يَامَن يَبْتَغِي نُصحا ً .. تََمَهّل !!؟ )
’‘ ’‘ ’‘
بِسمِ اللهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ .
صَبّحكَم الله بالخَيْرِ والعافيه .
’‘ ’‘ ’‘
’‘ ( يَامَن يَبْتَغِي نُصحا ً .. تََمَهّل !!؟ ) ’‘
’‘ ’‘ ’‘
’‘ رَأســـُـه ’‘
يَقُول أَرسطُوطَالِيس :
" أصعَب ُ شيء ٍ أن يَعرِفَ الإنسَانُ نَفسَه ُ , وأسهَلُ شيء ٍ أَن يَنصَح غَيرهـ ُ " .
’‘ ’‘ ’‘
’‘ صَدْرُهـْ ’‘
إنه مما انتشر بين الناس , - للأسف - في هذا الزمن , هو ( تَصَيّدُ الأخطَاءِ ) و ( الهَفَوَاتِ ) على من يكون أخا ً له في الدين , وتجد العالم تدندن من خلفه , وتسير جيوشا ً ورائه , وهي لا تعلم إلى أين يذهب بها !!
فمثلا ً مَقَُولة [ أَرسطُوطَالِيس ] تنطبق عليه تماما ً فتجده ينصح ويوجه من وقع في الخطأ بأسلوب ٍ خطأ , وهو في الأصل لم يرى أو يلتفت لعيوبه .
فتجده يسبه بحجة أنـّـه يريد أن ينصحه , ويسيء الأدب حجة أن يرد على قوله , ويتصيد الأخطاء كـ - الذُّبَابِ - بحجةرد شبهته , ويتتبع الهفوات ويشهرها بحجة التحذير منه .
وهو لا يعلم أنه بذلك , قد وقع في خطأ , فتجدهـ يهتم في أمور غيرهـ , وكيف يصلحها , وهو في أصله ليس ( مُصلَحا ً ) .
فأصبح كذلك الذي يعالجُ بالمرض , يقول أحدهم : " لا تُفَكِّر فِي وُصُولِ الهَدَفِ عَن طَرِيقِ طُرق ٍ مَشبُوهَةٍ , بَل صِلْ إليهِ عَن طَرِيقِ أسلَمِ الطُّرُقِ " فمَهمَا كان هدفُكَ - أَنتَ - سام ٍ لكنك أخطأت التنفيذ فلن تصلَ , مثل ذلك الحاكم الذي يريد أن يصل لـ ( العَدلِ ) .
وهو يعلم أن لدية حاشية ( فَاسِدةٌ ) .. !! ولا يُريد أن يغيرها .
فكيف تراه سيصل لمبتغاه , ما دام أنّــه يعلم خطأه ولا يغيرهـ .. !!؟
فتجده يستشير ( حَاشِيتَةُ ) فيشيرون عليه بالظلم , وهو يبغي العدل , ويطمح إليه .
أوليس هذا أحمقا ً .. !!؟
فدعوكم من عيوب الناس وإشتغلوا بعيوبكم , حتى حين تتكلمون يُسمع لكلامكم , يذكر أن إبن الجوزي طُلب َ منه أن يخطب
في الناس عن العتق , فمكث ( أربَعَةِ ) أسابيع , فأتاه طالبه - أي الذي يريده أن يخطب عن العتق - فقال : أين ما طلبت منك .!؟
فقال له أنه مكث أربعة أسابيع لكي يجمع مالا ً فيشتري عبدا ً مملوكا ً ويعتقه ثم يخطب بالناس , لا يريد أن ينصحهم بشيء ٍ هو - نفسه -
لم يقم به .
لك أن تتأمل وتقارن بين حال ( إبن الجوزي ) وبين حال ذاك الذي ينصح هنا عن الغيبة , وهناك يلمز عن فلان .. !!أتراهُ كلامُه ُ سوف يُسمَع .!؟ .
يجب عليك أن تتحلى بما تريد أن تنصح به , وتنظر أأنت ممن يعمل به أم لا .. !!
مثل ذاك الراعي الذي يرعى - بِبَهِيمَةِ أنعَامِهِ - في أرض أحد الأغنياء , فيأتي صاحب الأرض ويغير طبعه معه ويستخدم أسلوبا ً آخر ,
ثم يأتي الراعي ويحذر البقية منه أجمع , ثم يعود و ويرعى ببهيمة أنعامه في ذاك المرعى على الرغم من قسوة صاحب الأرض .. !!
فهل تظن أن ( الرّعَاةَ ) الآخرين سوف ينتصِحُونَ لِهَذَا .. !!؟
يقول بعضهم : أسكتتني كلمة عبد الله بن مسعود عشرين سنه , حيث ُ يقول : " مَن كَان كَلامه ُ لا يُوافِقُ فِعلَهُ , فَإنّمَا يُوبِّخُ نَفسَهُ " .
