الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
ورد إليّ سؤالان الأول يقول السائل فيه : توصل العلماء مؤخرا إلى أنه بإمكان الرجل أن يحمل جنينا في أمعائه وفي الكلية ، ثم تتم الولادة بعملية قيصرية ، فما مدى تعارض هذه الحقيقة العلمية مع عقيدة المسلم السوال الاول-وما حكم الأطفال الذين يولدون بهذه الطريقة ؟
الجواب : قبل كل شيء هذه نظرية والنظرية شيء والواقع شيء آخر وعلى الإنسان أن لا يسابق الزمن في الحكم على الشيء ، فهذه حالة غير طبيعية طبعاً والحالة الطبيعية حالة معروفة أراد الله سبحانه وتعالى للرجل أن يكون رجلاً ، وأراد الله تعالى للمرأة أن تكون امرأة كل منها له خصائصه التكوينية وخصائصه التشريعية أيضا ولعل الذين قالوا بهذه الإمكانية بلغت بهم شطحات الدعوة إلى مساواة المرأة بالرجل إلى هذا القول بأن إمكانية الرجل أن يحمل كل ماً بلغت بهم شطحات الدعوة إلى المساواة مابين الرجل والمرأة في الأحكام التشريعية إلى ذلك وهم في كلا الحالين في دعواهم المساواة في الأحكام التشريعية وفي دعواهم المساواة في الطبيعة يعارضون حكم الله عز وجل ويعاكسون الفطرة الإنسانية التى فطر الله تعالى عليها الناس فالله خلق الرجل ليكون ذكراً وخلق المرأة لتكون أنثى لأن كل واحد من الذكر والأنثى مخصص له وظائف معينة من حيث التكوين ومن حيث التشريع فلا يمكن أن ينسلخ الرجل من خصائص الذكورة أو تنسلخ المرأة من خصائص الأنوثة أما ما حدث أخيرا مما سمي بالجنس الثالث فما هو إلا تمرد على الفطرة ومبالغة في مكابرة أمر الله سبحانه وتعالى وأنا لا أشك أن مثل هذا لو حاول الناس أن يكون . فان منتهاه الفشل كل شيء لا يكون على الطبيعة فمنتهاه الفشل من أين للكلية أو للامعاء المغذيات التى في الرحم التى تغذي الجنين الله سبحانه وتعالى جعل للجنين تغذية خاصة ، لو سلمنا لأن يمكن أن يكون لقاح ثم يكون لقاحاً بين أي شيء وأي شيء آخر هل هناك بييضة في هذا الرجل حتى يتم اللقاح ما بينهما ومابين الحيوان المنوي من الماء الدافق الذي يسيل من الرجل الآخر عند العملية الجنسية من أين يؤتي بهذه البييضة ، فهذا عمل مهما كان هو عمل معاكس للفطرة وأنا لا اشك وإن كنت لا أريد أن أسابق الزمن في الحكم على الأحداث ولكنني لا أشك أن هذه العملية فاشله ، كما أنني أيضا أرى أن الطفل الذي يولد بهذه الطريقة طفل غير شرعي ، نعم يمكن أن يولد إنسان يبدو أول ما يبدوا بأنه ذكر أو يبدو أول ما يبدو أنه أنثى ، ثم تنكشف الحقيقة عن خلاف ذلك عند النمو ، وهذه من الخنوثة التى أفرد لها الفقهاء حكماً في أبواب المواريث وغيرها ، فقد تكون الخنوثة باجتماع الآليتين ، آلة الذكورة وآلة الأنوثة في الإنسان ، وقد تكون بظهور إحدى الآليتين وخفاء الآلة الأخرى بحيث تكون الآلة الظاهرة ساترة للآلة الباطنة ، حتى تتجلى أو تبرز مع الزمن ، وتحتاج مع ذلك إلى عملية قيصرية - أي عملية جراحية - وقد حدث مثل ذلك مراراً ، وقد سجل الأطباء كثيراً مثل هذه الأحداث ، وآخر ما علمت عنه ما حدث بمدينة الطائف من المملكة العربية السعودية حيث تحولت فتاة - فيما قيل - إلى شاب وليس الأمر كذلك وإنما هناك آلة خفية ما كانت منكشفة ، تبينت فيما بعد مع نمو الجسد .
