فضائل الصديقة بنت الصديق ( أم المؤمنين عائشة رضى الله عنه )

    • فضائل الصديقة بنت الصديق ( أم المؤمنين عائشة رضى الله عنه )



      الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي.وبعد..
      إذا كان الشيء يشرف بما يضاف إليه فإن لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم الشرف والفضل لأنه أفضل الخلق عند الله تعالى، وقد بيََّن الله فضلهنَّ ومكانتهنّ فقال: (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ) سورة الأحزاب، الآية: 32. وقال سبحانه: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم)
      سورة الأحزاب، الآية: 6.



      وهذه كلمات موجزة عن فضائل إحدى أمهات المؤمنين وهي:


      عائشة بنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة الصديقة بنت الصديق، أم المؤمنين، وزوجة سيد المرسلين، وحبيبة حبيب رب العالمين، أفقه نساء الأمّة على الإطلاق، المبرّأة من فوق سبع سماوات، التي لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بكراً غيرها، ولا أحبَّ امرأةً حُبّها، وما نزل عليه الوحي في لحاف امرأةٍ سواها، ونزل جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم بصورتها، وقُبِض النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها، وفي يومها، وليلتها، ورأسه في حِجْرها، وجمع الله بين رِيقِها ورِيقَه في آخر يوم من الدنيا، ودُفن في بيتها.

      هذه هي عائشة رضي الله عنها وهذه هي فضائلها ومناقبها مجملة، ويا لها من فضائل ولكن لنأخذ المزيد من هذه الفضائل وغيرها مقرونةً بالأدلة الصحاح.


      نزول براءتها من السماء:


      هذه من أعظم المناقب في حقِّ عائشة رضي الله عنها، ولو لم تخرج من الدنيا إلا بها لكفتها فخراً وفضلا، لما رُميت السيدة عائشة رضي الله عنها -الطاهرة المطهرة- لما رميت بالإفك من قبل الحاسدين من المنافقين، لم يرضَ الله تعالى إلا أن ينزِّل في براءتها قرآن يُتلى إلى يوم القيامة: (إن الذين جاءوا بالإفك عصبةٌ منكم لا تحسبوه شرَّاً لكم بل هو خيرٌ لكم لكل امريء منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذابٌ عظيم...) سورة النور، الآية: 11.

      فالله عز وجل أنزل في براءتها قرآن كذّب به من رماها من الأفاكين، وأقرَّ به أعين المؤمنين، وسرَّ به قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلب عائشة وأبيها وأهلها وجميع الصالحين .

      وإن الله تعالى لم يزد عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك إلا شرفاً ونبلاً وعزا, وزاد من رماها من المنافقين ذلاً وخزيا، ووعظ من تكلم فيها من المؤمنين بأشدِّ ما يكون من الموعظة وحذرهم من العودة إلى مثل ذلك فقال سبحانه: (ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم. يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين) سورة النور، الآية: 16-17.

      قال الحافظ ابن كثير: "وقد أجمع أهل العلم على تكفير من قذفها بعد براءتها"البداية والنهاية، 8/486

      فأي فضيلة لعائشة أعظم من هذه! وأي فخر فوق هذا! وأي تزكية بعد تزكية الله! وهل بعد شهادة الله شهادة؟ وهل بعد كلام الله كلام؟ وهل يليق بأحد بعد كل هذا أن يطلق للسانه العنان ليتهم عائشة أو ينتقصها، إلا من خذله الله وطمس بصيرته، وهي الطاهرة النقية التقية الزاهدة.

      حَصَانٌ رَزَان مـا تزن بريبةٍ =وتصبح غرثى من لحوم الغوافلِ
      وإن الذي قد قيل ليس بلائقٍ =بِكِ الدهرُ بل قيل امرء متحاملِ
      عَقِيلةُ حيّ من لؤى بن غالبٍ =كرام المساعي مجدهم غير زائلِ
      مهذبةٌ قـد طيَّب الله خِيَمَها =وطهّرها من كلِّ سوءٍ وباطلِ


      فضلها على النساء:


      عن أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كَمُل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)) متفق عليه.

      أحبّ الزوجات إلى النبي صلى الله عليه وسلم:


      روى البخاري ومسلم أن عمرو بن العاص سأل النبي صلى الله عليه وسلم: "أيُّ الناس أحبّ إليك يا رسول الله؟", قال: ((عائشة))، قال: "فمن الرجال؟"، قال: ((أبوها)). قال الحافظ الذهبي: "وهذا خبرٌ ثابت على رغم أنوف الروافض، وما كان عليه الصلاة والسلام ليحبّ إلا طيبا، وقد قال: ((لو كنت متخذاً خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكرٍ خليلا, ولكن أخوة الإسلام أفضل)), فأحبّ أفضل رجلٍ من أمته، وأفضل امرأة من أمته، فمن أبغض حبيبيْ رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حريٌّ أن يكون بغيضاً إلى الله ورسوله، وحبه عليه الصلاة والسلام لعائشة كان أمراً مستفيضاً؛ ألا تراهم كانوا يتحرون بهداياهم يومها تقرباً إلى مرضاته، ولما غارت نسوته .

      من ذلك وأرسلن أم سلمة تجادله في ذلك قال: ((يا أمّ سلمة! لا تُؤذيني في عائشة؛ فإنّه والله ما نزل الوحي وأنا في لحاف امرأة منكنّ غيرها))، قالت أم سلمة: "أتوب من أذاك يا رسول الله"

      وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بالحراب في المسجد، وإن يسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم، ثم يقف من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف" وفي لفظ "حتى أكون أنا التي أسأم" متفق عليه

      وروى البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "يا رسول الله! أرأيت لو أنك نزلت وادياً فيه شجرة قد أُكِل منها، ووجدت شجرة لم يُؤكل منها فأيَّتهما كنت تُرتع بعيرك؟"، فقال: ((الشجرة التي لم يؤكل منها))، قالت: "فأنا هي"، تعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً غيرها، إلى غير ذلك من الأدلة الناطقة بحبه صلى الله وسلم لها.

      يتبع بارك الله فيكم ،،،

    • سلام جبريل على عائشة:


      روى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عائشُ هذا جبريل وهو يقرأ عليك السلام))، قالت: "وعليه السلام ورحمة الله، ترى ما لا أرى يا رسول الله".

      نزول جبريل عليه السلام بصورتها:


      عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أُرِيتك في المنام ثلاث ليالٍ جاء بك الملَك في سرقة من حرير –قطعة من حرير- فيقول: "هذه امرأتك فأكشف عن وجهك", فإذا أنت فيه فأقول((إن يك هذا من عند الله يُمْضِه)) متفق عليه.

      وعن عائشة رضي الله عنها أن جبريل جاء بصورتها في خرقةٍ من حرير خضراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "هذه زوجتك في الدنيا والآخرة" ابن حبان في صحيحه، والترمذي وحسنه، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي

      هي زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة:


      تقدم معنا في الفضيلة السابقة قول جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: "هي زوجتك في الدنيا والآخرة"، عن عائشة رضي الله عنها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فاطمة، قالت: "فتكلمت أنا"، فقال: ((أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة؟ قلت: بلى والله، قال((فأنت زوجتي في الدنيا والآخرة)) أخرجه الحاكم في المستدرك, وصححه ووافقه الذهبي

      عائشة من أهل الجنة:


      روى الحاكم في المستدرك وصححه ووافقه الذهبي من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "قلت يا رسول الله! مَن مِن أزواجك في الجنة؟ قال: ((أما إنّكِ منهنَّ))، قالت: "فخُيِّل إليَّ أن ذاك؛ لأنه لم يتزوج بكراً غيري".


      بركة عائشة ونزول آية التيمم بسببها:


      ففي الصحيحين من حديث عائشة أنها قالت: "خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء انقطع عقدٌ لي فأقام النبي صلى الله عليه وسلم على التماسه، وأقام الناس معه، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء، فأتى الناس إلى أبي بكر فقالوا: "ألا ترى ما صنعت عائشة؟ فجاء أبو بكر والنبي صلى الله عليه وسلم على فخذي قد نام، فعاتبني أبو بكر فقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعن بيده خاصرتي فما يمنعني من التحرك إلا مكان النبي صلى الله عليه وسلم على فخذي، فقام عليه الصلاة والسلام حتى أصبح على غير ماء، فأنزل الله آية التيمم فتيمموا، فقال أسيد بن حُضير: "ما هي أول بركتكم يا آل أبي بكر!"، قالت: "فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدت العقد تحته"، وفي رواية أحمد في المسند أن أبا بكرٍ الصديق قال لعائشة حين جاءت الرخصة من الله للمسلمين: "والله ما علمت يا بنية إنك لمباركة! ماذا جعل الله للمسلمين في حَبْسك إياهم من البركة واليسر".

      أقوال الصحابة ومن بعدهم في أمنا عائشة:


      عن عاصم بن كليب عن أبيه قال: "انتهينا إلى عليٍّ رضي الله عنه فذكر عائشة فقال: "خليلة رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وعن عمر بن غالب: أن رجلاً نال من عائشة عند عمار بن ياسر فقال: "اغرب مقبوحاً، أتؤذي حبيبة رسول الله صلى عليه وسلم"، وهذا أبو موسى الأشعري يقول: "ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها علما" .

      وروي أن عبد الله بن عباس يزورها في مرض موتها فيقول: "أبشري فوالله ما بينك وبين أن تفارقي كل نصبٍ، وتلقي محمد صلى الله عليه وسلم والأحبة إلا أن تفارق روحك جسدك"، ثم يقول: "كنتِ أحبَّ نساء النبي صلى الله عليه وسلم إليه ولم يكن يحب إلا طيبا ثم ذكر نزول آية التيمم بسببها"، ثم قال: "ثم أنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سموات؛ فأصبح ليس مسجد من مساجد يذكر فيها الله إلا براءتك تتلى فيه آناء الليل والنهار".

      وهذا الزهري يقول: "لو جمع علم عائشة إلى جميع النساء لكان علم عائشة أفضل".

      وقال مسروق بن الأجدع: "لقد رأيت مشيخة أصحاب محمد الأكابر يسألونها عن الفرائض"، وكان إذا حدَّث عنها قال: "حدثتني الصدِّيقة بنت الصدِّيق حبيبة حبيب الله.."