فعليك أنت تسكت عن عيوب الناس واعلم أنه حتى الأحمق إذا صمت َ يعد ُّ حكيما ً.
وتيقن أن الذي يجادل كثيرا ً ويكثر النقاش عمله يكون ُ قليلا ً .
وعليك أن تتعلم إن أردت النصيحة كيف تنصح ..!؟ بم َ تنصح .. !؟ أسلوبك في النصح ..!؟
يذكر أنه دخل واعظ ٌ على الخليفة المأمون , فقال له : إني واعظك فمغلظ ٌ لك في القول , فقال المأمون : مهلا .. فإن الله قد أرسل من هو خير ٌ منك َ
إلى من هو شر ٌّ مني , وقال له : { فَقُولاَ لَهُ قَوْلا ً لَيناً لَعَلَّهُ يَتَذّكَّرُ أَوْ يَخْشَى } .
يقول ستيورت : " ما تَستَطِيعُ نَيلَهُ بالإرهَابِ يَسهُلُ عَلَيكَ بالابتسَامِ " .
وحينما تريد أن تقوّم إنسانا ً في خطأه فعليك أولا ً أن تشعره ُ بوجوده , لا أن تحتقره وتهمشه , فقط تسمعه النقد اللاذع وإن كان بناء ً في فكرته , حينها
لن يستمع لك وسوف يكابر في الخطأ , فالإنسان في طبيعته فُطِر على حُبِّ نفسه , وحُبِّ من يمدحه .. !! فَعَلَيكَ أن تراعي جوانب الإنسان كـ - كل -
ولا تنظر لها بمنظارك ( أنت ) فقط .. !!
’‘ ’‘ ’‘
’‘ طـَرَفـُـه ’‘
" لا يخلُو جَسد ٌ مِن حَسَدٍ , فَالكَرِيمُ يُخفِيهِ , واللّئيمُ يُبدِيهِ " .
ومَن مِنـّـا لا يُرِيد أن يَكُونَ كريما ً .. فِي نَفسِهِ وعُلوّهَا .. !!
’‘ ’‘ ’‘
’‘ أَخِيرَهـ ’‘
يقول الشاعر :
[ كُلُّ مَن فِي الوُجُودِ يَطلُب ُ صَيدا ً ’‘ ’‘ ’‘ غَيرَ أن ّ الشـِّـباك مُختـَلِـفَات ِ ]
فاحرِص على الصّيدِ الثَّمِين , الذِي يُقَرِّبكَ مِن الله زُلفَى .. !! والطّرِيقة ِ السّلِيمَةِ .
’‘ ’‘ ’‘
’‘ ’‘ ’‘
بِسمِ اللهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ .
صَبّحكَم الله بالخَيْرِ والعافيه .
’‘ ’‘ ’‘
’‘ ( يَامَن يَبْتَغِي نُصحا ً .. تََمَهّل !!؟ ) ’‘
’‘ ’‘ ’‘
’‘ رَأســـُـه ’‘
يَقُول أَرسطُوطَالِيس :
" أصعَب ُ شيء ٍ أن يَعرِفَ الإنسَانُ نَفسَه ُ , وأسهَلُ شيء ٍ أَن يَنصَح غَيرهـ ُ " .
’‘ ’‘ ’‘
’‘ صَدْرُهـْ ’‘
إنه مما انتشر بين الناس , - للأسف - في هذا الزمن , هو ( تَصَيّدُ الأخطَاءِ ) و ( الهَفَوَاتِ ) على من يكون أخا ً له في الدين , وتجد العالم تدندن من خلفه , وتسير جيوشا ً ورائه , وهي لا تعلم إلى أين يذهب بها !!
فمثلا ً مَقَُولة [ أَرسطُوطَالِيس ] تنطبق عليه تماما ً فتجده ينصح ويوجه من وقع في الخطأ بأسلوب ٍ خطأ , وهو في الأصل لم يرى أو يلتفت لعيوبه .
فتجده يسبه بحجة أنـّـه يريد أن ينصحه , ويسيء الأدب حجة أن يرد على قوله , ويتصيد الأخطاء كـ - الذُّبَابِ - بحجةرد شبهته , ويتتبع الهفوات ويشهرها بحجة التحذير منه .
وهو لا يعلم أنه بذلك , قد وقع في خطأ , فتجدهـ يهتم في أمور غيرهـ , وكيف يصلحها , وهو في أصله ليس ( مُصلَحا ً ) .
فأصبح كذلك الذي يعالجُ بالمرض , يقول أحدهم : " لا تُفَكِّر فِي وُصُولِ الهَدَفِ عَن طَرِيقِ طُرق ٍ مَشبُوهَةٍ , بَل صِلْ إليهِ عَن طَرِيقِ أسلَمِ الطُّرُقِ " فمَهمَا كان هدفُكَ - أَنتَ - سام ٍ لكنك أخطأت التنفيذ فلن تصلَ , مثل ذلك الحاكم الذي يريد أن يصل لـ ( العَدلِ ) .
