بسم الله الرحمن الرحيم
تربية الأبناء في الاسلام
الصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطاهرين أما بعد : لقد تفضل الله علينا بنعم لا تعد ولا تحصى , ومننٌ لا تستقصى , فكلها هبة من الله , قال تعالى : ( وما بكم من نعمة فمن الله ) الآية 53 سورة النحل. الله تعالى أوسع على البعض في النعم وضيّق على الآخرين فيها ؛ إبتلاء وإختبارا منه جلّ علاه , فمن أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان هي نعمة العقل , فبالعقل تميز الإنسان عن سائر المخلوقات , نعمة الإسلام وأيضا نعمة الأبناء وغيرها الكثير التي لا يمكننا حصرها . فنعمة الولد لا يشعُر بقدرها إلا من حُرِم من أن يصبح أباً أو أماً , فيسعى جاهداً للعلاج بُغية الإنجاب والحصول على قُرة العين , وفي الليل حينما يغمر الصمت المكان وتتناغم الأنفاس حيث الناس نيام , تسمع صوت هذا الشخص الذي حُرم من الأبناء حزينا يُناجي في آخر الليل , يديه مرفوعتان وعيناه فاضت من الدمع يناجي واهب النعم يارب يارب , يدعو الله مخلصا آملا به أن يرزقه طفلا لكي تقر به عينه . ولكن قدرة الإنسان ضعيفة أمام قدرة الله تعالى , فالله عليم خبير بالعباد , يختبر الناس ويمتن على العباد , لذا على الإنسان الصبر والإحتساب به وتوكيل كل أموره إليه . الأبناء زينة الحياة , وعماد المستقبل حيث قال تعالى : ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) الآية 46 من سورة الكهف. فهم قرة الأعين وزهرة الحياة التي ستتفتح في يوم ما وتغمرنا بجمال عبقها إن أحسنا غرسها ورعايتها , لذا يجب أن يدرك الآباء أن هؤلاء الأبناء هم أمانة في أعناقهم , فيجب أن يكسوهم ويربونهم تربية صحيحة قائمة على ما علمنا به القرآن وما عهدناه عن خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( إن لولدك عليك حق )
العلم يبني بيوتاً لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم
بعد هاتين المحطتين يجب أن يتوقف الوالدين في محطة الأخلاق فيجب أن يراعوا الجانب الإخلاقي في طفلهم , فالأخلاق النبيله كفيله برفع شأن الطفل حاضرا ومستقبلا , فعليهما البدء بأنفسهما وذلك من خلال التحلي بالأخلاق الرفيعة ثم بعد ذلك غرسها في طفلهم الذي يحب دائما تقليد والديه , وتأكدوا أيها المربين أن التربية ليست مقتصره على مرحلة الطفولة فقط وأنما تمتد لمرحلة الشباب أيضاً , فلا يستطيع أي أنسان أن يستغني عن أهله مهما على شأنه فهم سنده الدائم يرجع إليهم في طلب يد العون في شتى مجالات الحياة . لذا إحرصوا على تربية أبنائكم تربية حسنة لتنالوا رضى الخالق ، ولتنشؤوا جيلاً قوياً شعاره الإيمان الصادق وسلاحه الأخلاق النبيلة لنبني وطناً معطاء زاخراً بأفراد نُبلاء .
