لقد كثر التشنيع على الإباضية في قضية الصحابة ممن يقتفون نهج المفسدين وممن ضلوا بضلالهم ، فمنهم القائل :- إن الإباضية يكرهون الصحابة ، ومنهم القائل يكفرون الصحابة إلى غير ذلك
ويتخذون من فتنة الصحابة ذريعة للتشنيع ونشروا هذه الإشاعات في المحاضرات والكتب التي ألفوها والتي تبع فيها الآخر ما قاله الأول في هذه القضية ، وفي كثير من القضايا من غير بحث عن الحقيقة أو تحرّ لها .
وهم لا شك مجانبون للحقيقة كما سيتضح ذلك إن شاء الله فيما يلي :-
أولا :- إن آراء الإباضية ومواقفهم في أي مسألة من مسائل الدين لا تبنى من قول فلان وفلان ولا تحركها الأهواء والأطماع ، وإنما هي مواقف ثابتة مستمدة من أصول الدين الحنيف ، وموقف الإباضية من الصحابة رضوان الله عليهم كغيره مستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية ، فهم يحترمون الصحابة ويقدرونهم تبعا للقران الكريم قال الله تعالى :- " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ، سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزرّاع ليغيض بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما " سورة الفتح 29 وقوله تعالى :- " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم " التوبة 100
وفي رواية البخاري عن عمران بن حصين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم "
ولوان أحد أنفق مثل أحد ذهبا لما ساوى مد أحدهم أو نصيفه كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم
فلهم الفضل في السبق إلى الإسلام ولهم الفضل بصحبة الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، ولهم الفضل في الدفاع عنه – صلى الله عليه وسلم ، ولهم الفضل في بذل أرواحهم لنشر الإسلام .
فهم الحجّة والقدوة ونكنّ لهم الاحترام والتقدير ، وندعو لهم بالرحمة والمغفرة وكتبنا شاهدة بذلك .
يقول نور الدين السالمي – رحمه الله – في أول قصيدة غاية المراد في الاعتقاد:
ويقول الشيخ العلامة ناصر بن سالم الرواحي – رحمه الله - :
وآمنـت برسـول الله طائـفـة** أعطاهم السبق فيه سابق القـدر
ولكن هنالك ثوابت جاء بها الإسلام يجب التقيّد بها وعدم الزيغ عنها لأن أي خروج عنها يعني التخبّط والتخليط في المواقف إذا لم تكن مبنية على قواعد متينة .
ومن هذه الثوابت أن لا عصمة إلا للأنبياء فقط ، وأما الصحابة – رضوان الله عليهم – فهم كغيرهم من الناس معرّضون للخطأ وقد حدث ذلك عند بعضهم ، فمنهم من أنزل الله فيه قوله : " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " الحجرات 6 ومنهم صاحب الشملة التي أخذها قبل قسم الغنائم وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها ستشتعل عليه نارا ، وغير ذلك .
يقول العلامة ناصر بن عديّم الرواحي – رحمه الله – :
وهم وإن شرفوا من أجـل صحبتـه** فحكم تكليفهم كالحكـم فـي البشـر
------------------------------
(1) ديوان ابي مسلم ، العلامة ناصر بن سالم الرواحي ، ص33
(2) ديوان أبي مسلم ، مرجع سابق ، ص34
ويتخذون من فتنة الصحابة ذريعة للتشنيع ونشروا هذه الإشاعات في المحاضرات والكتب التي ألفوها والتي تبع فيها الآخر ما قاله الأول في هذه القضية ، وفي كثير من القضايا من غير بحث عن الحقيقة أو تحرّ لها .
وهم لا شك مجانبون للحقيقة كما سيتضح ذلك إن شاء الله فيما يلي :-
أولا :- إن آراء الإباضية ومواقفهم في أي مسألة من مسائل الدين لا تبنى من قول فلان وفلان ولا تحركها الأهواء والأطماع ، وإنما هي مواقف ثابتة مستمدة من أصول الدين الحنيف ، وموقف الإباضية من الصحابة رضوان الله عليهم كغيره مستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية ، فهم يحترمون الصحابة ويقدرونهم تبعا للقران الكريم قال الله تعالى :- " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ، سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزرّاع ليغيض بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما " سورة الفتح 29 وقوله تعالى :- " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم " التوبة 100
وفي رواية البخاري عن عمران بن حصين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم "
ولوان أحد أنفق مثل أحد ذهبا لما ساوى مد أحدهم أو نصيفه كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم
فلهم الفضل في السبق إلى الإسلام ولهم الفضل بصحبة الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، ولهم الفضل في الدفاع عنه – صلى الله عليه وسلم ، ولهم الفضل في بذل أرواحهم لنشر الإسلام .
