.... لــِقــاءَ و حــُروف ....

عندما تفقد الذاكرة بعضاً من الصور .. فهي لا تفقدها رغبة منها ولكن هناك ما هو يدفعها للتخطي والنسيان .. كإدعاءات الإنسان حينما تكون غير صحيحة أو مُبالغٌ فيها .. نقبع في دائرة رُسمت لنا أو رسمناها لأنفسنا لا يُهم ولكننا حبسنا أنفسُنا أو حُبسنا فيها ..ورغم إن الخروج منها هو أمرإعتيادي للكثير إلا أننا نخشى أن نفقد أشياء مُهمة في حال أردنا الخروج .لذا نكتفي بتلك الرسمة ونرضى بالتناسي وهُجران ما هو غير مألوف أو غير أعتيادي كما نراه فيكون سهلاً جداً فقد بعضاً من تلك الصور رغم الصعوبة البالغة التي قد نجدها ونحن نتخطى جميع الدوافع وندفع بالذاكرة للنسيان ..

ليس من السهل أن تودع إنساناً عزيزاً على قلبك رغم أن الوداع سُنة من سُنن الحياة حين تستصعب بعضاً من الأمور فإشكاليات الحياة كثيرة منها ما هو مقدور عليه و منها ما هو خارج عن القُدرة ولكن تُجبرنا الحياة في أحياناً كثيرة على الإختيار صعباً كان أو سهلاً ومن منا ممن لم يختر في حياته أو من من منا لم يقف موقف الإختيار المواقف كثيرة والإختيارات متعددة والغاية أن تختار ما يناسبك ويناسب حياتك فليس من المعقول بأن تختار ما هوغير مناسب وليس من المعقول أيضاً أن تقع أو تبقى في حيرة دائمة فقط أختر وليكن إختيارك موفقاً بإذن الله لا بأس بالمشورة وبالاستخارة فهي من طرق الإعتماد والتوكل على الله ..

لا تظن مهما بلغت بك الأمور بأن الحياة ستتوقف أي نعم ستتوقف في حينها ولكن عليك الإستمرار طالما بك رمقٌ من الحياة فالتوقف نتيجته الموت البطئ وكأن شللاً ما أصاب جسدك فتسأل الله الخلاص منه ولو بموت سريع او مجهز .. هذا فعل ُ من ايس من حياته دون صبرٍ أو إيمان يعُينه على الأستمرار الفقد كثير وأشكال الشلل متعددة فمنهم من هو مشلول الفكر ومنهم من هو مشلول الشعور ومنهم من هو مشلول الإرادة ..الخ ..ولكن على المرء أن يستخدم عقله وعقول الأخرين فيما هو مفيد له .. نملك من الشئ الكثير كوننا بشر وهبنا الله طاقات متعددة ولكن عدم الثقة في النفس أمر بات محسوم لدى الجميع ليبقى مُستسلماً ومُسلماً نفسه لتلك الأفكار المنحرفة والأحاسيس الملوثة ..

سئمت من العزف على قيثارة الحياة .. ففي كل يوم افقد شيئاً من لمساتي الفنية .. لا أدري هل تغير شيئاً مما بي .. أم أن نظرتي للحياة تجددت ..ولربما كان السبب هي القيثارة نفسها ..إذا ًبما أن النسيان نعمة من نعم الحياة في أشياء كثيرة إلا انه وفي نفس الوقت إبتلاء ان ينسى من أحتاج لوجود ذاكرة قوية .. وكذلك التوقف عن العزف قد يكون نعمة .. في حين أن البعض لا زال مُستمتعاً بما يُعزف ولكن لو سال المُستمع نفسه كم يجتهد العازف وكم ينزف من أحاسيس ليوصلها إليهم دون أن يكون لديهم أدنى فكرة بأن الإجهاد قد يفقده يوماً من الإيام حياته ..

رغم صفاتها الأميرية إلا أنها متواضعة لحدٍ كبير جداً .. لديها قناعة عجيبة بهذه الحياة .. بل قناعتها بما لديها أكبر من الحياة نفسها .. لم تكن لتُغريها فِتن الحياة .. هي للحرف قراءة وتبقى قراءتها جميلة ولئن سألني السائل لقُلت لأن قلبها جميل .. القلب يعكس صفات المرء .. فهو وعاء تنصبُ فيه مسالك ُ الجسد الأربعة .. في أحيان كثيرة نجد عائلاً مُستكبر وبالمقابل نجدُ غنياً مُتعفف .. ويبقى الإنسان رهين أعماله ..خصلتان يجب أن تتوفرا لمن أراد كسب الناس .. الحِلمُ والأناة .. لمن الجميل أن يكسو الإنسان بهما نفسه .. وإن يبتعد عن أفات الغضب فهي مُهلكة ..نسال الله ان يرزقنا جميل الصفات ..

