.
.
َقد جِئتُ مِن بَلَدٍ بَعيدٍ حافِياً
وَالماءُُ خَلفي مالِحٌ
فَلتُسقِني مِن ماءِ بَيتِكَ جُرعَةً
- مِن أَينَ أَنتْ؟؟؟
-مِن أَوَّلِ الجِهَةِ الَّتي أَسنَدتُها بِالرَّملِ يَوماً فَاستَحالَت مِثلَ رَملِ البَحرِ رَملاً
حينَ هاجَ الماءْ
-أَتُحِبُّها؟؟؟؟
- حُبَّ الوَليدِ لأِمِّهِ
ما عادَ في قَلبي مَكانٌ لِلمَزيدْ
كَالماءِ في كَأسٍ مَليءٍ حُبُّها
-كَيفَ استَحالَ الحُبُّ رَملاً حارِقاً؟؟؟
سَيّارَةٌ مَرَّت عَلى بابي لِتَسأَلَ جُرعَةً مِن ماءِ زَمزَمَ وَاستَراحَت ساعَةً
وَتَساءَلَت :
أَيُّ النِّساءِ أَشَدُّ كَيداً يا بُنَي؟؟؟
قُلتُ الرِّجالُ أَشَدُّ كَيداً حينَ تَقتُلُهُم رِياحُ الغيرَةِ السَّوداءْ
ضَحِكَتْ وَقالَت أَعطِني بَعضَ القِماشِ هَديَّةً
هذا الَّذي أَنجَبتُهُ تَرَكَ النِّساءَ جَميعَهُنَّ وَماتَ في حُبِّ الَّتي
قَد أَخلَصَت دَهراً لِزَوجٍ زاهِدٍ0000
أَعطَيتُها0000
لكِنَّني بَعدَ العِشاءِ وَجَدتُ ما أَعطيتُها في بَيتِ عِشقي00
فَظَنَنتُ بَيتي صارَ عُشّاً لِلبِغاءِ
قَتَلتُها مِن دونِ ذَنبٍ واضِحٍ
-خَدَعَتكَ عابِرَةُ السَّبيلْ!!!!
-وَقَتَلتُها000
مَرَّت عَلى بابي وَقالَت فاتَني وَقتُ الصَّلاةِ
فَهَل أُصَلّي يا ابنَتي في صَحنِ دارِكِ رَكعَتينِ
تَوَضَّأَت
صَلَّت وَنامَت ساعَةً
تَرَكَت عَلى سِجّادَتي تِلكَ الهَديَّةَ خِلسّةً
وَتَسَلَّلَت مِن شِقِّ بابي كَالهَواءْ
لَم أَستَمِع لِنِداءِ قَلبي حينَها
وَقَتَلتُ حُبّي
-مَن يا عُطيلُ يَقولُ إنَّكَ مُتَّ فينا كاذِبٌ!!!!
-أَسَألتَني؟؟؟؟
-حادَثتُ نَفسي لَحظَةً وَسَأَلتُها
لكِنَّني أَسقَطتُ عَن نَفسي الجَواب
****
كُلُّ الفُصولِ تَبَدَّلَت
كُلُّ النِّساءِ تَرَكنَ أُمّي حينَ فاجَأها المَخاضْ
أُنثى هي المَولودَةُ الصُّغرى
مَوءودَةٌ ما زالَ فيها بَعضُ نَبضٍ كَي تُزيلَ بِكَفِّها
حينَ استَقَرَّت في غَياهِبِ قَبرِها
ما ظَلَّ فَوقَ بَياضِ لِحيَتِكَ الطَّويلَةِ مِن غُبارٍ
حينَ كُنتَ تُهيلُ – يا اللهُ في القَبرِ الَّذي فَرَشَتهُ ريشاً مِن جَناحِ حَمامَةٍ-
كَومَ التُّرابْ
هَل تَكبُرُ الأَحلامُ يا أَبتاهُ في قَبرِ الصَّغيرِ وَتَرتَقي مِثلَ الطُّيورِ إلى السَّحابْ؟
هَل تَتعَبُ الأَحلامُ مِن رَأسِ الصَّغيرْ؟
هَل تَشتَكي؟
هَل تَدخُلُ الأَحلامُ في عُشِّ الغُرابْ؟
***
قدْ تَدخلُ الأحلامُ فِي عُشّ الغُرابْ000 عُمر الفاروقْ هُوَ الذيْ كَانَ يَحفرُ القَبرَ لـِ الطِفلةِ التِي كانتْ بـِ دَورهَا تَمسَحُ عَنْ لِحيَتِه التُرابْ000
عَجبتُ لـِ المَرأة تَنسَاقُ وَرَاءَ حُريّةٍ مَزعُومَة لا تَعدوْ أنْ تَكونَ أكثَرَ مِنْ كِذبَةٍ سَودَاءْ تُسْتَعمَلُ لـِ كيْ يَسودُ القَويّ عَلىْ الضّعِيفْ !!
