هذا المقال كتبته قبل عدة شهور في أحد المنتديات ووجدته مناسب للطرح في هذا المنتدى ... .
في زحمة الأحداث التي ألمت بالوطن العربي خلال بضع سنوات ،، كثُر في مجتمعاتنا المحللين والسياسيين والمفكرين ، فمنهم مثقفين يعرفون من أين تأكل الكتف ، ومنهم من لا يزال يقبع تحت وطأة أمية القراءة والكتابة ، ولم يأخذ تجارب من ترحال أو سفر. كل ما لديه تأملات وتحليلات عاطفية جراء ما يشاهده في القنوات الفضائية من مصائب جمة .
أحداث جسيمه تفتك بالوطن العربي من مشرقه إلى مغربه أصابته بالوهن والرضوخ والاستسلام التام لقشور الغرب وتخطيطاته الخبيثة ،، في حين أن القوة والمكانة في متناول الجميع وهو الدين الإسلامي الحنيف الذي أعز الله به العرب بعد ذل الجاهلية وظلامها الدامس إلا أنهم – العرب - اتبعوا سبلا أخرى انتهجها دعاة فتنة ومفكرين وسياسيين ضلوا وأضلوا معهم ملاين العرب والمسلمين ، هذا ما جعل وباءهم يمتزج مع سياسة الغرب ويزعزعان كيان الأمة ويبعدها عن حبل النجاة وتكون قصعة لأحداث مقيتة تحيطها من كل جانب . نعم المصاب جلل والأمر مزري ، انهدت أنظمة وحكومات كانت بالأمس القريب قوية وعصية على الغرب وتنعم بالرخاء والاستقرار واليوم أصبحت ذكريات وأساطير كان يا ما كان والضحية هي شعوب بريئة تدور على رؤوسهم عجلة الموت صباح مساء بأبشع الصور وأرذل الأخلاق وصلت أعداد وفياتهم بالملايين على مستوى العالم العربي منذ سقوط بغداد في 2003 إلى يومنا هذا .
توالت الأحداث الواحدة تلو الأخرى وامتلأت القنوات بالأخبار المؤلمة وكثرت التحليلات الحماسية التي تدفعها عاطفتنا الاسلامية الغيورة ، هنا ردة فعل شائعة تغذيها قنوات التواصل الاجتماعي وهي الدعوة إلى إسقاط الحكومات المتبقية ولا سيما دول الخليج ! وينصب جام الغضب بوجه خاص على المملكة العربية السعودية ،، دعوات متكررة ومنتشرة في مجتمعنا تنادي بسقوط آل سعود ، متعللين بأنهم قتلوا الأبرياء وضخوا الأموال الطائلة لإسقاط أنظمة عربية كمصر وليبيا واليمن وسوريا وأكلوا أموال شعبهم وسرقوا ونهبوا ، ولابد أن تنقلب عليهم العاقبة بما بطشت أياديهم ومن منطلق كما تدين تُدان ،،، ولكن هلا نستفيد من الشعب الليبي واليمني ونسألهم ؟ كم قُتل منهم منذ اندلاع الثورة إلى يومنا هذا ؟ كم يتامى وكم أرامل وثكلى ؟ كيف هي الحياة الآن عندهم مقارنة بأيام القذافي وصالح رغم ما عليهم من مآخذ ؟ ماذا جنوا من الثورات والخروج في الطرقات ؟ إذاً كيف سيكون وضع الشعب السعودي في حال سقوط آل سعود الذين تتمنون سقوطهم رأفة بشعبهم ؟! هل بالإمكان سقوط هذا النظام وتغييره دون إراقة قطرة دم ؟ هذا محال ولا تقبله العقول !! لن يسقط إلا بقتل آلاف السعوديين كي تزداد بهم قوائم الوفيات العربية الذين تألمت أنت منهم أيها الداعي ودعوت لسقوط أنظمتهم شفقة منهم ،، أخي لا تعالج المفسدة بمفسدة أكبر منها فالشعب السعودي يتكون من قبائل كبيرة وما إن ينزاح ستار الأمن ستشتعل نار الحرب بينها كما هو حاصل في ليبيا ، ناهيك عن الوجود الرافضي وأحقادهم الدفينة للنظام السعودي السني فحتما سيسعى لأجل امتداد الدولة الصفوية في نجد والحجاز في ظل زعزعة الأمن في السعودية فهي لسنوات طوال تترقب تلك اللحظات ،، ما الفائدة التي سنجنيها حينئذ ؟؟ لا شيء . بالأمس دعوت بسقوط أنظمة تصفها بالدكتاتورية وشاءت القدرة الإلهية أن تزول وجميعنا نعلم كيف هو وضعها الحالي ،، ألن يكفينا ما حدث ونصبر على الوضع الراهن ؟! هل نسعى لتكرارها مرة أخرى هنا وهناك ؟! ألا نتعظ ؟ تأكد بأن مصاب السعودية إن حدث لن ننجو منه إطلاقا وسوف يصيبنا أذاها قليلا كان أو كثير . فعلى رسلك أخي الداعي وأكبح نفسك ولا تكن إمعة لعواطفك وعواطف الغير .