السؤال الثاني : يقول السائل فيه : إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وقدر له أعماله فيقول قائل : كيف يحاسب الله تعالى هذا الإنسان بعد أن قدّر له أعماله ، وهو يعلم ما ينوي على فعله ؟
الجواب : - هذه المسألة كان ينبغي أن لا نتكلم عنها الآن حتى يأتي حديث في موضوع القضاء والقدر ، وذلك سيأتي إان شاء الله . وأريد أن أقول بأن الناس انقسموا في هذه القضيةإالى ثلاثة أقسام : إفراط وتفريط واعتدال ، فهناك من إفرط في تنـزيه الله سبحانه وتعالى بقصد التنـزيه ، ولكن كانت النتيجة بالعكس ، حاول أان ينـزه الله تعالى فانقلب إلى ضد ذلك ، وهم المعتزلة الذين قالوا بأن الإنسان ليس مقضياً عند الله وإنما يعمل الإنسان ما يعمل باختياره بنفسه من غير أن يكون الله تعالى اختار له ذلك الأمر ، ليس هناك قدر ، أراد هؤلاء أن ينـزهوا الله وتعالى عن التاثير المؤدي إلى المعصية فقد سلبوا الله تعالى الإرادة والقدرة ، والفئة الأخرى الفئة التي تسمى بالجهمية وهم أصحاب جهم بن صفوان ، الجهمية الذين قالوا إن الله سبحانه وتعالى هو الذي يفعل كل شيء ، والعبد لا يفعل شيئا أن العبد مثله عندما يأتي المعصية أو يأتي الطاعة كالخيط في الهواء تقلبه الرياح ، والإنسان يدرك بفطرته أن هناك فرقا بين الأعمال التي يختارها والأعمال التي يضطر إليها ، فشتان مابين الحركتين الاختيارية والاضطرارية ، حركة الرعشة عندما ترتعش اليد أو يرتعش العضو بدون إرادة هذه الحركة ، وحركة الإنسان وهو يريد أن يتناول شيئاً ، هذه الحركة حركة مصحوبة بإرادة هي حركة أخرى مصحوبة بإرادة ناشئة عن اختيار ، هذه حركة أخرى غير الحركة الاضطرارية فشتان مابين الحركتين ، الإنسان بعقله يدرك الفارق مابين الحركتين ، فالإنسان مختار ، الفعل الذي يفعله يفعله باختيار ، والله تعالى لا يعاقب على القدر لكن يعاقب على المقدور أي لا يعاقب على ما فعله هو بل يعاقب على مافعله العبد لأن العبد فعل ما فعله اختياراً ولم يفعل ذلك جبراً ، فالله عليم ما الذي سيختار هذا الإنسان ؟ هل سيختار الخير أو سيختار الشر ، منذ الأزل وقد جرى القلم بحسب ما علم الله سبحانه وتعالى من اختيار العبد ، وهذه الأمور التي فيها التكاليف قد يختار الإنسان بادئ ذي بدء مسئلة الحق ويستمر طويلاً ، والله علم أنه لا يموت على ذلك علم أنه سيختار آخر العمر أنه سيموت شقياً وأنه سيختار آخر عمره أن يعصي الله ، فكتب الله أنه من الأشقياء بحسب ما اختاره بنفسه ، لأن الله تعالى علم أنه سيختاره ، وكذلك قد يكون الإنسان يعمل ما يعمل من كبائر الإثم ، قد يكون مشركاً لله ملحدا ومع ذلك في علم الله أنه من السعداء لأن الله علم أنه سيختار آخر ما يختار المسلك الحق وسيسلك الصراط المستقيم ، الله لا يؤاخذ الناس على ما قدّره عليهم ولكنه يؤاخذهم على ما هو مقدور أي ما يصدر منهم .
