كان محمد بن سليمان بن فطرس أحد أدباء العصر قد أخذ من الفن بنصيب وافر، وكان له اليد الطولى في حل الألغاز العويصة من غير فكر.
قال سعد الدين الطيبي: تنازعت أنا وأبو غالب في امره، وقدرته على حل كل ما يرد عليه من الألغاز من غير ت رو ، فقلنا: هلم نعمل لغزا محالا، ونسأله عنه، فقلنا :
وما شيء له في الرأس رجل ... وموضع وجهه منه قفاه
إذا غمضت عينك أبصرته ... وإن فتحت عينك لا تراه
فأنقذناه إليه، فكتب في الجواب: هو طيف الخيال، فقلت لأبي غالب: عالت المسألة قم بنا حتى نسأله الآن عن هذا التأويل فذهبنا إليه فقلت له: هب إن البيت الثاني فيه معنى طيف الخيال فما تأويل البيت الأول ؟ فقال المعنى كله فيه، وقلت كيف ذلك ؟ فقال: إن المنامات تفسر بالعكس، إذا رأى الإنسان إنه مات فسر بطول العمر، وإن رأى أنه يبكي، فسر بالفرح والسرور، وعلى هذا جرى اللغز في جعل رأسه رجله، ووجهه قفاه، فعجبنا من ذكائه
قال سعد الدين الطيبي: تنازعت أنا وأبو غالب في امره، وقدرته على حل كل ما يرد عليه من الألغاز من غير ت رو ، فقلنا: هلم نعمل لغزا محالا، ونسأله عنه، فقلنا :
وما شيء له في الرأس رجل ... وموضع وجهه منه قفاه
إذا غمضت عينك أبصرته ... وإن فتحت عينك لا تراه
فأنقذناه إليه، فكتب في الجواب: هو طيف الخيال، فقلت لأبي غالب: عالت المسألة قم بنا حتى نسأله الآن عن هذا التأويل فذهبنا إليه فقلت له: هب إن البيت الثاني فيه معنى طيف الخيال فما تأويل البيت الأول ؟ فقال المعنى كله فيه، وقلت كيف ذلك ؟ فقال: إن المنامات تفسر بالعكس، إذا رأى الإنسان إنه مات فسر بطول العمر، وإن رأى أنه يبكي، فسر بالفرح والسرور، وعلى هذا جرى اللغز في جعل رأسه رجله، ووجهه قفاه، فعجبنا من ذكائه