بعيدا عن كون حكومة آل سعود مجرمة أو آكلة لأموال شعبها أو ظالمة أو غير ذلك من الاتهامات التي لا نبرئهم منها ولا نؤكدها عليهم . ومهما كانت مفاسدها داخل السعودية وخارجها من المفترض ألا يهمنا ذلك ولا يعنينا شيء ،، لنا ولهم رب سيحاسبنا وفي النهاية كل سيحصد بطش يده ولسانه ،، يتوجب علينا ألا ننسى أفضال الحكومة السعودية وجهودها في خدمة الإسلام والمسلمين وخدمة الحرمين الشريفين . يتوجب علينا أن نصدع بالحق ونعطي كل ذي حق حقه ، فآل سعود هم حماة السعودية شاء من شاء وأبى من أبى ، وحدها الملك عبدالعزيز في زمن كانت في أوج تشتتها وتمزقها ، تعاون مع أئمة الدين لنشر رسالة التوحيد وقمع البدع والخرافات المنتشرة آنذاك ،، يهمنا أنها مطبقة لأحكام الشريعة على غرار بقية الدول الإسلامية ،، فالسعودية ثقل العالم الإسلامي وأساسه دينيا واقتصاديا واجتماعيا ومصابها مصابنا مهما بعدت بيننا المسافات . تبقى السعودية قلب الأمة وشريانها النابض فإن مرض سنمرض لا محال وإن سلم فنحن بخير بإذن الله . يهمنا الوصول إلى حقيقة وهي لن يسقط أي نظام ولن يزول إلا بموت عشرات الآلاف من شعبه ،، فهل نضحي بالشعب السعودي العزيز من أجل إزالة أسرة آل سعود الحاكمة كونها كذا وكذا وكذا ؟؟ لا والله فما هكذا تورد الإبل يا سعد .
في زحمة الأحداث التي ألمت بالوطن العربي خلال بضع سنوات ،، كثُر في مجتمعاتنا المحللين والسياسيين والمفكرين ، فمنهم مثقفين يعرفون من أين تأكل الكتف ، ومنهم من لا يزال يقبع تحت وطأة أمية القراءة والكتابة ، ولم يأخذ تجارب من ترحال أو سفر. كل ما لديه تأملات وتحليلات عاطفية جراء ما يشاهده في القنوات الفضائية من مصائب جمة .
أحداث جسيمه تفتك بالوطن العربي من مشرقه إلى مغربه أصابته بالوهن والرضوخ والاستسلام التام لقشور الغرب وتخطيطاته الخبيثة ،، في حين أن القوة والمكانة في متناول الجميع وهو الدين الإسلامي الحنيف الذي أعز الله به العرب بعد ذل الجاهلية وظلامها الدامس إلا أنهم – العرب - اتبعوا سبلا أخرى انتهجها دعاة فتنة ومفكرين وسياسيين ضلوا وأضلوا معهم ملاين العرب والمسلمين ، هذا ما جعل وباءهم يمتزج مع سياسة الغرب ويزعزعان كيان الأمة ويبعدها عن حبل النجاة وتكون قصعة لأحداث مقيتة تحيطها من كل جانب . نعم المصاب جلل والأمر مزري ، انهدت أنظمة وحكومات كانت بالأمس القريب قوية وعصية على الغرب وتنعم بالرخاء والاستقرار واليوم أصبحت ذكريات وأساطير كان يا ما كان والضحية هي شعوب بريئة تدور على رؤوسهم عجلة الموت صباح مساء بأبشع الصور وأرذل الأخلاق وصلت أعداد وفياتهم بالملايين على مستوى العالم العربي منذ سقوط بغداد في 2003 إلى يومنا هذا .
