
الحياة بشكل عام عبارة عن حياة مشتركة بين المرأة والرجل، سواء زوجان أو أخوان أو زملاء عمل، أو غيره في المنزل أو العمل أو في كل ما يتعلق في الحياة وتكون حياتهم متكافئة من حيث التعامل والأخذ والعطاء..
موضوعنا اليوم عن قضية نجدها في الرجل تبدأ منذ الصغر عند البعض ويكبرون عليها ألا وهي حب التسلط ، يبدأ في تسلطه لأخواته من حيث منعهن من كل شي بحجة الغيره عليهن حتى الأم لم تسلم من هذا التسلط ويكبر معه إن لم يجد من يردعه..
ويتطور هذا التسلط ليصل لبيته وعمله فهو يعتقد أن التسلط رجوله بأم عينها وفي الواقع الرجولة أكبر من أن تختصر في خاصية التسلط التي قد تكون سبباً في دمار نفس الشخص قبل أن يدمر علاقته بغيره، والتسلط يصل للعنف فأين الرجولة الحقيقية من كل هذا..
علينا أن نفرق بين التسلط الطبيعي وفي حدود المعقول والمطلوب وبين التسلط الآمحدود والمبالغ فيه وفي كل شيء، والذي يدخل أحيانا في خصوصيات الأشخاص، وغالبا ما تكون صفة التسلط الآمحدود منتشرة داخل المنزل والأسرة، فبعض الرجال يجعل من منزله كأنه معسكر للتدريب وفرض القوانين، أفعل هذا وقم بهذا، متناسين أن العصمة لا تعني التسلط في كل شيء..
لماذا لايدرك الرجل بأن الإسلام حث على تماسك وتكاتف الأسرة، وبين أهمية تعاون أفرادها، وما له من نتائج حسنة، فليس عيبا أن تأخذ مشورة زوجتك أو أختك في أمر ما، فما أجمل أن تشاور زوجتك بخريطة المنزل، وماذا تحب أن يكون في منزلها الجديد، أو أن تأخذ برأيها في سيارة المستقبل أو تتعاون مع اخواتك في الامور وتأخذ بأييدهن برحمة وحب ..
نحن هنا لانقول بأن يترك الأمر في المنزل سائبا بدون قوانين ولا مراقبة، بل ما نقصده هو أن لكل شيء ميزان وحدود، ولا يجب أن نتعداها، وتبقى العصمة للرجل في المنزل ولكن من دون تسلط، وعلى المرأة أن لا تفهم من موضوعنا الخروج من طاعة الزوج أو ولي الأمر، بل يجب عليها أن تعرف ما لها من حقوق وما عليها من حقوق وفق منهج الشريعة الإسلامية.
:
هنا نأتي للسؤال الذي يجب ان يكون جوابه لدى الرجال قبل النساء وسأخصه للجنسين كي نجعل المناقشة هادفة
:
هل التسلط حقاً رجولة وما أسبابه ودوافعه ؟
::
إعداد وتقديم



رحيل أمي
أنفاس متقطعة