      وأقوال أهل العلم في ذلك كثيرة وفيما ذكرناه كفاية.


      فتلك فضائل عائشة رضي الله عنها التي ترعرعت بين أبوين كريمين، عاشرت النبي صلى الله عليه وسلم مدة حياته، ثم كانت بعده معلمة ومربية، حتى انتقلت إلى بارئها سنة سبعٍ وخمسين من الهجرة،
      ودفنت بالبقيع رضي الله عنها وأرضاها.

      اللهم أني أشهدك بأني أحب أمنا الصديقة بنت الصديق رضوان الله عليهم
      فحشرني معهم يارب العالمين

    • وهذه بعض فضائلها

      روى مسلم في صحيحه. عن يزيد بن حيان ، قال: انطلقت أنا و حصين بن سبرة و عمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فلما جلسنا إليه ، قال حصين: لقد لقيت خيراً كثيراً ؛ حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله- ص- ؛ قال يا ابن أخي! قام رسول الله يوما ما فينا خطيبا بماء يُدعى (خما) بين مكة و المدينة فحمد الله و أثنى عليه و وعظ و ذكر، ثم قال: أيها الناس فإنما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب. و أنا تارك فيكم ثقلين كتاب الله فيه الهدى و النور فخذوا بكتاب الله و استمسكوا به ، فحث على كتاب الله ورغّب فيه، ثم قال: و أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي.
      فقال حصين: و من أهل بيته يا زيد، أليس نساؤه من أهل بيته ، قال: لا و أيم الله، إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها و قومها ـ إنما أهل بيته اصله و عصيبته الذين حرموا الصدقة بعده.[ صحيح مسلم، ج 3، ص 486. سنن الدارمي ج 2، ص 431-432. الجامع الصحيح لمسلم بن الحجاج، ج 7، ص 122ـ123. و روى الحديث ابن كثير في تفسيره ج 3، ص 486]
      إنما نقلنا ما تقدم من اللغة و الحديث، لنبين أن (الآل) و (الأهل) لا تشمل الزوجات إلا بنحو من التجوّز، فإذا أطلقت هذه الكلمة من غير قيد أو قرينه، فأنها لا تدل إلا على أقارب الإنسان بالنسب فقط. و لم أجد في كتب اللغة و الحديث على قرينة صارفة للزّوجات.
      و من الأدلة التي تشكل مؤشراً واضحاً على كون الآية نزلت في حق علي و فاطمة والحسنين ، هو تذكير ضمائر الخطاب في قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) بدليل أن الخطاب كان قبل آية التطهير موجه لنساء النبي (صلى الله عليه وآله) ( يا نساء النبي لستنّ كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تحضعن...) [الأحزاب 31] فجاء الخطاب بضمير التأنيث في (لستنّ، اتقيتن) ثم قال (إنما يريد الله ليذهب عنكم...) فأصبح الخطاب هنا للذكور بدليل التذكير في الخطاب، و لو كان الخطاب لنساء النبي (صلى الله عليه وآله) كما في الآيات السابقة لبقي الضمير كما هو و لأصبحت كلمة (عنكم) (عنكنّ) و كلمة (يطهركم) (يطهركنّ).
      إن الآية قاضية بإذهاب الرجس الذي هو بمعنى الذنوب و الآثام عن آل البيت... ونساء النبي ارتكبن مخالفات ، منها مخالفات لكتاب الله الذي أمر نساء النبي (صلى الله عليه وآله) بالمكث في بيوتهنّ و قال (و قرنّ في بيوتكنّ و لا تبرجنّ تبرج الجاهلية الأولى) [الأحزاب 32].
      كذلك من ضمن المخالفات ، خروج عائشة على إمام زمانها، فقد جهزت جيشاً لمحاربة الإمام على ابن أبي طالب (عليه السلام) فقُتل بذلك ثلاثون ألفا، وأقنعت حفصة بنت الخليفة عمر بالخروج معها، غير أن أخاها عبد الله بن عمر منعها، ثم ذهبت إلى أم سلمة تستشيرها بالخروج ، فصرخت أم سلمة متعجبة من كلام عائشة في نعيها مقتل عثمان و انه قتل مظلوماً، فقالت لها: بالأمس كنت تشهدين عليه بالكفر و تقولين اقتلوا نعثلا [تاريخ الطبري، ج 5، ص 172. الكامل في التاريخ، ج 3، ص 206. الفتوح لأبن الأعثم، ج 1، ص 434. الإمامة و السياسة، ج 1، ص 52] ـ ثم ذكرت لعائشة شيئاً من فضائل علي بن أبي طالب(عليه السلام) و وعضتها و ذكّرتها بما سمعت من رسول(صلى الله عليه وآله) الله يوم قال: «ايتكن صاحبة الجمل الادبب تنبحها كلاب الحؤاب»[مسند احمد، ج 6، ص 92. المستدرك، ج 3، ص 119. الخصائص الكبرى، ج 2، ص 232. الكامل في التاريخ، ج 3، ص 210].
      فعلى كل حال ، لو كانت الآية شاملة لنساء النبي، لما حدث من عائشة ما حدث.
      و ما يحلق بدلائل الإثبات ، هو المعنى المتبادر من مفهوم (الرجس) في الآية، فقد قال الراغب في مفرداته: الرجس هو الشيء القذر.[ المفردات للراغب، ص 188] و هي حالة توجب التنفر. و قد تكون حالة مادية ظاهرية، كما في لحم الخنزير فيقول تعالى (أو لحم خنزير فهو رجس) [الأنعام 145] و قد تكون حالة نفسية، كما في قوله تعالى (و إما الذين في قلوبهم مرض فزادهم رجساً إلى رجسهم و ماتوا و هم كافرون) [ التوب 125] _
    • اخرج مسلم في صحيحه أن عائشة قالت: خرج النبي (صلى الله عليه وآله) غداةً و عليه مرط مرُحل من شعر أسود ، فجاءه الحسن بن علي فأدخله، ثم جاءه الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فادخلها، ثم جاء علي فادخله، ثم قال (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا...)[ صحيح مسلم، ح 2/368، مسند احمد، ج 1، ص 330، و رواه محيى السنة الحسين من مسعود البغوي في (مصابيح السنة) ج 4، ص 183، ح 4796، ط دار المعرفة]
      و بعد نزول الآية كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يمر بباب فاطمة إذا خرج لصلاة الفجر، و يقول « الصلاة يا أهل البيت.. الصلاة... إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا...» [صحيح الترمذي، ج 5، ص 31. شواهد التنزيل، ج 2، ص 11. الدار المنثور، ج 5، ص 199].
    • بغض عائشة لآل النبي (ص)



      ونحن حين ننتقد عائشة ونعاديها، لا لأنها بنت أبي بكر، بل لسوء تصرفها وسوء معاملتها مع آل رسول الله (ص)، ولأنها كانت تبغض عليا (ع) وتعمل ضده وتثير المسلمين عليه، وإلا فإنا [ نحب محمد بن أبي بكر ـ أخيها ـ لأنه نصر الحق وتابع الإمام علي (ع) ].

      أما عائشة فما حافظت على مكانتها بل سودت تاريخها بأعمالها المخالفة لكتاب الله وحديث النبي (ص) فما أطاعت زوجها ولا أطاعت ربها!!

      الشيخ عبد السلام: لا يليق هذا الكلام بكم وأنت سيد شريف وعالم نبيل، فكيف تعبر عن أم المؤمنين بهذا التعبير، بأنها سودت تاريخها؟!

      قلت: كل زوجات رسول الله (ص) عندنا في مكانة متساوية، باستثناء أم المؤمنين خديجة الكبرى (ع) فإن النبي كان يفضلها عليهن ـ فإن أم سلمة وسودة وعائشة وحفصة وميمونة وسائر زوجاته (ص) كلهن أمهات المؤمنين، ولكن المؤرخين لا سيما أعلامكم فتحوا لعائشة صفحات خاصة، تروي مداخلتها في الفتن، ومشاركتها مع الرجال في أمور لا تعنيها، بل مخالفة لشأنها ومقامها كزوجة للنبي (ص). وهذا مقصودنا من تسويدها تاريخها، وليتها كانت تسلك مسلك قريناتها، أعني زوجات رسول الله (ص) وتحافظ على حرمة النبي(ص) كما حفظنها.

      الشيخ عبد السلام: أظن أن سبب عدائكم وبغضكم لأم المؤمنين عائشة، هو خروجها على الإمام علي كرم الله وجهه، وإلا فإن سلوكها مع رسول الله (ص) كان أحسن سلوك، وليس لأحد انتقاد في ذلك، وكان رسول الله يكرمها كثيرا ونحن نكرمها لإكرام النبي لها.

      قلت: سبب بغضنا لعائشة ليس لخروجها على الإمام علي (ع) فحسب بل لسوء سلوكها مع النبي (ص)، وإيذائها له أيضا، وتمردها عليه (ص) وعدم إطاعتها له في حياته!!

      الشيخ عبد السلام: هذا بهتان عظيم! فإن كلنا نعلم بأنها كانت أحب زوجات النبي (ص) إليه، فكيف كانت تؤذي رسول الله (ص) وهي تقرأ في القرآن الحكيم: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الآْخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً)(4)؟

      قلت: أيها الشيخ لقد تكرر منكم سوء التعبير ورميتموني بالافتراء والبهتان والكذب، ولكن سرعان ما انكشف الأمر وثبت بأني غير كاذب ولا مفتر، بل أنا ناقل الأخبار من كتب علمائكم ومسانيد أعلامكم، وقلت لكم: بأن الشيعة لا يحتاجون إلى وضع الأخبار وجعل الأحاديث في إثبات عقائدهم وحقانية أئمتهم وفضائلهم ومناقبهم، فإن كتاب الله سبحانه ينطق بذلك والتاريخ يشهد لهم.

      أما قولك بأنها كيف كانت تؤذي النبي وهي تقرأ الآية الكريمة: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ...) الخ.

