لبيد العامري!!

    • لبيد العامري!!


      [B]لبيد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري، ثم الجعفري‏.‏

      كان شاعراً من فحول الشعراء، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم
      سنة مع وفد قومه بنو جعفر، فأسلم وحسن إسلامه‏.‏
      أنشدت له عائشة رضي الله عنها قوله‏:‏
      ذهب الذين يعاش في أكنافهـم ** وبقيت في خلف كجلد الأجرب
      فقالت‏:‏ رحم الله لبيداً، كيف لو أدرك زماننا هذا‏!‏ وهو حديث مسلسل، لولا التطويل لذكرناه‏.‏
      وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد‏:‏
      ألا كل شيء ما خلا الله باطل ** ‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏� ��.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏�� �.‏‏.‏‏. ‏‏.‏
      ولما أسلم لبيد ترك قول الشعر، فلم يقل غير بيت واحد، وهو قوله‏:‏
      ما عاتب الرجل الكريم كنفسـه ** والمرء يصلحه القرين الصالح
      وقيل‏:‏ بل قال‏:‏
      الحمد لله إذ لم يأتنـي أجـلـي ** حتى اكتسيت من الإسلام سربالا
      وقيل‏:‏ إن هذا البيت لغيره، وقد ذكرناه‏.‏ وقيل‏:‏ بل قال‏:‏
      وكل امرئ يوماً سيعلم سعيه ** إذا كشفت عند الإله المحاصد
      وقال أكثر أهل الأخبار‏:‏ لم يقل شعراً منذ أسلم‏.‏
      وكان شريفاً في الجاهلية والإسلام، وكان قد نذر أن لا تهب الصبا إلا نحر وأطعم‏.‏ ثم إنه نزل الكوفة، وكان المغيرة بن شعبة إذا هبت الصبا يقول‏:‏ أعينوا أبا عقيل على مروءته‏.
      قيل‏:‏ هبت الصبا يوماً، وهو بالكوفة، ولبيد مقتر مملق، فعلم بذلك الوليد بن عقبة بن أبي معيط، وكان أميراً عليها، فخطب الناس وقال‏:‏ إنكم قد عرفتم نذر أبي عقيل، وما وكد على نفسه، فأعينوا أخاكم، ثم نزل، فبعث إليه بمائة ناقة، وبعث الناس إليه فقضى نذره،
      وكتب إليه الوليد‏:‏
      أرى الجزار يشحذ شفرتـيه ** إذا هبت رياح أبي عقـيل
      أغر الوجه أبيض عامـري ** طويل الباع كالسيف الصقيل
      وفى ابن الجعفري بحلفتـيه ** على العلات والمال القلـيل
      بنحر الكوم إذ سحبت علـيه ** ذيول صباً تجاوب بالأصيل
      فلما أتاه الشعر قال لابنته‏:‏ أجيبيه، فقد رأيتيني وما أعيا بجواب شاعر‏.‏ فقالت‏:‏
      إذا هبت رياح أبي عـقـيل ** دعونا عند هبتهـا الـولـيدا
      أشم الأنف أصيد عبشـمـياً ** أعان على مروءته لـبـيداً
      بأمثال الهضاب كأن ركـبـاً ** عليها من بني حام قـعـودا
      أبا وهب جزاك اللـه خـيراً ** نحرناها وأطعمنا الـثـريدا
      فعد إن الكريم لـه مـعـاد ** وظني يا ابن أروى أن تعودا
      ثم عرضت الشعر على أبيها، فقال‏:‏ قد أحسنت، لولا أنك استزدتيه‏!‏
      فقالت‏:‏ والله ما استزدته إلا أنه ملك، ولو كان سوقة لم أفعل‏.‏
      وكان لبيد بن ربيعة وعلقمة بن علاثة العامريان من المؤلفة قلوبهم وحسن إسلامهما‏.‏
      ومما يستجاد من شعره قوله من قصيدة يرثي أخاه أربد‏:‏
      أعاذل، ما يدريك إلا تظـنـينـا ** إذا رحل السفار‏:‏ من هو راجع
      أتجزع مما أحدث الدهر للـفـتـى ** وأي كريم لم تصـبـه الـقـوارع
      لعمرك ما تدري الضوارب بالحصى ** ولا زاجرات الطير ما الله صانـع
      وما المرء إلا كالشهـاب وضـوئه ** يحور رماداً بعد ما هـو سـاطـع
      وما البِر إلا مضمرات من التـقـى ** وما المال إلا مـعـمـرات ودائع
      وقال عمر بن الخطاب يوماً للبيد بن ربيعة أنشدني شيئاً من شعرك‏.‏
      فقال‏:‏ ما كنت لأقول شعراً بعد أن علمني الله ‏"‏البقرة‏"‏ ‏"‏وآل عمران‏"‏،
      فزاده عمر في عطائه خمسمائة، وكان ألفين‏.‏
      فلما كان في زمن معاوية قال له معاوية‏:‏ هذان الفودان،
      فما بال العلاوة? يعني بالفودين الألفين، وبالعلاوة الخمسمائة، وأراد أن يحطه إياها
      فقال‏:‏ أموت الآن وتبقى لك العلاوة والفودان‏!‏ فرق له وترك عطاءه على حاله، فمات بعد ذلك بيسير‏.‏
      وقيل‏:‏ إنه لم يدرك خلافة معاوية، وإنما مات بالكوفة في إمارة الوليد بن عقبة عليها في خلافة عثمان‏.‏ وهو أصح‏.‏
      ولما مات بعث الوليد إلى منزله عشرين جزوراً، فنحرت عنه‏.‏
      روى أن الشعبي قال لعبد الملك بن مروان تعيش ما عاش لبيد بن ربيعة‏.‏
      وذلك أنه لما بلغ سبعاً وسبعين سنة أنشأ يقول‏:‏
      باتت تشكى إليّ النفس مجهشة ** وقد حملتك سبعاً بعد سبعينـا
      فإن تزادي ثلاثاً تبلغي أمـلاً ** وفي الثلاث وفاء للثمانـينـا
      عاش حتى بلغ تسعين، فقال‏:‏
      كأني وقد جاوزت تسعين حجة ** خلعت بها عن منكبـي ردائياً
      ثم عاش حتى بلغ مائة وعشراً فقال‏:‏
      أليس في مائة قد عاشها رجل ** وفي تكامل عشر بعدها عمر
      ثم عاش حتى بلغ مائة وعشرين، فقال‏:‏
      ولقد سئمت من الحياة وطولها ** وسؤال هذا الناس كيف لبيد?
      وقال مالك بن أنس‏:‏ بلغني أن لبيد بن ربيعة عاش مائة وأربعين سنة‏.‏
      وقيل‏:‏ مات وهو ابن مائة وسبع وخمسين سنة‏.‏
      وقيل‏:‏ مات سنة إحدى وأربعين‏.‏ ثم دخل معاوية الكوفة، وتسلم الأمر ونزل بالنخيلة أخرجه الثلاثة

      فضلاً ..لا ...أمراً ساهم بتعليق


      [/B]