الوحدة الرابعة:الإنسان في تصور الإسلامي،،،،،،،
آدم عيه السلام - هو أول مخلوق من البشر فهو أبو البشر جميعاً وأول الأبناء،،وقدخلق الله تعالى منه زوجته
ثم خلق الله منهما رجالاً كثيراً ونساء قال تعالى: يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء))) وقد كرمالله آدم عليه السلام- بأن خلقه على غير مثال سابق، وهذه ميزه له وحده لا يشاركه فيها غيره من البشر ((قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي))) وقد مر خلق آدم -عليه السلام- بأطوار مختلفة بدءاً من التراب، ثم تحول التراب إلى طين، ثم إلى صلصال من الطين
الجاف الصلب، وفي ذلك يقول الله تعالى إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون،،،،
ثم أخبر الله تعالى الملائكة أنه متخذ في الأرض خليفة،، تتعاقب الأجيال من بعده في مهام الخلافة حتى يعمر الكون فتساءلت الملائكة متعجبين ومستعلمين: كيف يكون الإنسان خليفة الله وفي ذريته من يفسد في الأرض؟؟
يا ترى ماذا حدث بعد ذلك؟ وما نتيجة هذه التساؤلات؟ وماذا أعقبها من أحداث؟؟ لنتأمل الآيات التالية فنعرف قصة البشرية سورة البقرة من الآية (30-39
1. وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَامَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
2. وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءكُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءهَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
3. قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَعِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
4-إذ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَاكُنتُمْ تَكْتُمُونَ
5. وَإِذْ قُلْنَالِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىوَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ
6.وَقُلْنَا يَا آدَمُاسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَاوَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ
7. فَأَزَلَّهُمَاالشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْبَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىحِينٍ
8. فَتَلَقَّى آدَمُ مِنرَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
9. قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَاجَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌعَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
10. وَالَّذِينَ كَفَرُواْوَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
تضمنت الآيات موضوعات عدة منها:1- إخبار الله تعالى بدور آدم -عليه السلام- في
(أرجو المتابعه في الأسفل لنفس مقطع النص)
2- تعليم آدم -عليه السلام- أسماء الأشياء: ميز الله تعالى آدم -عليه السلام- عن الملائكة بتعليمه أسماء جميع الأشياء من حوله لحاجته إلى الاستفادة منها فيطعامه وشرابه، بخلاف الملائكة الذين لا يحتاجون إلى شيء، ثم طالب الله- تعالى-الملائكة بأسماء المسميات المرئية الحاضرة، بعد أن عرض عليهم المسميات فلم يعلموها،وحاجة ذرية آدم- عليه السلام-إلى الأشياء تدفعهم غلى العمل والتفكير، والتنقيب عنتلك الأشياء وعمارة الكون وتقدم وسائل الحياة في كل المجالات من الزراعة وصناعةوتجارة.
3-سجود الملائكة لآدم -عليه السلام-:- إن هذا السجود لم يكن سجود عبادة وإنما سجودتكريم وطاعة الله تعالى،
فسجد الملائكة جميعاً له غير إبليس فإنه امتنع عن السجود استكباراً فصار بإبائه واستكباره من الكافرين.
4- سكن آدم -عليه السلام- وزوجته الجنة وخروجهما منها
اسكن الله تعالى آدم- عليه السلام- الجنة، وخلق له حواء وأباح لهما الاستمتاعبثمار الجنة إلا شجرة عينًها لهما،،شجرة الزقوم،، فوسوس لهما إبليس بالأكل منهاوأغراهما ((فوسوس الشيطن ليبدي لهما ما ورىَ عنهما من سؤتهما وقال ما نهاكما ربكماعن هذه الشجرة إلا أن تكونا مالكين أو تكونا من الخلدين))
فرفض آدم -عليه السلام- في مبدأ الأمر، وقاوم اغراءت الشيطان، ولكن إبليس استمر في إلقاء وساوسة حتى نسي آدم- عليه السلام- أنه عدوه الذي أبى السجود له فأكل آدم وحواء من الشجرة، فعاقب الله تعالى آدم -عليه السلام- على مخالفة أمره والأكل من الشجرة،فندم واستغفر الله تعالى وتاب، فقبل توبته، ولكنه أمره وحواء بالخروج من الجنة،والاستقرار في الأرض،،،،
يأيها الناس أنا خلقناكم من سورة الحجرات الآية 13 -
إحترام حقوقالأرض1-: أخبر الله تعالى ملائكته أنه سيجعل آدم عليه السلام خليفة في الأرض ،يكون له سلطان في التصرف في موادها،،فتساءلوا على سبيل العلم والحكمة ، كيف تجعل في الأرض المفسدين وسفاكي الدماء وهم رأي الملائكة- أهل الطاعة واجتناب المعاصي’
فأجابهم الحق سبحانه أنه يعلم في هذا المخلوق من الأسرار ما لا يعلمون، وأختصه بعلم ما لا يعلمون
2- تعليم آدم -عليه السلام- أسماء الأشياء: ميز الله تعالى آدم -عليه السلام- عن الملائكة بتعليمه أسماء جميع الأشياء من حوله لحاجته إلى الاستفادة منها في طعامه وشرابه، بخلاف الملائكة الذين لا يحتاجون إلى شيء، ثم طالب الله- تعالى-الملائكة بأسماء المسميات المرئية الحاضرة، بعد أن عرض عليهم المسميات فلم يعلموها،وحاجة ذرية آدم- عليه السلام-إلى الأشياء تدفعهم على العمل والتفكير، والتنقيب عن تلك الأشياء وعمارة الكون وتقدم وسائل الحياة في كل المجالات من الزراعة وصناعةوتجارة.3-سجودالملائكة لآدم -عليه السلام-:- عن هذا السجود لم يكن سجود عبادة وإنما سجود تكريم وطاعة الله تعالى، فسجد الملائكة جميعاً له غير إبليس فإنه امتنع عن السجود استكباراً فصار بإبائه واستكباره من الكافرين.