الغيرة تُعمي القلوب وتُغلق النوافذ الباطنية لتهبَ رياح الشك بقوة عجيبة ساحقة فلا تُبقى ولا تذر .. في كل يوم نُصبح ونحن ننتظر إشراقة سعيدة .. خبرٌ جميل ..مفاجأة سارة .. وكأن القادم أجمل متناسين بأن المستقبل القادم مرهون بتصاريف القدر ولا مفر .. لذلك كان الإيمان والتسليم بالرضا والقدر من أهم ما يطمئن الإنسان بأن مالك المُلك لا يحملك شئ فوق طاقتك بل هو يعلم ما يصلحُ لكل إنسان منا فالغني أغناه لسبب والفقير افقره لسبب والمريض أمرضه لسبب وهكذا أطمئن فطالما انت في قُرب من الله فالقدير يحفظك .. احفظ الله يحفظك .. أي أحفظ أوامر الله في حياتك وستجد بأن الله يحفظك وبأن الله معك ..

تقديري لحضورك أختي إنسان في هذا الزمان .. رُبما ليست هي الإجابة ولكنك حاولت على الأقل .. بارك الله فيك ..

الجواب : هي لم تكتب شيء وإنما حركت أصابعها وكأنها تكتب .. وكأنها تقول إن نظر لما أكتب فهو ليس بقارئ للصمت كما يدعي .. وإن لم ينظر فهو صادق .. علمت وأنا أنظر في عينيها بأنها ستختبرني لترى أن كنت سأصدق بأنها ستكتب شيء وحينها أكون مُدعياً بأنني أقرأ الصمت .. ولكن عيناي لم تغادر عيناها للحظة .. لأنني لم أكن بحاجة لقراءة ما ستكتب وإن كتبت فعلاً ..

لم يتبقى شئ إنما هي أهازيج لوداع كينونة أخرى لترتحل وهي في قمة النشوة والسعادة مع حُزن بسيط يداعب فراقها ومستقبل لا يُعرف كُنهه وماض سُدل عليه السِتار وبداية جديدة مع حياة أخرى مقترنة بشئ من التخوف وأمال كبيرة أنت ترسُم ما يُعجبك وانت تسمع ما يُبهجك وتختار ما يناسبك ولكن تصور ان يرسمك الآخرون وان يُسمُعوك ما يُريدون وفي النهاية يختاروا لك ما قد يخالف رغباتك وأنت في رضاً تام وإن كنت غير مقتنع ولكنك تنقاد خلفهم كأنك مُسير فإذا ما عارضت سقطت من أعينهم وأسقطوك من حياتهم وإذا ما تماشيت مع ما يُريدون سقطت من عين نفسك وسقطت حياتك فلم تعُد تعيش سوى أنفاس تحسبُ كل نفس يخرج منك وكأنك لا تترجى النفس الأخر ! وأقول لعلهم يفهمون ماذا أقصد وما الذي ارمي إليه قد أُحاكي حياة وقد أردد قصة سمعتها منذ الصغر وقد أتخيل ما قد يطلق عليه البعض خُرافة .. المهم أن يقرأوه !

ليس من حقها أن تأمرني بالكتابة في حين يعصيني القلم وتهرب مني الفكرة ويموت الإحساس ليس من شأنها أن أكتب وكيف أكتب ولماذا تُريدني أن أكتب أليس الفراق أسهل من هذا بكثير ليس من حقها أن تُسمعني كلماتها وليس من حقي أن أقرأ لها بل من حق كل منا أن يبتعد عن الآخر ليحصل على حريته المنشودة ورقة لي وورقة لها قلم لي وقلمُ لها وإبتسامة لي وأخرى لها يتبع كل ذلك إغفاءة ولا أعلم ستكون مني أم منها ليعيش أحدنا وهو يتذكر الآخر كيف كان ! ليتذكر لو أنه قال تلك الكلمة ! لو أنه أبتسم من خاطره وليست إبتسامة مصطنعة ! لو أنه كتب بدم قلبه وليس بمداد قلمه كلمات أحيت في الآخر شيئاً يولد فيه الطاقة ليعيش بكامل قوته دون أن يتعبه ضميره ويقوده كالأعمى ويجره كالمشلول ويترجم له كأنه أجنبي لا يفقه من تلك اللغة شئ !

