عذرا لاتفهمني غلط (الجزء الثاني)

    • عذرا لاتفهمني غلط (الجزء الثاني)

      سكري الباب !

      بينما نحن جلوس – أنا وجدتي – في إحدى الليالي نتبادل الحديث إذ أتى عمي من المدينة فجأة بعد غربة دامت ثلاثة أشهر، فاستقبلنا عمي وجلسنا نتناول العشاء، فهبت رياح حتى فتحت النافذة، فقال عمي لجدتي : " سكّري الياب "، فأخذت جدتي قليلاً من السكر ثم صبته على باب النافذة! .. فضحكنا على جدتي حتى تركنا العشاء من كثرة الضحك.



      مرادا أم برادا ؟

      ذهبت من إحدى المناطق الريفية الحارة إلى صنعاء العاصمة لأدرس في أحد مراكزها العلمية – مركز الدعوة – فلبثت أياماً ثم رجعت إلى قريتي، وكان في صنعاء بالمركز شيخ قد عرفته يسمى " مراداً " ويعرفه أكثر طلاب المركز.
      فلما رجعت إلى القرية التقى بي بعض معارفي وسألني عن حالي، ثم قال لي : هل يوجد في صنعاء " بُراد " – يعني برد – بمعنى : هل الجو بارد ؟.
      فقلت له وقد ظننته يقول : مُراد، نعم ! مراد القدسي موجود، كان يدرس الفقه، والرجل العامي يعود فيسأل : هل في صنعاء بُراد ؟ فأقول : نعم، الشيخ مُراد القدسي! ثم انتبهت إلى مقصوده فقلت : آه .. نعم .. بُراد .. بُراد .. يوجد في صنعاء برد شديد .
      وكنت أتصور أن كل الناس تعرف " مراداً " كما هو الشأن في المركز ! .



      من أكل الخبز ؟

      تروي لي أمي أنه كانت لديهم ماشية، وكانوا يسمونها بأسماء، وكانت من بينها شاة اسمها " سيدة "،
      وذات يوم زارتنا جارتنا واسمها " سيدة "، وبينما هي جالسة في البيت إذ دخلت الشاة " سيدة " البيت ووصلت إلى المطبخ وأكلت الخبز، فجاء صوت من الدار أن " سيدة " أكلت الخبز، فظنت المرأة أنها هي المقصودة فقامت من مجلسها غاضبة وهي تقول : أنا التي أكلت الخبز؟! فخرجت من المنزل وهي تعاهد نفسها بألا تزورنا مرة أخرى .



      لا تعجل بلومك

      أخبرني زميلي قائلاً : سافرت ذات مرة من الريف إلى المدينة والتقيت فيها بأحد الزملاء المنتسبين للسلك العسكري، وفي إحدى الليالي وعلى مائدة العشاء بدأنا نتجاذب أطراف الحديث، فقال لي – وكان حديث عهد بالزواج - : يا أخي أنا تعبت وحدي هنا بدون الزوجة !.
      فقلت له : ولماذا لا تأخذ زوجتك معك ؟.
      فاحمر وجهه وانتفخت أوداجه، بل تعدى الأمر إلى السب والشتم، فذهلت وتسمّرت مكاني من شدة المفاجأة، فتدخل بقية الزملاء وهدأوا من روعنا، وبعد أن هدأنا بدأنا نناقش المشكلة فاتضح لي أنه فهم مني أنني أقصد أن يأخذ زوجته معه إلى المعسكر، وأنا أقصد أن يأخذها معه إلى المدينة ! .



      لم أقصد

      تعرفت على إحدى الأخوات فأردت أن تشتد الصلة بيننا، ففكرت بأن أدعوها إلى منزلي .. تحقق المراد وأتت الأخت وأدخلتها الغرفة المعدة لها، وكنت فرحة جداً بها، وكان المنزل ضيقاً بعض الشيء، وأثناء تجهيزي للشاي إذ بأخي على الباب ومعه مجموعة من الشباب سيدخلون غرفتها، فأوقفته بسرعة ثم دخلت إليها وقلت لها بارتباك شديد : بسرعة يسرعة أخرجي ! – أريدها أن تذهب إلى الغرفة الثانية التي فيها أمي وأختي – وانشغلت بتحضير القهوة لأخي ثم عدت إلى الصديقة فلم أجدها، تفاجأت بعد صلاة العشاء بها تتصل بي وإذا هي غاضبة مني ولم ترد الإجابة في البداية وقالت : ما هكذا يفعل المسلمون بضيوفهم! يدعونهم إلى بيوتهم ثم يطردونهم منها! .. أُحرجت منها كثيراً ثم شرحت ووضحت لها الموقف .



