أحاديث الافتراق

    • أحاديث الافتراق


      أنقل لكم اليوم هذه الاحاديث التي تخص الافترق واخص به الاخت سلطانه في هذا الكتاب أرجو ذلك ان تقبلية
      والان مع مادة الكتاب
      ***********************
      الكاتب/ الأستاذ/ حسن بن علي السقاف



      إنَّ أعظم ما يشاع اليوم في سبيل تمكين النزاع بين المسلمين وتحاول أن تنشره وتغرسه في قلوب عامة المسلمين الجهات الساعية لتمكين الفرقة بين المسلمين وخاصة عند محاولات التقارب بين مذاهب المسلمين وفرقهم وأفكارهم حديث الافتراق الباطل سنداً ومتناً الناص على أنَّ جميع فرق الإسلام في النار إلا فرقة واحدة وهي أحد الحروب أو قل الإرهاب الفكري المتسبب في ابتعاد المسلمين من بعضهم وخوف القرب من الفرق الهالكة في النار حسب تصوير هذا الحديث الموضوع المصنوع !!


      ولا بُدَّ لي في هذا العجالة أن أتعرَّض لنقد هذا الحديث سنداً ومتناً وأبين أنَّ الاختلاف في الرأي والتفكير وبالتالي في مسائل الفروع ليس من موجبات التباغض والتدابر والفرقة واعتقاد ضلال الآخرين !!


      فأقول : إن نصَّ حديث الافتراق هو : (( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وتفرَّقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة )) رواه أحمد بن حنبل في مسنده (2/332) وغيره وفي رواية ابن ماجه (3993) وأحمد وغيرهما : (( كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة )) وفي روايةٍ للطبراني : (( ما أنا عليه اليوم وأصحابي )) .


      وقد روي هذا الحديث من عدة طرق كما بينته بإسهاب في كتابي (( من فكر آل البيت صحيح شرح العقيدة الطحاوية )) ص (629-634) وأختصر ما ذكرته هناك في نقده على طريقة أهل السنة وحسب موازينهم الحديثية فأقول :


      1- رُوِيَ هذا الحديث عن أبي هريرة مرفوعاً وفي إسناده محمد بن عمرو بن علقمة وهو ضعيف . قال يحيى بن سعيد ومالك : (( ليس هو ممن تريد )) وقال ابن حبـــــان: (( يخطىء )) وقال ابن معين (( ما زال الناس يتقون حديثه )) . وقال ابـــن سعـــــــد (( يُسْتَضْعَف )) .



      2- وروي عن معاوية مرفوعاً وفي السند أزهر بن عبدالله الهوزني أحد كبار النواصب الذين كانوا ينتقصون سيدنا علياً عليه السلام وله طامات وويلات . قال الأزدي : يتكلّمون فيه وأورده ابن الجارود في كتاب الضعفاء .


      3- وروي عن أنس بن مالك من سبعة طرق كلها ضعيفة لا تخلو من كذاب أو وضاع أو مجهول . [ أنظر كتابنا (( صحيح شرح الطحاوية )) حاشية 371 ص 629 ] .


      4- وروي عن عوف بن مالك مرفوعاً وفي سند روايته عباد بن يوسف وهو ضعيف أورده الذهبي في ديوان الضعفاء برقم (2089) .


      5- وروي عن عبدالله بن عمرو بن العاصي مرفوعاً عند الترمذي في السنن (5/26) وفي إسناده عبدالرحمن بن زياد الإفريقي وهو ضعيف .


      6- وروي عن أبي أمامة مرفوعاً عند ابن أبي عاصــــــم في (( السنة )) (1/25) وفي إسناده قطن بن نسير وهو ضعيف منكر الحديث .


      7- وروي عن ابن مسعود مرفوعاً عند ابن أبي عاصم في سنته وفي سنده عقيل الجعدي . قال الحافظ ابن حجر في (( لسان الميزان )) (4/209) : (( قال البخاري منكر الحديث )) .


      8- وروي عن سيدنا علي كرّم الله وجهه ممن رواه ابن أبي عاصم في كتابه (( السنة )) (2/467برقم995) وفي إسناده ليث ابن أبي سُلَيم وهو ضعيف جداً ، وحاله معروف عندهم . قال ابن حجر في التقريب برقم (5685) : (( اختلط جداً ولم يتميَّز حديثه فَتُرِك )) .


      هذا من ناحية إسناده وأما من ناحية متنه فنقول :


      نحن نجزم ببطلان هذا الحديث سواء بزياداته أم بدونها ، والتي منها (( كلها في النار إلا واحدة )) و (( كلها في الجنة إلا واحدة )) فبغض النظر عن هذه الزيادات نحن نقول بأنَّ أصل الحديث باطل للأمور التالية :


      1- لأنَّ الله تعالى يقول عن هذه الأمة المحمدية في كتابه العزيز { كنتم خير أمة أخرجت للناس } ويقول أيضــــــــــاً { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً } فهذه الآيات تقرر أن هذه الأمة هي خير الأمم ، وأنها أوسطها ؛ أي : أفضلها وأعدلها ، وأما هذا الحديث فيقرر أنَّ هذه الأمة شر الأمم وأكثرها فتنة وفساداً وافتراقاً ، فاليهود افترقوا على إحدى وسبعين فرقة ثمَّ جاء النصارى فكانوا شراً من ذلك وأسوأ حيث افترقوا على اثنتين وسبعين فرقة ، ثمَّ جاءت هذه الأمة فكانت أسوأَ وأَسوأَ حيث افترقت على ثلاث وسبعين فرقة ، فمعنى الحديث باطل بصريح القرآن الكريم الذي يقرر أن هذه الأمة خير الأمم وأفضلها .


      2- ويؤكد بطلان هذا الحديث من حيث متنه ومعناه أيضاً أنَّ كلَّ من صنَّف في الفِرَقِ كتب أسماء فِرَق يغاير في كتابه لما كتبه الآخر ، ولا زالت تحدث في كل عصر فِرَقٌ جديدة بحيث أن حصرهم لها غير صحيح ولا واقعي ، فمثلاً كتب الشيخ عبدالقاهر البغدادي المتوفى سنة 429هـ كتابه في الفِرَق وهــــو (( الفَرْقُ بين الفِرَق )) ذكر فيه ثلاثاً وسبعين فرقة وقد حدث من زمانه إلى اليوم فرق أخرى ربما تزيد على أضعاف تلك الفِرَق التي ذكرها ، وقول من قال إنَّ ما استُحدث من الفرق الجديدة لا تخرج في مبادئها عمَّا ذكره غير صحيح بل باطل ، والواقع يرفضه ويثبت فساده .


