لماذا سمي النبي محمد صلى الله عليه وسلم أميا ؟

    • لماذا سمي النبي محمد صلى الله عليه وسلم أميا ؟



      المعنى الحقيقي لكلمة الأمّية

      إن أول ما نزل على الرسول صلى الله عليه و سلممن القرآن كان {إقرأ} و كان رد الرسول صلى الله عليه و سلم هو ( ما أنا بقارئ ) و معناها هو أني أمّي لا أقرأ الكتب . و في التنزيل العزيز

      {و منهم أمّيون لا يعلمون الكتاب إلا أماني} فمعنى الأمّيون في هذه الآيةهو الذين لا معرفة لهم بقراءة و لا كتابة و الله أعلم. و في الحديث الشريف( إنا أمّة أمّية لا نكتب و لا نحسب )

      و في حديث آخر ( بعثت إلى أمّة أمّية ) . فالعرب هم الموصوفون هنا بالأمّيين لأن الكتابة و القراءة كانت فيهم عزيزة و نادرة ، و هذا معنى كلمة أمّي في اللغة العربية و هكذا كان يفهمها العرب.



      الباب الثاني : الحكمة وراء أمّية الرسول صلى الله عليه و سلم


      أولا نستهل ببعض الآيات الدالة على أمّية الرسول صلى الله عليه و سلم





      قال الله تعالى في سورة الأعراف { الذين يتّبعون الرسول النبي الأمّي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة و الإنجيل } و قال عز و جل { و ما كنت تتلو من قبله من كتاب و لا تخطه بيمينك }

      قال الفخر الرازي في تفسيره : فالعرب أكثرهم كانوا يكتبون و لا يقرأون و النبي عليه الصلاة و السلام كان كذلك ، فلهذا السبب وصفه عز وجل بكونه أمّيا و كونه أمّيا عليه الصلاة و السلام كان من جملة معجزاته

      و يمكن تبيان ذلك من عدة أوجه :


      أولا : أنه صلى الله عليه و سلم كان يقرأ عليهم كتاب الله تعالى منظوما مرة بعد أخرى من غير تبديل ألفاظه و لا تغيير كلماته . و قد كان معروفا أن الخطيب من العرب إذا إرتجل خطبة ثم أعادها لا بد أن يزيد فيها و لو بالقليل ثم إنه عليه الصلاة و السلام -مع أنه كان لا يكتب و لا يقرأ- يتلو كتاب الله من غير زيادة و لا نقصان و لا تغيير فكان ذلك من المعجزات و إليه الإشارة بقوله تعالى { سنقرئك فلا تنسى }

      ثانيا : أنه صلى الله عليه و سلم لو كان يحسن الخط و القراءة لصار متّهما في أنه ربما طالع الكتب الأولين فحصل هذه العلوم من تلك المطالعة ، فلما أتى بهذا القرآن العضيم المشتمل على العلوم الكثيرة من غير تعلم و لا مطالعة كان ذلك من المعجزات . و هذا هو المراد من قوله عز وجل { و ما كنت تتلو من قبله من كتاب و لا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون }

      ثالثا :أن تعلم الخط شيء سهل فإن أقل الناس ذكاء و فطنة يتعلمون الخط فعدم تعلمه يدل على نقصان عظيم في الفهم ثم إنه تعالى أتاه عليه الصلاة والسلام علوم الأولين و الآخرين و أعطاه من الحقائق ما لم يصل إليه أحد من البشر و مع تلك القوة العظيمة في العقل و الفهم جعله بحيث لم يتعلم الخط الذي يسهل تعلمه على أقل الخلق عقلا و فهما فكان الجمع بين الحالتين المتضادتين جاريا مجرى الجمع بين الضّدين و ذلك من الأمور الخارقة للعادة و من المعجزات



      الباب الثالث : الأدلة على ثبوت أمّيته صلى الله عليه و سلم


      إن كثيرا من المستشرقين حاولوا إثبات عكس الحقيقة من غير إعتماد أي برهان و لا دليل على كلامهم المزعوم ،إنما هم يستنتجون بعقولهم ، و يتعجبون من أمّيته صلى الله عليه و سلم حيث جاء في قاموس الإسلام لباتريك توماس " و مع ذلك فمن المحقق أنه ( أي النبي عليه الصلاة و السلام ) كان يتظاهر بأنه يجهل القراءة و الكتابة كي يجعل إنشاء القرآن معجزا "


      و لكن هذا أمر لا يقبله العقل فلو كان الرسول صلى الله عليه و سلم قارئا لما احتاج إلى كتٌاب يكتبون له و لكان كتب بنفسه بدون توكيل غيره .


