( القرآنُ لم يُنزل ليُنغّمَ وإنما ليُحْكمَ به وندّبرَ آياته ) إيه يا سيّدي عمر بن الخطّاب رضوان الله عليك ضربتَ أروعَ الأمثلةِ في تدبّرِ آياتِ الله تعالى وكيفَ لا ومعلّمُكَ رسولُ الله -صلّى الله عليه وسلّم- : لقد كان عمرُ بن الخطّابِ -رضيَ الله عنه- يسير في المدينةِ على دابّته وإذا به يسمعُ صوتاً ينبعثُ من إحدى البيوتِ وحينَ اقتربَ سمِعَ قارئاً يتلو سورةَ الطورِ حتى إذا بلغَ قوله تعالى "إنّ عذابَ ربّك لواقع * ما له من دافع " إذا بعملاقِ الإسلامِ ، ورئبالِه يسقطُ من دابّته وجِلاً خائفاً ويتّكئُ على جدارٍ وهو يبكي بكاءً مريراً حتى سُجّيَ على فراشِ المرضِ طيلةَ شهْرٍ يعوده الناسُ ولا يدرونَ خبره ... فيا لله ما أخشى تلكَ القلوب لبارئها ، وما أخوفها من لقائه معَ ما يملؤها من إيمانٍ ويقينٍ بربّها لو وضِعَ في كفّةٍ وإيمان الناسِ في كفّةٍ لرجحَ إيمانهم عليهم أجمعينَ ... فمن ذاق عرف ومن عرف اغترف من معينِ القرآنِ ومنهله .. أمّا نحنُ وللأسفِ الشديد نقرأُ وتقرعُ أسماعَنا آياتُ الوعيدِ فنمرُّ عليها مرورَ الكرامِ دون أن نذْرِفَ الدموعَ ، أو يقشعرَّ بدننا .. وقد قال محمد بن واسعٍ -رحمه الله- : "إذا سمعتم كلام الله فابكوا من خشيته وإن لم تبكوا فتباكوْا" .. فإن أردنا تدبّرَ القرآنِ الكريم فلنقرأه وكأنه يُستنْزلُ علينا ، فالقرآنُ الكريم به أسرارٌ لا يعلمها إلا الله تعالى ، ولن يوفّقَ لنفحاتِ تلك الأسرار إلا المتدبّرونَ العاملونَ به ... جعلني الله وإيّاكم ممّن يتدبّرون كتابَ الله تعالى ، ونترسّمُ خطاه ، ونمشي به في الأرضِ مطمئنينَ آمنين .المصدر : الكاتب الأستاذ الفاضل محمد الشكيلي حفظه الله .
اللهم اني اسألك حسن الخاتمه:)