فهم الحجّة والقدوة ونكنّ لهم الاحترام والتقدير ، وندعو لهم بالرحمة والمغفرة وكتبنا شاهدة بذلك .
يقول نور الدين السالمي – رحمه الله – في أول قصيدة غاية المراد في الاعتقاد:
ثم الصلاة علـى المختـار سيدنـا = ومن إلى قاب قوسين دنا فعـلا
والآل والصحب ما كان الهدى علما = يهدي به الله للخيرات من عقلا
والآل والصحب ما كان الهدى علما = يهدي به الله للخيرات من عقلا
ويقول في آخر القصيدة :
ثم الـصـلاة وتسـليم يقـارنـها= على الذي ختم المولى به الرسلا
والآل والصحب ما لاحت فضائلهم = ومن لهم في سبيل المكرمات تلا
والآل والصحب ما لاحت فضائلهم = ومن لهم في سبيل المكرمات تلا
ثم الصلاة على المختـار سيدنـا** ومن إلى قاب قوسين دنـا فعـلا
والآل والصحب ما كان الهدى علما** يهدي به الله للخيرات مـن عقـلا
والآل والصحب ما كان الهدى علما** يهدي به الله للخيرات مـن عقـلا
ويقـول فـي آخـر القصيـدة :
ثـم الصـلاة وتسليـم يقارنـهـا** على الذي ختم المولى به الرسـلا
والآل والصحب ما لاحت فضائلهم** ومن لهم في سبيل المكرمات تـلا
والآل والصحب ما لاحت فضائلهم** ومن لهم في سبيل المكرمات تـلا
ويقول الشيخ العلامة ناصر بن سالم الرواحي – رحمه الله - :
وآمنــت برسـول الله طـائفة = أعطاهم السبق فيه سـابق القدر
زكى قلوبهم النور المبـين كمـا= يزكو النبات بما يلقى من المطر
لاقى صدورهم الإيمان فانشرحت = له وقاموا به في عزم منتصـر
نور بواطنهم نـور ظـواهـرهم = نور خلائقهم في الفعل والخبر
تضائق الملأ الأعلـى مكانتهـم = في فطرة الله لا في فطرة البشر
خير القرون قرن المصطفى وكذا = حكم القرينين لا ينفك من أثـر
فمات عنهم رسـول الله عـدّتهم = كالأنبياء عدول الحكم والسيـر(1)
زكى قلوبهم النور المبـين كمـا= يزكو النبات بما يلقى من المطر
لاقى صدورهم الإيمان فانشرحت = له وقاموا به في عزم منتصـر
نور بواطنهم نـور ظـواهـرهم = نور خلائقهم في الفعل والخبر
تضائق الملأ الأعلـى مكانتهـم = في فطرة الله لا في فطرة البشر
خير القرون قرن المصطفى وكذا = حكم القرينين لا ينفك من أثـر
فمات عنهم رسـول الله عـدّتهم = كالأنبياء عدول الحكم والسيـر(1)
وآمنـت برسـول الله طائـفـة** أعطاهم السبق فيه سابق القـدر
زكى قلوبهم النور المبيـن كمـا** يزكو النبات بما يلقى من المطر
لاقى صدورهم الإيمان فانشرحت** له وقاموا به في عزم منتصـر
نور بواطنهم نـور ظواهرهـم** نور خلائقهم في الفعل والخبـر
تضائق الملأ الأعلـى مكانتهـم** في فطرة الله لا في فطرة البشر
خير القرون قرن المصطفى وكذا**حكم القرينين لا ينفك من أثـر
فمات عنهم رسول الله عدّتهـم** كالأنبياء عدول الحكم والسير(1)
لاقى صدورهم الإيمان فانشرحت** له وقاموا به في عزم منتصـر
نور بواطنهم نـور ظواهرهـم** نور خلائقهم في الفعل والخبـر
تضائق الملأ الأعلـى مكانتهـم** في فطرة الله لا في فطرة البشر
خير القرون قرن المصطفى وكذا**حكم القرينين لا ينفك من أثـر
فمات عنهم رسول الله عدّتهـم** كالأنبياء عدول الحكم والسير(1)
ولكن هنالك ثوابت جاء بها الإسلام يجب التقيّد بها وعدم الزيغ عنها لأن أي خروج عنها يعني التخبّط والتخليط في المواقف إذا لم تكن مبنية على قواعد متينة .