      3- أنَّ هذا الحديث خاصة بزيادته التي يتشبث بها المجسمة والنواصب والتي هي (( كلهم في النار إلا واحدة )) مخالف للأحاديث الكثيرة المتواترة في معناها التي تنص على أنَّ من شهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله وجبت له الجنة ولو بعد عذاب ، ومن تلك الأحاديث ما رواه البخاري (3/61/1186 فتح) : (( إنَّ الله قد حرَّم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله )) ولفظ مسلم (1/63) : (( لا يشهد أحد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فيدخل النار أو تطعمه )) .


      والفرق المختلفة قليل منها يكفر ببدعته وأما أكثرها كالمعتزلة وغيرهم فإنهم لا يكفرون كما زعم بعض الناس حتى يستحقوا دخول النار لذلك نقل بعض الأئمة كالبيهقي وغيره إجماع السلف والخلف على الصلاة خلف المعتزلة ومناكحتهم وموارثتهم [ أنظر مغني المحتاج 4/135 ] .


      4- أنَّ متن هذا الحديث مضطرب ففي بعض طرقه (( ألا وإنَّ هذه الأمة ستتفرق على ثلاث وسبعين فرقة في الأهواء )) رواه ابن أبي عاصم (69) وفي بعضهـا : (( فواحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار )) رواه ابن أبي عاصم (63) وفي بعضها : (( لم ينج منها إلا ثلاث )) رواه ابن عاصم (71) وفي بعضها : (( كلها في النار إلا السواد الأعظم )) رواها ابن أبي عاصم (68) .... !!


      وفي بعضها كما عند ابن حبان (15/125) قال : (( إنَّ اليهود افترقت على إحدى وسبعين فرقة أو اثنتين وسبعين فرقة والنصارى على مثل ذلك ... )) .


      وتلاعب بعضهم في متن هذا الحديث أكثر فذكر في آخــره : (( من أخبثها الشيعة )) وبعضهم قال (( شرهم الذين يقيسون الأمور بآرائهم )) يشير إلى الحنفية أتباع الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى ، وفي بعض رواياتهم التالفة : (( كلهم في الجنة إلا القدرية )) وفي بعضها (( إلا الزنادقة )) وهكذا !! وكل ذلك كذب وافتراء على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم .


      وإذا دقق الباحث بالأخص وكذا القارىء والسامع في هذه الألفاظ واستعرضها جيداً فيمكن أن يعرف من أين جاءت .


      5- وقد وقع في بعض روايات هذا الحديث : (( كلهم في النار إلا ملة واحدة ، قالوا ومن هي يا رسول الله قال : ما أنا عليه وأصحابي )) وهي رواية الترمذي (5/26) من حديث عبدالله بن عمرو ، وفي رواية : (( ما عليه الجماعة )) .


      قلت : وهذا باطل من القول :


      أولاً : من جهة الإسناد فإنه ضعيف كما تقدّم .


      وثانياً : أن عبارة (( ما عليه أنا وأصحابي )) لا يعقل أن يصح صدوره منه صلى الله عليه وآله وسلم لأمور أذكر واحد منها :


      وهو أنَّ الصحابة افترقوا في عهد رابع الخلفاء الراشدين سيدنا ومولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه إلى ثلاث فرق ، فرقة مع سيدنا علي عليه السلام وهي التي على الحق بنصوص الأحاديث الكثيرة المقطوع بها .


      وفرقة قعدت ولم تناصر رابع الخلفاء الراشدين الذي هو إمام أهل الحق ولم تقاتل مع أحد من الفريقين وقد ندم أفرادها وهم قلائل على القعود بعد ذلك .


      وفرقة مع معاوية وحزبه وهي الفئة الباغية بنص الحديث الذي رواه البخاري (1/541) و (6/30) ومسلم (4/2235/2915) والذي فيه :


      (( عمــار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار )) وهذا لفظ البخاري في صحيحه .


      فعبارة (( ما عليه أنا وأصحابي )) في حديث الافتراق مع أي فرقة من هذه الفرق الثلاث تكون ؟!


      فالذي أقوله أخيراً : أن حديث الافتراق هذا الذي جعل المسلمين يتباغضون ويتباعدون ولا يتقاربون ويعتقدون في مخالفيهم أنهم من أصحاب النار باطل سنداً ومتناً !! ولبني أمية اليد الطولى في وضعه !!


      فنحن لا ننكر أنَّ هناك افتراق ولا ننكر وجود فرق متخالفة في آرائها ولكننا ننكر التعداد لها بثلاث وسبعين وننكر كونها في النار وننكر كل ما يفيده هذا الحديث من أفكار وأهمها أنَّ هناك فرقة واحدة ناجية وهي ما يسمونه بالفرقة الناجية !! واحتكار دخول الجنة على أفراد هذه الطائفة المزعومة !! وتجذير الخلاف باعتقاد أنَّ كل مخالف من مذهب آخر أو فرقة أخرى لا بد أن يكون في النار !! فهذا الذي ننكره ونجزم ببطلانه حسب المقاييس العلمية الثابتة !!


      أما موضوع الاختلاف والافتراق والفرقة : فمن المعلوم أنَّ الاختلاف في وجهات النظر والاختلاف بين المذاهب والفرق في الفروع سواء أكانت في فروع الاعتقاد أم في الفقهيات والأمور الأخرى فهي لا توجب التضاد والفرقة والتنافر على التحقيق خلافاً لما يصنعه ويسلكه كثير من الناس اليوم وفي السابق حيث نجدهم يتحالفون مع أعداء الله تعالى ويتوادون ويتألفون معهم والخلاف بيننا وبينهم خلاف أصلي في أصول الاعتقاد بينما نجدهم ينظرون إلى بقية إخوانهم المسلمين أنهم الأضداد والاعــداء !! وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل إما على الجهل في الدين والمعتقد أو على تمكن الأهواء والشهوات في النفوس وحب الدنيا والتعلّق بها أو كلا الأمريــــن ! نسأل الله تعالى السلامة .


      قال الإمام الراغب الأصفهاني في كتابه (( المفردات في غريب القرآن )) :


      (( الاختلاف والمخالفة أن يأخذ كل واحد طريقاً غير الآخر في حاله أو قولـه ، والخلاف أعم من الضد لأنَّ كل ضدين مختلفان وليس كل مختلفين ضدين ، ولما كان الاختلاف بين الناس في القول قد يقتضي التنازع استعير ذلك للمنازعة والمجادلــة )) .


      قلت : والاختلاف منه ما هو جائز ومحمود ، ومنه ما هو محرّم ومذموم ، وقد جاء ذكر كل من القسمين في القرآن الكريم والسنة المطهرة الصحيحة فلنذكر بعض النصوص التي وردت في ذلك :


      أولاً : النصوص التي فيها تجويز الاختلاف ومدحه :


      قال الله تعالى { فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم } البقرة : 213 .


      وقال تعالى : { ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة علـــى أصولهــا فبـإذن الله } الحشر : 5 . وقد كان الصحابة اختلفوا في قطع الأشجار وهدم البيوت على بني النضير ، فقطع قوم منهم ، وترك آخرون ، قال الإمام الماوردي رحمه الله تعالى : إنَّ في هذه الآية دليلاً على أنَّ كل مجتهد مصيب . [ نقلــه عنــــه القرطــــبي في تفسيره 18/8 ] .