السؤال الثالث : استغفر الله العظيم ! هذا السائل يقول لو قال ملحد من خلق الله تعالى ؛ بناء على أن لكل موجود واجداً فكيف نرد عليه ؟
الجواب : هذا الموضوع أردت أن أتكلم عنه فيما يأتي ، الله سبحانه وتعالى وجوده غير مسبوق بعدم فلو كان وجوده مسبوقا بعدم لاحتاج إلى موجد يوجده ، والموجود الذي يحتاج إلى موجد هو الموجود الذي هو جائز الوجود ، وأما الحق تعالى هو واجب الوجود لذاته ، هنالك فارق مابين جائز الوجود وواجب الوجود ، فالله تعالى هو وحده واجب الوجود لذاته فلذلك كان الله تعالى متصفا بالقدم لأنه ل يمكن أن يكون غير موجود والحديث عن ذلك أو تفصيل هذا سيأتي في المستقبل إن شاء الله .
السؤال الرابع : السائل يقول هل يجب علينا الإيمان بكل ما يذكر العلماء من أجرام وأفلاك ونجوم وبعدها وحجمها وسرعتها وحرارتها وما إلى ذلك إيماناً يقينياً ؟
الجواب : لا ؛ لا يجب ذلك إنما هذه الأشياء اكتشفوها فتحدثوا عنها وحديثهم يحتمل الصدق والكذب وإنما يترجح الصدق بالشواهد التي تدل على ذلك ، فلا يقال مع ذلك لعل وراء ذلك ما لا نفهمه فالتصديق من ناحية الاطمئنان .
السؤال الخامس : لقد قارنت بين صنـعة الإنسان وصنعة الله فما علاقة صنعة الله بالإيمان به؟
الجواب : لأنها دالة عليه ، صنعة كل شي دالة عليه فهذا المسجد كما قلت يدل على الصانع الذي صنعه فإذاً مادمنا نستدل على أن أحدا صنع المسجد ولا يقبل عقلنا أن يكون المسجد تصنّع بنفسه من غير صانع صنعه إذاً كذلك صنعة الله تعالى تدل عليه .
السؤال السادس : كثيراً ما نسمع أو نقرأ عن ولادة إنسان بلا رأس أو برأسين أو ولادة طفلين ملتصقين أو ما شابه ذلك من العجائب و السؤال ما هو حكم الإسلام في ذلك وإلى أي مدى يمكننا أن نتوصل إلى قدرة الله في خلقه ؟
الجواب : قدرة الله ظاهرة في كل شيء إنما هذا يكون أحياناً ، الاتصال هذا بتلاصق التوائم يخلق الله سبحانه وتعالى توأمين متلاصقين ليس بينهما فكاك ، وكذلك سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه ، إنسان برأسين هذا خلق ما أكتمل فيما يظهر، توأم ما اكتمل وكذلك أن يكون الطفل لا رأس له هذا طفل لم يكتمل ، لله سبحانه وتعالى في خلقه شؤون يفعل ما يشاء ويختار يخلق مايشاء ويختار ، إنما ذلك للعبرة والعظة لنعلم أن الله سبحانه وتعالى أكمل خلقنا بفضله وبمنته ، والذي يولد له مولود بكامل خلقته يشكر الله على هذه النعمة فيثاب على هذا الشكر والذي يولد له مولود بهذه الطريقة يصبر على هذا البلاء فيثاب على الصبر .