      فأقول: نعم كانت تقرأ الآية وكان أبوها أيضا يقرأها وكثير من كبار الصحابة قرؤوا هذه الآية الكريمة وعرفوا معناها ولكن.. كما نقلت لكم الأخبار المروية في كتبكم وصحاحكم في الليلة الماضية وانكشف حقائق كثيرة للحاضرين ولكم إن كنتم منصفين غير معاندين!!
    • إيذاء عائشة للنبي (ص) في حياته



      أما أخبار إيذاء عائشة لرسول الله (ص) في حياته فلم تذكر في كتب الشيعة وحدهم، بل ذكرها بعض أعلامكم أيضا منهم: أبو حامد محمد الغزالي في كتابه إحياء العلوم:ج2/ الباب الثالث كتاب آداب النكاح / 135، والمتقي الهندي في كنز العمال ج7/116، وأخرجه الطبراني في الأوسط والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد من حديث عائشة قالوا: و جرى بينه (ص) و بين عائشة كلام حتى أدخل النبي (ص) أبا بكر حكما بينهما، و استشهده، فقال لها رسول الله (ص) تكلمين أو أتكلم؟ فقالت: بل تكلم أنت و لا تقل إلا حقا!

      فلطمها أبو بكر حتى دمي فوها وقال: يا عدوة نفسها! أو غير الحق يقول؟ فاستجارت برسول الله (ص) وقعدت خلف ظهره، فقال له النبي (ص): لن ندعك لهذا ولم نرد هذا منك.

      قال أبو حامد الغزالي في نفس الصفحة: وقالت له مرة في كلام غضبت عنده: أنت الذي تزعم أنك رسول الله؟! ـ قال وذلك حين صباها ـ فتبسم رسول الله (ص) واحتمل ذلك حلما وكرما.

      وأخرجه أبو يعلى في مسنده وأبو الشيخ في كتاب الأمثال، من حديثهما معنعنا.

      قال الغزالي: وقال (ص) لها: إني لأعرف رضاك من غضبك.

      قالت: وكيف تعرفه يا رسول الله؟ قال (ص): إذا رضيت قلت: لا وإله محمد، وإذا غضبت قلت: لا وإله إبراهيم.

      قالت: صدقت... إنما أهجر إسمك!(5).

      وتحدثها بهذه العبارات والتعابير التالية مع النبي (ص):

      بل تكلم أنت و لا تقل إلا حقا!

      أنت الذي تزعم أنك رسول الله!!

      إنما أهجر إسمك!

      بالله عليكم! أنصفوا..! أما كان رسول الله يتأذى من هذه التعابير القارصة والكلمات اللاذعة حين يسمعها من زوجته؟!

      والمفروض أن تتصاغر الزوجة لزوجها وأن تحترمه وتخضع له ولا تتجاسر عليه بكلام يؤذيه، وكذلك المفروض على المؤمنين والمؤمنات أن يكرموا النبي (ص) ويحترموه احتراما كبيرا ويعظموه كثيرا، حتى أنه لا يجوز لأحد أن يرفع صوته فوق صوت النبي (ص) أو يدعوه باسمه من غير تشريف واحترام كما يدعو بعضهم بعضا، لقوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَ لا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَ أَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ)(6).

      وقال سبحانه: (لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً)(7).

      فالمفروض على زوجات النبي (ص) ـ عائشة وقريناتها ـ أن يكرمن النبي ويحترمنه ويخضعن له (ص) أكثر من غيرهن، ولكن مع الأسف الشديد نرى في سلوكها تمردا على رسول الله كما وصفها المؤرخون وحتى من أعلامكم مثل أبو حامد الغزالي، والطبري، والمسعودي وابن الأعثم الكوفي وغيرهم، قالوا: إنها تمردت عن أمر الله ورسوله (ص)! فهل هذا التمرد يدل على طيبها أم خبثها؟! وهل حياة المتمردين على الله ورسوله تكون ناصعة أم سوداء مظلمة؟!

      وإني أستغرب كلام الشيخ عبد السلام وقوله: بأن سبب بغضنا لعائشة، خروجها على الإمام علي كرم الله وجهه!

      وكأنه يحسب هذا الأمر هينا! وهو عند الله عظيم عظيم.. لأنها شقت عصا المسلمين، وسببت سفك دماء كثير من المؤمنين والصالحين، فرملت نساء، وأيتمت أطفالا!! وهي بخروجها على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، وإثارة فتنة البصرة، وأمرها للناس، وتحريضهم لمقاتلة الإمام علي (ع)، فمهدت الطريق وفتحت باب الحرب والقتال لمعاوية وحزبه الظالمين وكذلك للخوارج الملحدين الفاسقين!!

      فأي ذنب أعظم من هذا يا شيخ! وهي بخروجها من بيتها إلى البصرة خالفت نص كلام الله الحكيم إذ قال سبحانه:

      (وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الأُْولى)(8).

      نعم جميع زوجات رسول الله غير عائشة امتثلن أمر الله تعالى وأطعنه وحفظن حرمة رسول الله (ص) بعد وفاته وما خرجن من بيوتهن إلا للضرورة، وقد روى الأعمش كما ورد في صحاحكم ومسانيدكم: قالوا لأم المؤمنين سودة زوجة رسول الله (ص) لم لا تخرجين إلى الحج والعمرة؟ فثوابهما عظيم؟

      قالت: لقد أديت الحج الواجب وأما بعد ذلك فواجبي أن أجلس في بيتي ، لقوله تعالى:

      (وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ...) فامتثالا لأمره عز وجل، لا أخرج من بيتي بل أحب أن أقر في الدار التي خصها لي رسول الله (ص) ولا أخرج إلا لضرورة، حتى يدركني الموت ـ وهكذا كانت حتى التحقت بالنبي الكريم (ص) ـ.

      فنحن لا نفرق بين زوجات رسول الله (ص)، فكلهن أمهات المؤمنين، فمن هذه الجهة كلهن عندنا على حد سواء.

      وأما في المنزلة والمقام فشأنهن شأن المؤمنات الأخريات فيكتسبن المقام والجاه عند الله سبحانه بالأعمال الصالحة وبالتقوى، فمن عملت منهن الصالحات واتقت فنحبها، ومن لم تتق وما عملت صالحا فلا نحبها، ومن خالفت وعصت ربها فنبغضها.



      امتياز نساء النبي (ص) على سائر النساء



      الشيخ عبد السلام: كيف تقول بأن شأن زوجات رسول الله (ص) شأن المؤمنات الأخريات!! فإن هذا البيان خلاف كلام الله العزيز إذ يقول: (يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساء) أي: أن مقام نساء النبي أعلا وأرفع من سائر النساء.

      قلت: كل زوجات رسول الله (ص) لهن الفخر والفضل على نساء المؤمنين لشرف انتسابهن إلى رسول الله (ص) وهو شرف اكتسابي وانتسابي لا ذاتي، فيجب عليهن أن يحفظن حرمة هذا الانتساب الرفيع، والمقام المرموق والممتاز على سائر النسوة بتقوى الله سبحانه، كما صرح بذلك عز وجل في كتابه قائلا: (يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ)(9).

      ولا يخفى عليكم أيها العلماء معنى إن الشرطية، فمقام نساء النبي (ص) وامتيازهن على سائر النساء مشروط بالتقوى. فمن تورعت، وتدرعت بتقوى الله تعالى، وامتثلت أوامره، مثل سودة وأم سلمة فيلزم علينا تكريمها وتعظيمها واحترامها، ومن لم تتورع ولم تلتزم بتقوى الله سبحانه وما امتثلت أوامره، فلا احترام لها عندنا مثل عائشة.

    • خروج عائشة على أمير المؤمنين عليه السلام



      لقد أجمع المؤرخون أن عائشة قادت جيشا لقتال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وقال بعض: إن طلحة والزبير أغرياها، وقال آخرون: إنها كانت مستعدة لذلك من غير إغراء، لبغضها وعداءها للإمام علي (ع).

      فاجتمع حولها كل من في قلبه مرض، وكل من كان حاقدا على أبي الحسن أمير المؤمنين سلام الله عليه، وخرجت إلى البصرة، فألقوا القبض على عثمان بن حنيف الأنصاري، صحابي رسول الله (ص) وكان عاملا عليها من قبل الإمام علي، فنتفوا لحيته الكريمة، وشعر رأسه، وحاجبيه، وضربوه بالسياط حتى أدمي، ثم أخرجوه من البصرة بحالة يرثى لها، وقتلوا أكثر من مائة نسمة من أهاليها من غير أن يصدر منهم ذنب أو أي عمل يبيح لعائشة وجيشها سفك تلك الدماء البريئة، ولو أحببتم الاطلاع على تفصيل تلك الأعمال البشعة فراجعوا تاريخ ابن الأثير، والمسعودي، وتاريخ الطبري، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد(10).

      ولما جابهت عائشة جيش أمير المؤمنين (ع)، ركبت الجمل وحرضت الناس الغافلين، وألبت الجاهلين والمنافقين لقتال إمام زمانها، رغم مواعظه (ع) ومواعظ ابن عباس وكبار الصحابة لها ولجيشها.

      فأما الزبير امتنع من المقاتلة، وترك المعركة إذ عرف الحق مع علي (ع)، ولكن عائشة أصرت على غيها واستكبرت عن قبول الحق(11) حتى قتل عشرات المئات من المسلمين بسببها ثم انكسرت واندحرت، فردها (ع) إلى بيتها مكرمة!
    • فضائل الإمام علي عليه السلام ومناقبه

      روى أحمد في مسنده وابن أبي الحديد في شرح النهج والفخر الرازي في تفسيره الكبير والخطيب الخوارزمي في المناقب والشيخ سليمان القندوزي في ينابيع المودة، والعلامة محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في كفاية الطالب / باب 62، والمير سيد علي الهمداني الفقيه الشافعي في كتابه مودة القربى / المودة الخامسة، روى بعضهم عن عمر بن الخطاب وبعضهم عن عبد الله بن عباس أن النبي (ص) قال: لو أن البحر مداد و الرياض أقلام و الإنس كتاب و الجن حساب ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب(12).