      و الدليل الثاني هو أنه في غزوة أحد أرسل العباس ( عم الرسول صلى الله عليه و سلم ) كتابا إلى الرسول صلى الله عليه و سلم ليخبره بجمع قريش و خروجهم ، فلما جاء كتاب العبّاس ، فك الرسول عليه الصلاة و السلام ختمه و دفعه لأبيّ بن كعب فقرأه عليه ثم استكتم أبيّا و طلبه بحفظ السّر . و الأمثلة الداحضة لهذه المفتريات كثيرة في التاريخ الإسلامي.
      و قد زعم البعض الآخر من المستشرقين أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يتلو الكتب الدينية القديمة و منها أخذ معلوماته و هذا الزعم لا أساس له من الصحة لأن جزيرة العرب في ذلك الوقت لم تكن تتوفر على أية كتب دينية باللغة العربية . و من المسلم به هو أنه عليه الصلاة و السلام لم يكن يعرف أي لغة أجنبية .


      خلاصة


      إن المستشرقين الذين زعموا أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يعرف الكتابة و القراءة نسوا أو بالأحرى تناسوا الآيات القرآنية التي تؤكد أمّية الرسول صلى الله عليه و سلم ، و ذلك لأنهم وجدوا أن القرآن معجز و يحتوي على على قصص الماضين و على شريعة عظيمة فاقت كل الشرائع و فيه عظات بالغة و حكم و أمثال رائعة و مع أنه قد حصل تقدم للعلوم و الفنون و إنتشار للجامعات بشكل كبير في هذا العصر لم يستطع أبناء هذا العصر الإتيان بشريعة للناس عادلة كالشريعة الإسلامية و لا آداب و أخلاق كالآداب و الأخلاق المحمدية و الواردة في القرآن الكريم ، فهالهم الأمر و تحيروا من علمه صلى الله عليه و سلم و ما زاد في حيرتهم هو أمّيته عليه الصلاة و السلام و هذا أكبر دليل على نبوته لأصاب العقول الصغيرة لذلك فبدأ البعض منهم من أعداء الإسلام يتخبطون لنفي أميته صلى الله عليه و سلم و لمّا وجدوا التاريخ لا يساعدهم و أن الحقائق واضحة كوضوح النهار قال قائلهم إنه كان يخفي أمره و يكتمه عن الناس جميعا حتى زوجاته وذريته و أقرب أقربائه ، وهذا قول مضحك وإفتراء لا أساس له من الصحة فمن المستحيل إخفاء مثل هذا الأمر الذي يعتبر مثل الأكل و الشرب



      رحيل أمي أنفاس متقطعة

      تم تحرير الموضوع 1 مرة, آخر مرة بواسطة بنت عُمان ().

    • توضيح...
      الرسول صلى الله عليه وسلم كان امي اي انه كان لا يعرف يقرأ ولا يكتب
      وشكراً على الموضوع المميز
      لا شفت ظلم الناس في كل ديره .... سجدت لربي اللي خلقني سعوديه
    • نقطة جيدة
      شكراا جزيلا
      انظر للماضي على انّه كنزاً من الخبرات، استعملها بحكمة، وانظر إلى المستقبل على أنّه الأمل في السعادة حيث أن "ما الأمس إلا حلم، وما الغد إلا رؤية، ولكن اليوم الذي تعيشه كما يجب، يجعل الأمس حلماً من السعادة والغد رؤية من الأمل".
    • عاشقة العمدة كتب:

      توضيح...
      الرسول صلى الله عليه وسلم كان امي اي انه كان لا يعرف يقرأ ولا يكتب
      وشكراً على الموضوع المميز