السؤال السابع : ما قولكم في الفرضية القائلة أن الأرض كانت جزء من الشمس فانفصلت عنها ؟
الجواب : هذا قول قيل به ولكن هذه نظرية ، والنظرية غير الحقيقة العلمية ، النظرية شيء والحقيقة العلمية شيء آخر ، بعض المفسرين فسروا بموجب هذه النظرية قول الله تعالى { أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما }(1) هذه نظرية ثم جاء بعدها نظرية دالاس التي تقول بأن الكون كله كان شيئا واحداً ثم انفصلت أجزاء ه فتكونت الأجرام وهذه النظرية أقرب إلى مدلول قوله تعالى { ثم استوى إلى السماء وهي دخان }(2) هذه كلها نظريات ليست حقائق يقينية ثابته فالنظرية تنسخها النظرية الأخرى أما الحقائق اليقينية الثابتة كالجاذبية التى تربط بين الأجرام الفلكية هذه لا تتحول.
السؤال الثامن : هل يجوز الإيمان قطعاً بوصول الإنسان إلى سطح القمر ؟
الجواب : هذه أشياء لا تعود إلى نصوص من الكتاب حتى نقول إن الإيمان واجب بهذا الشي ، وإنما ترد هذه الأمور إلى أهلها إلى التجارب والخبرات .
السؤال التاسع : ما معنى قوله تعالى { وليس الذكر كالأنثى })(3)
الجواب : هذا القول حكاه الله سبحانه وتعالى عن امرأة صالحة من نساء بني إسرائيل وهي امرأة عمران - أم مريم - التي نذرت ما في بطنها محررا { فلما وضعتها قالت ربي إني وضعتها أنثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى }(4) تعتذر لأن الله سبحانه وتعالى جعل الأنثى من ناحية التكوين تختلف عن الذكر والذكر من ناحية التكوين يختلف عن الأنثى وكذلك الأعمال التي نيطت بالذكر غير الأعمال التي نيطت بالأنثى والأعمال التي نيطت بالأنثى ليست كالأعمال التي نيطت بالذكر فلكل واحد خصائصه ولكل واحد تكاليفه الخاصه بجانب التكاليف العامة المشتركة مابين الذكر والأنثى .
ونسأل الله التوفيق وشكراً لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
									
									
								ورد إليّ سؤالان الأول يقول السائل فيه : توصل العلماء مؤخرا إلى أنه بإمكان الرجل أن يحمل جنينا في أمعائه وفي الكلية ، ثم تتم الولادة بعملية قيصرية ، فما مدى تعارض هذه الحقيقة العلمية مع عقيدة المسلم السوال الاول-وما حكم الأطفال الذين يولدون بهذه الطريقة ؟
الجواب : قبل كل شيء هذه نظرية والنظرية شيء والواقع شيء آخر وعلى الإنسان أن لا يسابق الزمن في الحكم على الشيء ، فهذه حالة غير طبيعية طبعاً والحالة الطبيعية حالة معروفة أراد الله سبحانه وتعالى للرجل أن يكون رجلاً ، وأراد الله تعالى للمرأة أن تكون امرأة كل منها له خصائصه التكوينية وخصائصه التشريعية أيضا ولعل الذين قالوا بهذه الإمكانية بلغت بهم شطحات الدعوة إلى مساواة المرأة بالرجل إلى هذا القول بأن إمكانية الرجل أن يحمل كل ماً بلغت بهم شطحات الدعوة إلى المساواة مابين الرجل والمرأة في الأحكام التشريعية إلى ذلك وهم في كلا الحالين في دعواهم المساواة في الأحكام التشريعية وفي دعواهم المساواة في الطبيعة يعارضون حكم الله عز وجل ويعاكسون الفطرة الإنسانية