      وأخرج ابن أبي الحديد في شرح‏ نهج ‏البلاغة ج 9/ 168 /ط دار إحياء التراث العربي: عن أبي نعيم الحافظ في حلية الأولياء عن أبي برزة الأسلمي، ثم رواه بإسناد آخر بلفظ آخر عن أنس بن مالك عن النبي (ص): أن رب العالمين عهد في علي إلي عهدا، أنه راية الهدى و منار الإيمان، و إمام أوليائي، و نور جميع من أطاعني. إن عليا أميني غدا في القيامة، و صاحب رايتي، بيد علي مفاتيح خزائن رحمة ربي(13).

      وقد تكرر من النبي (ص) مرارا عديدة انه شبه عليا (ع) بالأنبياء ، وروى ألفاظه أكثر أعلامكم ومحدثيكم في كتبهم، منها من أراد أن ينظر إلى نوح في عزمه و إلى آدم في علمه و إلى إبراهيم في حلمه و إلى موسى في فطنته و إلى عيسى في زهده، فلينظر إلى علي بن أبي طالب، قال: رواه أحمد بن حنبل في المسند ورواه البيهقي في صحيحه.

      وأخرج ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج9 صفحة 171/ عن النبي (ص): كنت أنا و علي نورا بين يدي الله عز و جل قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق آدم قسم ذلك فيه، و جعله جزأين، فجزء أنا، و جزء علي.

      قال: رواه أحمد في المسند وفي كتاب فضائل علي (ع)، وذكره صاحب كتاب الفردوس وزاد فيه: ثم انتقلنا حتى صرنا في عبد المطلب، فكان لي النبوة ولعلي الوصية.

      وأخرج جمع من أعلامكم ومحدثيكم منهم أبو نعيم الحافظ في كتابه " حلية الأولياء " ونقل عنه ابن أبي الحديد في شرح النهج: ج9/ 173، قال رسول (ص): أخْصِمُك ـ أي أغلبك ـ يا علي بالنبوة! فلا نبوة بعدي، و تخصم الناس بسبع لا يجاحد فيها أحد من قريش: أنت أولهم إيمانا بالله، و أوفاهم بعهد الله، و أقومهم بأمر الله، و أقسمهم بالسوية، و أعدلهم في الرعية، و أبصرهم بالقضية، و أعظمهم عند الله مزية.

      وذكر ابن الصباغ في الفصول المهمة / 124 / نقلا عن عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في كتاب معالم العترة النبوية، روى عن فاطمة الزهراء (ع) أنها قالت: خرج علينا أبي رسول الله (ص) عشية عرفة فقال: إن الله تبارك و تعالى باهى بكم الملائكة عامة، و غفر لكم عامة، و لعلي خاصة، و إني رسول الله إليكم غير محاب لقرابتي، إن السعيد كل السعيد من أحب عليا في حياته و بعد موته، و إن الشقي من أبغض عليا في حياته و بعد مماته(14).

      وخبر آخر رواه جمع من أعلام محدثيكم في مسانيدهم وصحاحهم، عن رسول الله (ص) أنه قال لعلي (ع): كذب من أنه يحبني وهو مبغضك، يا علي! من أحبك فقد أحبني، ومن أحبني أحبه الله، ومن أحبه الله أدخله الجنة، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن أبغضني أبغضه الله وأدخله النار(15).

      هذه الأحاديث الشريفة وعشرات بل مئات من مثلها مسجلة وثابتة في مسانيد علمائكم وأعلام محدثيكم وقد زينوا بها تصانيفهم وكتبهم، وحتى المتعصبين منهم لم يروا بدا من ذكرها وإخراجها، أمثال القوشجي وابن حجر المكي وروزبهان وغيرهم.

      ورغم المحاولات الشيطانية التي حاولها أعداء الإمام علي (ع)، والأساليب العدوانية التي استعملها معاوية وحزبه المنحرفون الظالمون لإخفاء مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وفضائله، والمنع من نشرها وروايتها. مع كل ذلك .. فقد انتشرت في الأقطار وتناقلتها علماء الأمصار حتى ملئت منها الكتب والأسفار، ولكي تطلعوا على بعض تلك الأخبار، فراجعوا الصحاح الستة، وخصائص مولانا علي بن أبي طالب للنسائي، وينابيع المودة للقندوزي، ومودة القربى للهمداني، والمعجم للطبراني، ومطالب السؤول لمحمد بن طلحة القرشي العدوي، ومسند الإمام احمد ومناقبه ، ومناقب الخطيب الخوارزمي، ومناقب مولانا علي بن أبي طالب للعلامة صدر الحفاظ الكنجي الشافعي، وفرائد السمطين لشيخ الإسلام الحمويني، والرياض النضرة، وذخائر العقبى لمحب الدين الطبري، والإتحاف بحب الأشراف للشبراوي، والمستدرك للحاكم النيسابوري، وتاريخ بن عساكر / قسم ترجمة الإمام علي (ع)، وعشرات الكتب غير ما ذكرنا، وكلها من أعلامكم ومشاهير محدثيكم(16).



      علي عليه السلام خير البرية والبشر ومن أبى فقد كفر



      وفي كتاب كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) الباب الثاني والستون / 118 ـ 199 / ط الغري سنة 1356 هجرية للعلامة إمام الحرمين ومفتي العراقيين محدث الشام وصدر الحفاظ أبي عبد الله محمد بن يوسف بن محمد القرشي الكنجي الشافعي المتوفى سنة 658 هجرية، أخرج بسنده المعنعن المتصل بجابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه أنه قال كنا عند النبي (ص) فأقبل علي بن أبي طالب (ع) فقال النبي (ص): قد أتاكم أخي ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال والذي نفسي بيده... إن هذا و شيعته هم الفائزون يوم القيامة ثم إنه أولكم إيمانا و أوفاكم بعهد الله و أقومكم بأمر الله و أعدلكم في الرعية و أقسمكم بالسوية و أعظمكم عند الله مزية.

      قال: ونزلت (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّة)(17).

      قال: وكان أصحاب محمد (ص) إذا أقبل علي (ع) قالوا: قد أتاكم خير البرية.

      ثم قال العلامة الكنجي: هكذا رواه محدث الشام في كتابه ـ تاريخ ابن عساكر ـ بطرق شتى، وذكرها محدث العراق ومؤرخها ـ وأظنه الخطيب البغدادي صاحب تاريخ بغداد ـ رواها عن زر عن عبد الله عن علي قال: قال: رسول الله (ص): من لم يقل علي خير الناس فقد كفر.

      وفي رواية له عن حذيفة قال: سمعت النبي (ص) يقول: علي خير البشر، فمن أبى فقد كفر، هكذا رواه الحافظ الدمشقي في كتاب التاريخ عن الخطيب الحافظ، وزاد في رواية له عن جابر قال: قال رسول الله (ص): علي خير البشر، فمن أبى فقد كفر، وفي رواية لعائشة عن عطا قال: سألت عائشة عن علي. فقالت: ذاك خير البشر لا يشك فيه إلا كافر.

      قال العلامة الكنجي: هكذا ذكره الحافظ ابن عساكر في ترجمة علي (ع) في تاريخه في المجلد الخمسين، لأن كتابه مائة فذكر منها ثلاث مجلدات في مناقبه(18) (ع). " انتهى كلامه ".



      حب علي إيمان وبغضه كفر ونفاق



      وذكر ابن الصباغ المالكي في كتابه الفصول المهمة نقلا عن كتاب " الآل " لابن خالويه عن أبي سعيد الخدري عن النبي (ص) قال لعلي: حبك إيمان و بغضك نفاق و أول من يدخل الجنة محبك و أول من يدخل النار مبغضك.

      وروى العلامة الهمداني في كتابه مودة القربى / المودة الثالثة، وشيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين، عن رسول الله (ص) قال: لا يحب عليا إلا مؤمن ولا يبغضه إلا كافر. وفي رواية أخرى خاطب عليا (ع) فقال: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق(19).

      وروى محمد بن طلحة في مطالب السؤول، وابن الصباغ المالكي في الفصول عن الترمذي والنسائي عن ابي سعيد الخدري انه قال: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله (ص) إلا ببغضهم عليا.

      الشيخ عبد السلام: هكذا أحاديث نبوية صدرت أيضا في حق الشيخين أبي بكر وعمر، وما كانت خاصة بسيدنا علي كرم الله وجهه!!

      قلت: لو كان يحضر في بالك شيء من تلك الأحاديث، فبينها حتى ينكشف واقع الأمر للحاضرين.

      الشيخ عبد السلام: روى عبد الرحمن بن مالك بسنده عن جابر عن النبي (ص) قال: لا يبغض أبا بكر وعمر مؤمن ولا يحبهما منافق!!

      قلت: لقد أثار بيانك تعجبي! وكأنك نسيت قرارنا في المجلس الأول على أن لا نستدل في احتجاجنا بالأحاديث غير المعتبرة لدى الخصم، بل يجب أن تأتي بالشاهد وتستدل علي بالأحاديث المقبولة عندنا، وهذا الحديث مردود وغير معتبر عندنا.

      الشيخ عبد السلام: أظن بأنكم عزمتم أن لا تقبلوا منا حتى رواية واحدة في فصل الشيخين!

      قلت: لقد بينت قبل هذا: أننا أبناء الدليل حيثما مال نميل، وأما ظنك فباطل ولا يغني من الحق شيئا، لأني ما قبلت روايتك لا لكونها في فضل الشيخين، بل لأن الراوي متهم بالجعل والكذب حتى عند علمائكم كالخطيب البغدادي صاحب تاريخ بغداد وغيره من الأعلام المشتهرين في علم الرواية والدراية قالوا فيه ذلك عند ترجمته، وهذا العلامة الذهبي المعتمد عليه في هذا الفن، فقد قال في ترجمة عبد الرحمن بن مالك في ميزان الاعتدال ج10/236 / قال: هو كذاب أفاك وضاع لا يشك فيه أحد.