      وقال تعالى : { وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ، ففهمناها سليمان وكلاً آتينـــــــا حكمـــاً وعلمــــاً } الأنبياء : 79 .


      وكان كل منهما عليهما الصلاة والسلام قد خالف الآخر في حكمه فحكم بشيء مخالف للآخر .


      وفي صحيح البخاري (2/436) عن ابن عمر قال :


      قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لنا لـمَّا رجع من الأحزاب : (( لا يصلينَّ أحدٌ العصر إلا في بني قريظة )) فأدرك بعضهم العصر في الطريق ، فقال بعضهم : لا نصلي حتى نأتيها ، وقال بعضهم : بل نصلي لم يُرِدْ منا ذلك ، فذكر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فلم يُعَنِّف واحداً منهم ، ومعلوم أنه لا يقرهم على باطل !!


      وفي البخاري (9/101/ برقم5062) عن عبدالله بن مسعود أنه سمع رجلاً يقرأ آيةً سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرأ خلافها ، فأخذتُ بيده فانطلقتُ به إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : (( كلاكما مُحْسن )) .


      وروى البخاري (13/318/ برقم 7352) ومسلم (3/1342/1716) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :


      (( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثمَّ أصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد ثمَّ أخطأ فله أجر )) .


      وهذا يدل أنَّ العلماء المختلفين وهم المقصــــودون بقولـــــه ( الحاكم ) وهو الفقيه المجتهد المؤهل للنظر يثاب سواء أخطأ أم أصاب لأنَّ غايته الوصول للحق ولرضى الله تعالى ، وهو وإن خالف المجتهد الآخر واختلف معه في حكم المسألة فهو مثاب ومأجور رغم وقوع الخلاف بينهما في القضية !!


      هذا وقد اختلف الصحابة وأكابر العلماء المتفق على جلالتهم وورعهم وعلمهم في مسائل كثيرة ولم يكن ذلك دالاً باتفاق على أنهم كانوا على ضلال .


      النصوص التي فيها تحريم الاختلاف وذمـــه :


      قال الله تعالى : { وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعدما جاءهم العلم بغياً بينهم } آل عمران : 19 . وقال الله تعالى : { ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم } آل عمران : 105 .


      وقال تعالى { واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرَّقوا } آل عمران 103 .


      وروى البخاري (13/251) ومسلم (2/975) عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( ذروني ما تركتكم فإنما هلك مَنْ كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه )) .


      ضابط الاختلاف الجائز والاختلاف المحرَّم :


      نستفيد من قوله تعالى { وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعدما جاءهم العلم بغياً بينهم } آل عمران : 19 .


      أنَّ عُنْصُرَ الفُرْقَةِ المذموم في الاختلاف هو البغي !! فإذا وجد الإخلاص والصدق ، وخلا القلب عن البغضاء والحسد والظلم وحب الرياسة وإظهار التفوق والسيادة وحب قهر الغير ، وكان القلب وضمير المرء مهموماً بخدمة الدين وإعلاء الحق والشفقة على المسلمين وإنصاف المظلومين وما إلى ذلك من العناصر المضادة للبغي كان الاختلاف جائزاً بشرط أن لا يخرج عن إطار الشرع واللغة والضوابط المعروفة عند أهل العلم ، وإلا كان محرماً مؤدياً إلى محرم أكبر ألا وهو التفرّق والشحناء والانقسام إلى شيع وأحزاب { وإنَّ هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون ، فتقطعوا أمرهم بينهم زبراً كل حزب بما لديهم فرحون ، فذرهم في غمرتهم حتى حين } المؤمنون : 54 .


      ومتى تبين للمسلمين بالعلم أو بالقرائن أنَّ دافع المخالف اتباع الهوى أو الترخص لشهوة النفس أو الطمع في أمر دنيوي يضاد المقصد الأسمى الذي هو رضى الله تعالى ، أو يضاد مبدأ خدمة الدين وحراسته وصيانته ، أو أنَّ المخالف بعيد عن حب الأُلْفَة والرحمة والمحبة لعباد الله والاجتماع على طاعته ورضاه كان خلافه مذموماً وكان صاحبه خاسراً لا يجوز لإنسان أن يوافقه أو يؤيده أو يسير معه أو يناصره .


      وقد يختلف اثنان فيكون كل منهما مخطىء مــــوزور ، قـــال الله تعالى : { ذلك بأنَّ الله نزَّل الكتاب بالحق وإنَّ الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيـــد } البقرة : 176 وقال تعالى : { وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكــــون } التوبة : 30 .


      فهذه الآيات واضحة في أنَّ هاتين الفرقتين اختلفتا وأنَّ كلاً منهما على ضلال وكفر .


      وقد يختلف اثنان فيكون أحدهما مصيباً على هدى والآخر مخطئاً على ضلالة ، قال الله تعالى : { ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعدما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر } البقرة : 253.


      وقد يختلف اثنان فيكون كل منهما على صواب وهدى كما تقدّم من بعض الأدلة التي سقناها والتي منها إقرار النبي صلى الله عليه وآله وسلم للمختلفين في صلاة العصر في الطريق إلى بني قريظة وفي القراءة عندما قال عليه الصلاة والسلام : (( كلاكما محسن )) .


      ما هو المطلوب الواجب عند وجود الخلاف في الرأي والتنازع :


      قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً } النساء : 59 .


      معنى { أولي الأمر } في الآية هم العلماء الفقهاء ، قال القرطــبي في تفسيره (5/259) :


      (( قال جابر بن عبدالله ومجاهد { أولو الأمر } أهل القرآن والعلم وهو اختيار مالك رحمه الله ، ونحوه قول الضحاك قال : يعني الفقهاء والعلمـاء في الديــن )) . وقال بعد ذلك أيضاً :


      (( أمر الله تعالى بردِّ المتنازَع فيه إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وليس لغير العلماء معرفة كيفية الرد إلى الكتاب والسنة ، ويدل هذا على صحة كون سؤال العلماء واجباً وامتثال فتواهم لازماً )) .