هل يحيا بأحاسيسه ؟ هل يعيش بنبضات قلبه ؟ وهل يهوى الغوص في الأعماق ؟ وهل يستهويه الباطن ؟ هل يعاكس رغبات الآخرين ؟ هل يفهم أحزانهم ؟ هل يقلب مواجعهم ؟ ربما كان ماض ٍ لا يتمنون أحياء ذكراه وربما كان الشبح الذي يرعبهم وجوده ! لا أحد يعلم ولكنه الوحيد من يعلم بأنه كائن حي ومخلوق بسيط وإنسان أبسط من البساطة نفسها إنسان مُحب وروح طيبة ونفسٌ راضية هو لا يكتب من تلقاء نفسه ولا يدعي بأن لديه الحكمة ونظرة ثاقبة ولكنه يحاول البحث عن خبايا الأمور وأسرار هذه الحياة ليخرج منها سليماً معافى لينقذ الملايين ن الحيارى وليكون باباً يلجأ إليه الآخرون ومنبع فكر يرشد به كل من أحتاج لرأي ومشورة

وسيكون توقعك صحيحاً أخي العمق المجهول .. فالنهايات أحياناً وإن كانت مختلفة تبقى نهايات .. والقراءات وإن أختلفت تبقى قراءات .. تتصل ببعضها البعض ولو في نقاط بسيطة .. قد تختلف الطرق ولكن القصد هو الوصول مهما تعددت المسالك ..

أميرتي لا تظُنين بأنني لا أعرف عنك شئ وبأنني جاهل بأمرك وبأنني بعيدٌ عن إحساسك نائياً بنفسي عن مصيرك وكأنني أتجاهل مشاعرك .. أتريدين مني الحقيقة الحقيقة نعم رايت بعدك عني أسلمُ لنفسي وها انا أتجاهلك ولا أأبه لمشاعرك ولم يعد يستهويني ما تكتبين كان شعراً أو خواطر أو حتى كلمات ليست له معنى .. ما عدتِ تعنين لي شئ ووجودك من عدمه ..مات خيالك قبل رحيلك وأحترقت أبيات شعرك قبل توقفك عن الكتابة وأندثرت رسومك وها هي الآخرى ذكرياتك أصابتها آفة النسيان فلم تعد هناك اية ذكريات لم يتبقى شئ سوى بعض من الهلوسة واستجداء للعودة وكأنك تتسولين كلمة أو حتى حرف ومتى ذلك ؟ يوم ان ماتت الحروف قبل اللقاء المزعوم ! بإمانة هو طلب أتمنى تحقيقه وسأكون شاكر لك وسأدعو لك من قلبي فقط حققي ما أريد { أرحلي } { أبتعدي } { سافري } أو لو تكرمت أفقدي شيئاً من ذاكرتك أي شئ يجمع بيني وبينك وبين حرفي وحرفك وبين نبضي ونبضك ..كوني قاسية ..كوني ظالمة ..كوني جافة ..كوني غليظة ..كوني بدون رحمة ..ولكن { أهربي} إلى أقصى الأرض إلى ابعد ما تستطيعين حينها ستكوني قد أديت إلي معروف لن أنساهـ ما عشت .. لأنني حينها سأكون مستعداً مستعداً لرحيلك ! فقد رحلت قبلك !

أهلاً بك ِ عيون نتناول من مائدة الحياة أصناف مختلفة فُنستلذ بعضها ونترك الآخر والقراءة كما تعلمين تختلف بإختلاف نظرة كل إنسان لهذه الحياىة هكذا هي الأفكار وهكذا هي المشاعر وهكذا عندما نسبح في عالم الخيال نتذوق منه ما يُشبع رغباتنا وقد نرفض وقد تكون لدينا صفة الإكرام لنشارك الآخرين فهم يتذوقون كما فعلنا من قبل عندما كُنا نقرأ لأخرين فأصبح لدينا إلمام بما هو جيد وبما هو مفيد وبما هو غير قابل للهضم .. وهكذا بالمقابل عندما يظن الأخرون بأننا نقسو على أخرين إنما نقسو على أنفسنا أحياناً نعنف ونحن من نتأثر ومرات أخرى نرفض ونندم وأحياناً نقبل ولكن كارهين .. لا نستطيع أن نجزم قطعياً بما نقرأ بأنه المراد من المكتوب ولكن نحُكم أحياناً مشاعرنا فنسئ الحكم ونُحكم في بعض الأحيان عقولنا وقد نُسئ الظن لذا يقرأها البعض قراءة عابرة يحاول ترجمتها بعقله وقلبه ثم بعد أن يتذوق منها يستطيع أن يقول كيف كانت هي ! أختي عيون حضورك تشريف بارك الله فيك ممتن لذلك .

أهلاُ بك فراولة .. هل تبادر إلى ذهنك إنني ربما أقسو على نفسي .. وأنا أخاطب نفسي .. وأعنف أميرتي الخيالية .. هل تبادر لك بأن التناقضات تدل على أنني تائه .. وبأنني أهذي .. إذا ً لا تلومي هذياني .. ولا تلوميني .. إنما هي حروف عابرة لطالما تمنيت أن لا يُلقي المارون لها بالاً .. فقط يقرءون ويقلبون الصفحة إلى صفحة أخرى تنسيهم هذيان رجل .. تأبى حروفه إلا أن تكتب شيئاً مما يتساقط منه .. فراولة حضورك جميل كالعادة ..