      فانصفوا.. بعد ما سمعتم هذا التصريح في رواية الحديث، هل يطمئن قلبكم وتسمح نفسكم أن تقبلوا رواياته؟! ثم فكروا.. أين حديث هذا الكذاب الأفاك الوضاع.. من حديث جابر وسلمان وأبي سعيد وابن عباس، وأبي ذر الصادق المصدق، فقد روى جماعة من الأعلام منهم: العلامة السيوطي في الجامع الكبير: ج6/390، والمحب الطبري في الرياض النضرة ج2/215، وفي جامع الترمذي ج2/299، وابن عبد البر في الاستيعاب ج3/46، وأبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ج6/295،والعلامة محمد بن طلحة في مطالب السؤول /17، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة صفحة 126، كلهم رووا عن أبي ذر الغفاري رحمه الله تعالى بعبارات مختلفة والمعنى واحد قال: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله (ص) إلا بثلاث: بتكذيبهم الله ورسوله، والتخلف عن الصلاة، وبغضهم علي بن أبي طالب (ع).

      ونقل ابن أبي الحديد في شرح ‏نهج ‏البلاغة ج4/83 / ط دار إحياء التراث العربي / نقل عن الشيخ أبي القاسم البلخي أنه قال: وقد اتفقت الأخبار الصحيحة التي لا ريب فيها عند المحدثين، على أن النبي (ص) قال: لا يبغضك إلا منافق و لا يحبك إلا مؤمن، و روى حبة العرني عن علي (ع) أنه قال: إن الله عز و جل أخذ ميثاق كل مؤمن على حبي و ميثاق كل منافق على بغضي فلو ضربت وجه المؤمن بالسيف ما أبغضني و لو صببت الدنيا على المنافق ما أحبني.

      و روى عبد الكريم بن هلال عن أسلم المكي عن أبي الطفيل قال: سمعت عليا (ع) و هو يقول: لو ضربت خياشيم المؤمن بالسيف ما أبغضني و لو نثرت على المنافق ذهبا و فضة ما أحبني إن الله أخذ ميثاق المؤمنين بحبي و ميثاق المنافقين ببغضي فلا يبغضني مؤمن و لا يحبني منافق أبدا.

      قال الشيخ أبو القاسم البلخي: و قد روى كثير من أرباب الحديث عن جماعة من الصحابة قالوا: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله ص إلا ببغض علي بن أبي طالب... والأخبار من هذا القبيل كثيرة جدا في كتبكم واكتفينا بما نقلناه رعاية للاختصار.

      والآن بعد استماعكم لهذه الروايات، فكروا.. وأنصفوا..! أما كان خروج عائشة على أمير المؤمنين وقتالها له (ع) قتالا لرسول الله وخروجا عليه (ص) ؟ أما كان حرب عائشة مع الإمام علي (ع) ناشئا عن بغضها له وينبئ عن عدائها له (ع)؟ وقد بين رسول الله (ص) كما ذكرنا أن بغض علي بن أبي طالب وعداؤه كفر ونفاق.

      فلا أدري بماذا وكيف توجهون خروج عائشة على الإمام علي (ع)؟! وبماذا تعذرونها في القتال والحرب. مع وجود هذه الأخبار المعتبرة؟!

      فكروا في هذا الأمر وانظروا بغض النظر عن الحب والبغض والرضا والسخط، بل انظروا نظر تحقيق وإنصاف! وأظهروا رأيكم بعيدين عن التعصب والاختلاف. وقبل أن تبدوا رأيكم اسمحوا لي أن أنقل لكم حديثا روته أم المؤمنين عائشة عن رسول الله (ص) وتذكرته الآن، وهم كما في كتاب مودة القربى للعلامة الهمداني الشافعي / المودة الثالثة / قالت: قال: رسول الله (ص) إن الله عهد إلي من خرج على علي فهو كافر في النار، قيل: لم خرجت عليه؟!

      قالت: قد نسيت هذا الحديث يوم الجمل حتى ذكرته بالبصرة، وأنا أستغفر الله!!

      الشيخ عبد السلام: إنني أتعجب من اعتراضك على أم المؤمنين عائشة بعدما علمت أنها كانت ناسية لكلام النبي (ص) وحديثه، ولما تذكرت استغفرت ربها، والله خير الغافرين.

      قلت: يمكن أن نقول بأنها يوم الجمل نسيت هذا الحديث، ولكنكم تعلمون أنها من حين تحركها من مكة وخروجها على أمير المؤمنين نصحتها سائر زوجات رسول الله (ص) ومنعنها من الخروج، وذكّرنها بفضائل الإمام علي (ع)، وما قال رسول الله (ص) في حقه بأن حربه حربي وسلمه سلمي، ولكنها أبت إلا إثارة الفتنة!!

      وإن أعلام مؤرخيكم الذين أرخوا واقعة الجمل وكبار محدثيكم ذكروا أن رسول الله (ص) حذرها أن تكون صاحبة الجمل الأحمر التي تنبحها كلاب حوأب، وحين خرجت إلى البصرة مرت بمنطقة تسمى الحوأب فنبحتها الكلاب، فسألت عن اسم المكان، فقالوا: تسمى الحوأب. فذكرت حديث النبي (ص) وتحذيره لها، فأرادت الرجوع، ولكن طلحة والزبير وابناهما غروها وغيروا إرادتها وثبطوها على عزمها الأول، وهو الخروج والفتنة، فتابعت طريقها حتى وصلت البصرة وألبت الجيوش لقتال الإمام علي (ع) وأججت نار الحرب وقتل بسببها آلاف المسلمين، فهل تعذروها بعد هذا، وتقبلون قولها بأنها نسيت؟! فأي نسيان هذا بعد التذكر؟!(20)

      ألم تكن هذه المخالفات منها للقرآن الحكيم وللنبي الكريم (ص) وصمات عار في تاريخها؟!

      هل أن خروجها على الإمام علي (ع) وقتالها له كان حقا أم باطلا؟ فإذا كان باطلا فكل باطل وصمة عار لفاعله، وان تقولوا كان حقا، ولستم بقائلين، فكيف التوفيق بينه وبين الأحاديث الشريفة التي مرت عن طرق محدثيكم وكبار علمائكم، أن النبي (ص) قال: من آذى عليا فقد آذاني، وقال: حربه حربي، وسلمه سلمي، ولا يبغضه إلا منافق.. وما إلى ذلك.

      بالله عليكم أنصفوا!! هل حرب عائشة وطلحة والزبير لعلي (ع) وقتالهم له (ع) كان عن حبهم لعلي أم عن بغضهم له (ع)؟!

      لم لا تنتقدونهم ولا تأخذون عليهم هذه الخطايا الكبرى والمعاصي العظمى؟! لماذا تمرون على هذه الحوادث مر الجاهلين والغافلين، ولكن تأخذون على الشيعة بأشد ما يكون، لأنهم ينتقدون أعمال الصحابة، ويميزون بين الحق والباطل فيمدحون أهل الحق ويفضحون أهل الباطل أيا كانوا؟ والجدير بالذكر أننا لا نروي في الصحابة وأفعالهم القبيحة إلا ما رواه محدثوكم وعلماؤكم، فلماذا لا تنتقمون عليهم ، ولا ترفضون رواياتهم ولا تنفون كتبهم ولا تردونها؟ بل هذه الكتب التي ننقل عنها كلها عندكم معتبرة ومقبولة وتطبع في البلاد السنية وعواصمهم، مثل مصر وبغداد ولبنان وغيرها، من باب المثال يقول العلامة المسعودي في كتابه مروج الذهب ج2 /7، وهو يتحدث عن وقعة الجمل، وهجوم أصحاب عائشة على أصحاب عثمان بن حنيف بعد المعاهدة كما ذكرنا فقال: فقتل منهم سبعون رجلا غير من جرح، وخمسون من السبعين ضربت رقابهم صبرا بعد الأسر، وهؤلاء أول من قتلوا ظلما في الإسلام.

      هذا الخبر إذا نقله مؤرخوكم لا يحز في نفوسكم ولكن إذا نقله أحد الشيعة وقال إن هذا العمل كان ظلما قبيحا من عائشة وأصحابها، تثور نفوسكم وتنفجر غيرتكم وتشتعل نيران التعصب فيكم، فترموننا بالكفر والضلالة وتبيحون لأتباعكم دماء الشيعة وأمولهم!!

      الشيخ عبد السلام: لا يجوز عندنا التدخل في الحوادث التي جرت بين صحابة رسول الله (ص)، فإنا ننظر إليهم جميعا بعين الإكبار والاحترام، فإنهم وإن اختلفوا بينهم ولكن الكل كانوا يدعون إلى الله، ومن توجه منهم إلى خطئه وانحراف مسيره عن الحق، فقد تاب واستغفر مثل الزبير (رض) في البصرة وكذلك أم المؤمنين عائشة (رض) فإنها تبعت طلحة والزبير وأخذت بقولهما، ولكنها بعد ذلك عرفت بطلان كلامهما وأنهما أغرياها وحملاها معهما إلى البصرة، فاستغفرت وتابت، والله خير الغافرين، وهو يقبل التوبة من عباده وهو أرحم الراحمين.

      قلت: أولا: قولك: فإنهم وإن اختلفوا بينهم ولكن الكل كانوا يدعون إلى الله. فهو مغالطة وكلام باطل...، لأن سبيل الله عز وجل واحد وصراط الحق واحد كما قال تعالى:

      (وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(21).

      وقال سبحانه: (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي وَ سُبْحانَ اللَّهِ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)(22).

      ثانيا...

      وأما قولك: بأن الزبير بعدما توجه إلى خطئه وانحرافه عن الحق تاب واستغفر. فأقول: نعم تاب ولكن لم يعمل بشرائط التوبة، فقد كان الواجب عليه أن يسعى في رد من أغراهم فيهديهم إلى الحق الذي عرفه في جانب الإمام علي (ع)، وكان يلزم أن ينضم هو أيضا تحت راية الحق وجيش أمير المؤمنين (ع) ولا ينعزل عن الميدان والمجاهدة.

      وأما عائشة فإن عصيانها وذنبها معلوم لكل الناس، ولكن توبتها غير معلومة، وهي كذلك ما عملت بشرائط التوبة بل ارتكبت بعد ذلك أيضا أشياء تكشف عن حقدها وبغضها لآل رسول الله (ص) ثم أن قولك: والله خير الغافرين وهو يقبل التوبة من عباده وهو أرحم الراحمين.

      كل ذلك صحيح ومقبول ولكن حفظت شيئا وغابت عنك أشياء، فقد قال سبحانه: (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ كانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً)(23).

