[امرأة عانت الظُلم والعقوق .. والقانون لم ينصفها ! ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حينما يسود قانون الغاب داخل "الأسرة" فلا غرابة بأن جميع القوانين في مجتمعك لن تخدُمك ..(!) وحين يكون ربّ"الأُسرة" ظالماً والأبناء " عاقين " فماذا ترتجي من الدُنيا وقوانينها ؟! وعندما تكون المادة رقم [50] من قانون الأحوال الشخصية لا يخدمها ،لمن ستلجأ " سارة " ؟!
في حقيقة الأمر وددتُ أن أنقل لكم معاناة امرأة عانت الأمرين في حياتها ( الظُلم ،وعقوق الأبناء ، والوحدة ، والمرض ) ! تزوجت "سارة" في سن صغير حيثُ كانت الفتيات في الحقبة الفائتة يتزوجن في مُبكر ، شاءت الأقدار أن يُسافر زوجهُا إلى احدى دول الجوار بحثاً عن فرصة عمل ، فحصل على وظيفة في احدى مؤسسات القطاع الخاص ، في بداية الأمر كان الزوج يأتي لزيارتها في السنة مرة واحدة ، وكانت في غيابه تعتني بشؤون أطفالها والعناية بهم طوال فترة غيابه ولم تُقصّر معهم في شيء ، هذه المرة تأخر"الزوج" كثيراً طاب له المقام في الغُربة ، وبدأت زيارته لزوجته وأبناءه تتلاشى شيئاً فشيئاً إلى أن انقطع البته (!) ، ثم عَلِمتْ "سارة" إن زوجها تزوج من امرأة أخرى من الدولة التي يعمل بها ، وقد أنجبت له أطفالاً وأشترى بيتاً ، وبعد انقطاعه الطويل عاد إليها ، ولكن هذه المرة لم يأتي لزيارتها بل أتى لأخذ أبناءه الذكور والعودة بهم إلى الدولة التي يعمل بها من أجل العيش هنالك (!)، هُنا بدأت معاناة " سارة " الانقطاع الطويل لزوجها وعلمها بعد فترة بالزواج من امرأة أخرى وعودته لأخذ ابنيها ، بدأت معاناة ظُلم الزوج وشظف العيش وفراق الأبناء ، بعد ذلك تزوجت الابنة الكبرى ولم يتبقى معها سوى ابنتها الصغيرة والتي هى الاخرى تم عقد قرانها بشاب من أهلها..
عاشت "سارة" وحيدة رغم ظروفها الصحية المتدهورة وضعف بصرُها وما تُعانيه من أمراض ، لم يبقى معها أحداً سواء عاملة المنزل وكانت هذه الأخيرة سيئة في التعامل معها وقاسيه ولا تُبالي بها ولا تأبه بمراعاتها! وكانت كُلّ من ابنتيها مُنشغلتين بشؤون أولادهُنّ وبيوتهن وأزواجهن وتناسينها وهي في أمسَّ الحاجة إليّهن ، وابنيها الذكور أخذهم الأب إلى حيث يعمل ولم يبقى لها أحداً غير – خالقُها – الذي لا تخفى عليه خافيه ..
تُعاني"سارة" الآن وحشة الوحدة في ظُلمة حالكة بسبب ضعف بصرُها ، حبيسة الذكريات تتجرع ألم ظُلم الزوج وعقوق الأبناء الذين تركوها ولم يسألوا عنها ، وكأن الظُلم وقسوة الأبناء والوحدة والألم رفقاء لا يرغبون مفارقتها (!) فقد جاءها نبأ يسوقه لها رجُلان من القرية التي تسكن فيها أفجعَ قلبها وأدمع عيّناها ! يُبلّغانها بأن زوجها قد أرسل لها ورقة طلاقها (!) ، أسودّت الدُنيا في عيّناها التي ضَعُفَفيها البصر ، وتسألت في نفسها : أين هو زوجي ؟ فهي من الأساس لم تراه منذ سنوات ، لماذا طلقها بعد هذا العمر الطويل الذي تعدّى الأربعين عاماً ؟ رغم حرمانه إيّاها من جميع حقوقها (حق العشرة الزوجية ، وحق النفقة ، وحرمانه من ابنيها) ، فهي منذ قرابة عشرة سنوات لم ترى زوجها ، ولم ينفق عليها ، ورغم ذلك لم تشتكِ عليه، وظلّت صابرةً ترتجي عودته والعيش معه ومع أولادهما !..
