........ بدأ الهدوء يسود بين شوارع المدينه مع اقتراب شمس الغروب من نهايتها .هاهي الشوارع تخلو شيء وشيء من المشاه ولم يتبقى غير البؤساء والمحرومون هم من يتخذ من الشوارع ملاذا لهم من قسوة الأيام . نعم البؤساء هم تلك الأجساد الفانيه في البحث عن لقمة العيش بين قصور الأغنياء الذين يعيشون حياة الترف والطيش. بؤساء نجدهم في كل زمان ومكان .. بؤساء حطمتهم رياح الأحزان والآلام.
بين حياة البؤس وحياة الغنى عاشت بطلة قصتنا ... طفله عاشت حياتها يتيمة بلام أم وأب ... عاشت وهي تحمل أصفى قلب ... عاشت وهي تحلم أن يفتح لها للسعادة أوسع درب. قبل وفاة والديها كانت تعيش حياة العز والجاه فقد كان والدها من أكبر تجار المدينه. وكان في كل يوم يعود فيه من عمله تسرع طفلتنا لاستقباله واستقبال الهدية التي تعود ان يحضرها معه لوحيدته. مرة الأيام ودخلت البلاد في موجة من الحروب أدت الى افلاس والدها من جميع أمواله وأملاكه فسقط صريع المرض والفراش وفتاتنا واقفة أمام سرير والدها والدموع تتساقط حسرة على ما أصابه من مصائب. وما هي الا ايام حتى فارق الحياه وتشردت الأم وابنتها في المدينه الكئيبه فبعد أن كانا يستيقظان على صوت الخادمه وهي توقظهما لتناول الفطور صارا يستيقظان على صوت سيدهما الجديد وهو يصرخ في وجهيهما ويوسعهما ضربا وتجريحا حتى مرضت الأم من شدة التعب والأرهاق والتي لم تعتد عليه من قبل ولحقت زوجها في مثواه الأخير تاركةً وراءها ابنتها تقاسي مرارة اليتم والحرمان. فبعد أن كانت تنام في حضن أمها الدافئ لم تجد أمامها غير دمية أهداها لها والدها الراحل فراحت تحتضنها وتضمها لصدرها علها تجد بعض ما فقدته من حنان والديها. لم تستطع طفلتنا أن تحتمل قسوة العمل في بيت سيدها فهربت من البيت ولا تدري الى اين تتجه. راحت تجري بكل قوتها بين الشوارع وهي تمسك دميتها بين ذراعيها وما هي الا ساعة حتى أنهكها التعب وارتمت على إحدى الأرصفة لترتاح ولتنام بعدها في سبات عميق وكأنها لم تنم منذ أيام. ها قد بدأت الشمس في الغروب وما تزال الفتاة تخلد في نومها وهي تحتضن دميتها والابتسامة بادية على شفتيها.
ربما لأنها كانت تحلم بأبويها وهما يداعبانها كعادتهما كل مساء فقد تعودت على ذلك منذ ولادتها ولكن لم يبقى لها غير الحلم يداعبها لتنام. اقترب الليل من منتصفه ومازالت فتاتنا مرتمية في الرصيف حتى أيقضها شدة البرد فلم تكن ترتدي غير فستان خاطته لها أمها منذ فترة طويله وكان كل ما بقي لها. المسكينه ... التفتت الى اليمين والى الشمال .. بحثت بين الطرقات والشوارع .. كانت خاويه لا أثر لبشر فيها . جلست تسأل نفسها أين ذهب الجميع ؟؟ولماذا أنا وحدي هنا ؟؟ وأين أنا ؟؟ لم تجد من يجيب عليها فراحت تركض برجليها الحافيتين وتبحث عن من ينتشلها من عالم الضياع هذا ولكن بلا فائده. وفي النهايه استسلمت للتعب والنعاس وعادت تحتضن الدمية من جديد لتشعر بالدفء والحنان ونامت وهي تحلم بأبيها وهو يعود الى البيت حاملا معه هدية جديده وترتمي على حضنه الدافئ وأمها تناديها لتناول الطعام. مرت ساعات الليل طويلة على فتاتنا وبدأت خيوط الفجر تسطع من جديد وبدأ الناس يخرجون لتفقد أعمالهم ولكنهم تفاجئوا بالفتاة وهي تنام على رصيف الشارع. حاولوا إيقاظها ولكن الوقت قد فات .. فقد نامت نومتها الأبديه والابتسامة ترتسم في شفتيها وهي تمسك دميتها بين يديها. وهكذا وقفت طفلتنا أمام اعصار الألم والحزن ورمته خلفها لتعيش حياة السعادة ولو كانت في أحلامها الورديه لكنها كانت بالفعل حياة أبديه.