4- سكن آدم -عليه السلام- وزوجته الجنة وخروجهما منها
اسكن الله تعالى آدم- عليه السلام- الجنة، وخلق له حواء وأباح لهما الاستمتاع بثمار الجنة إلا شجرة عينًها لهما،،شجرة ،، فوسوس لهما إبليس بالأكل منهاوأغراهما ((فوسوس الشيطان ليبدي لهما ما ورىَ عنهما من سؤتهما وقال ما نهاكما ربكماعن هذه الشجرة إلا أن تكونا مالكين أو تكونا من الخالدين)) فرفض
آدم -عليه السلام- في مبدأ الأمر، وقاوم اغراءت الشيطان، ولكن إبليس استمر في إلقاء وساوسة
حتى نسي آدم- عليه السلام- أنه عدوه الذي أبى السجود له فأكل آدم وحواء من الشجرة، فعاقب الله تعالى آدم -عليه السلام- على مخالفة أمره والأكل من الشجرة،فندم واستغفر الله تعالى وتاب، فقبل توبته، ولكنه أمره وحواء بالخروج من الجنة،والاستقرار في الأرض.
ميدان البحار والمحيطات: قال تعالى وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً
علاقة الإنسان بالكون. الكون: كما خلق الله تعالى الإنسان خلق له الكونليحقق غاية وهدفا، وإن أهم أهدافه أن يكون من منا للنشاط الإنسان، يستخدم فيهالإنسان طاقاته وإمكاناته، ويسخره لمنفعته هذا المنفعة التي ستؤول في النهاية إلىتحقيق عبادة الله تعالى ن وقيام شريعته في الحياة، وهكذا فانه الإنسان في معرفتهلحقائق الظواهر الكونية يعود دائما إلى منطق ثابت ينقذه من التخبط من الإحالات علىأسباب غير صحيحة أحيانا وغير واقعية أحيانا أخرى كالعقل والطبيعة أو كائنات أسطورية كما تفعل بعض الفلسفات والأديان لأنه يرد خيوط الكون والحياة كلها إلى قدرة الله ورقابته وهيمنته وسلطانه . تسخير الكون للإنسان:-
معنى التسخير: التسخير- لغة- معناه : العمل والخدمة مجانا أما اصطلاحا فمعناه أنالله مكن الإنسان من استخدام مظاهر الكون في تطبيقات عملية نافعة للإنسان في مجالات حياته المختلفة دون ثمن يقدمه،،،،
تعالى أهداف التسخير: تكمن أهداف التسخير في التالي : أولا: هدف معرفي، غايته التأمل والتفكر في عظيم صنع الله في خلقه مما يقضي بالإنسان إلى الإيقان يعلم الله المطلق وقدرته المطلقة، فيقبل على عبادته وطاعته..ثانيا:هدف إنساني ثمرته استمراربقاء النوع البشري والتمتع بنعم الله تعالى
قال الله تعالى(( وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم)) سورة النحل الآية
وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا منه فضله ولعلكم تشكرون)) سورة النحل الآية 14
3- ميدان اليابسة، والآيات التي تتحدث عن هذا الميدان تأتي مقرونة باليابسة لنفسالغايات والأهداف المادية والعقلية.((ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلكتجري في البحر بأمره والسماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، إن الله بالناس لرؤفرحيم))
التسخير والتقدم:يعتمد تحقيق علاقة التسخير بين الإنسان والكون اعتماداً كلياًعلى حسن استغلال المؤهلات التي أمر الله بها الإنسان للقيام بهذه العلاقة، وعلى مدى قدرة الإنسان على استعمال أدوات التسخير وخطواته وتفاصيل ذلك. 1- حسن استغلال المؤهلات الإنسان : وهذه المؤهلات هي: المؤهل الأول: إن الله أمد الإنسان بقابلية التعليم والقدرات التي تمكنه من كشف قوانين الكون والتعرف على مكوناته وعناصره. المؤهل الثاني:- إن الله منح الإنسان القدرات العقلية والمهارات الجسدية تمكنه من تحويل القوانين الكونية التي يكتشفها إلى تطبيقات وصناعات تمكن الإنسان من الانتفاع بعناصر الكون ومكوناته((هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه، واليه النشور))
