سكرات الموت

    • سكرات الموت

      الحمد لله الذي أوجدني من العدم إلى الوجود وأوجد كل موجود وخلق الأنس والجن وأحمد الله حمدا كثيرا

      والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وسيد البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

      أحبتي في الله أحيكم بتحية الأسلام بتحية أهل الأرض والجنان وهي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…..

      اليوم موضوعي ليس بغريب عنكم وليس بقريب منكم ولكن من نسى أمره ولم يعد له العدة ومن خلال طرحي لهذا

      الموضوع هو فقط من باب التذكير فأذا قال الله عز وجل (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ)
      ومن هذا المنطلق أكتب

      رسالتي هذه سأل المولى عز وجل أن تصل إلى قلب القارئ وأن تذكر كل غافل وتزيد من همة كل من يدعوا في

      سبيل الله عز وجل والأخلاص في القول والعمل.


      الموت هو أمر الله عز وجل يأمر ملك الموت عزرائيل ليقبض على الروح و(يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي)
      والموت كلمة ولكن معنى الكلمة قوي جدا وحينما يتوفى الله ألانسان تبدأ حياة جديده ومختلفه عما كانت من قبل

      فهنا يبدأ السؤال ومن هنا تنتطلق معانات كل عاصي وراحت كل تقي والموت لا يعرف صغير أو كبير شاب أو

      عجوز وكل نفس إذا جاء أجلها لا تستأخر ساعة ولا تستقدم كما قال عز وجل { فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ }
      وللموت سكرات عظيمة لا يعلمها سوى من حان أجله في تلك الساعة حيث سيأتي فيها ملك الموت ومعه ملائكة

      الرحمة أو ملائكة العذاب فيقف عند الرأس ثم يبدأ في نزع الروح من الجسد فيبدأ الرأس يرتعد، والأطراف تبرد،

      والعين تشخص، واللسان يغرغر، فإن كنت مؤمنا صالحا قال ملك الموت: أخرجي أيتها الروح المطمئنة، أخرجي

      إلى روح وريحان ورب غير غضبان، فتسيل الروح كما تسيل القطرة من فم السقاء، فتأخذها ملائكة الرحمة، ولا

      تتركها في يده طرفة عين، فيضعونها في كفن من أكفان الجنة ويطيبونها بحنوط من حنوط الجنة ثم يصعدون بها

      إلى السماء ويستفتحون لها فيقال: من هذا؟ فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائك حتى السماء السابعة ثم يقول

      الله عز وجل: اجعلوا كتاب عبدي في عليين.

      وإن كان العبد فاسقا أو كافرا قال الملك: أخرجي أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى حميم وغساق، فينزع روحه كما

      تنزع الشوكة من الصوف المبلول، فتأخذها ملائكة العذاب ولا يدعونها في يده طرفة عين، فيضعونها في كفن من

      أكفان النار وحنوط من حنوطها ثم يصعدون بها إلى السماء ويستفتحون لها .. فيقال: من هذا؟ فيقولون: فلان بن

      فلان بأقبح أسمائه فلا يفتح ثم ترمى الى الارض وتطرح فكانما طرحت من اعلى مكان الى مكان سحيق كانما

      القيت في ذلك المكان السحيق فتخطفته الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق.

      فماذا أعد كل منا أيها المسلمون لتلك الساعة الرهيبة والنازلة العظيمة، كثيرا من الناس عن الموت لغافلون، وفي

      الشهوات غارقون، وللمعاصي مرتكبون، وللصلاة تاركون وللزكاة مانعون، وللحرمات ناظرون، وللسحت

      والرشاوي آكلون، وللفواحش منتهكون، وللقرآن هاجرون، وللسنة تاركون، وبالحرام يتكلمون، وبالظلم يتعاملون،

      ومن المواعظ لا يبكون، ويبنون القبور ويدفنون الموتى ثم لا يتعظون، ولا هم يتوبون، ترى الفاجر يدفن الميت

      بيده ثم يمضي إلى فجوره، والعاصي يصر على معصيته، قست القلوب، وجفت العيون، وانشغل الناس بذكر الدنيا

      عن ذكر الآخرة قال تعالى: ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم.

      ويقول العلماء إن سكرات الموت أشد من نشر بالمناشير وضرب بالسيوف، وما لنا نذهب بعيدا وهذا رسول الله

      صلى الله عليه وسلم أصابه الإعياء الشديد وأخذ عليها ماء، فجعل يمسح وجهه به ليخفف من وطأة الموت

      وشدته ويقول: ((لا إله إلا الله إن للموت لسكرات، اللهم بالرفيق الأعلى)) ثم شخص بصره ومالت يده وشغلت رأسه وقبض صلى الله عليه وسلم.

      فإذا كان هذا هو حال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الموت، وهو الذي رفع الله ذكره وأعلى في العالمين

      قدره، فكيف سنواجه نحن الموت وقد كثرت ذنوبنا وطفحت عيوبنا وانتشرت معاصينا، كيف سنكون في تلك

      اللحظات ونحن بهذه الذنوب والسيئات.

      أما المصيبة الثانية والداهية التالية في الموت فهي شدة الحسرة والندم التي يشعر بها المحتضر، فالواحد منا

      يبقى طوال حياته غافلا ساهيا ينتهك الحرمات يمينا وشمالا لا يبالي حتى إذا فجاءه الموت عرف وقتها أن الله حق

      وأن الحلال بيّن وأن الحرام بيِّن، فتتولد عنده حسرة شديدة وندم عظيم على ما فاته في حياته، ويتمنى لو يعود

      فيصلح من شأنه ويكثر من الطاعات، ولكن للأسف الشديد برغم شدة حسرته وندمه إلا أنها حسرة لا تنفع، وندم

      لا يقبل، قال تعالى(إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليماً حكيماً وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليماً)

      ولو قبل الله عز وجل توبة أحد بعد غرغرة الموت لقبل توبة فرعون عندما أحاطت به الأمواج حتى إذا أدركه الغرق قال( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين)

      فماذا كان جواب الله عز وجل له( آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون)

      وحياة القبر ليست سهلة والموت لا يعني بإنك انتهيت ولكن هو بداية لحياة جديدة ولكن السؤال الان هل أعددنا

      أنفسنا لهذه المرحلة أما ما زالنا في غفلتنا يا جماعة الخير هذه الحياة الدنيا متاع الغرور وهي دار فناء وليس دار

      بقاء ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي حسبي الله ونعم الوكيل.

    • بسم الله الرحمن الرحيم

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      جازاك الله خيرا اخي الغالي على التذكرة الحسنة

      وهون الله علينا وعليك سكرات الموت

      اللهم آمين آمين آمين
      ليست الرجوله أن تصرخ بوجه إمرأة، أو طفل، أو مسكين، أو فقير، الرجولة هي أن تحترم هؤلاء الأربعه.