      فلذا يجب شرعاً على من رأى خلافاً أن لا يعتزل الأمر وأن لا يبعد عنه ، بل يجب عليه أن يعرف قول كل من الـمُخْتَلِفَينِ وأن يجتهد في معرفة الحق حتى يقوله ويبدي رأيه فيه ويقوم بالإصلاح إن كان مطلوباً شرعاً ، فإن كان الحق مع أحد المختلفين وجب أن يناصره ويقف معه ، وإذا كان الحق ليس معهما فيجب عليه أن يبين لهما الحق بأي وسيلة يراها ناجحة وصواباً ، ثمَّ إن أذعنا للحق فيجب عليه أن يصلح بينهما . والدليل على ذلك قوله تعالى { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما } ولا يتم الصلح إلا بعد فهم القضية الدائرة بينهما ومعرفة الحق فيها ، وبعد معرفة الـمُـحِقِّ من الـمُبْطِل { فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله } أنظر كيف أمر المسلمين والمؤمنين أن لا يتركوا اقتتال الفئتين الناشىء عن اختلافهم بل أمر سبحانه بمحاربة الفئة الباغية ومناصرة الـمُحِقَّة منهما والوقوف معها وإرغام الباغية على الرجوع للحق وعدم ترك هذا الأمر على الدوام إلى حين رجوع الفرقة المخطئة { فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إنَّ الله يحب المقسطين } الحجرات : 9 . أمر سبحانه بإزالة الشحناء والفرقة كما أمر بالرضوخ للحق وحمل الجميع على التحاب فيما بينهم وعلى الأُلْفَةِ إذا عادت الفئة الباغية ورضخت للحق ، وفي هذا دليل واضح على ما ذكرناه وبينَّاه .


      ولا يلزم من نصرة المحق على الباغي الاجتماع بالأبدان إذ قد يتعذَّر ذلك لبعد المسافات وتنائي الأقطار والواجب من ذلك نصرة فكرة المحق وشرحها وبيانها للناس سواء بالخطابة أو بالتأليف والتصنيف أو بغير ذلك من الوسائل التي توصل صحة الفكرة للناس جميعاً.

    • من إخراج وتحقيق الاباضي

      أبي إسماعيل أحمد بن سعيد النشاشبي


      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله كثير من الناس ييأسون من توحيد الأمة استنادا لآية سورة هود عليه السلام يقول الله تعالى : { ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة و لا يزالون مختلفين إلا من رحم ولذلك خلقهم } وأكثر منهم يزكون أنفسهم ويرون أنهم أهلا للجنة استنادا لحديث افتراق الأمة والفرقة الناجية
      فإليك أخي الكريم روايات مختلفة من كتب الحديث المختلفة لحديث افتراق الأمة وبعض التعليقات عليها وعلى الآية الكريمة حتى يتضح لك الأمر ويزول اللبس .
      اخترت حذف الأسانيد والتعليق العام على السند والمتن روما للاختصار ومن أراد الاستفادة أكثر فما عليه إلا الرجوع إلى أمهات كتب الحديث وشروحها .
      رواية معاوية بن أبي سفيان :
      أبو عامر عبد الله بن لحيى قال : حججنا مع معاوية بن أبي سفيان فلما قدمنا مكة قام حين صلى صلاة الظهر فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة يعني الأهواء كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة وإنه سيخرج في أمتي أقوام تجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب لصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله والله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم لغيركم من الناس أحرى أن لا يقوم به .

      الرواية الثانية
      أبو عامر عبد الله بن لحي الهوزني
      عن معاوية بن أبي سفيان ... : ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا فقال ألا إن من كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة وأن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة قال عبد الله الحراز قبيلة من أهل اليمن .

      رواية عوف بن مالك :
      عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن عوف بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ثم ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة أعظمها فرقة قوم يقيسون الأمور برأيهم فيحرمون الحلال ويحللون الحرام هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
      وهذا الحديث حدث به نعيم بن حماد ولم يتابع عليه .
      الرواية الثانية
      راشد بن سعد عن عوف بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة والذي نفس محمد بيده لتفرقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار قيل يا رسول الله من هم قال الجماعة .
      هذا إسناد فيه مقال راشد بن سعد قال فيه أبو حاتم : صدوق وعباد بن يوسف لم يخرج له أحد سوى ابن ماجة وليس له عنده سوى هذا الحديث قال ابن عدي روى أحاديث تفرد بها وذكره ابن حبان في الثقات وباقي رجال الإسناد ثقات وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه أبو داود في سننه والترمذي في الجامع وقال حسن صحيح .

      رواية علي بن أبي طالب :
      أبو الصهباء البكري قال: سمعت علي بن أبي طالب وقد دعا رأس الجالوت وأسقف النصارى فقال: إني سائلكم عن أمر وأنا أعلم به منكما فلا تكتماني يا رأس الجالوت أنشدتك الله الذي أنزل التوراة على موسى وأطعمكم المن والسلوى وضرب لكم في البحر طريقا وأخرج لكم من الحجر اثنتي عشرة عينا لكل سبط من بني إسرائيل عين إلا ما أخبرتني على كم افترقت بنو إسرائيل بعد موسى فقال له : ولا فرقة واحدة فقال له على ثلاث مرار: كذبت والله الذي لا إله إلا هو لقد افترقت على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة ثم دعا الأسقف فقال: أنشدك الله الذي أنزل الإنجيل على عيسى وجعل على رحله البركة وأراكم العبرة فأبرأ الأكمه وأحيا الموتى وصنع لكم من الطين طيورا وأنبأكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم فقال: دون هذا أصدقك يا أمير المؤمنين فقال: على كم افترقت النصارى بعد عيسى من فرقة فقال: لا والله ولا فرقة فقال ثلاث مرار: كذبت والله الذي لا إله إلا هو لقد افترقت على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة فأما أنت يا زفر فإن الله يقول ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) فهي التي تنجو وأما أنت يا نصراني فإن الله يقولمنهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون) فهي التي تنجو وأما نحن فيقول: (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) وهي التي تنحو من هذه الأمة .

      الرواية الثانية :
      أبو عمر قال: قال علي يا أبو عمر أتدري على كم افترقت اليهود قال: قلت الله ورسوله أعلم فقال: افترقت على إحدى وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة وهي الناجية والنصارى على اثنتين وسبعين فرقه كلها في الهاوية إلا واحدة هي الناجية يا أبا عمر: أتدري على كم تفترق هذه الأمة قلت: الله ورسوله أعلم قال: تفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة وهي الناجية ثم قال علي: أتدري كم تفترق فيَّ قلت وإنه يفترق فيك يا أمير المؤمنين قال نعم: اثنتا عشرة فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة في الناجية وهي تلك الواحدة يعني الفرقة التي هي من الثلاث والسبعين وأنت منهم يا أبا عمر .

      رواية عبد الله بن عمر:
      عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيأتي على أمتي ما أتى على بني إسرائيل مثلا بمثل حذو النعل بالنعل وإنهم تفرقوا على اثنتين وسبعين ملة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا واحدة قالوا يا رسول الله : وما تملك الواحدة قال: هو ما أنا عليه اليوم وأصحابي .

      رواية سعد بن أبي وقاص :
      بنت سعد عن أبيها سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افترقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين ملة ولن تذهب الليالي ولا الأيام حتى تفترق أمتي على مثلها أو قال عن مثل ذلك وكل فرقة منها في النار إلا واحدة وهي الجماعة .