بين حياة البؤس وحياة الغنى عاشت بطلة قصتنا ... طفله عاشت حياتها يتيمة بلام أم وأب ... عاشت وهي تحمل أصفى قلب ... عاشت وهي تحلم أن يفتح لها للسعادة أوسع درب. قبل وفاة والديها كانت تعيش حياة العز والجاه فقد كان والدها من أكبر تجار المدينه. وكان في كل يوم يعود فيه من عمله تسرع طفلتنا لاستقباله واستقبال الهدية التي تعود ان يحضرها معه لوحيدته. مرة الأيام ودخلت البلاد في موجة من الحروب أدت الى افلاس والدها من جميع أمواله وأملاكه فسقط صريع المرض والفراش وفتاتنا واقفة أمام سرير والدها والدموع تتساقط حسرة على ما أصابه من مصائب. وما هي الا ايام حتى فارق الحياه وتشردت الأم وابنتها في المدينه الكئيبه فبعد أن كانا يستيقظان على صوت الخادمه وهي توقظهما لتناول الفطور صارا يستيقظان على صوت سيدهما الجديد وهو يصرخ في وجهيهما ويوسعهما ضربا وتجريحا حتى مرضت الأم من شدة التعب والأرهاق والتي لم تعتد عليه من قبل ولحقت زوجها في مثواه الأخير تاركةً وراءها ابنتها تقاسي مرارة اليتم والحرمان. فبعد أن كانت تنام في حضن أمها الدافئ لم تجد أمامها غير دمية أهداها لها والدها الراحل فراحت تحتضنها وتضمها لصدرها علها تجد بعض ما فقدته من حنان والديها. لم تستطع طفلتنا أن تحتمل قسوة العمل في بيت سيدها فهربت من البيت ولا تدري الى اين تتجه. راحت تجري بكل قوتها بين الشوارع وهي تمسك دميتها بين ذراعيها وما هي الا ساعة حتى أنهكها التعب وارتمت على إحدى الأرصفة لترتاح ولتنام بعدها في سبات عميق وكأنها لم تنم منذ أيام. ها قد بدأت الشمس في الغروب وما تزال الفتاة تخلد في نومها وهي تحتضن دميتها والابتسامة بادية على شفتيها.
ربما لأنها كانت تحلم بأبويها وهما يداعبانها كعادتهما كل مساء فقد تعودت على ذلك منذ ولادتها ولكن لم يبقى لها غير الحلم يداعبها لتنام. اقترب الليل من منتصفه ومازالت فتاتنا مرتمية في الرصيف حتى أيقضها شدة البرد فلم تكن ترتدي غير فستان خاطته لها أمها منذ فترة طويله وكان كل ما بقي لها. المسكينه ... التفتت الى اليمين والى الشمال .. بحثت بين الطرقات والشوارع .. كانت خاويه لا أثر لبشر فيها . جلست تسأل نفسها أين ذهب الجميع ؟؟ولماذا أنا وحدي هنا ؟؟ وأين أنا ؟؟ لم تجد من يجيب عليها فراحت تركض برجليها الحافيتين وتبحث عن من ينتشلها من عالم الضياع هذا ولكن بلا فائده. وفي النهايه استسلمت للتعب والنعاس وعادت تحتضن الدمية من جديد لتشعر بالدفء والحنان ونامت وهي تحلم بأبيها وهو يعود الى البيت حاملا معه هدية جديده وترتمي على حضنه الدافئ وأمها تناديها لتناول الطعام. مرت ساعات الليل طويلة على فتاتنا وبدأت خيوط الفجر تسطع من جديد وبدأ الناس يخرجون لتفقد أعمالهم ولكنهم تفاجئوا بالفتاة وهي تنام على رصيف الشارع. حاولوا إيقاظها ولكن الوقت قد فات .. فقد نامت نومتها الأبديه والابتسامة ترتسم في شفتيها وهي تمسك دميتها بين يديها. وهكذا وقفت طفلتنا أمام اعصار الألم والحزن ورمته خلفها لتعيش حياة السعادة ولو كانت في أحلامها الورديه لكنها كانت بالفعل حياة أبديه.