هَلْ الرّجلُ الأسْودُ أكثرَ حُريّةً مِنَ المَرأةِ السّودَاءْ ؟
هَلْ العَبدُ أكثَرَ حُريّةً مِنَ العَبدَةِ السّودَاءْ ؟
هَلْ العَربيّ أكثرُ حُريّةً مِنْ امرَأتِهِ التِيْ كَسَرتْ بَيضَتَها وَخَرجَتْ لـِ كيْ تُنَادِي بـِ حُريّتهَا أسوَةٌ بـِ غَيرهَا مِنَ النّسَاء عَلَى هَذِهِ الأَرضْ ؟
لِـ كيْ تُدَافِعُ المَرأةَ عَنْ نَفسِهَا أمَامَ قُوّة الرَجلِ الجَسديّة000 لَجَأتْ إلىْ الحِيلةِ000 إلىْ الدّهَاءْ000 شَأنُ بَاقِيْ مَخلوقَاتِ الله000 إذْ أنّ الله حَبَى كلّ مَخلوقٍ طَريقَةً لِـ يَجدَ سَبيلاً لـِ الحَيَاة000
وَلكنْ كَيفَ انقلبَتْ المَوازينْ ؟000
كَيفَ أصبَحَتْ المَرأة تَحتَ شِعَارِ الحُريّة تُبَاعُ وَتُشترىْ مِنْ جَديدْ ؟
لَقدْ نَادَى الغَربْ بـِ حُريّة المَرأةِ بَعدَ الثورَةِ الصّنَاعيّة000 والحُروبُ التيْ طَحنَتْ أوروبَا000 حُروبُ الجَشعِ000 وَالاستِغلالْ00 لـِ أسَبابٍ عِدّة لا يَتّسعُ المَجَالَ لـِ ذِكرهَا000 لَكنّ النَتيجَة كَانتْ بَيعُ المَرأةِ وَالتّجَارَة بِـ جَسَدِهَا000 إخراجُ المَرأةِ إلىْ عَالَمِ العَرضِ وَالطّلبْ000
وَقدْ نَادَى الشّرقُ فِيْ ظِلّ الإشتِراكيّة بِـ اخراجِ المَرأةَ مِنْ عُبودِيّتها000 وَيَاَلهولِ مَا رَأيتْ000 امرَأةً تَفقدُ أنُوثَتَهَا تَمَامًا000 تَخرجُ لـِ تَعملَ أسْوةً بـِ الرّجَالِ000 فيْ كلّ مَجَالاتِ العَمَل التّي خُلقتْ غَيرَ آبهَةً بِـ الطبيعَةِ البيوْلُوجيّة التِيْ خَلقَهَا الله لَهَا000 لـِ تَتَحوّل فِيمَا بَعدْ إلىْ شَيءٍ مَا يَقبعُ بَينَ الرّجلِ وَالمَرأة000
َوفِيْ كِلتَا الحَالتينْ000 كَانتْ المَرأةُ هِيَ الخَاسِر الأوّل000 وَالمُجتَمعُ هُوَ الخَاسِرُ الثّانِيْ00 وصَارَ عَلَى المَرأةِ أنْ تَدخُلَ ضِمنَ إطَارِ مَقولَةِ : اعْمَلْ تَأكُلْ000 وَصَارَ عَلَى الطّفلِ أنْ يَبحَثَ عَنْ مَلجَأ يُدفِئُهَ بَعيدًا عَنْ حُضنِ الأمّ والأبْ المَشغولينِ بـ الحَيَاة000 وَبنفسَيهِمَا000
المُشكلةُ الكَامِنَةُ فِيْ مُجتمَعَاتِنَا العربيّة أنّنا نَأخُذُ قَوالِبًا جَاهِزَةً مِنْ هُنَا وَهُنَاكْ000 وَنُسقِطهَا بِلا وَعيٍ عَلىْ وَاقِعِنَا مُحَاولِينَ الّلحَاقَ بـِ رَكبِ الحَضَارَة000
أَنا كنتُ منْ أشدّ المُنَادينَ بـ حُريّةِ المَرأةِ المُطلقة فِيْ السّابقْ000 لـِ أكتَشفُ بَعدَ ذَلكَ أنّني نَاديتُ بِـ ذَلكَ مُتأثِرةٍ بـِ حَضَارَةٍ مَا00 وَحينَ بَدأتُ أفكّر000 وَجَدتُ الكثيرَ مِنَ الأسئِلةِ الّتي تَقبعُ بـِ انتِظارِ حُلولٍ بِلا جَدوىْ000
إنّ الفَصلَ التّعسُفي بينَ الرّجُلُ والمَرأةُ مَا هُوَ إلاّ مَقولةٌ كاذِبَةٌ000 عَلىْ الرّغمِ مِنْ امتِلاكِ المَرأةَ لِـ سِمَاتٍ نفسيّةٍ تخصّ المَرَأةَ وَحدُهَا000 فـَ الأصلُ فِيْ المُجتمعِ هُوَ الأسرَةُ التّي تُكوّنُ اللبنَةَ الأسَاسيّة لَهُ000 وَالمُتكوّنَة مِنْ الرّجل والمَرأة000 وَالأصْلُ أنّ الظُلمَ يَقعُ عَلىْ كِليهِمَا000 وَالأصلُ أنّ الصّراعَ بَينهُمَا لا يَرقَىْ لأنْ يَكونَ صَراعُ بَقاءْ 000 وَسَوادِ أحدَهُمَا عَلىْ الآخَر000 بلْ صِراعُ تَكَامُلٍ يُؤدّيْ إلىْ استِمرَار الحَيَاة000
فـَ مَتى سـَ تُصبِحُ مَقولاتِنَا مُستنِدةً عَلى وَاقِعنَا000 لا عَلىْ وَاقِعِ الآخَرينْ ؟!
وَهَلْ وَاقعُ المَرأةَ فِيْ الشّرقِ أو الغَربِ يُمكنُ أنْ يَكونَ نَموذَجًا يُحتَذىْ ؟!
رؤيـــة // 5 // وتح ـتـــــــاجُ إلى وقفَـــــة
منـ ــ ـقول$$e