



|| مَدَخّلُ


-الحضارة الإسلامية هي حضارة روحية مصدرها إلهي تمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية الطاهرة ، وحضارة هذا شأنها كان لا بد وأن تترعرع في كنف المسجد الذي يعتبر
مصدر إشعاع علمي ومدرسة أخلاقية تربوية ومكان عبادة .
لمسجد دوراً مهماً في حياة المسلمين وهو الذي بعث هذه الأمة وأنتشلها من وهدة التخلف والجهل لم يكن للدولة الإسلامية برلمان إلا المسجد فيه تؤدى الصلاة وفيه تدرس العلوم وفي تربى النفوس وتهذب وفيه يقضى بين الناس في حوائجهم وفيه تنظر مظالمهم ، وفيه تتم البيعة للخلفاء وحكام المسلمين ، وفيه تتخذ كل القرارات الخطيرة ، ولهذا فالحضارة
الإسلامية هي حضارة المسجد ، ومن هنا نجد أن المسلمين يسارعون في بناء المساجد وإعمارها ، يتسابقون في تزيينها والاهتمام بها لارتباطها بحياة المسلم .
منذ أن أعتنق أهل عمان الإسلام طواعية في العام السادس الهجري ، شيد الصحابي الجليل مازن بن غضوبة السعدي العماني والذي كان يسكن مدينة سمائل أول مسجد في عمان ويسمى حالياً مسجد المضمار ، وكان هذا المسجد نقطة البداية بإنتشار المساجد وعمارتها في هذا البلد المسلم ، وتعاقبت الأيام والسنوات والمساجد تزداد إنتشاراً وتطوراً في
أحجامها ومحتوياتها.
إن المساجد منارة علم وتعليم ، وهي أماكن عبادة وتعبد ، ولها أثرها وارتباطها بكافة شؤون العباد ، ودورها أساسي في حياة الإنسان المسلم عموماً والعماني خاصة . كانت المساجد في عمان تتميز في السابق بعدم وجود منارات عالية بل يوجد إمتداد لسقف المسجد على إحدى الزوايا ، وهو إشارة للمسجد ، كما توجد فتحة في السقف للرقي لسطح المسجد متصلة بالداخل بسلم يوصل إليها ، هناك أيضاً أماكن خاصة لتبريد الماء الموجود في الأواني الفخارية إضافة إلى آبار الماء (الطويان)
للشرب والوضوء وغيرها.
في إطار الاهتمام بتلك الأماكن المقدسة لجأت بعض الدول إلى الإشراف على المساجد وتنظيمها وصيانتها ، وكانت من الدول التي اهتمت بالمساجد وأولتها العناية اللازمة ، ذلك لأن المسجد رمز لحضارة المسلم القائمة على المعتقد المبنية على التوحيد .
فمنذ فجر النهضة المباركة وجدت المساجد كل العناية من قبل الحكومة الرشيدة وقد رعى هذا الإهتمام صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم
بإصدار أوامره السامية لديوان البلاط السلطاني بترميم القديم منها وإنشاء المساجد كبيرة الحجم ( الجوامع ) . وعلى هدي تلك التوجيهات السامية قامت وزارة التراث
القومي والثقافة بترميم المساجد الأثرية والعناية بها والمحافظة عليها .
أما وزارة الأوقاف والشئون الدينية فقد كان دورها رائداً في هذا المجال بحكم إختصاصها حيث قامت برعاية شئون المساجد بكل عناية واهتمام سواء بإنشاء الحديث أو ترميم
وإصلاح وتوسيع وصيانة القديم وإدخال خدمات جديدة وإضافات ضرورية لازمة مثل دورات المياه وغرف للأئمة والمؤذنين ، وتزويدها بالإضاءة ومكبرات الصوت ، ومبردات الماء
ومكيفات الهواء ، وفرش حديث في جميع البقاع بالمدن والقرى والسهل والجبل وتجمعات الحضر والبادية .... مما يصعب حصره كماً ونوعاً وتركت باب التعاون مفتوحاً
للمواطنين الذين يرغبون في التبرع لبناء المساجد وعمارتها وفق شروط محددة ، مع إشراف دائم من قبلها.
ومما يجدر ذكره فإن عدد المساجد في سلطنة عُمان قد قارب العشرة آلاف مسجد بمختلف الأحجام وتنوع الأشكال ، ولا شك أن الكثير منها قد بني منذ
مئات السنين وما من ولاية أو مدينة إلا وبها أثر قديم لمسجد ، بل نستطيع القول بأنه ما من قرية إلا وبها مسجد قديم ، وقد قضت عوامل الزمن على معظم هذه المسجد القديم
باستثناء تلك التي شملتها عناية الدولة والمواطنين بترميمها أو إعادة بنائها وفق الفن المعماري الحديث. أما ما بقي من المساجد القديمة فقد رمم أو في طريقه للترميم
أو إعادة البناء وعليه فإنه لا ينبغي أن يتبادر إلى الذهن بأن هذه الولاية أو تلك لا يوجد بها مساجد قديمة ولكن كما قلنا فإن عواتي الزمن لم تبق من القديم إلا
اليسير.
||مقدمة البرنامج||


كونوا قريبين من الحدث
فالدي الكثير للأطلعهـ لكم
تحياتي :فاقدة الغوالي

[flash=http://flash02.arabsh.com/uploads/flash/2013/02/12/0e30474a64f0.swf]width=400 height=350[/flash]