وهو يعلم أن لدية حاشية ( فَاسِدةٌ ) .. !! ولا يُريد أن يغيرها .
فكيف تراه سيصل لمبتغاه , ما دام أنّــه يعلم خطأه ولا يغيرهـ .. !!؟
فتجده يستشير ( حَاشِيتَةُ ) فيشيرون عليه بالظلم , وهو يبغي العدل , ويطمح إليه .
أوليس هذا أحمقا ً .. !!؟
فدعوكم من عيوب الناس وإشتغلوا بعيوبكم , حتى حين تتكلمون يُسمع لكلامكم , يذكر أن إبن الجوزي طُلب َ منه أن يخطب
في الناس عن العتق , فمكث ( أربَعَةِ ) أسابيع , فأتاه طالبه - أي الذي يريده أن يخطب عن العتق - فقال : أين ما طلبت منك .!؟
فقال له أنه مكث أربعة أسابيع لكي يجمع مالا ً فيشتري عبدا ً مملوكا ً ويعتقه ثم يخطب بالناس , لا يريد أن ينصحهم بشيء ٍ هو - نفسه -
لم يقم به .
لك أن تتأمل وتقارن بين حال ( إبن الجوزي ) وبين حال ذاك الذي ينصح هنا عن الغيبة , وهناك يلمز عن فلان .. !!أتراهُ كلامُه ُ سوف يُسمَع .!؟ .
يجب عليك أن تتحلى بما تريد أن تنصح به , وتنظر أأنت ممن يعمل به أم لا .. !!
مثل ذاك الراعي الذي يرعى - بِبَهِيمَةِ أنعَامِهِ - في أرض أحد الأغنياء , فيأتي صاحب الأرض ويغير طبعه معه ويستخدم أسلوبا ً آخر ,
ثم يأتي الراعي ويحذر البقية منه أجمع , ثم يعود و ويرعى ببهيمة أنعامه في ذاك المرعى على الرغم من قسوة صاحب الأرض .. !!
فهل تظن أن ( الرّعَاةَ ) الآخرين سوف ينتصِحُونَ لِهَذَا .. !!؟
يقول بعضهم : أسكتتني كلمة عبد الله بن مسعود عشرين سنه , حيث ُ يقول : " مَن كَان كَلامه ُ لا يُوافِقُ فِعلَهُ , فَإنّمَا يُوبِّخُ نَفسَهُ " .
فعليك أنت تسكت عن عيوب الناس واعلم أنه حتى الأحمق إذا صمت َ يعد ُّ حكيما ً.
وتيقن أن الذي يجادل كثيرا ً ويكثر النقاش عمله يكون ُ قليلا ً .
وعليك أن تتعلم إن أردت النصيحة كيف تنصح ..!؟ بم َ تنصح .. !؟ أسلوبك في النصح ..!؟
يذكر أنه دخل واعظ ٌ على الخليفة المأمون , فقال له : إني واعظك فمغلظ ٌ لك في القول , فقال المأمون : مهلا .. فإن الله قد أرسل من هو خير ٌ منك َ
إلى من هو شر ٌّ مني , وقال له : { فَقُولاَ لَهُ قَوْلا ً لَيناً لَعَلَّهُ يَتَذّكَّرُ أَوْ يَخْشَى } .
يقول ستيورت : " ما تَستَطِيعُ نَيلَهُ بالإرهَابِ يَسهُلُ عَلَيكَ بالابتسَامِ " .
وحينما تريد أن تقوّم إنسانا ً في خطأه فعليك أولا ً أن تشعره ُ بوجوده , لا أن تحتقره وتهمشه , فقط تسمعه النقد اللاذع وإن كان بناء ً في فكرته , حينها
لن يستمع لك وسوف يكابر في الخطأ , فالإنسان في طبيعته فُطِر على حُبِّ نفسه , وحُبِّ من يمدحه .. !! فَعَلَيكَ أن تراعي جوانب الإنسان كـ - كل -
ولا تنظر لها بمنظارك ( أنت ) فقط .. !!
’‘ ’‘ ’‘
’‘ طـَرَفـُـه ’‘
" لا يخلُو جَسد ٌ مِن حَسَدٍ , فَالكَرِيمُ يُخفِيهِ , واللّئيمُ يُبدِيهِ " .
ومَن مِنـّـا لا يُرِيد أن يَكُونَ كريما ً .. فِي نَفسِهِ وعُلوّهَا .. !!
’‘ ’‘ ’‘
’‘ أَخِيرَهـ ’‘
يقول الشاعر :
[ كُلُّ مَن فِي الوُجُودِ يَطلُب ُ صَيدا ً ’‘ ’‘ ’‘ غَيرَ أن ّ الشـِّـباك مُختـَلِـفَات ِ ]
فاحرِص على الصّيدِ الثَّمِين , الذِي يُقَرِّبكَ مِن الله زُلفَى .. !! والطّرِيقة ِ السّلِيمَةِ .
’‘ ’‘ ’‘