      وفوك نفخ

      يومها كنا في الثانوية، وكان مدرس التربية الإسلامية بيني وبينه احترام شديد لكوني من المتفاعلين معه، وكان يكره الكلام أثناء الدرس، وخاصة عندما يكتب على السبورة، إلا أن الطلاب يعاكسون ذلك.
      وذات مرة دخل الحصة، وعندما بدأ الكتابة أصدر بعض الطلاب أصواتاً، فالتفت فرأى بعضهم فطردهم من الحصة، وعاد للكتابة، وكان بجانبي زميل يفعل ذلك، فحاولت نصحه وأنه لا ينبغي هذا الفعل، فالتفت المدرس فرآني أتكلم ! فغضب غضباً شديداً وقال : قم واخرج، فحاولت أن أفهمه ولكنه لم يتفاهم .
      فخرجت وأحسست بمرارة شديدة – لأول مرة أطرد من الحصة – وبعد الحصة أتاني زميلي مبتسماً قائلاً : لقد أصبحت حصته ميتة، فلم يجد من يشارك معه! .



      أغلق المذياع

      في رمضان الساعة الثالثة صباحاً كنا جلوس – أنا ووالدتي – ننتظر السحور ونستمع إلى المذياع لأحد القراء يتلو القرآن، فبدأ هذا القارئ يقرأ بالقراءات السبع، فقرأ سورة " طه " بكسر الهاء، فقالت والدتي : أغلق المذياع، فهذا القارئ لا يعرف كيف يقرأ، أصبح يلعب بالقرآن! .



      طلقني .. وطلعني

      تزوج رجل تهامي يمني بامرأة مصرية، ثم حصل بينهما خلاف فتشاجرا وارتفعت أصواتهما، فقالت المرأة المصرية له – طالبة الفراق منه - : طلأني ( أي : طلقني ) وأهل تهامة يبدلون العين عند النطق بها إلى ألف، ففهم من قولها ( طلأني ) معنى ( طلعني ) فقال لها متعجباً : أطلأش وين ؟! أي : أطلعك أين! .


      أأتركه أم أريقه ؟

      في منطقة تهامة تأتي كلمة ( كُبّة ) بمعنى ( اتركه ) وفي الجبال بمعنى ( صبه ) ومن هذا الاختلاف حدثت هذه القصة :
      ذهب أحد الأصدقاء لزيارة ابن عمه في تهامة، وملأ له إبريق الماء ليتوظأ، وبقي فيه ماء كثير فقال له : ماذا أفعل به ؟ فقال له : ( كُبّه ) فما كان منه إلا أن صبه في الأرض وسط استغراب أولاد عمه، وعندما رأى استغرابهم لفعله بيّن لهم أنه في الجبل عندهم كلمة ( كبه ) بمعنى ( صبه ) .. فضحكوا لفعله ولقوله واختلاف المعاني واللهجات .



      لا مانع

      كنا نأخذ درساً للتقوية في مادة الرياضيات، وفي أحد الأيام انضمت إلينا زميلة جديدة، وبعد انتهاء الدرس قامت المدرسة وهمت بالرحيل، وقبل أن تخرج من الفصل أرادت أن تطمئن على الزميلة الجديدة إن كانت فهمت الدر جيداً أم لا، فسألتها : ( ما شية معايا؟ ) – تقصد في الدرس – ولكن البنت اعتقدت خطأ بأنها تقصد : هل طريق عودتك للمنزل هو نفس طريقي؟ فقالت لها : هو حضرتك ماشية منين؟ .


      هل أنت أمي أم متعلم ؟

      ذهبت في العطلة الصيفية إلى إحدى القرى الريفية لزيارة صديقي في المدرسة، فاستقبلني ورحب بي، وجلسنا نحن ووالده الكبير في السن، فبدأنا نتبادل أطراف الحديث، فسألت والد صديقي : هل أنت أمّي أم متعلم ؟.
      فقال : الله المستعان عليك .. أنا أمك! .. فضاقت بي الدنيا من شدة الإحراج .



      تشتعل فيك

      في إحدى المرات التي عملت فيها موظفاً للجمارك – في فترة الحج – جاءت رحلة مغربية، وكان علينا التفتيش على أفراد الرحلة من الحجاج المغاربة، وكلما انتهيت من تفتيش حاج أو حاجة كنت أقول له: يعطيك العافية، فكان الرد : تشتعل فيك إن شاء الله! .
      كنت أستغرب هذا الرد إلى أن جاء أحد المفتشين القدامى الذين لهم خبرة في اللهجات فأخبرني أن العافية عند الإخوة المغاربة هي النار! أعاذني الله منها وأعاذ إخوتنا المغاربة وجميع المسلمين .


      ترحيل

      كان لدينا دورة في القرآن الكريم في أحد المكاتب الدعوية التي أعمل بها، وكان الحضور من جميع الجنسيات، وفي نهاية أحد الأيام جاءت إليّ إحدى الدارسات من الجنسية السودانية وقالت: هل يوجد لديكم ترحيل؟!
      لم أفهم قصدها، وبما أننا في دورة للقرآن الكريم ظننت أنها تقصد إجازة في القراءة، فقلت لها : إن شاء الله في نهاية الدورة ستكون هناك إجازة تمنح من قبل الشيخ لمن تستحق،
      قالت: أنا لا أقصد ذلك، إنما قصدي أن زوجي مشغول وأنا بحاجة إلى ترحيل ( مواصلات ) .. عندها لا تسأل عن موقفي وإحراجي .