التى فطر الله تعالى عليها الناس فالله خلق الرجل ليكون ذكراً وخلق المرأة لتكون أنثى لأن كل واحد من الذكر والأنثى مخصص له وظائف معينة من حيث التكوين ومن حيث التشريع فلا يمكن أن ينسلخ الرجل من خصائص الذكورة أو تنسلخ المرأة من خصائص الأنوثة أما ما حدث أخيرا مما سمي بالجنس الثالث فما هو إلا تمرد على الفطرة ومبالغة في مكابرة أمر الله سبحانه وتعالى وأنا لا أشك أن مثل هذا لو حاول الناس أن يكون . فان منتهاه الفشل كل شيء لا يكون على الطبيعة فمنتهاه الفشل من أين للكلية أو للامعاء المغذيات التى في الرحم التى تغذي الجنين الله سبحانه وتعالى جعل للجنين تغذية خاصة ، لو سلمنا لأن يمكن أن يكون لقاح ثم يكون لقاحاً بين أي شيء وأي شيء آخر هل هناك بييضة في هذا الرجل حتى يتم اللقاح ما بينهما ومابين الحيوان المنوي من الماء الدافق الذي يسيل من الرجل الآخر عند العملية الجنسية من أين يؤتي بهذه البييضة ، فهذا عمل مهما كان هو عمل معاكس للفطرة وأنا لا اشك وإن كنت لا أريد أن أسابق الزمن في الحكم على الأحداث ولكنني لا أشك أن هذه العملية فاشله ، كما أنني أيضا أرى أن الطفل الذي يولد بهذه الطريقة طفل غير شرعي ، نعم يمكن أن يولد إنسان يبدو أول ما يبدوا بأنه ذكر أو يبدو أول ما يبدو أنه أنثى ، ثم تنكشف الحقيقة عن خلاف ذلك عند النمو ، وهذه من الخنوثة التى أفرد لها الفقهاء حكماً في أبواب المواريث وغيرها ، فقد تكون الخنوثة باجتماع الآليتين ، آلة الذكورة وآلة الأنوثة في الإنسان ، وقد تكون بظهور إحدى الآليتين وخفاء الآلة الأخرى بحيث تكون الآلة الظاهرة ساترة للآلة الباطنة ، حتى تتجلى أو تبرز مع الزمن ، وتحتاج مع ذلك إلى عملية قيصرية - أي عملية جراحية - وقد حدث مثل ذلك مراراً ، وقد سجل الأطباء كثيراً مثل هذه الأحداث ، وآخر ما علمت عنه ما حدث بمدينة الطائف من المملكة العربية السعودية حيث تحولت فتاة - فيما قيل - إلى شاب وليس الأمر كذلك وإنما هناك آلة خفية ما كانت منكشفة ، تبينت فيما بعد مع نمو الجسد .
السؤال الثاني : يقول السائل فيه : إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وقدر له أعماله فيقول قائل : كيف يحاسب الله تعالى هذا الإنسان بعد أن قدّر له أعماله ، وهو يعلم ما ينوي على فعله ؟
الجواب : - هذه المسألة كان ينبغي أن لا نتكلم عنها الآن حتى يأتي حديث في موضوع القضاء والقدر ، وذلك سيأتي إان شاء الله . وأريد أن أقول بأن الناس انقسموا في هذه القضيةإالى ثلاثة أقسام : إفراط وتفريط واعتدال ، فهناك من إفرط في تنـزيه الله سبحانه وتعالى بقصد التنـزيه ، ولكن كانت النتيجة بالعكس ، حاول أان ينـزه الله تعالى فانقلب إلى ضد ذلك ، وهم المعتزلة الذين قالوا بأن الإنسان ليس مقضياً عند الله وإنما يعمل الإنسان ما يعمل باختياره بنفسه من غير أن يكون الله تعالى اختار له ذلك الأمر ، ليس هناك قدر ، أراد هؤلاء أن ينـزهوا الله وتعالى عن التاثير المؤدي إلى المعصية فقد سلبوا الله تعالى الإرادة والقدرة ، والفئة الأخرى الفئة التي تسمى بالجهمية وهم أصحاب جهم بن صفوان ، الجهمية الذين قالوا إن الله سبحانه وتعالى هو الذي يفعل كل شيء ، والعبد لا يفعل شيئا أن العبد مثله عندما يأتي المعصية أو يأتي الطاعة كالخيط في الهواء تقلبه الرياح ، والإنسان يدرك بفطرته أن هناك فرقا بين الأعمال التي يختارها والأعمال التي يضطر إليها ، فشتان مابين الحركتين الاختيارية والاضطرارية ، حركة الرعشة عندما ترتعش اليد أو يرتعش العضو بدون إرادة هذه الحركة ، وحركة الإنسان وهو يريد أن يتناول شيئاً ، هذه الحركة حركة مصحوبة بإرادة هي حركة أخرى مصحوبة بإرادة ناشئة عن اختيار ، هذه حركة أخرى غير الحركة الاضطرارية فشتان مابين الحركتين ، الإنسان بعقله يدرك الفارق مابين الحركتين ، فالإنسان مختار ، الفعل الذي يفعله يفعله باختيار ، والله تعالى لا يعاقب على القدر لكن يعاقب على المقدور أي لا يعاقب على ما فعله هو بل يعاقب على مافعله العبد لأن العبد فعل ما فعله اختياراً ولم يفعل ذلك جبراً ، فالله عليم ما الذي سيختار هذا الإنسان ؟ هل سيختار الخير أو سيختار الشر ، منذ الأزل وقد جرى القلم بحسب ما علم الله سبحانه وتعالى من اختيار العبد ، وهذه الأمور التي فيها التكاليف قد يختار الإنسان بادئ ذي بدء مسئلة الحق ويستمر طويلاً ، والله علم أنه لا يموت على ذلك علم أنه سيختار آخر العمر أنه سيموت شقياً وأنه سيختار آخر عمره أن يعصي الله ، فكتب الله أنه من الأشقياء بحسب ما اختاره بنفسه ، لأن الله تعالى علم أنه سيختاره ، وكذلك قد يكون الإنسان يعمل ما يعمل من كبائر الإثم ، قد يكون مشركاً لله ملحدا ومع ذلك في علم الله أنه من السعداء لأن الله علم أنه سيختار آخر ما يختار المسلك الحق وسيسلك الصراط المستقيم ، الله لا يؤاخذ الناس على ما قدّره عليهم ولكنه يؤاخذهم على ما هو مقدور أي ما يصدر منهم .
السؤال الثالث : استغفر الله العظيم ! هذا السائل يقول لو قال ملحد من خلق الله تعالى ؛ بناء على أن لكل موجود واجداً فكيف نرد عليه ؟
الجواب : هذا الموضوع أردت أن أتكلم عنه فيما يأتي ، الله سبحانه وتعالى وجوده غير مسبوق بعدم فلو كان وجوده مسبوقا بعدم لاحتاج إلى موجد يوجده ، والموجود الذي يحتاج إلى موجد هو الموجود الذي هو جائز الوجود ، وأما الحق تعالى هو واجب الوجود لذاته ، هنالك فارق مابين جائز الوجود وواجب الوجود ، فالله تعالى هو وحده واجب الوجود لذاته فلذلك كان الله تعالى متصفا بالقدم لأنه ل يمكن أن يكون غير موجود والحديث عن ذلك أو تفصيل هذا سيأتي في المستقبل إن شاء الله .
السؤال الرابع : السائل يقول هل يجب علينا الإيمان بكل ما يذكر العلماء من أجرام وأفلاك ونجوم وبعدها وحجمها وسرعتها وحرارتها وما إلى ذلك إيماناً يقينياً ؟
الجواب : لا ؛ لا يجب ذلك إنما هذه الأشياء اكتشفوها فتحدثوا عنها وحديثهم يحتمل الصدق والكذب وإنما يترجح الصدق بالشواهد التي تدل على ذلك ، فلا يقال مع ذلك لعل وراء ذلك ما لا نفهمه فالتصديق من ناحية الاطمئنان .