توالت الأحداث الواحدة تلو الأخرى وامتلأت القنوات بالأخبار المؤلمة وكثرت التحليلات الحماسية التي تدفعها عاطفتنا الاسلامية الغيورة ، هنا ردة فعل شائعة تغذيها قنوات التواصل الاجتماعي وهي الدعوة إلى إسقاط الحكومات المتبقية ولا سيما دول الخليج ! وينصب جام الغضب بوجه خاص على المملكة العربية السعودية ،، دعوات متكررة ومنتشرة في مجتمعنا تنادي بسقوط آل سعود ، متعللين بأنهم قتلوا الأبرياء وضخوا الأموال الطائلة لإسقاط أنظمة عربية كمصر وليبيا واليمن وسوريا وأكلوا أموال شعبهم وسرقوا ونهبوا ، ولابد أن تنقلب عليهم العاقبة بما بطشت أياديهم ومن منطلق كما تدين تُدان ،،، ولكن هلا نستفيد من الشعب الليبي واليمني ونسألهم ؟ كم قُتل منهم منذ اندلاع الثورة إلى يومنا هذا ؟ كم يتامى وكم أرامل وثكلى ؟ كيف هي الحياة الآن عندهم مقارنة بأيام القذافي وصالح رغم ما عليهم من مآخذ ؟ ماذا جنوا من الثورات والخروج في الطرقات ؟ إذاً كيف سيكون وضع الشعب السعودي في حال سقوط آل سعود الذين تتمنون سقوطهم رأفة بشعبهم ؟! هل بالإمكان سقوط هذا النظام وتغييره دون إراقة قطرة دم ؟ هذا محال ولا تقبله العقول !! لن يسقط إلا بقتل آلاف السعوديين كي تزداد بهم قوائم الوفيات العربية الذين تألمت أنت منهم أيها الداعي ودعوت لسقوط أنظمتهم شفقة منهم ،، أخي لا تعالج المفسدة بمفسدة أكبر منها فالشعب السعودي يتكون من قبائل كبيرة وما إن ينزاح ستار الأمن ستشتعل نار الحرب بينها كما هو حاصل في ليبيا ، ناهيك عن الوجود الرافضي وأحقادهم الدفينة للنظام السعودي السني فحتما سيسعى لأجل امتداد الدولة الصفوية في نجد والحجاز في ظل زعزعة الأمن في السعودية فهي لسنوات طوال تترقب تلك اللحظات ،، ما الفائدة التي سنجنيها حينئذ ؟؟ لا شيء . بالأمس دعوت بسقوط أنظمة تصفها بالدكتاتورية وشاءت القدرة الإلهية أن تزول وجميعنا نعلم كيف هو وضعها الحالي ،، ألن يكفينا ما حدث ونصبر على الوضع الراهن ؟! هل نسعى لتكرارها مرة أخرى هنا وهناك ؟! ألا نتعظ ؟ تأكد بأن مصاب السعودية إن حدث لن ننجو منه إطلاقا وسوف يصيبنا أذاها قليلا كان أو كثير . فعلى رسلك أخي الداعي وأكبح نفسك ولا تكن إمعة لعواطفك وعواطف الغير .
بعيدا عن كون حكومة آل سعود مجرمة أو آكلة لأموال شعبها أو ظالمة أو غير ذلك من الاتهامات التي لا نبرئهم منها ولا نؤكدها عليهم . ومهما كانت مفاسدها داخل السعودية وخارجها من المفترض ألا يهمنا ذلك ولا يعنينا شيء ،، لنا ولهم رب سيحاسبنا وفي النهاية كل سيحصد بطش يده ولسانه ،، يتوجب علينا ألا ننسى أفضال الحكومة السعودية وجهودها في خدمة الإسلام والمسلمين وخدمة الحرمين الشريفين . يتوجب علينا أن نصدع بالحق ونعطي كل ذي حق حقه ، فآل سعود هم حماة السعودية شاء من شاء وأبى من أبى ، وحدها الملك عبدالعزيز في زمن كانت في أوج تشتتها وتمزقها ، تعاون مع أئمة الدين لنشر رسالة التوحيد وقمع البدع والخرافات المنتشرة آنذاك ،، يهمنا أنها مطبقة لأحكام الشريعة على غرار بقية الدول الإسلامية ،، فالسعودية ثقل العالم الإسلامي وأساسه دينيا واقتصاديا واجتماعيا ومصابها مصابنا مهما بعدت بيننا المسافات . تبقى السعودية قلب الأمة وشريانها النابض فإن مرض سنمرض لا محال وإن سلم فنحن بخير بإذن الله . يهمنا الوصول إلى حقيقة وهي لن يسقط أي نظام ولن يزول إلا بموت عشرات الآلاف من شعبه ،، فهل نضحي بالشعب السعودي العزيز من أجل إزالة أسرة آل سعود الحاكمة كونها كذا وكذا وكذا ؟؟ لا والله فما هكذا تورد الإبل يا سعد .