      العفو غاليتي والأجر لنا جميعاً
      رحيل أمي أنفاس متقطعة
    • THANK YOU
      BABAY
      #j ؛°¨°؛ تموت المعاني عند غيرك وتحيا فيك ؛°¨°؛ ؛°¨°؛ وتبقى المعاني ميزتك وإنت راعيها ؛°¨°؛ ؛°¨°؛ ياعساك تكون بخير! والضيق ناسيك ؛°¨°؛ يحفظك ربي خالق الخلق وباريها ؛°¨°؛
      [LEFT] [/LEFT]
    • أود أن أتوجه ببعض الأسئله الى طارح الموضوع ، وأتمنى الاجابه عليها !!!
      1. ما معنى الكتاب في الأيه الوارده ؟
      2. متى تعلم النبي صلى الله عليه وسلم القراءه والكتابه ،قبل البعثه أو بعدها ؟
      3.من علم النبي صلى الله عليه وسلم القراءه والكتابه ،واذا كان إلهاما أورد الدليل ؟
      4.هل عدم القراءه والكتابه يعتبر نقص في شخص النبي صلى الله عليه وسلم ؟
      5.أذكر كتاب خطه النبي صلى الله عليه وسلم بيده الشريفه ،بالعربيه أو غير العربيه ؟ كما يعلم الجميع أن حياة الحبيب المصطفى عليه من ربي سلام ،كتاب مفتوح من قبل ولادته وحتى مماته ،كل سيرته العطره مسطره ،منامه ويقظته ، وضحكه وغضبه ،
      وفرحه وحزنه ، مع أزواجه والناس ، وكل حال من أحوال حياته ،وهذا بعض سر عظمته !!!!!!
      ومـــا مـــن كاتب إلا سـيفنى ويبقي الدهــر مــــا كتبت يداه فــلا تكتب بكفك غيــــر شئ يسرك فــي القيــامـة أن تراه
    • تصحيح بعض المفاهيم


      بسم الله الرحمن الرحيم





      الباب الأول : المعنى الحقيقي لكلمة الأمّية


      إن أول ما نزل على الرسول صلى الله عليه و سلممن القرآن كان {إقرأ} و كان رد الرسول صلى الله عليه و سلم هو ( ما أنا بقارئ ) و معناها هو أني أمّي لا أقرأ الكتب . و في التنزيل العزيز
      {و منهم أمّيون لا يعلمون الكتاب إلا أماني} فمعنى الأمّيون في هذه الآيةهو الذين لا معرفة لهم بقراءة و لا كتابة و الله أعلم. و في الحديث الشريف( إنا أمّة أمّية لا نكتب و لا نحسب )
      و في حديث آخر ( بعثت إلى أمّة أمّية ) . فالعرب هم الموصوفون هنا بالأمّيين لأن الكتابة و القراءة كانت فيهم عزيزة و نادرة ، و هذا معنى كلمة أمّي في اللغة العربية و هكذا كان يفهمها العرب.



      الباب الثاني : الحكمة وراء أمّية الرسول صلى الله عليه و سلم



      أولا نستهل ببعض الآيات الدالة على أمّية الرسول صلى الله عليه و سلم





      قال الله تعالى في سورة الأعراف { الذين يتّبعون الرسول النبي الأمّي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة و الإنجيل } و قال عز و جل { و ما كنت تتلو من قبله من كتاب و لا تخطه بيمينك }
      قال الفخر الرازي في تفسيره : فالعرب أكثرهم كانوا يكتبون و لا يقرأون و النبي عليه الصلاة و السلام كان كذلك ، فلهذا السبب وصفه عز وجل بكونه أمّيا و كونه أمّيا عليه الصلاة و السلام كان من جملة معجزاته


      و يمكن تبيان ذلك من عدة أوجه :


      أولا : أنه صلى الله عليه و سلم كان يقرأ عليهم كتاب الله تعالى منظوما مرة بعد أخرى من غير تبديل ألفاظه و لا تغيير كلماته . و قد كان معروفا أن الخطيب من العرب إذا إرتجل خطبة ثم أعادها لا بد أن يزيد فيها و لو بالقليل ثم إنه عليه الصلاة و السلام -مع أنه كان لا يكتب و لا يقرأ- يتلو كتاب الله من غير زيادة و لا نقصان و لا تغيير فكان ذلك من المعجزات و إليه الإشارة بقوله تعالى { سنقرئك فلا تنسى }
      ثانيا : أنه صلى الله عليه و سلم لو كان يحسن الخط و القراءة لصار متّهما في أنه ربما طالع الكتب الأولين فحصل هذه العلوم من تلك المطالعة ، فلما أتى بهذا القرآن العضيم المشتمل على العلوم الكثيرة من غير تعلم و لا مطالعة كان ذلك من المعجزات . و هذا هو المراد من قوله عز وجل { و ما كنت تتلو من قبله من كتاب و لا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون }
      ثالثا :أن تعلم الخط شيء سهل فإن أقل الناس ذكاء و فطنة يتعلمون الخط فعدم تعلمه يدل على نقصان عظيم في الفهم ثم إنه تعالى أتاه عليه الصلاة والسلام علوم الأولين و الآخرين و أعطاه من الحقائق ما لم يصل إليه أحد من البشر و مع تلك القوة العظيمة في العقل و الفهم جعله بحيث لم يتعلم الخط الذي يسهل تعلمه على أقل الخلق عقلا و فهما فكان الجمع بين الحالتين المتضادتين جاريا مجرى الجمع بين الضّدين و ذلك من الأمور الخارقة للعادة و من المعجزات