ومن هذه الثوابت أن لا عصمة إلا للأنبياء فقط ، وأما الصحابة – رضوان الله عليهم – فهم كغيرهم من الناس معرّضون للخطأ وقد حدث ذلك عند بعضهم ، فمنهم من أنزل الله فيه قوله : " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " الحجرات 6 ومنهم صاحب الشملة التي أخذها قبل قسم الغنائم وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها ستشتعل عليه نارا ، وغير ذلك .
يقول العلامة ناصر بن عديّم الرواحي – رحمه الله – :
وهم وإن شرفوا من أجل صـحبته = فحكم تكليفهم كالحكم فـي البشـر
ومدحه لهـم فـرع استقامتــهم = في طاعة الله لا مدحا على الغـير
وللموفّــين في الإيمـان متجـه = ما جاء من مدحهم في محكم السور
والحب والبغض فرضان استحقهما = خصمان في الله من بر ومن فجـر
ويقول :
نادى العشيرة في رأس الصفا = عـلنا وصاح فيهم رسول الله بالنـذر
فانظر إلى حكمة التخصيص كيف أتت = للأقربين من أهل البدو والحضر
ليـعـلموا أنـه التكليـف لا نسـب= يغني ولا فيه دون الله من وزر
لو كان بالشـرف التكلـيف مرتفعـا= إذن تعطل عدل الله فـي الفطـر (2)
ومدحه لهـم فـرع استقامتــهم = في طاعة الله لا مدحا على الغـير
وللموفّــين في الإيمـان متجـه = ما جاء من مدحهم في محكم السور
والحب والبغض فرضان استحقهما = خصمان في الله من بر ومن فجـر
ويقول :
نادى العشيرة في رأس الصفا = عـلنا وصاح فيهم رسول الله بالنـذر
فانظر إلى حكمة التخصيص كيف أتت = للأقربين من أهل البدو والحضر
ليـعـلموا أنـه التكليـف لا نسـب= يغني ولا فيه دون الله من وزر
لو كان بالشـرف التكلـيف مرتفعـا= إذن تعطل عدل الله فـي الفطـر (2)
وهم وإن شرفوا من أجـل صحبتـه** فحكم تكليفهم كالحكـم فـي البشـر
ومدحـه لهـم فـرع استقامتـهـم** في طاعة الله لا مدحا علـى الغيـر
وللموفّيـن فـي الإيمـان متـجـه** ما جاء من مدحهم في محكم السـور
والحب والبغض فرضان استحقهمـا** خصمان في الله من بر ومـن فجـر
ويـــــــقــــــــول :
نـادى العشيـرة فـي رأس الصفـا** علنا وصاح فيهم رسول الله بالنـذر
فانظر إلى حكمة التخصيص كيف أتت** للأقربين من أهل البـدو والحضـر
ليعلمـوا أنـه التكليـف لا نـسـب** يغنـي ولا فيـه دون الله مـن وزر
لو كان بالشـرف التكليـف مرتفعـا** إذن تعطل عدل الله فـي الفطـر (2)
وللموفّيـن فـي الإيمـان متـجـه** ما جاء من مدحهم في محكم السـور
والحب والبغض فرضان استحقهمـا** خصمان في الله من بر ومـن فجـر
ويـــــــقــــــــول :
نـادى العشيـرة فـي رأس الصفـا** علنا وصاح فيهم رسول الله بالنـذر
فانظر إلى حكمة التخصيص كيف أتت** للأقربين من أهل البـدو والحضـر
ليعلمـوا أنـه التكليـف لا نـسـب** يغنـي ولا فيـه دون الله مـن وزر
لو كان بالشـرف التكليـف مرتفعـا** إذن تعطل عدل الله فـي الفطـر (2)
------------------------------
(1) ديوان ابي مسلم ، العلامة ناصر بن سالم الرواحي ، ص33
(2) ديوان أبي مسلم ، مرجع سابق ، ص34