سارقة القلب 1

    • سارقة القلب 1

      [B]


      يا زهرة القلب المشبوبة بنور الفكر
      المتفتحة على نسائم الانفاس
      المرتبطة في جذور النفس
      بالله عليك كيف وصلت الي من بين بنات حواء
      و كيف سكنتني من بين الرجال
      و كيف لا اجدك بين يدي و انت في الفؤاد جذوة
      و في النفس حظوة
      و للجرح مرهما و مسكنا
      كيف كتبت أصول الحرف في داخلي
      و أطلقت كل خيولي المتسارحة على عتبات الجمال




      كيف نقلتني بخفة روحك
      و بهمس وجدانك
      الى عالم الطيور
      الى لغة الزهور
      الى …. لا ادري ماذا تسمونه في عالمكم الخلاب
      أهو الحب
      أم العشق
      أم الهيام
      ما هو و من أنت و من أنا ..
      عالم يترقرق بين ربوع المسكونات الانسية
      ليست طيفا…
      و ليست بشرا مثل جميع النساء
      هي ابتسامة تنعتق من مهجة سامعها
      نوَّارة لوز تفتأ تنداح بعبيرها نحو تبرعم الثمر
      إكليل فلٍّ لم يحتر صانعه من أين يبدا حصره و امتداده
      لكنه تاه بمن أهداه اليه.
      يا كل الحرف المرتكز على قيثارة وترٍ من نضارٍ ما انفك يتيه بداخلي
      بُحْنِيْ اليها….
      أعلمها أني أحبها…
      نَقِّلْها بين ربوع شوقك
      بين ضلوع اهتمامك
      بين بينك دون مساس
      فقط كن أنت ولا تكن غيرك
      فهي هي لن تتغير
      و لن تكن إلا ما قدر الله لها أن تكون.
      لكني
      لم أستطع بعد فك رموز الحرف
      لم أقرأني من جديد
      و مساحة سطرها مكتوب عليه
      ممنوع الدخول لمن ليس لديه عمل رسمي

      فبأي يد أقرع بابها
      و بأي قلم أكتب لها
      أحبك
      أحبك فهل تكفي كلمة شيَّبت الشعراء
      و قتلت الكتاب
      فهل تكفينا تلك الكلمة البحر
      تلك الكلمة الأقلام
      تلك الأحرف الموسومة ببراويز الجسد المتناهي حد الإسترسال
      المتثنِّي بين سطور اللهفة
      الغائر في أوجاء الإدمان الشَّهِيِّ حقًا
      ليت حرفي كتمني لو حين لهفة
      ليت أمي لم تلدني قط
      و بقيت روحا من غير جسد
      قلبا لم يذق الدماء
      نفسا لا تعلم عن فنون الحب إلا الغناء
      عينا لم تذق الدمع و لم تعبر أفق الإنتشاء
      .


      [/B]




      [B]فيا سارقة القلب
      كُفِّي عن سوف و حتى و لو
      كفي عنهن جميعا
      و استسلمي لمراسيم النبض الغامرة بصدق
      فهي عينها الحروف الجامعة لتسويف الرد
      المموِّعة لصرامة البوح الرقيق
      أوْشَتْ بك كما أوشت بي عيني
      و تناوشتك لهفة
      كما تناوشتني شوقا
      فاستسلمي كما أنت بِرِقَّة


      و
      أعيدي إليَّ قلبي الذي أدمن الجلوس في راحتك

      أو لا تعيديه
      و ألقيه في غيابة الجب
      إقذفي به أثقالا مع أثقاله
      و دعي حشرجة الأنين تغمر وجه البئر كلما زارها القمر بدرا




      عل السيارة تأتي لسوق رقيق

      و لن يترفق به سيد القصر و لن يقاوم الموت مرتين
      موت قبل الحياة
      و موت أثناء الحياة
      انحناءات الوجع تعصف بامتزاجات الفقد
      و لوعة القادم تسري في أتون الحاضر
      و شهقة النزير الأخير مِنِّي
      تكتب خاتمة الجزء الأول من سارقة القلب

      [/B]