
ما منـ إنسانـ على وجه الأرضـ
إلا وتعتريه لحظاتـ يمتزج فيها الأسود بالرماديـ والأبيضـ
فيطغى أحدهما على الآخر
وغالباً ما يطفو الأسود للسطحـ
وتذهبـ بقية ألوانـ الطيفـ فيـ ذاكرة النسيانـ
ليبقى الإنسانـ وحده تائهاً حائراً
ما منـ ضيفـ يقبلـ إليه ليقاسمه همومه
لا يرى أمامه سوى صورة ماضـ قاتمـ تجسدتـ أمامه
يحاولـ تغافلها ،، تحاشيها،، محوها منـ دفتر حياته
لكنـ بلا جدوى
يبدو أنـها ستظلـ قدره المشئومـ الذيـ يلاحقه
ليظلـ يعيشـ حياته أسيراً لماضـ لمـ يغفره له الآخرينـ
لينتهيـ به المطافـ أنـ يقعـ ضحية لنفسه أولاً وللناسـ ثانياً
لماذا نكتبـ على الإنسانـ الموتـ وقد أدركـ الصوابـ ؟!
إنـ كانـ قد أخطأ مرة فنحنـ بذلكـ نخطيء بحقه أضعافاً
ولكنـ يبقى الواقعـ هو الواقعـ
فكمـ منـ انسانـ حوكمـ بجرم لمـ يقترفه
وكمـ منـ إنسانـ دفعـ عمره وسعادته جزاء غلطة لمـ تقترفها يداها</B>