بعد تجرعها مرارة الظُلم والصبر الذي لم يرى النور بل زاد من ظُلمتها الحالكة ، ولكون الزوج لم يُراعي لها حق "العشرة الزوجية" ، قررت "سارة" أخيراً رفع دعوى شرعيه ضده (!) تلزمه بالنفقة عليها وأخذ جميع حقوقها منه عن طريق القانون ، كان حُكم المحكمة صاعقة ألمّت بقلبها حين علمت بأنه لا يجوز مُطالبة طليقها بنفقه تزيد عن سنة واحدة ، وذلك استناداً على نص المادة[50] من قانون الأحوال الشخصية الباب الخامس من آثار الزواج الفصل الأول " النفقة " : [ لايحكم للزوجة بأكثر من نفقة سنة سابقة على المطالبة القضائية ، مالم يتفق الزوجان على خلاف ذلك ] ، هنا تبددت جميع حقوقها ، ذهب كل شيء هباءً منثورا ، فقدان الزوج والحرمان من الأبناء وحقوقها التي ضاعت طوال تلكم السنين ، لجأت إلى المحكمة كـ ملجأ أخير ينصفها من الظُلم والحرمان والعقوق ، فأتت الرياح بما لا تشتهيه ، فلم ينصفها القانون بل خذلها (!) فـتجرّعت مرارة الإنهزام والظُلم وهي ترى حقها المسلوب ، وانتظارها وصبرها الطويل قبل ذلك قد ذهبا مع أدراج الرياح .. من يحفظ حقوق المرأة المطلقة حين لا ينصفها القانون ؟! لماذا لا يتم تعديل نص المادة المشار إليها وتكون النفقة ملزمة على الزوج إلى حين تتزوج "طليقته" وتجد من يُعيلها؟! وكيف يعقّ الأبناء أُمهاتهم وأباءهم بعد الإحسان والسّهر والتعب عليهم ؟ وهل يُجازي الإحسان بالإساءة في حين من المفترض أن يتم مُجازاة الإحسان بالإحسان ؟! ..
مسك الختام : رسالة إلى الرجال رفقاً بالنساء فليس لهُنّ أحداً بعد – الله عز وجل –سواكم، وأنتم أيّهُا الأبناء تذكروا بأنه "كما تُدين تُدان" ومُعاملتكم السيئة وعقوقكم لوالديكم سوف ينعكس على أبنائكم في التعامل معكم والعكس صحيح ..
الكاتب / عاشق الأمل ..
ملاحظة : حقوق الطبع محفوظة لدى الكاتب وجريدة الشبيبة ::
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حينما يسود قانون الغاب داخل "الأسرة" فلا غرابة بأن جميع القوانين في مجتمعك لن تخدُمك ..(!) وحين يكون ربّ"الأُسرة" ظالماً والأبناء " عاقين " فماذا ترتجي من الدُنيا وقوانينها ؟! وعندما تكون المادة رقم [50] من قانون الأحوال الشخصية لا يخدمها ،لمن ستلجأ " سارة " ؟!
في حقيقة الأمر وددتُ أن أنقل لكم معاناة امرأة عانت الأمرين في حياتها ( الظُلم ،وعقوق الأبناء ، والوحدة ، والمرض ) ! تزوجت "سارة" في سن صغير حيثُ كانت الفتيات في الحقبة الفائتة يتزوجن في مُبكر ، شاءت الأقدار أن يُسافر زوجهُا إلى احدى دول الجوار بحثاً عن فرصة عمل ، فحصل على وظيفة في احدى مؤسسات القطاع الخاص ، في بداية الأمر كان الزوج يأتي لزيارتها في السنة مرة واحدة ، وكانت في غيابه تعتني بشؤون أطفالها والعناية بهم طوال فترة غيابه ولم تُقصّر معهم في شيء ، هذه المرة تأخر"الزوج" كثيراً طاب له المقام في الغُربة ، وبدأت زيارته لزوجته وأبناءه تتلاشى شيئاً فشيئاً إلى أن انقطع البته (!) ، ثم عَلِمتْ "سارة" إن زوجها تزوج من امرأة أخرى من الدولة التي يعمل بها ، وقد أنجبت له أطفالاً وأشترى بيتاً ، وبعد انقطاعه الطويل عاد إليها ، ولكن هذه المرة لم يأتي لزيارتها بل أتى لأخذ أبناءه الذكور والعودة بهم إلى الدولة التي يعمل بها من أجل العيش هنالك (!)، هُنا بدأت معاناة " سارة " الانقطاع الطويل لزوجها وعلمها بعد فترة بالزواج من امرأة أخرى وعودته لأخذ ابنيها ، بدأت معاناة ظُلم الزوج وشظف العيش وفراق الأبناء ، بعد ذلك تزوجت الابنة الكبرى ولم يتبقى معها سوى ابنتها الصغيرة والتي هى الاخرى تم عقد قرانها بشاب من أهلها..
عاشت "سارة" وحيدة رغم ظروفها الصحية المتدهورة وضعف بصرُها وما تُعانيه من أمراض ، لم يبقى معها أحداً سواء عاملة المنزل وكانت هذه الأخيرة سيئة في التعامل معها وقاسيه ولا تُبالي بها ولا تأبه بمراعاتها! وكانت كُلّ من ابنتيها مُنشغلتين بشؤون أولادهُنّ وبيوتهن وأزواجهن وتناسينها وهي في أمسَّ الحاجة إليّهن ، وابنيها الذكور أخذهم الأب إلى حيث يعمل ولم يبقى لها أحداً غير – خالقُها – الذي لا تخفى عليه خافيه ..
تُعاني"سارة" الآن وحشة الوحدة في ظُلمة حالكة بسبب ضعف بصرُها ، حبيسة الذكريات تتجرع ألم ظُلم الزوج وعقوق الأبناء الذين تركوها ولم يسألوا عنها ، وكأن الظُلم وقسوة الأبناء والوحدة والألم رفقاء لا يرغبون مفارقتها (!) فقد جاءها نبأ يسوقه لها رجُلان من القرية التي تسكن فيها أفجعَ قلبها وأدمع عيّناها ! يُبلّغانها بأن زوجها قد أرسل لها ورقة طلاقها (!) ، أسودّت الدُنيا في عيّناها التي ضَعُفَفيها البصر ، وتسألت في نفسها : أين هو زوجي ؟ فهي من الأساس لم تراه منذ سنوات ، لماذا طلقها بعد هذا العمر الطويل الذي تعدّى الأربعين عاماً ؟ رغم حرمانه إيّاها من جميع حقوقها (حق العشرة الزوجية ، وحق النفقة ، وحرمانه من ابنيها) ، فهي منذ قرابة عشرة سنوات لم ترى زوجها ، ولم ينفق عليها ، ورغم ذلك لم تشتكِ عليه، وظلّت صابرةً ترتجي عودته والعيش معه ومع أولادهما !..
بعد تجرعها مرارة الظُلم والصبر الذي لم يرى النور بل زاد من ظُلمتها الحالكة ، ولكون الزوج لم يُراعي لها حق "العشرة الزوجية" ، قررت "سارة" أخيراً رفع دعوى شرعيه ضده (!) تلزمه بالنفقة عليها وأخذ جميع حقوقها منه عن طريق القانون ، كان حُكم المحكمة صاعقة ألمّت بقلبها حين علمت بأنه لا يجوز مُطالبة طليقها بنفقه تزيد عن سنة واحدة ، وذلك استناداً على نص المادة[50] من قانون الأحوال الشخصية الباب الخامس من آثار الزواج الفصل الأول " النفقة " : [ لايحكم للزوجة بأكثر من نفقة سنة سابقة على المطالبة القضائية ، مالم يتفق الزوجان على خلاف ذلك ] ، هنا تبددت جميع حقوقها ، ذهب كل شيء هباءً منثورا ، فقدان الزوج والحرمان من الأبناء وحقوقها التي ضاعت طوال تلكم السنين ، لجأت إلى المحكمة كـ ملجأ أخير ينصفها من الظُلم والحرمان والعقوق ، فأتت الرياح بما لا تشتهيه ، فلم ينصفها القانون بل خذلها (!) فـتجرّعت مرارة الإنهزام والظُلم وهي ترى حقها المسلوب ، وانتظارها وصبرها الطويل قبل ذلك قد ذهبا مع أدراج الرياح .. من يحفظ حقوق المرأة المطلقة حين لا ينصفها القانون ؟! لماذا لا يتم تعديل نص المادة المشار إليها وتكون النفقة ملزمة على الزوج إلى حين تتزوج "طليقته" وتجد من يُعيلها؟! وكيف يعقّ الأبناء أُمهاتهم وأباءهم بعد الإحسان والسّهر والتعب عليهم ؟ وهل يُجازي الإحسان بالإساءة في حين من المفترض أن يتم مُجازاة الإحسان بالإحسان ؟! ..
مسك الختام : رسالة إلى الرجال رفقاً بالنساء فليس لهُنّ أحداً بعد – الله عز وجل –سواكم، وأنتم أيّهُا الأبناء تذكروا بأنه "كما تُدين تُدان" ومُعاملتكم السيئة وعقوقكم لوالديكم سوف ينعكس على أبنائكم في التعامل معكم والعكس صحيح ..
الكاتب / عاشق الأمل ..
ملاحظة : حقوق الطبع محفوظة لدى الكاتب وجريدة الشبيبة ::