بقلم : ولد البـــدو
تربية الأبناء في الاسلام
الصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطاهرين أما بعد : لقد تفضل الله علينا بنعم لا تعد ولا تحصى , ومننٌ لا تستقصى , فكلها هبة من الله , قال تعالى : ( وما بكم من نعمة فمن الله ) الآية 53 سورة النحل. الله تعالى أوسع على البعض في النعم وضيّق على الآخرين فيها ؛ إبتلاء وإختبارا منه جلّ علاه , فمن أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان هي نعمة العقل , فبالعقل تميز الإنسان عن سائر المخلوقات , نعمة الإسلام وأيضا نعمة الأبناء وغيرها الكثير التي لا يمكننا حصرها . فنعمة الولد لا يشعُر بقدرها إلا من حُرِم من أن يصبح أباً أو أماً , فيسعى جاهداً للعلاج بُغية الإنجاب والحصول على قُرة العين , وفي الليل حينما يغمر الصمت المكان وتتناغم الأنفاس حيث الناس نيام , تسمع صوت هذا الشخص الذي حُرم من الأبناء حزينا يُناجي في آخر الليل , يديه مرفوعتان وعيناه فاضت من الدمع يناجي واهب النعم يارب يارب , يدعو الله مخلصا آملا به أن يرزقه طفلا لكي تقر به عينه . ولكن قدرة الإنسان ضعيفة أمام قدرة الله تعالى , فالله عليم خبير بالعباد , يختبر الناس ويمتن على العباد , لذا على الإنسان الصبر والإحتساب به وتوكيل كل أموره إليه . الأبناء زينة الحياة , وعماد المستقبل حيث قال تعالى : ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) الآية 46 من سورة الكهف. فهم قرة الأعين وزهرة الحياة التي ستتفتح في يوم ما وتغمرنا بجمال عبقها إن أحسنا غرسها ورعايتها , لذا يجب أن يدرك الآباء أن هؤلاء الأبناء هم أمانة في أعناقهم , فيجب أن يكسوهم ويربونهم تربية صحيحة قائمة على ما علمنا به القرآن وما عهدناه عن خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( إن لولدك عليك حق )
[رواه مسلم]
.
لذا يجب على كل أب وأم أن يحرص على زرع أسس التربية الصحيحة في إبنه. إن من أهم أسس التربية هو الأساس القعائدي الذي يتمحور حول الإيمان في القلب والإلمام بأمور الدين , فهذا الأساس أشبه بأساس المنزل , فلو كان أساس المنزل ضعيفا فإنه سيتأثر بأي من العوامل الخارجية كالرياح والأمطار والأعاصير بينما لو كان الأساس قويا لما تأثر بهذه السهوله بل سيظل صامداً أمام العوامل الخارجية ، فحال الأساس العقائدي في نفس الطفل مُشابه بحال أساس المنزل , لذا يجب على كل مربي أن يحرص كُل الحرص على تقوية الصلة بين هذا الطفل وربه , ففي قول النبي عليه السلام لعبد الله بن عباس : ( يا غلام إني أعلمك كلمات , إحفظ الله يحفظ , إحفظ الله تجده تجاهك , إذا سألت فسأل الله وإذا استعنت فأستعن بالله , وأعلم أن الأمة لو أجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك , ولو إجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ) الترمذي . فالنبي عليه السلام يزرع في نفس هذا الغلام العلاقة القوية بربه والتوكل عليه في كل حين وحال وصدق الإيمان به . الحياة تتسارع وتصعب شيئا فشيئا فيجاهد الإنسان ويشقى لكسب الرزق وهذه الحياة لن تتطور بدون العلم , والإنسان لن يرتقي بدونه حيث قال أبو العلاء المعري :
العلم يبني بيوتاً لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم
بعد هاتين المحطتين يجب أن يتوقف الوالدين في محطة الأخلاق فيجب أن يراعوا الجانب الإخلاقي في طفلهم , فالأخلاق النبيله كفيله برفع شأن الطفل حاضرا ومستقبلا , فعليهما البدء بأنفسهما وذلك من خلال التحلي بالأخلاق الرفيعة ثم بعد ذلك غرسها في طفلهم الذي يحب دائما تقليد والديه , وتأكدوا أيها المربين أن التربية ليست مقتصره على مرحلة الطفولة فقط وأنما تمتد لمرحلة الشباب أيضاً , فلا يستطيع أي أنسان أن يستغني عن أهله مهما على شأنه فهم سنده الدائم يرجع إليهم في طلب يد العون في شتى مجالات الحياة . لذا إحرصوا على تربية أبنائكم تربية حسنة لتنالوا رضى الخالق ، ولتنشؤوا جيلاً قوياً شعاره الإيمان الصادق وسلاحه الأخلاق النبيلة لنبني وطناً معطاء زاخراً بأفراد نُبلاء .
بقلم : ولد البـــدو