العُمانيون الذين يخرجون اليوم ليقدموا لنا دروساً في السياسة - مستشهدين بسياسة حكومتهم ويدافعون وينافحون
عنها - هم أبرز المغيبين عن المشهد السياسي العربي والإقليمي، وهم يعلمون قبل غيرهم أن حكومتهم في واقع الأمر
لم تقدم شيئاً للخليج، ووقفت أمام معظم قراراته المصيرية، وكأنها «تستخير» فيما هي «تعطِّل»، بل وكانت تفضل
الانزواء كلما كان الجمع حاضراً، وبعد ذلك تفاجئنا من يوم إلى آخر بخطوات تفردية لا تخدم المنطقة، وبالتأكيد هي لن
تخدمها. وعندما كنا نتحدث عن التقارب العماني- الإيراني فإنما كنا نقرأ ما بين السطور الذي تسعى الحكومة هناك
إلى طمسه، فعندما يُعلن عن محادثات أو مفاوضات سرية نعلم هنا أن «السرية» مصطلح رجعي، لأنه لم يعد أي شيء
سرياً، وعندما يُتَحدّث عن بناء جسر يقطع مضيق هرمز (وإن نُفيَ) نعلم أن عُمان ستكون أولى ضحايا ذلك الجسر،
وعندما نتحدث عن تبنِّي عُمان لبناء خط أنابيب بحري لضخ الغاز من إيران كلفته نحو بليون دولار، هنا نقف ونتساءل
: من أين يأتي ذلك البليون؟ أهو من العشرة البلايين دولار المقررة من دول المجلس، لدعم الاقتصاد العُماني، أم عبر
منحة من دولة أخرى؟
السياسة العُمانية التي تسعى إلى الإيحاء بأنها تنأى بنفسها لم تبرهن على أن ذلك النأي من مصلحة المنطقة. وفي خضم
ما تشهده المنطقة من تطورات تقف عُمان اليوم على الضفة الأخرى، وكأنما طابت لها الفرقة بين دول المجلس بسياساتها
المبهمة، بل تذهب أبعد من ذلك بمدِّ اليد إلى إيران المحاصرة ذات الأطماع التوسعية في الخليج، لتمنحها منفذاً يعد «بوابة
خطر على المنطقة»، نحن في غنى عنها، وتسهم في تقسيم دول المجلس إلى فريقين، وهنا تتناسى أنها إحدى حكومتين
في الخليج تأثرتا بمؤامرة «الربيع العربي»، وعندما كانت المظاهرات تجول شوارعها، لم تجد إلا شقيقاتها، للوقوف معها
ودعمها، لتعزيز اقتصادها وإعادة الاستقرار إلى البلاد. أما الحكومة الثانية فكانت البحرين، وجميعنا يعرف الأصابع
الإيرانية في البحرين التي تلاعبت بعقول بعضهم.
عنها - هم أبرز المغيبين عن المشهد السياسي العربي والإقليمي، وهم يعلمون قبل غيرهم أن حكومتهم في واقع الأمر
لم تقدم شيئاً للخليج، ووقفت أمام معظم قراراته المصيرية، وكأنها «تستخير» فيما هي «تعطِّل»، بل وكانت تفضل
الانزواء كلما كان الجمع حاضراً، وبعد ذلك تفاجئنا من يوم إلى آخر بخطوات تفردية لا تخدم المنطقة، وبالتأكيد هي لن
تخدمها. وعندما كنا نتحدث عن التقارب العماني- الإيراني فإنما كنا نقرأ ما بين السطور الذي تسعى الحكومة هناك
إلى طمسه، فعندما يُعلن عن محادثات أو مفاوضات سرية نعلم هنا أن «السرية» مصطلح رجعي، لأنه لم يعد أي شيء
سرياً، وعندما يُتَحدّث عن بناء جسر يقطع مضيق هرمز (وإن نُفيَ) نعلم أن عُمان ستكون أولى ضحايا ذلك الجسر،
وعندما نتحدث عن تبنِّي عُمان لبناء خط أنابيب بحري لضخ الغاز من إيران كلفته نحو بليون دولار، هنا نقف ونتساءل
: من أين يأتي ذلك البليون؟ أهو من العشرة البلايين دولار المقررة من دول المجلس، لدعم الاقتصاد العُماني، أم عبر
منحة من دولة أخرى؟
السياسة العُمانية التي تسعى إلى الإيحاء بأنها تنأى بنفسها لم تبرهن على أن ذلك النأي من مصلحة المنطقة. وفي خضم
ما تشهده المنطقة من تطورات تقف عُمان اليوم على الضفة الأخرى، وكأنما طابت لها الفرقة بين دول المجلس بسياساتها
المبهمة، بل تذهب أبعد من ذلك بمدِّ اليد إلى إيران المحاصرة ذات الأطماع التوسعية في الخليج، لتمنحها منفذاً يعد «بوابة
خطر على المنطقة»، نحن في غنى عنها، وتسهم في تقسيم دول المجلس إلى فريقين، وهنا تتناسى أنها إحدى حكومتين
في الخليج تأثرتا بمؤامرة «الربيع العربي»، وعندما كانت المظاهرات تجول شوارعها، لم تجد إلا شقيقاتها، للوقوف معها
ودعمها، لتعزيز اقتصادها وإعادة الاستقرار إلى البلاد. أما الحكومة الثانية فكانت البحرين، وجميعنا يعرف الأصابع
الإيرانية في البحرين التي تلاعبت بعقول بعضهم.