      وكلنا نعلم أن عائشة كانت عالمة غير جاهلة وكانت في خروجها على الإمام وقتالها لعلي (ع) عامدة غير ساهية، وقد نصحتها أم سلمة قرينتها ، ونحها الإمام علي (ع)، وكثير من الصحابة، أن لا تخرج من بيتها ولا تغتر بطلحة والزبير ومروان وأمثالهم، وقد حذرها رسول الله (ص) قبلهم، وأمرها الله عز وجل في كتابه بقوله: (وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الأُْولى)(24) فما اعتنت بكل ذلك وخرجت وأحدثت ما أحدثت!! فكيف نحتم بأن الله سبحانه قبل توبتها وهي عالمة عامدة في المعصية؟!

      ثالثا... قولك: بأن طلحة والزبير أغرياها وحملاها إلى البصرة ، وأنها عرفت بطلان كلامهما بعد ذلك... الخ فإن قولك هذا يكشف بأن الحديث الذي تروونه عن النبي (ص): " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " كذب وافتراء على رسول الله وهو حديث موضوع مجعول، لأن عائشة وآلاف المسلمين اقتدوا بطلحة والزبير وهما من كبار الصحابة وما اهتدوا بل ضلوا وخسروا الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين!!!

      النواب: سيدنا المكرم! قلتم خلال كلامكم أن أم المؤمنين (رض) بعد توبتها من حرب الجمل أيضا ارتكبت أشياء تكشف عن حقدها وبغضها لآل النبي (ص) فلو سمحت، بين لنا تلك الأشياء بشكل واضح حتى نعرف واقع الأمر.



      يوما على جمل... ويوما على بغل



      قلت: مما لا شك فيه أن عائشة كانت امرأة غير هادئة وغير رزينة فقد قامت بحركات لا يقبلها الدين القويم ولا العقل السليم، وإن كل حركة من تلك الحركات تكفي في تسويد تاريخها بوصمات الذنب والمعصية، منها واقعة الجمل، وكلكم تقبلون أنها بعملها في البصرة خالفت الله ورسوله، وهي أيضا قد اعترفت بخطئها، ولكن تقولون أنها تابت واستغفرت، فإذا هي ندمت وتابت، كان اللازم عليها أن توالي آل البيت النبوي، ولكنها خرجت مرة أخرى وكشفت عن ضميرها الممتلئ عداوة لآل محمد (ص) وذلك يوم تشييع جنازة الإمام الحسن بن علي (ع) سبط رسول الله (ص) ومنعت من دفنه عند جده كما روى كثير من علمائكم، منهم العلامة سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص 193، ط. بيروت، والعلامة ابن أبي الحديد في شرح النهج ج16 / 14، عن المدائني عن أبي هريرة، وأبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين / 74، وفي روضة الصفا لمحمد خاوند / ج2، قسم وفاة الحسن [ عليه السلام ]، وتاريخ ابن الأعثم الكوفي، وفي روضة المناظر ابن شحنة، وأبو الفداء إسماعيل في كتابه المختصر في أخبار البشر ج1 / 183 ط. مصر والعلامة المسعودي صاحب مروج الذهب، نقل في كتابه إثبات الوصية 136: أن ابن عباس قال لها ـ أي لعائشة ـ أ ما كفاك أن يقال يوم الجمل حتى يقال يوم البغل ، يوما على جمل و يوم على بغل بارزة عن حجاب رسول الله (ص) تريدين إطفاء نور الله وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ـ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ.

      ونقل بعض المحدثين أنه قال لها:


      تجملت تبغلت وإن عشت تفيلت لك التسع من الثمن وفي الكل تصرفت





      وأراد الهاشميون أن يجردوا السلاح لأن بني أمية تسلحوا أيضا ليمنعوا من دفن الحسن المجتبى (ع) عند جده رسول الله (ص) بأمر عائشة، ولكن الحسين (ع) تدارك الموقف فقال: الله الله يا بني هاشم لا تضيعوا وصية أخي واعدلوا به إلى البقيع، والله لولا عهد إلي أن لا أريق في أمره محجمة دم لدفنته عند جدنا رسول الله (ص) مهما بلغ الأمر! فدفنوه في البقيع(25).
      __________________

      تم تحرير الموضوع 2 مرة, آخر مرة بواسطة نــــ الأمل ـــــور ().

    • حكم من قذف وسب الصديقة بنت الصديق
      من كتاب الله

      قال السيوطي عند آيات سورة النور التي نزلت في براءة عائشة رضي الله عنها من قوله تعالى { إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم .. الآيات } ، قال : نزلت في براءة عائشة فيما قذفت به ، فاستدل به الفقهاء على أن قاذفها يقتل لتكذيبه لنص القرآن ، قال العلماء : قذف عائشة كفر لأن الله سبح نفسه عند ذكره فقال سبحانك هذا بهتان عظيم ، كما سبح نفسه عند ذكر ما وصفه به المشركون من الزوجة والولد . الإكليل في استنباط التنزيل ( ص 190) .


      أخرج سعيد بن منصور وابن جرير الطبري والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن قرأ سورة النور ففسرها ، فلما أتى على هذه الآية {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات }، قال : هذه في عائشة و أزواج النبي صلى الله علية وسلم ، ولم يجعل لمن فعل ذلك توبة ، و جعل لمن رمى امرأة من المؤمنات من غير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم التوبة ، ثم قرأ {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء}إلى قوله{إلا الذين تابوا} ، ولم يجعل لمن قذف امرأة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم توبة ، ثم تلا هذه الآية {لعنوا في الدنيا و الآخرة ولهم عذاب عظيم} ، فهمّ بعض القوم أن يقوم إلى ابن عباس فيقبل رأسه لحُسنِ ما فسّر . الدر المنثور (6/165) و جامع البيان (18/ 104 ) .

      وقال أبو محمد ابن حزم بعد أن ذكر أن رمي عائشة رضي الله عنها ردة تامة و تكذيب للرب – جلا وعلا – في قطعه ببراءتها ، قال : و كذلك القول في سائر أمهات المؤمنين ولا فرق ، لأن الله تعالى يقول {والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ، أولئك مبرؤون مما يقولون } ، فكلهن مبرآت من قول إفك والحمد لله رب العالمين . المحلى (13/504)




      حكم من قذف ام المؤمنين عايشة رضي الله عنها فقد كفر واستباح دمه لأنه كذب الله في كلامه .


      وهذا حكم الله فيهم القتل في الدنيا وفي الآخره عذاب عظيم
      والادلة موجودة من كتاب الله وسنة نبيه .



      اللهم أني بلغت لكم عقوبتها وعقابها عند رب العالمين فـ توبوا إلى الله واستغفروه
    • نبدأ في هذه الآية !!


      يقول تعالى : ( يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ ) معنى ذلك ، ليس هناك جماعة من النساء مطلقاً أفضل منكن - بشرط التقوى - فإذا ثبتت التقوى في حقهن ثبتت افضليتهن, وهذا ليس بكثير على نساء افضل الخلق محمد بن عبد الله فداة امي و ابي .

      هل ثبتت التقوى بحقهن ؟

      نعم ! التقوى ثابتة لنساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم , وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم خيرهن بين حياة الدنيا وزينتها او الآخرة قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً ) فأخترن الله و رسولة والدار الآخرة وتركن الحياة الدنيا وزينتها ومتاعها . وكان اختيارهم صادقاً ,, و إلا لطلقهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهذا لم يثبت !

      وبما انهن صدقوا الله فصدهم الله ورفع من منزلتهن وزكاهن و كرمهن بسبب هذه التقوى والإيمان فقال : ( لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً )

      سبحاااااااااان الله وهل هناك تكريم بعد هذا التكريم !!

      الله سبحانه وتعالى ارتضاهن زوجات لنبيه وحرم عليه ان يبدلهن او يطلقهن .


      لماذا كرمها وفضلها ؟!!؟!


      وهذا التكريم من جهتين :


      1 - من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسل من الزواج عليهن


      2- ومنعه من تطليق احداهن


      فهل بعد هذا التكريم تكريم !؟! وهل بعد هذا الرضى رضى ؟!



      ولم يتوقف تكريم الله سبحانه وتعالى لزوجات النبي عند هذا الحد فقد حرم الله سبحانه وتعالى على المؤمنين يتزوجوهن من بعد رسول الله قال تعالى : (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً )


      وها هو الله سبحانه وتعالى يعظمهن ويبين منزلتهن ويجعلهن بمقام الأمهات لكل مؤمن قال تعالى : ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ )


      بالله عليكم كيف تكون أم المؤمنين منافقة ؟! او كافرة ؟!!؟ هل يعقل هذا القول ؟! أترضون ان يكرم الله المنافقين والكفار ويزكيهم ؟!؟!


      البعض يقول ان لفظ ( الإمهات ) جاء لتحريم نكاحن ,, اقول قد تقدم ذكر آيه اخرى حرمت نكاحن فلما التكرار بهذه الصغية المبهمه لو كان المراد بتحريم النكاح فقط ؟!؟!


      إنما لفظ ( امهات المؤمنين ) جاء ليشمل تحريم نكاحن وتعظيمهن كما صرح بذلك الطباطبائي في تفسيرة لهذه الآيه .. وكما نقول نحن .


      أسال الله سبحانه وتعالى ان ينير قلوبنا وابصارنا ,, كفوا عن سب امهاتنا أو التقول عليهم بشئ لا نرضاه ,,

      ومن سبهم فليشهد الناس انه ليس بمسلم وهو زنديق ,
      أيسب الولد امه ؟! ايسب المؤمن ام المؤمنين ؟!