      رواية ابن عباس :
      ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلهن إلى النار ما خلا واحدة ناجية وكلهم يدعي تلك الواحدة .

      رواية ابن مسعود :
      سويد بن غفلة عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افترق من كان قبلكم على اثنتين وسبعين فرقة نجا منها ثلاث وهلك سائرها.
      إسناده ضعيف جدا فيه عقيل الجعدي فإنه ضعيف جدا كما يفيده قول البخاري فيه منكر الحديث والحديث أخرجه الطبراني في الصغير والكبير والحاكم وصححه ورده الذهبي بالجعدي لكن للحديث في كبير الطبراني إسناد آخر عن ابن مسعود خير من هذا.

      الرواية الثانية
      قاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن بني إسرائيل افترقت على اثنتين وسبعين فرقة لم ينج منها إلا ثلاث .
      إسناده ضعيف رجاله ثقات على ضعف في هشام بن عمار والوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية ولم يصرح بالتحديث شيخه بكير والحديث أخرجه الطبراني في الكبير.

      الرواية الثالثة
      سويد بن غفلة عن ابن مسعود قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا ابن مسعود قلت: لبيك يا رسول الله قال: أتدري أي الناس أعلم قال قلت: الله ورسوله أعلم قال: فإن أعلم الناس أبصرهم بالحق إذا اختلف الناس وإن كان مقصرا في العمل واختلف من كان قبلي على اثنتين وسبعين فرقة نجا منها ثلاثة وهلك سائرها فرقة آذت الملوك وقاتلوهم على دينهم ودين عيسى وأخذوهم فقطعوهم بالمناشير وفرقة لم تكن لهم طاقة بموازاة الملوك ولا بأن يقيموا بين ظهرانيهم ويدعونهم إلى دين الله ودين عيسى بن مريم فساحوا في البلاد وترهبوا وهم الذين قال الله فيهم : (ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا رضوان الله فما رعوها حق رعايتها إلى قوله... فاسقون) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من آمن بي وصدقني واتبعني فقد رعاها حق رعايتها ومن لا يتبعني فأولئك هم الهالكون .

      رواية أنس بن مالك :
      عن يزيد الرقاشي سمع أنس بن مالك قال : قال رسول الله إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة وإن أمتي ستفترق على اثنين وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة قال فقيل: يا رسول الله وما هذه الواحدة قال فقبض يده وقال الجماعة .

      الرواية الثانية
      عن قتادة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أمتي ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة .

      رواية أبي هريرة :
      أبو سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ثم افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة قال أبوسليمان الخطابي رحمه الله فيما بلغني عنه قوله ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة فيه دلالة على أن هذه الفرق خارجين من الدين إذ النبي صلى الله عليه وسلم جعلهم كلهم من أمته .
      الرواية الثانية
      أبو سلمة أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين .

      الرواية الثالثة
      أبو سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة أو اثنتين وسبعين فرقة والنصارى على مثل ذلك وتفترق هذه الأمة على ثلاثة وسبعين فرقة .

      رواية أبي أمامة :
      أبو أمامة قال له رجل: أرأيت قول الله تعالى: ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه) من هؤلاء قال هم الخوارج ثم قال:عليك بالسواد الأعظم قلت قد تعلم ما فيهم فقال عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم وأطيعوا تهتدوا ثم قال: إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار وإن هذه الأمة تزيد عليها فرقة وهي في الجنة فذلك قول الله يوم تبيض وجوه وتسود وجوه تلى إلى قوله هم فيها خالدون فقلت من هم فقال الخوارج فقلت أسمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

      الرواية الثانية
      عن أبي غالب أن أبا أمامة أخبره أن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة وهذه الأمة تزيد عليها واحدة كلها في النار إلا الأعظم وهي الجماعة قلت قد تعلم ما الأعظم وذلك في خلافة عبد الملك بن مروان فقال أما والله إني لكاره لأعمالهم ولكن عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم والسمع والطاعة خير من الفجور والمعصية .