ثالثا: هدف اجتماعي: وهو أن يرسخ الإنسان في فهم قوانين النفس والاجتماع الإنسانيويتحقق من خطورة الخروج على هذه القوانين بغية إقناعه بان مخالفة قوانين الله فيالأنفس والمجتماعات كمخالفة قوانينه في الكون .((أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيفكان عقبة الذين سورة الروم الاية41
رابعا: هدف تربوي فقد ربانا القرآن الكريم التربية التي لا يطغى فيها الإنسان،ولا يتجاوز حده في استخدام هذه الأمور،فلا يفسد ماء النهار ولا يقتل كائنات البحار،ولا يستعمل نعم الله في سفك الدماء وتعميم الدمار، ولا يظلم أخاه الإنسان فيغتصب خيراته بغيا وعدوانا أو زورا وبهتانا قال تعالى: ظهر الفساد في البر والبحر كما كسبت أيدي الناس سورة الروم الآية 41.
جوانب التسخير: تتحد جوانب التسخير في ميدان الكون في عناصر رئيسية ثلاثة :الفضاء المحسوس ، واليابسة الملموسة والماء الكائن في المحيطات والبحار وما يتفرغ عنهما ، ولهذه العناصر الثلاثة ميادين فرعية لا حصر لها
قال تعالى (( وسخر لكم ما في السموات الاية 31 سورة الجاثية- لقد شمل التسخيرشتى ميادين الكون وعناصره1- ميدان الأفلاك والكواكب فهذه الأفلاك مسخرة للإنسان وبقدرته اكتشاف قوانينها وخصا ئصها والاستفادة من ذلك في حياته العملية والعقلية لويلحق بهذا الميدان الفضاء المحيط به، وما فيه من الرياح والظواهر الطبيعة ومايتوصل إلى اكتشافه من وسائل التنقل في الفضاء
المؤهل الثالث: إن الله منح الإنسان القدرات العقلية والنفسية التي تمكنه من الربط بين علاقة التسخير وبين علاقة العبودية ليصل الإنسان من خلال هذا الربط إلىغاية النهائية من علاقة التسخير.
2-أدوات التسخير: أولى هذه الأدوات- هي السمع والبصر والعقل
ولذلك يحث القرآن الكريم على استثمار الإنسان لمؤهلاته وعلى حسن استخدام هذه الأجهزة الثلاثة للوصول إلى العلم بمفاتيح الكون وعدم إهدار طاقتها فيما لا فائدة فيه ولا نفع قال تعالى(ولا تقف ما ليس لك به، علمٌ إن السمع والبصر والفؤاد كلٌ أولئك كان عنه مسئولاً))
وثاني أدوات التسخير: هي دقة النظر في عناصر الكون التي يشير إليها القرآن في مواضع كثيرة باسم السماوات والأرض- ويتكرر الأمر الإ لهي في مئات المواضع من القرآن الكريم بوجوب النظر في((ماذا في السماوات والأرض)) وما فيها من المخلوقات التي لايحصى عددها ولا أنواعها، واختراق النظر في المكونات السماوات والأرض ومحتوياتهما لايمكن أن يتم بالعين المجردة بل لابد من الاستعانة بالوسائل والأدوات والأجهزة التيسير ذلك وتحققه. وثالث أدوات التسخير: هو حسن الانتفاع بثمرات النظر في محتويات السماوات والأرض انتفاع يقود إلى تحقيق ((الغاية)) النهائية من التسخير وهي شكرالله على نعمه، إذ إن تحقيق هذا الشكر إن لا يعصي الله في نعمه . ولا زالت الشعوب التي لا تحسن تسخير الكون واكتشاف قوانينه،،،فريسة التخلف والمرض والجهل بينما الشعوب التي أحسنت مخاطبة الكون بلغة التي يستجيب لها- لغة القانون-
تحيل قحط الصحارى إلى خصب ، وحرها إلى برودة، وصقيع المناطق المتجمدة إلى دفءوعمران، وتركب الفضاء وتعبر المحيطات وتخترق الجبال وتروض مظاهر الكون العاتيةوتضاعف الدخل وتوفر الصحة والرخاء وتطور الأدوات وسائر مظاهر التكنولوجيا.