      بارك الله فيكم وهدانا وهداكم لجادة الحق .
    • باركـ الله فيكـ أخوي (محب الصحابة)..وجزاكـ الله خيرا..وجعله من ميزان حسناتكـ..وزقكـ إبنة أو زوجة مثل السيدة عائشة رضي الله عنها..وآسأل الله أن أكونـ مثل السيدة عائشة رضي الله عنها..أشكركـ جزيل الشكر على هذا الطرح ..
    • شكرا اخي محب الصحابة على الموضوع

      لكن اذا وجدت رد واحد به ألفاظ غير لائقة سيغلق الموضوع !
      ويُرفع اسم صاحبه للإدارة

      هدانا الله وإياكم
      ماتفكر فيه .. ستحصل عليه .. !!
    • الأخ الفاضل محب الصحابة
      بعد التحية
      لدي تساؤل أرجو الرد بكل بساطة بعيد عن النسخ واللصق
      بماذا تفسر خروج أم المؤمنين عائشة على إمام زمانها أمير المؤمنين وسيد المتقين علي بن أبي طالب عليه السلام ؟
    • ~AL3afsya~ كتب:

      باركـ الله فيكـ أخوي (محب الصحابة)..وجزاكـ الله خيرا..وجعله من ميزان حسناتكـ..وزقكـ إبنة أو زوجة مثل السيدة عائشة رضي الله عنها..وآسأل الله أن أكونـ مثل السيدة عائشة رضي الله عنها..أشكركـ جزيل الشكر على هذا الطرح ..


      بارك الله فيكِ ورزقكِ صحبة النبيين

      وأمهات المؤمنين والصديقيين والشهداء ،،

      وأسكنكِ الفردوس الاعلى من الجنة ،،

      وتزينت بأخلاق أمهات المؤمنين ،،

      اللهم أمنين


      ::


      نعم من منا لا يحب عائشة رضوان الله عليها

      والدليل على محبتنا لها تسمية امهاتنا وأخواتنا باسمها رضى الله عنها

      وفالكِ طيب سوف نسمي بناتنا

      باسم عائشة زوجة البني صلى الله عليه وآله وسلم

      وبنات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

      (أم كلثوم و رقية وزينب وفاطمة )

      وهذا دليل على حبنا لهم جميعاً

      $$e



      جزاءكِ الله الجنة

      وحشركِ مع من تحبينهم في الله

      :)

    • نــــ الأمل ـــــور كتب:

      شكرا اخي محب الصحابة على الموضوع



      لكن اذا وجدت رد واحد به ألفاظ غير لائقة سيغلق الموضوع !
      ويُرفع اسم صاحبه للإدارة



      هدانا الله وإياكم



      اشكركِ إختي المشرفة
      وجزاءكِ الله الجنة
      ورزقكِ صحبة أمهات المؤمنين رضوان الله عليهم

      ::

      وان شاء الله تعالى لن تجدين إلا كل خير
      وهذا يتوقف على سعة صدور المتحاورين
      وأيضا مرتبط بالالتزام بقوانين الساحة
      بعدم التعرض لمقامات السلف الصالح من الصحابة والتابعيين لهم
      فهم قدوتنا

      ::

      أكرر شكري لكِ :)
    • الماسه لامعه كتب:

      الله يرزقكم زوجات وبنات مثل عائشه

      والله يحشركم معها يا كريم


      جميعاً يارب ،،
      من بؤكِ لباب السما ،،

      وأسال الله تعالى أن يحشرنا
      مع أمهات المؤمنيين رصوان الله عليهن
      وأن يرزقكِ أخلاق كأخلاق أمهات المؤمنين
      وبنات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
      أم كلثوم وزينب ورقية وفاطمة رضى الله عنهن جميعاً

      تحيااااتي :)
    • فتى المبرز كتب:

      الأخ الفاضل محب الصحابة
      بعد التحية
      لدي تساؤل أرجو الرد بكل بساطة بعيد عن النسخ واللصق
      بماذا تفسر خروج أم المؤمنين عائشة على إمام زمانها أمير المؤمنين وسيد المتقين علي بن أبي طالب عليه السلام ؟


      السلام عليكم ورحمة الله وبركاااته
      هلا بفتى المبرز ...


      عموماً أدري ما مقصودك بهذا السؤال !!!
      ولا يهم ذلك !!
      #h



      وأدري بأنك تعرف عز المعرفة
      أن أمنا عائشة رضوان الله عليها لم تخرج للقتال


      ولكني سوف اجاوبك جواباً شااافياً ان شاء الله
      لعله يفي بغرضك


      وأني أعلم علم اليقين بأنك سوف تعاند على هذا الرد وتكذبه كالعادة
      ولا يهم فكل إناء بما فيه ينضخ


      ::


      وأما نااحية القص والنسخ
      فهذا الامر فالحمد لله أن كان للنسخ والقص مصلحة
      كالدفاع عن هؤلاء الاطهار فلما لا !!


      علماً بأنك أنت أول شخص عملت
      هذا النسخ والقص في أوائل مواضيعك


      أم نسيت هذا !!!


      وعندما أردنا مناقشتك لم ترد علينا
      بل قمت بنسخ مقالات وأشعار بعيدة عن موضوع النقاش !!


      ::


      وبخصوص سؤالك الذي نشم منه رائحة الحقد
      وليس الوصول للحق !!!


      فأن قول أهل السنة
      أن عائشة لم تخرج للقتال،
      بل خرجت للإصلاح بين المسلمين واعتقدت في خروجها مصلحة ثم ظهر لها أن عدم خروجها هو الأسلم لذلك ندمت على خروجها، وثبت عنها أنها قالت (( وددت أني كنت غصنا رطباً ولم أسر مسيري هذا ))


      هذا هو قولنا ولله الحمد والمنة ونقول بأن أم المؤمنين عائشة من أهل الجنة وهي زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة كما كانت زوجته في الدنيا رضوان الله عنها وعن أبيه الصديق .


      وقد نقل ابن حبان (( أن عائشة كتبت إلى أبي موسى وهو والي الكوفة من قبل عليّ : إنه قد كان من أمر عثمان ما قد علمت، وقد خرجت مصلحة بين الناس، فمر من قبلكم بالقرار في منازلهم والرضا بالعافية حتى يأتيهم ما يحبّون من صلاح أمر المسلمين ))


      فهذا هو سبب خروج عائشة
      وليس بسبب بغضها لعلي رضوان الله عليه – حاشاه أم المؤمنين –
      فهذا من الكذب المكشوف الذي صنعه أعداء الصحابة وأمهات المؤمنين والذي لا يستند إلى أي دليل صحيح.


      وعلى فرض أن عائشة قاتلت عليّ مع طلحة والزبير، فهذا القتال يدخل في قوله تعالى { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداها على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين، إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويْكُم } ( الحجرات 9 10 ) فأثبت لهم الإيمان مع أنهم قاتلوا بعضهم بعضاً وإذا كانت هذه الآية يدخل فيها المؤمنين فالأولى دخول هؤلاء المؤمنون الاطهار العدول أيضاً.



      سؤالي لك يا فتى :


      هل تعتبر الصديقة المبراءة من سبع سموات عائشة رضى الله عنها أمك كما هي أمي وأم جميع المؤمنين بدليل من القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ( وزوجاته امهاتكم ) ؟؟؟؟


      أرجو الإجابة هدانا وإياكم للحق
      ورزقنا حب آل البيت والصحابة وأمهات المؤمنين جميعاً .



      تحيااتي للجميع
      :)
    • محب الصحابة كتب:



      بارك الله فيكِ ورزقكِ صحبة النبيين


      وأمهات المؤمنين والصديقيين والشهداء ،،


      وأسكنكِ الفردوس الاعلى من الجنة ،،


      وتزينت بأخلاق أمهات المؤمنين ،،


      اللهم أمنين




      ::




      نعم من منا لا يحب عائشة رضوان الله عليها


      والدليل على محبتنا لها تسمية امهاتنا وأخواتنا باسمها رضى الله عنها


      وفالكِ طيب سوف نسمي بناتنا


      باسم عائشة زوجة البني صلى الله عليه وآله وسلم


      وبنات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم


      (أم كلثوم و رقية وزينب وفاطمة )


      وهذا دليل على حبنا لهم جميعاً


      $$e





      جزاءكِ الله الجنة


      وحشركِ مع من تحبينهم في الله


      :)





      جزيت الجنة أخوي ..بارك الله فيك ..وكثر الله من أمثالكـ ..
    • محب الصحابة كتب:

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاااته

      هلا بفتى المبرز ...


      عموماً أدري ما مقصودك بهذا السؤال !!!
      ولا يهم ذلك !!
      #h



      وأدري بأنك تعرف عز المعرفة
      أن أمنا عائشة رضوان الله عليها لم تخرج للقتال


      ولكني سوف اجاوبك جواباً شااافياً ان شاء الله
      لعله يفي بغرضك


      وأني أعلم علم اليقين بأنك سوف تعاند على هذا الرد وتكذبه كالعادة
      ولا يهم فكل إناء بما فيه ينضخ


      ::


      وأما نااحية القص والنسخ
      فهذا الامر فالحمد لله أن كان للنسخ والقص مصلحة
      كالدفاع عن هؤلاء الاطهار فلما لا !!


      علماً بأنك أنت أول شخص عملت
      هذا النسخ والقص في أوائل مواضيعك


      أم نسيت هذا !!!


      وعندما أردنا مناقشتك لم ترد علينا
      بل قمت بنسخ مقالات وأشعار بعيدة عن موضوع النقاش !!


      ::


      وبخصوص سؤالك الذي نشم منه رائحة الحقد
      وليس الوصول للحق !!!


      فأن قول أهل السنة
      أن عائشة لم تخرج للقتال،
      بل خرجت للإصلاح بين المسلمين واعتقدت في خروجها مصلحة ثم ظهر لها أن عدم خروجها هو الأسلم لذلك ندمت على خروجها، وثبت عنها أنها قالت (( وددت أني كنت غصنا رطباً ولم أسر مسيري هذا ))


      هذا هو قولنا ولله الحمد والمنة ونقول بأن أم المؤمنين عائشة من أهل الجنة وهي زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة كما كانت زوجته في الدنيا رضوان الله عنها وعن أبيه الصديق .


      وقد نقل ابن حبان (( أن عائشة كتبت إلى أبي موسى وهو والي الكوفة من قبل عليّ : إنه قد كان من أمر عثمان ما قد علمت، وقد خرجت مصلحة بين الناس، فمر من قبلكم بالقرار في منازلهم والرضا بالعافية حتى يأتيهم ما يحبّون من صلاح أمر المسلمين ))


      فهذا هو سبب خروج عائشة
      وليس بسبب بغضها لعلي رضوان الله عليه – حاشاه أم المؤمنين –
      فهذا من الكذب المكشوف الذي صنعه أعداء الصحابة وأمهات المؤمنين والذي لا يستند إلى أي دليل صحيح.


      وعلى فرض أن عائشة قاتلت عليّ مع طلحة والزبير، فهذا القتال يدخل في قوله تعالى { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداها على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين، إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويْكُم } ( الحجرات 9 10 ) فأثبت لهم الإيمان مع أنهم قاتلوا بعضهم بعضاً وإذا كانت هذه الآية يدخل فيها المؤمنين فالأولى دخول هؤلاء المؤمنون الاطهار العدول أيضاً.



      سؤالي لك يا فتى :


      هل تعتبر الصديقة المبراءة من سبع سموات عائشة رضى الله عنها أمك كما هي أمي وأم جميع المؤمنين بدليل من القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ( وزوجاته امهاتكم ) ؟؟؟؟


      أرجو الإجابة هدانا وإياكم للحق
      ورزقنا حب آل البيت والصحابة وأمهات المؤمنين جميعاً .



      تحيااتي للجميع

      :)


      أخي الفاضل محب الصحابة
      بعد التحية
      لقد ذكرت أن خروج أم المؤمنين عائشة هو للاصلاح بين المسلمين
      فهل وفقت للاصلاح أم أنه دار القتال بين المسلمين ؟
      طبعاً أنت جاوبت
      بأن أم المؤمنين عائشة قاتلت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام مشتركة مع طلحة والزبير
      وبررت لها ذلك الخروج على إمام زمانها
      بأنهما طائفتان من المؤمنين اقتتلوا
      ومع أنهما اقتتلوا فإن هذا القتال لم يخرجهم من دائرة الإيمان
      بالله عليك هل هذا الكلام منطقي
      فهل من المنطق والعقل اعتقاد أن نشوب الحرب بين فيئتين واقتتالهم وسقوط قرابة 20 ألف صحابي من كلا الطرفين
      فهل هذا يرضي الرب عز وجل
      ولو كان الأمر كما تقول وتعتقد
      فلما حذر الرسول الأكرم زوجه عائشة
      من ذلك الخروج
      حيث قد أنذرها بالذات
      صحيح أن الحديث موجه لجميع نسائه
      حيث قال صلى الله عليه وآله :
      ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأديب ، وقيل الأحمر ، تنحبها كلاب الحوأب .
      وقصة كلاب الحوأب
      أنقلها لك من كتاب الأنساب للسمعاني
      الجزء الثاني صفحة 286
      روى إسماعيل بن أبي خالد ، كذلك عن قيس بن أبي حازم ، عن عائشة أنها مرت بماء فنبحتها كلاب الحوأب فسألت عن الماء ؟ فقالوا : هذه ماء الحوأب .
      والقصة في ذلك أن طلحة والزبير بعد قتل عثمان وبيعة علي خرجا إلى مكة وكانت عائشة حاجة تلك السنة بسبب اجتماع الفساد والغيث من البلاد بالمدينة بقتل عثمان ، فخرجت عائشة هاربة من الفتنة .
      فلما لحقها طلحة والزبير حملاها إلى البصرة في طلب دم عثمان من علي ، وكان معها ابن الزبير عبد الله ابن أختها أسماء ذات النطاقين ، فلما وصلت عائشة معهم إلى هذا الماء نبحت الكلاب عليها فسألت عن الماء واسمه ؟ فقيل : لها الحوأب ، فتوقفت على الرجوع فدخل عليها ابن أختها ابن الزبير وقال : ليس هذا ماء الحوأب حتى قيل انه حلف على ذلك وكفر عن يمينه ، وقيل أنها (أي عائشة) لما عرفت بأن هذا ماء الحوأب
      فإذا بها تصرخ بأعلى صوتها ثم تضرب عضد بعيرها فتنيخه ثم تقول :
      أنا واللـه صاحبة كلاب الحوأب طروقاً رُدُّوني ، رُدُّوني ، رُدُّوني ..
      هكذا ظلت هنالك ومعها قومها يوماً وليلة ، فخدعها عبد اللـه بن الزبير ، وجاؤوا لها بأربعين رجلاً وقيل بخمسين من الأعراب رشَوهم فشهدوا أن هذا ليس بماء الحوأب .
      وتممت عائشة إلى البصرة وكانت وقعة الجمل المعروفة .


      أما سؤالك الأخير حول هذه الأية
      (وزوجاته امهاتكم)
      فإن سبب نزولها بأن الرسول (ص)
      قد علم بأن بعض أصحاب القلوب المريضة من قال : غداً يموت محمد ونتزوج بزوجاته
      فغم الرسول لهذا الكلام
      فنزلت تلك الآية تكريماً للرسول الكريم وتحرم زوجاته على جميع المؤمنين وتعتبرهن كأمهاتهم
      مع العلم أن جميع الشيعة لا يخدشون في عرض أمنا عائشة بل وجميع زوجات الأنبياء
      نعم هناك من زوجات الأنبياء من وبخهم القرآن الكريم بل وتوعدهم بالعذاب الشديد وذلك لسوء أفعالهن
      فنحن لا تأخذنا العواطف بل تحكمنا العقول
      وننظر لكل شخص من قبل أعماله وأفعاله وأقواله
      فإن كانت كلها لله رضا نضعه فوق رؤسنا

    • السلام عليكم و رحمة من الله و بركاته ، بداية إعذروني على التتطفل ، و لكني فقط ودت أن أطرح بعض الإسئلة لإخي (( فتى المبرز )) بخصوص الصحابية الجليلة و زوجة الرسول صلى الله عليه و سلم و أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها و عن أبيها .


      السؤال الإول : من الذي سمى السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ب (( أم المؤمنين )) وهل تستحق أن تسمى بهذا الإسم إلى يوم الدين ، أم من سماها بهذا الإسم قد أخطاء ؟

      و هل لك أن تخبرنا بمدلولات هذا الإسم أم أنه كان عبثا ؟؟

      السؤال الثاني : نحن نعلم بإن السيدة عائشة قد أخطأة عندما خرجة على سيدنا علي ، و لكنها قد عاشة طويلا بعد ذلك و قد تابت رضي الله عنها و حجة كثيرا و هي بشر و ليست بمعصومة .
      السؤال : هل عندك إعتراض ـ يا أخي الكريم ـ على أن السيدة عائشة قد تابت ، و هل عندك إعتراض على أن الله سبحانه و تعالى يقبل توبة العبد إذا تاب ؟؟

      السؤال الثالث : هل أخطاء الإمام (( المعصوم )) علي رضي الله عنه عندما قبل بالتحكيم ؟؟


    • الــمـنــذر كتب:


      السلام عليكم و رحمة من الله و بركاته ، بداية إعذروني على التتطفل ، و لكني فقط ودت أن أطرح بعض الإسئلة لإخي (( فتى المبرز )) بخصوص الصحابية الجليلة و زوجة الرسول صلى الله عليه و سلم و أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها و عن أبيها .



      السؤال الإول : من الذي سمى السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ب (( أم المؤمنين )) وهل تستحق أن تسمى بهذا الإسم إلى يوم الدين ، أم من سماها بهذا الإسم قد أخطاء ؟


      و هل لك أن تخبرنا بمدلولات هذا الإسم أم أنه كان عبثا ؟؟


      السؤال الثاني : نحن نعلم بإن السيدة عائشة قد أخطأة عندما خرجة على سيدنا علي ، و لكنها قد عاشة طويلا بعد ذلك و قد تابت رضي الله عنها و حجة كثيرا و هي بشر و ليست بمعصومة .
      السؤال : هل عندك إعتراض ـ يا أخي الكريم ـ على أن السيدة عائشة قد تابت ، و هل عندك إعتراض على أن الله سبحانه و تعالى يقبل توبة العبد إذا تاب ؟؟


      السؤال الثالث : هل أخطاء الإمام (( المعصوم )) علي رضي الله عنه عندما قبل بالتحكيم ؟؟







      لا زلت أنتظر رد أخي العزيز (( فتى المبرز )) ؟؟
    • سلام من الله على من اتبع الهدى

      اللهم صل وسلم على محمد وال محمد

      ادرجت يا اخ ( محب الصحابة ) ذها الحديث : عن أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كَمُل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)) متفق عليه.

      وانا اعطيك هذا الحديث :
      قال رســـول اللّه (صلى الله عليه وآله): (كَمُلَ مِنَ الرِّجال كَثِيرُ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النساءِ إِلاّ أَرْبَع: مَرْيـــم وَآسِيَة وَخَديجـــَة وَفاطِمـــَة) من كتاب سنن الترمذي لديكم

      فراجع عقلك


      وادعوا لك ان يحشركم الله مع امكم عائشة

      وان يحشرنا اما واختي الماسة الامعة واخي فتى المبرز مع امنا الزهراء صلوات الله وسلامه عليها وعلى ابيها رسول الله واله الكرام


      اللذي قال عنها الرسول صل الله عليه واله وسلم :

      " اول من يدخل الجنة علي وفاطمة " والحديث موجود في

      صحيح البخاري لمحمد بن اسماعيل البخاري من اصح كتبكم

      بعد القران الكريم .



      ثم اعرفوا ماذا تنقلون

      قال رسول الله صل الله عليه واله وسلم : نزلت اية التطهير في

      خمسة في وفي علي وحسن وحسين وفاطمة ) وهذا موجود في

      كتابكم حصيح مسلم فكيف تقولون انها نلزت في عائشة

      وزوجات النبي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


      ثم الكل يعلم ان احب الزوجات الى رسول الله كانت السيدة خديجة

      سلام الله عليها وكانت عائشة تغار من السيدة خديجة حتى بعد

      وفاتها







    • اللهم أحشرنا مع عبدك و رسولك محمد صلى الله عليه و سلم ، و مع أم المؤمنين(( عائشة)) و مع السيدة ((فاطمة)) بنت محمد و مع زوجها(( علي)) و إبنيها(( الحسن و الحسين)) ، آآآآمين يا رب العالمين .

      اللهم أحشر الخميني و محبيه عاشقة الزهراء مع أبو لؤلؤة قاتل الخليفة الفاروق عمر إبن الخطاب ،،، قولي آمين يا عاشقة الزهراء #h.