      تعليق على الأحاديث السابقة :
      في رواية معاوية ذكر افتراق أهل الكتابين إلى اثنين وسبعين ملة وافتراق أمة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ثلاث وسبعين ملة كلها في النار إلا واحدة وأشير إلى الفئة الناجية من فرق الأهواء بالجماعة وفي الحديث بيان خروج أقوام تجاري بهم الأهواء وتحريض العرب بالقيام بالدين .
      وفي الرواية الثانية ذكر افتراق أهل الكتاب إلى ثنتين وسبعين ملة وافتراق أمة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وأشير إلى الفرقة الناجية أنها قبيلة في اليمن .
      وفي رواية عوف بن مالك ذكر افتراق أمة الرسول صلى الله عليه وسلم على بضع وسبعين شعبة أعظمها فرقة يقيسون الأمور برأيهم ولم يذكر الناجية من غيرها
      وفي الرواية الثانية ذكر افتراق اليهود والنصارى إلى فرق كلها هالكة ونجاة فرقة واحدة من اليهود وأخرى من النصارى ثم ذكر افتراق أمة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى فرق هالكة وأشير إلى الناجية بالجماعة .
      وفي رواية علي بن أبي طالب ذكر فيها افتراق اليهود والنصارى إلى فرق هالكة ونجاة فرقة واحدة من كلا الملتين مع بيان وصفيهما ولم يذكر افتراق أمة الرسول صلى الله عليه وسلم وإنما ذكر صفة الفرقة الناجية من هذه الأمة .
      وفي الرواية الثانية عنه ذكر افتراق الملتين إلى فرق ونجاة فرقة واحدة من كليهما وذكر افتراق أمة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى فرق ونجاة واحدة منها وأشير إلى اختلاف الفرق في شأن علي إلى اثنا عشر فرقة هالكة إلا فرقة واحدة من الناجية والراوي منها كما بشره علي وفي رواية عبد الله بن عمرو ذكر بأن أمة الرسول صلى الله عليه وسلم سيأتي عليها الافتراق إلى فرق هالكة مثل ما أتى على بني إسرائيل والناجية من ثلاث وسبعين فرقة هي ما كانت على نهج الرسول والصحابة .
      وفي رواية سعد بن أبي وقاص ذكر افتراق بني إسرائيل إلى إحدى وسبعين مرة وافتراق أمة الرسول صلى الله عليه وسلم مثله كلها إلى النار إلا واحدة وهي الجماعة
      وفي رواية عبد الله بن عباس ذكر افتراق أمة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى فرق هالكة إلا واحدة ناجية وكلهم يدعيها .
      وفي رواية عبد الله بن مسعود ذكر فيها افتراق من قبلنا إلى فرق هالكة ونجاة ثلاث منها .
      وفي الرواية الثانية بين فيها من قبلنا بأنهم بني إسرائيل والحكم واحد
      وفي الرواية الثالثة ذكر فيها الاختلاف من قبلُ إلى اثنين وسبعين فرقة هالكة ونجاة ثلاثة منها ويظهر أن المفترقين نصارى على حسب ذكر عيسى ولم يذكر فيها افتراق أمة الرسول صلى الله عليه وسلم وإنما ذكر صفات الفرقة الناجية .
      وفي رواية أنس بن مالك ذكر فيها افتراق بني إسرائيل إلى فرق بدون ذكر الهلاك والنجاة وذكر افتراق أمة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اثنين وسبعين فرقة هالكة إلا واحدة وبين أنها الجماعة
      وفي الرواية الثانية ذكر افتراق أمة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ثلاث وسبعين فرقة هالكة إلا واحدة وهي الجماعة .
      في رواية أبي هريرة ذكر افتراق اليهود والنصارى كما مر وذكر افتراق أمة الرسول صلى الله عليه وسلم والعدد بين السبعين و ثلاث وسبعين وبين الخطابي بأن الفرق خارجة من الدين لأنها من أمة الرسول صلى الله عليه وسلم
      وفي الرواية الثانية ذكر افتراق اليهود وافتراق أمة الرسول صلى الله عليه وسلم دون ذكر الهالكة والناجية .
      وفي الرواية الثالثة ذكر افتراق اليهود والنصارى وافتراق أمة الرسول صلى الله عليه وسلم دون ذكر الهالكة والناجية .
      في رواية أبي أمامة ذكر فيها بأن الخوارج هم المعنيون بقوله تعالى :{ يتبعون ما تشابه منه الآية } وأن أمة الرسول صلى الله عليه وسلم تزيد فرقة واحدة على فرق بني إسرائيل وهي في الجنة وذكر فيه بأن الخوارج هم المعنيون بقوله تعالى : { وتسود وجوه الآية }
      وفي الرواية الثانية ذكر فيها افتراق بني إسرائيل وزيادة أمة الرسول صلى الله عليه وسلم عليها فرقة واحدة كلها في النار إلا الأعظم وبين بأنه الجماعة وذلك في خلافة عبد الملك بن مروان .
      هذه هي بعض التعاليق في بعض روايات حديث الفرقة الناجية المختلف في المتن اختلافا كثيرا فمرة يذكر في المتن الافتراق والفرق الهالكة في الأمم السابقة وأمتنا وتسمى الفرقة الناجية كالجماعة مثلا ومرة يذكر الافتراق والهلاك دون تسمية الفرقة الناجية ومرة يذكر الافتراق والهلاك في الأمم السابقة فقط ومرة يذكر في أمتنا فقط ومرة يذكر أوصاف الفرقة الناجية في أمتنا دون ذكر الافتراق والفرق الهالكة وهناك حديث أورده الشيخ أبو يعقوب الورجلاني في الدليل والبرهان عن أبي هريرة خلاصته أن الفرق الثلاث والسبعين كلها ناجية والواحدة منها هالكة أقول: النجاة دائما لمن اتقى والهلاك دائما لمن عصى ولم يتب .

      وخلاصة القول :
      الأحاديث كلها من قبيل أحاديث الآحاد لا يثبت بها شيء في الاعتقاد كما هو مقرر عندنا ولا يصح تفسير الفرقة الناجية ببعض المذاهب والهالكة بأخرى لأن النجاة لا تقتصر على حسن الطريقة فقط والحديث على فرض صحته يدل على افتراق أمة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أمة دعوة وأمة إجابة ويقع التنافس في النجاة لمن ينتمي إلى أمة الإجابة لأنهم قلة وأما أمة الدعوة فهم كثرة وقد يصيبهم الهلاك إذا لم يسلموا ويذعنوا والإشارة إلى افتراق أمة الرسول صلى الله عليه وسلم بما فيها لا افتراق المسلمين وكثير من أحاديث الباب في أسانيدها رجال تُكلم فيهم بما يحط من قيمة الحديث للعلم فإن رواية ابن عباس وردت في مسند الربيع بن حبيب ورواتها كلهم عدول ويفسر الحديث بما قدمنا وقول الراوي كلهم يدعي أنها تلك الواحدة يرجع إلى المسلمين من أمة الإجابة لأنه لا معنى لادعاء الهالكين أو أهل النار لذلك .
      والأحاديث التي ذكرت الافتراق في أمة الرسول صلى الله عليه وسلم والهلاك والنجاة نأخذ من مجملها بأن الافتراق موجود لأنه ناتج عن الاختلاف المذكور في القرآن والاختلاف منه المحمود ومنه المذموم ، والهلاك موجود كذلك كما هو مقرر في القرآن لكل من خالف أوامر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عموما ولا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى .
      وختاما أستغفر الله من كل سهو وخطإ ونسيان .

      خلاصة ما قاله صاحب كشف الخفاء عن أحاديث الافتراق :
      افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة إحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فواحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار رواه ابن أبي الدنيا عن عوف بن مالك ورواه أبو داود والترمذي والحاكم وابن حبان وصححوه عن أبي هريرة بلفظ افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة والنصارى كذلك وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة قالوا من هي يا رسول الله قال ما أنا عليه وأصحابي ورواه الشعراني في الميزان من حديث ابن النجار وصححه الحاكم بلفظ غريب وهو ستفترق أمتي على نيف وسبعين فرقة كلها في الجنة إلا واحدة وفي رواية ثم الديلمي الهالك منها واحدة قال العلماء هي الزنادقة انتهى وفي هامش الميزان المذكور عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة كلها في الجنة إلا واحدة وهي الزنادقة قال وفي رواية عنه أيضا تفترق هذه الأمة على بضع وسبعين فرقة إني أعلم أهداها الجماعة انتهى ثم رأيت ما في هامش الميزان مذكورا في تخريج أحاديث مسند الفردوس للحافظ ابن حجر ولفظه تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة كلها في الجنة إلا واحدة وهي الزنادقة أسنده عن أنس قال وأخرجه أبو يعلى من وجه آخر عن أنس بلفظ أهداها فرقة الجماعة انتهى فلينظر مع المشهور ولعل وجه التوفيق أن المراد بأهل الجنة في الرواية الثانية ولو مآلا فتأمل وفي الباب عن معاوية وأبي الدرداء وابن عمرو وابن عباس وسعد بن أبي وقاص وابن عمر ووائلة وأبي أمامة ورواه الترمذي عن ابن عمر بلفظ ستفترق أمتي ثلاثا وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قيل ومن هم قال الذين هم على ما أنا عليه وأصحابي ورواه ابن الجوزي في كتاب تلبيس إبليس بسنده إلى أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة أو اثنتين وسبعين فرقة والنصارى مثل ذلك وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة قال الترمذي حديث حسن صحيح وفيه أيضا بسنده إلى عبد الله بن عمر أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى إن كان فيهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك وإن بني إسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة قالوا من هي يا رسول الله قال ما أنا عليه وأصحابي قال الترمذي حديث حسن غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه وفيه أيضا بسنده إلى أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن بني إسرائيل تفرقت إحدى وسبعين فرقة فهلكت سبعون فرقة وخلصت فرقة واحدة وإن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة يهلك إحدى وسبعون ويخلص فرقة قالوا يا رسول الله ما تلك الفرقة قال فرقة الجماعة وقال فيه أيضا فإن قيل وهل هذه الفرقة معروفة فالجواب إنا نعرف الافتراق وأصول الفرق وأن كان كل طائفة من الفرق انقسمت إلى فرق وان لم نحط بأسماء تلك الفرق ومذاهبها قال وقد ظهر لنا من أصول الفرق الحرورية والقدرية والجهمية والمرجئة والرافضة والجبرية وقد قال بعض أهل العلم أصل الفرق هذه الست وقد انقسمت كل فرقة منها اثنتي عشرة فرقة فصارت اثنتين وسبعين فرقة انتهى ثم فصلها وعرف كل فرقة منها فيه وقد ذكرنا ذلك جميعه مع كلام الموافق وشرحه والملل والنحل مبسوطا في رحلتنا المسماة بالبسط التام في الرحلة إلى بعض بلاد الشام فراجعها .

