل ان المتآمرين كانوا يستعينون بقوى اجنبية, الا ان شعبنا افشل المخطط, ورغم ذلك فان التهديد لا يزال قائما ولا بد من حماية ظهر الجيش بقوات درع الجزيرة.
وهذا حق للبحرين بصفتها عضو في مجلس التعاون واتفاقات المجلس تتضمن المساعدة في الدفاع عن الدول الأعضاء من خلال قوات درع الجزيرة.
واستطرد سموه قائلا:" في هذا الشأن القيادة تحركت ضمن الدستور, وذلك من اجل ان يعلم الذين ارادوا الشر بالبحرين انها ليست بمفردها او صيدا سهلا , وهي بالاضافة الى انها دولة ذات سيادة محمية ايضا من شقيقاتها دول المجلس, وليس من السهل لاحد ان يعيث فسادا وتخريبا في اي من دوله من دون محاسبة".
واضاف سموه: "العالم تابع صرخات شعب البحرين المستنجدة بمليكه وقيادته لحسم هذا الامر, كما لاحظ تحرك شعبنا من اجل حماية وطنه ووحدته وهو ما اذهل الجميع, الا ان القيادة طولت بالها كثيرا, خصوصا وان الدفع الاعلامي الخارجي غير العادل كان يمارس تعبئة جائرة ضد الدولة والمملكة عموما, ويدفع بالمزيد من الشحن الى تنفيذ المخطط التدميري الناتج عن تحرك الذين باعوا وطنهم وانفسهم للشيطان, لا سيما ان بعض مؤسسات في المجتمع المدني العالمي, كبعض جمعيات حقوق الانسان مثلا, وقعت في فخ ذلك الشحن الاعلامي, ولذلك تركت القيادة الامر حتى يرى العالم الحقيقة بأم العين...ارادت اخذ الامر بالحلم والتريث اولا من اجل شرح الحقيقة للعالم حتى لا يقال اننا وقفنا ضد المطالب التي رفعها اولئك الذين سعوا الى التخريب, وهي مطالب ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب, انها مطالب حق يراد بها باطل, وهذا ما تكشف للعالم اجمع, فتيقن من حجم المؤامرة التي كانت تحاك ضد البحرين". وأدرك هذا العالم ان البحرين ضحية مؤامرة كبرى نجاها الله منها.
سمو الامير.. قلت ان لهؤلاء مطالب ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب, ماذا قصدت?
دعني اشرح لك الامر بالتفصيل, ان بعض هؤلاء يعيش هاجس المظلومية وهو هاجس باطنه مطالب سياسية وظاهره مطالب إنسانية وهو في الواقع هاجس غير صحيح, ولا اساس له, ويعتقد ان المظالم وقعت له, ويتحدث عن تقصير بحقه وتمييز, وانتقاص بالحقوق السياسية, بل يتحدث عن ضنك العيش, ومع الاسف ان هذه الهواجس تحولت الى اجندة يعملون وفق اوهامهم على رفعها, ولا يقبلون ان يتعاطوا مع الواقع بعقلانية او يروا الجوانب الايجابية التي تسمح لهم بالتعبير عن انفسهم ضمن القانون والدستور, ولذلك حين رحبنا بالحوار مع هذا البعض والبحث في المطالب واجراء حوار وطني حقيقي معهم, واصلوا رفع سقف مطالبهم, بل انهم كلما رأوا القيادة تتقدم خطوة نحوهم كانوا يرفعون سقف مطالبهم الى درجة التعسف, ثم بدأوا ممارسة العنف وخوض معارك استجرار لحرب وجدنا معداتها وادواتها في دوار اللؤلؤة, وفي مستشفى السليمانية الذي احتلوه, ومن تلك الادوات قنابل مولوتوف واسلحة وسيوف وخناجر, وحتى السموم. وتسويق إعلامي كاذب وتعاون مدروس بينهم واتصالات خارجية مع معاونيهم في دول مجلس التعاون ومع أبواقهم في الخارج.
لقد خاض هؤلاء حربا بشعة بالسيارات التي حولوها ادوات لقتل رجال الامن ودهسهم وسحلهم, انها حرب لم نشهد لها مثيلا, وكانت توحي وكأنهم يتعجلون الوصول الى مبتغاهم, وهو المبتغى الذي اعلنه احد الارهابيين, اي اقامة جمهورية اسلامية, و لا اكشف سرا اذا قلت اننا وجدنا في دوار اللؤلؤة رسومات لعملة تلك الجمهورية وعلمها, وبياناتها, بعد كل ذلك ما هي المظالم التي يتحدثون عنها?"
وقال:" منذ العام 1970 حين استقلت البحرين وانسحبت القوات البريطانية منها ارتضينا, بكل فئاتنا وشرائحنا وطوائفنا العيش حسب امكانيات البلاد وقدراتها, وحققنا الكثير ضمن ذلك, وباتت لنا دولة جميلة وعاصمة متقدمة, ولا نبخسها حقها اذا قلنا انها اصبحت ملتقى سياحيا وماليا ونقطة عبور دولية, هذه هي البحرين التي حفرنا الارض بأظافرنا لتصبح كما هي الان, و وضعنا الدستور وعملنا على تطويره في مراحل عدة, و هذا لا يمكن ان نقبل بتدميره تحت وطأة اوهام يعيشها البعض,ولا يقبل بالتخلي عنها".
واستدرك:" نعم نعترف ان هناك تقصيرا, لكن اصلاح الخلل لا يتم برفع السيوف وقتل الناس, وتخريب البلاد, ولا بالاستقواء بالاجنبي, وربما استدعاء جيش ذلك الاجنبي لاحتلال البحرين, اليست هذه هي الخيانة بعينها?
هناك قنوات للتعبير عن الرأي وشرح مكامن الخلل والتقصير, وهي الصحافة ومجلس النواب ومجلس الشورى, وحتى التظاهرات السلمية الراقية التي لا يعتدي المشاركون فيها على الامن ولا يخربون الاملاك العامة, او يعطلون مصالح البلاد والعباد, هذه هي القنوات الطبيعية التي يمكن للمواطن ان يعبر فيها عن نفسه ويطالب بحقوقه إن نقصت, وهي تعبر ايضا عن ثقافة ورقي وديمقراطية حقيقية.لكن ما شاهدناه كان افتعال تظاهرات من اجل التدمير والتخريب والقتل والانقلاب, ومحاسبة الناس على هويتهم, واثارة للنعرات والفتن".
المصدر :
http://www.al-seyassah.com/AtricleVi...spx#startframe [/INDENT]