      الباب الثالث : الأدلة على ثبوت أمّيته صلى الله عليه و سلم


      إن كثيرا من المستشرقين حاولوا إثبات عكس الحقيقة من غير إعتماد أي برهان و لا دليل على كلامهم المزعوم ،إنما هم يستنتجون بعقولهم ، و يتعجبون من أمّيته صلى الله عليه و سلم حيث جاء في قاموس الإسلام لباتريك توماس " و مع ذلك فمن المحقق أنه ( أي النبي عليه الصلاة و السلام ) كان يتظاهر بأنه يجهل القراءة و الكتابة كي يجعل إنشاء القرآن معجزا "


      و لكن هذا أمر لا يقبله العقل فلو كان الرسول صلى الله عليه و سلم قارئا لما احتاج إلى كتٌاب يكتبون له و لكان كتب بنفسه بدون توكيل غيره .


      و الدليل الثاني هو أنه في غزوة أحد أرسل العباس ( عم الرسول صلى الله عليه و سلم ) كتابا إلى الرسول صلى الله عليه و سلم ليخبره بجمع قريش و خروجهم ، فلما جاء كتاب العبّاس ، فك الرسول عليه الصلاة و السلام ختمه و دفعه لأبيّ بن كعب فقرأه عليه ثم استكتم أبيّا و طلبه بحفظ السّر . و الأمثلة الداحضة لهذه المفتريات كثيرة في التاريخ الإسلامي.
      و قد زعم البعض الآخر من المستشرقين أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يتلو الكتب الدينية القديمة و منها أخذ معلوماته و هذا الزعم لا أساس له من الصحة لأن جزيرة العرب في ذلك الوقت لم تكن تتوفر على أية كتب دينية باللغة العربية . و من المسلم به هو أنه عليه الصلاة و السلام لم يكن يعرف أي لغة أجنبية .


      خلاصة


      إن المستشرقين الذين زعموا أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يعرف الكتابة و القراءة نسوا أو بالأحرى تناسوا الآيات القرآنية التي تؤكد أمّية الرسول صلى الله عليه و سلم ، و ذلك لأنهم وجدوا أن القرآن معجز و يحتوي على على قصص الماضين و على شريعة عظيمة فاقت كل الشرائع و فيه عظات بالغة و حكم و أمثال رائعة و مع أنه قد حصل تقدم للعلوم و الفنون و إنتشار للجامعات بشكل كبير في هذا العصر لم يستطع أبناء هذا العصر الإتيان بشريعة للناس عادلة كالشريعة الإسلامية و لا آداب و أخلاق كالآداب و الأخلاق المحمدية و الواردة في القرآن الكريم ، فهالهم الأمر و تحيروا من علمه صلى الله عليه و سلم و ما زاد في حيرتهم هو أمّيته عليه الصلاة و السلام و هذا أكبر دليل على نبوته لأصاب العقول الصغيرة لذلك فبدأ البعض منهم من أعداء الإسلام يتخبطون لنفي أميته صلى الله عليه و سلم و لمّا وجدوا التاريخ لا يساعدهم و أن الحقائق واضحة كوضوح النهار قال قائلهم إنه كان يخفي أمره و يكتمه عن الناس جميعا حتى زوجاته وذريته و أقرب أقربائه ، وهذا قول مضحك وإفتراء لا أساس له من الصحة فمن المستحيل إخفاء مثل هذا الأمر الذي يعتبر مثل الأكل و الشرب


      و مع كل هذا فأعداء الإسلام و المسلمين ما زالوا يتربصون الدوائر بديننا الحنيف



      و نختتم بقوله عز و جل { و ما أرسلناك إلا كافّـة للناس بشيرا و نذيرا و لكن أكثر الناس لا يعلمون } صدق الله العظيم



      أرجوأن أكون قد وفقت في هذ الشرح و أتمنى من الله أن تستفيدوا منه إن شاء الله





      أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه


      عُمانيٌ وأنطلقُ إلى الغايات نستبقُ وفخري اليوم إسلامي لغير الله لا أثقُ وميداني بسلطنتي وساحُ العلمِ منطلقُ