      خلاصة ما قاله المفسر القرطبي في تفسيره عن أحاديث الافتراق : روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة أو اثنتين وسبعين فرقة والنصارى مثل ذلك وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة قال الترمذي هذا حديث صحيح وأخرجه أيضا عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى اله عليه وسلم ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى لو كان منهم من يأتي أمه علانية لكان من أمتي من يصنع ذلك وإن بني إسرائيل تفرقت اثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة قالوا من هي يا رسول الله قال ما أنا عليه وأصحابى أخرجه من حديث عبد الله بن زياد الأفريقي عن عبد الله بن يزيد عن ابن عمر وقال هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه قال أبو عمر وعبد الله الأفريقي ثقة وثقه قوم وأثنوا عليه وضعفه آخرون وأخرجه أبو داود في سننه من حديث معاوية بن أبي سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنين وسبعين ملة وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة وإنه سيخرج من أمتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله


    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



      سأعلق على ما ذكرته من الاستاذ الشيخ السقاف (( السخاف )) وعجبي ان الاباضية يستدلون بالسقاف وكذا الشيعة وترى هل علموا من هو السقاف وكذبه ونقولاته المدلسة من كتب العلماء ... وانه يسب الصحابة وهذا لا يطعن فيه من قبل تلك الفرق كما نعلم لانه سائرون على نفس المنهاج !!!

      ولا اسلم للسقاف هذا المدلس في طعنه لرجال الحديث وتضعيفهم قبل الرجوع لكتب الرجال والتراجم


      ولكن ابدأ بأذن الله بآخر مقال وهو للاباضي

      ..


      من إخراج وتحقيق الاباضي

      أبي إسماعيل أحمد بن سعيد النشاشبي




      وأقول لك هل تناسيت ان حديث الافتراق ذكر في مسندكم الذي تزعمون انه اصح الكتب بعد كتاب الله !!



      جاء في مسند [FONT=arial, verdana, helvetica][B][FONT=arial, verdana, helvetica][B]الإمام الربيع بن حبيب الفراهيدي[/FONT][/B][/FONT][/B]


      [B][B][FONT=arial, verdana, helvetica]الباب السادس :
      [/FONT]
      [/B][/B]


      [FONT=arial, verdana, helvetica] أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ستتفرق أمتي عل ثلاث وسبعين فرقة كلهن في النار خلا واحدة ناجية وكلهم يدعي تلك الواحدة )) .


      [/FONT]


      [FONT=arial, verdana, helvetica]بانتظار رد أبي اسماعيل الاباضي

      ومقالة السقاف سنرد عليه ان شاء الله


      [/FONT]

      [FONT=arial, verdana, helvetica][/FONT]
    • سلطانه كتب:


      ولكن ابدأ بأذن الله بآخر مقال وهو للاباضي


      ..


      وأقول لك هل تناسيت ان حديث الافتراق ذكر في مسندكم الذي تزعمون انه اصح الكتب بعد كتاب الله !!



      جاء في مسند [FONT=arial, verdana, helvetica][B][FONT=arial, verdana, helvetica][B]الإمام الربيع بن حبيب الفراهيدي[/FONT][/B][/FONT][/B]



      [B][B][FONT=arial, verdana, helvetica]الباب السادس : [/FONT][/B][/B]


      [FONT=arial, verdana, helvetica]أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ستتفرق أمتي عل ثلاث وسبعين فرقة كلهن في النار خلا واحدة ناجية وكلهم يدعي تلك الواحدة )) .[/FONT]



      [FONT=arial, verdana, helvetica]بانتظار رد أبي اسماعيل الاباضي [/FONT]


      [FONT=arial, verdana, helvetica]ومقالة السقاف سنرد عليه ان شاء الله [/FONT]





      الأخت سلطانة

      بارك الله فيك في ذودك عن سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي طالما إمتدت لها أيدي العابثين فردوها من غير دليل ولا برهان ، والله المستعان .

      ومما يضحك الثكلى أنهم يردون بعض الأمور التي توجد عندهم ، ومنها حديث الإفتراق هذا !!!

      ولزيادة التأكيد على وجود هذا الحديث في مسند الربيع بن حبيب ، أقول رقم الحديث في المسند ( 41 ) .

      الأخ أبو عزان

      أقسمت عليك بالله هل أنت مقتنع بما نقلته من كلام السقاف وراجعته ، قبل أن ترد سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم

      إن كان جوابك بنعم ، فماذا تقول عن حديث الإفتراق الموجود في مسند الربيع بن حبيب

      وإن كان جوابك بلا ، فأقول : الله الله في سنة الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، لا تردوها من غيرما دليل ولا برهان

      نسأل الله أن يهدينا وإياكم طريق الحق والإستقامة

      **
      *
    • - رُوِيَ هذا الحديث عن أبي هريرة مرفوعاً وفي إسناده محمد بن عمرو بن علقمة وهو ضعيف . قال يحيى بن سعيد ومالك : (( ليس هو ممن تريد )) وقال ابن حبـــــان: (( يخطىء )) وقال ابن معين (( ما زال الناس يتقون حديثه )) . وقال ابـــن سعـــــــد (( يُسْتَضْعَف )) .

      أخرج الترمذي (2640) وأبو داود (4596) وابن ماجه (3991) كل منهم في السنن له، وأحمد في المستدرك (2\332) وابن أبي عاصم (1\33) وابن نصر (58) كل منهما في السنة له، وأبو يعلى (5910، 5978، 6117) وابن حبان في الصحيح (6247، 6731) والآجري في الشريعة (21، 22) والحاكم في المستدرك على شرط مسلم (1\128) وابن بطة في الإبانة (273) والبيهقي في السنن الكبرى (10\208) والاعتقاد (ص307) وعبد القاهر في الفرق (ص5) وابن الجوزي في التلبيس (18) من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة (حسن الحديث)، عن أبي سلمة (ثقة) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم :

      [FONT=&quot]تَفَرَّقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ أَوْ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً. وَالنَّصَارَى مِثْلَ ذَلِكَ. وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَة[/FONT]






      صحّحه الترمذي و ابن حبان (14\140) و الحاكم و الذهبي والمنذري، و الشاطبي في الاعتصام (2\189) و السيوطي في الجامع الصغير (2\20)، وجوّده الزين العراقي في تخريج أحاديث الإحياء





      [FONT=&quot]أقوال العلماء في محمد بن عمرو بن علقمة[/FONT]:

      * [FONT=&quot]الإمام ابن المبارك: قال: لم يكن به بأس[/FONT].

      * [FONT=&quot]الإمام أحمد بن حنبل: قال ابنه عبد الله: سألته عن سهيل بن أبي صالح ومحمد بن عمرو بن علقمة أيهما أحب إليك؟ فقال: ما أقربهما! ثم قال: سهيل [/FONT]–[FONT=&quot]يعني أحب إلي-. وسهيل هذا أقل ما يقال عنه إنه حسن الحديث[/FONT].

      * [FONT=&quot]يحيى بن سعيد القطان : قال ابن المديني: قلت ليحيى: محمد بن عمرو كيف هو؟ قال: تريد العفو أو تشدد؟ قلت: بل أشدد، قال: ليس هو ممن تريد... وسألت مالكاً عن محمد بن عمرو فقال فيه نحواً مما قلت لك. اهـ[/FONT].

      [FONT=&quot]وهذا القول من الإمام يحيى يدل على أن محمد بن عمرو ليس هو ممن يذكر في الدرجة العليا من الحفظ والذين يقتصر عليهم عند التشدد، أما في حال الاعتدال فلا يدلنا على رأيه فيه إلا كلامه هو. فقد قال: وأما محمد بن عمرو فرجل صالح ليس بأحفظ الناس للحديث[/FONT].

      [FONT=&quot]وسئل عن سهيل بن أبي صالح ومحمد بن عمرو بن علقمة فقال: محمد بن عمرو أعلى منه .
      وقال ابن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: محمد بن عمرو أحب إلي من ابن حرملة[/FONT].


      [FONT=&quot]يحيى بن معين قال ابن أبي خيثمة: سئل يحيى بن معين عن محمد بن عمرو، فقال: ما زال الناس يتقون حديثه، قيل له: وما علة ذلك؟ قال: كان يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء من رأيه ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة[/FONT].

      [FONT=&quot]وهذا مفاده أن مأخذ الإمام ابن معين على محمد بن عمرو يتناول جزئية تتعلق ببعض رواياته لفتاوى أبي سلمة ونسبتها خطأ إلى أبي هريرة رضي الله عنه، وقبل أن يتهمنا أحد بالتعنت ولي أعناق النصوص، ليجبنا عن قول ابن معين في محمد بن عمرو: ثقة، كما رواه عنه كل من ابن طهمان وابن محرز وابن أبي مريم وابن أبي خيثمة؟[/FONT][FONT=&quot]وقد قدمه على ابن إسحاق أيضاً كما رواه الكوسج عنه، وابن إسحاق (صاحب السّيَر) حسن الحديث كما مر[/FONT].

      [FONT=&quot]وقال عبد الله بن أحمد عنه: سهيل والعلاء وابن عقيل حديثهم ليس بحجة ومحمد بن عمرو فوقهم[/FONT].



      [FONT=&quot] وقال الشوكاني استشهد به مسلم، ووثقه ابن معين، محمد بن يحي الذهلي، والنسائي [/FONT]


      [FONT=&quot]و قال أبو أحمد بن عدى : له حديث صالح ، و قد حدث عنه جماعة من الثقات كل واحد منهم ينفرد عنه بنسخة ، و يغرب بعضهم على بعض ، و يروى عنه مالك غير حديث فى الموطأ وارجوا انه لا باس به


      بعض المصادر في الرجال من الموسوعة الشاملة

      يتبع .. ان شاء الله
      [/FONT]



    • ضيف أو مقيم كتب:


      الأخ أبو عزان


      أقسمت عليك بالله هل أنت مقتنع بما نقلته من كلام السقاف وراجعته ، قبل أن ترد سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم


      إن كان جوابك بنعم ، فماذا تقول عن حديث الإفتراق الموجود في مسند الربيع بن حبيب


      وإن كان جوابك بلا ، فأقول : الله الله في سنة الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، لا تردوها من غيرما دليل ولا برهان


      نسأل الله أن يهدينا وإياكم طريق الحق والإستقامة


      **

      *





      الاخ ضيف أو مقيم
      اقراء النص الذي تحث عن الاحاديث الافترق عند الاباضية
      أبي إسماعيل أحمد بن سعيد النشاشبي
      وتعرف ماذا يقولوا الاباضية


    • أبو عزان83 كتب:

      الاخ ضيف أو مقيم

      اقراء النص الذي تحث عن الاحاديث الافترق عند الاباضية
      أبي إسماعيل أحمد بن سعيد النشاشبي
      وتعرف ماذا يقولوا الاباضية




      الأخ عزان 83

      إطلعت على مقال الشيباني فرأيته زاد الطين بلة !!

      وخلاصة الذي فهمته من كلامه أن الأحاديث الموجودة عند أهل السنة متكلم فيها !!! وأما حديث الربيع بن حبيب هو الصحيح !!! ثم إنه ذكر كلاماً على فرض صحة الأحاديث !!

      والحمد لله أن الحديث موجود في مسند الربيع وإلا لردوه من غير أن ينظروا في سنده ورواته !!

      ولكن المضحك والمبكي في نفس الوقت أنه حكم بحديث الربيع بأنه صحيح ولكنه لا يفيدة عقيدة لأنه آحاد

      فأقول سبحان الله !!

      حديث صحيح وتعلمون أن رجاله عدول ثقات أمناء رووه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم و لا تأخذون به لزعمكم أنها آحاد !!!

      ولا أدري أهي منهم آحاد أم هي دفن لأحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم !!

      ولا أدري هل يوجد عندكم أحاديث متواترة في العقيدة أم لا !! إن وجد فيا حبذا تذكر لي بعضها !!!

      **
      *
    • بمجرد استخدامك منهج اباضيه انت اذن شجعت الافتراق
      لماذا لا تقول ان رسول الله صلي الله عليه و سلم قال و كفي
      و يكون حينها ما قلت اجل و اكثر من الاعتماد علي اراء و و جهات نظر
      كذلك يا ابن الاسلام العظيم انت تضعف بل و ترد حتى انك تكاد تنكر ما رجحة كبراء العلماء و المحدثين
      و الله المستعان