السؤال الخامس : لقد قارنت بين صنـعة الإنسان وصنعة الله فما علاقة صنعة الله بالإيمان به؟
الجواب : لأنها دالة عليه ، صنعة كل شي دالة عليه فهذا المسجد كما قلت يدل على الصانع الذي صنعه فإذاً مادمنا نستدل على أن أحدا صنع المسجد ولا يقبل عقلنا أن يكون المسجد تصنّع بنفسه من غير صانع صنعه إذاً كذلك صنعة الله تعالى تدل عليه .
السؤال السادس : كثيراً ما نسمع أو نقرأ عن ولادة إنسان بلا رأس أو برأسين أو ولادة طفلين ملتصقين أو ما شابه ذلك من العجائب و السؤال ما هو حكم الإسلام في ذلك وإلى أي مدى يمكننا أن نتوصل إلى قدرة الله في خلقه ؟
الجواب : قدرة الله ظاهرة في كل شيء إنما هذا يكون أحياناً ، الاتصال هذا بتلاصق التوائم يخلق الله سبحانه وتعالى توأمين متلاصقين ليس بينهما فكاك ، وكذلك سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه ، إنسان برأسين هذا خلق ما أكتمل فيما يظهر، توأم ما اكتمل وكذلك أن يكون الطفل لا رأس له هذا طفل لم يكتمل ، لله سبحانه وتعالى في خلقه شؤون يفعل ما يشاء ويختار يخلق مايشاء ويختار ، إنما ذلك للعبرة والعظة لنعلم أن الله سبحانه وتعالى أكمل خلقنا بفضله وبمنته ، والذي يولد له مولود بكامل خلقته يشكر الله على هذه النعمة فيثاب على هذا الشكر والذي يولد له مولود بهذه الطريقة يصبر على هذا البلاء فيثاب على الصبر .
السؤال السابع : ما قولكم في الفرضية القائلة أن الأرض كانت جزء من الشمس فانفصلت عنها ؟
الجواب : هذا قول قيل به ولكن هذه نظرية ، والنظرية غير الحقيقة العلمية ، النظرية شيء والحقيقة العلمية شيء آخر ، بعض المفسرين فسروا بموجب هذه النظرية قول الله تعالى { أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما }(1) هذه نظرية ثم جاء بعدها نظرية دالاس التي تقول بأن الكون كله كان شيئا واحداً ثم انفصلت أجزاء ه فتكونت الأجرام وهذه النظرية أقرب إلى مدلول قوله تعالى { ثم استوى إلى السماء وهي دخان }(2) هذه كلها نظريات ليست حقائق يقينية ثابته فالنظرية تنسخها النظرية الأخرى أما الحقائق اليقينية الثابتة كالجاذبية التى تربط بين الأجرام الفلكية هذه لا تتحول.
السؤال الثامن : هل يجوز الإيمان قطعاً بوصول الإنسان إلى سطح القمر ؟
الجواب : هذه أشياء لا تعود إلى نصوص من الكتاب حتى نقول إن الإيمان واجب بهذا الشي ، وإنما ترد هذه الأمور إلى أهلها إلى التجارب والخبرات .
السؤال التاسع : ما معنى قوله تعالى { وليس الذكر كالأنثى })(3)
الجواب : هذا القول حكاه الله سبحانه وتعالى عن امرأة صالحة من نساء بني إسرائيل وهي امرأة عمران - أم مريم - التي نذرت ما في بطنها محررا { فلما وضعتها قالت ربي إني وضعتها أنثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى }(4) تعتذر لأن الله سبحانه وتعالى جعل الأنثى من ناحية التكوين تختلف عن الذكر والذكر من ناحية التكوين يختلف عن الأنثى وكذلك الأعمال التي نيطت بالذكر غير الأعمال التي نيطت بالأنثى والأعمال التي نيطت بالأنثى ليست كالأعمال التي نيطت بالذكر فلكل واحد خصائصه ولكل واحد تكاليفه الخاصه بجانب التكاليف العامة المشتركة مابين الذكر والأنثى .
ونسأل الله التوفيق وشكراً لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
 
											



 :
:  :
:  :
: