حقاً ؛؛
لا أرغب بكتابة شيء .. أيّ شيء
إنما أناملي أصرّت على استقبال لو حة المفاتيح بما يُشبه الـ شتات !
مزاجي وكُلّي مرهقٌ جداً من يقظة متواصلة ..
أحاول الآن بعد فنجانيّ قهوة سادة وهدوووء تاااام قراءة شيء أحبه ..
إنما ..
كيف أنفضُ الصحو عن قلبي ؟
كيف أخبرها ببساطة لن تفوت عينيها :
أن حرفي تقريباً صوتكِ ..
إنما خفقي لا يُقاربكِ في شيء ..
الموت الذي تظنين الهواء يدُسّه حولكِ
ذاك ليس موتاً ..
ياااااااهـ لو تعرفين الموت حقاً كيف يكون
لاستدبرتِ شوقاً أكثر ، ودمعاً رغم أنه دمع، فهو أجمل ..
حرفي ..
كـ أنفاس روحكِ التي لا يلحظها أو يتجاهلها مَنْ حولكِ !
هل توّديني تقمّصكِ ،ومحاولة الكتابة كما تتنفسين ؟
أبدّل من حرفي قليلاً ، لا لألهو بكِ ، حاشا لله ..
فقط لتعرفي أنّي لا أشبهكِ ..
مثلاً ..
إن كتبتِ أنتِ عن سطوة الأماكن ستجعلينها هكذا :
أدارتْ لها الأماكن طُهرها ..
وراحت تزحف بـ جُبْنٍ نحو الشمس ..
لا هي بلغتها ..
ولا هي تركتِ العشب الطيّب ينمو ..
ذهبتْ بوجهها الكريه ، تُرمّمه بالمسافات الخائنة
وحدودها المُلتويّة تنفثُ البؤس على الأصدقاء فتتساقط ملامحهم ..
تغزل القلق الجاحد فوق رؤوسهم ،
وتُحيكُ العَفَنْ لتسدّ ثقوب جوفها الفارغ ..
تدوس بكعبها النتن فوق خفقنا و... تسحقه
تنكأ الليل ولا تُجيد رَتق القناديل ..
تُعلّقها عمياء ، يتأرجح بها الظلام
ويسخر منها المارّة ..!
وإن كتبتُ أنا ستكون هكذا :
هي الأماكنُ لن تتغيّر
عجوزٌ تُجعّد وجهها ، وتجمّل عينيها
وتحاول جاهدة أن تضع الأحمر باستواء فوق شفة مشقوقة ..
هي هكذا ..
تمتص فينا الحياة وتلفظنا ذاكرة ..
تلّون نفسها كثيراً لتُغيّب أسودها اللزج !
تصفعِ الحنين وتٌلقمه الـ تحايل ليسكت ..
يا قلباً يتنفس :
الحرف له فعلُ انتماؤكِ بـ مساس من روح ..
الفجر فيه يُنسج بانتقام يمدّ للنهارات الوحشة كخيطِ من حرير ..
لو مالمسناه لما تعرفنا على ما يُغاير زواله ليبقى ولا يموت ،
كحرف يوجد العذر للـ إياب ..
حين قرأتكِ اليوم :
احتللتِ ذهني بأسئلة كثيرة
أتعلمين أنه غافلكِ وطالعنِي ؟!!
ذاكَ ، ياسمينكِ ، الذي كان يحتشد ليعطي للعطر ياقته الأنيقة ..
ولعينيكِ مرحهما الدافىء ..
ولـ حديثكِ ، دفقة ودّ لها متعة تأمّل مطلع الربيع ..
أثق أنكِ كنتِ :
في كل التفاتة تُشعّين كـ وهج يُرنّم على شفاههم
لحن أنثى ، مجرّد خمارها يزفّ فيهم حياة !
فـ أينْ تحوّلتِ عنكِ ؟
روح؛
4/11/2010
357 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