عندما يتجرأ العشق على الفضيلة

    • عندما يتجرأ العشق على الفضيلة

      بسم الله الرحمن الرحيم



      قال الكاتب الأديب مصطفى صادق الرافعي رحمه الله في كتابه الرائع وحي القلم في معرض حديثه عنالرجولةبين العشق والفضيلة :
      أن المرأة الجميلة تخاطب في الرجل الواحد ثلاث: الرجل وشيطانه وحيوانه ,فأما الشيطان فهو معنا يتسرب إلى نفوسنا كل يوم, وأماالحيوان فهو يعيش على الغريزة والغريزة وجدت عند كل دابة, وأما الرجل فهو مشكلةالعصر إذا لم تكن لديه جوهرة تدعى الرجولة .(1)واسمح لي عزيزي القارئ, ومن تلك الكلمات أن أبدأ بأخبارك عن تلك المأساة الإنسانية, والتي ما دفعني لإخبارك عنها إلا كونهاولدت في عصر الرذيلة, والماديّة الحمقاء العمياء,وهي ليست من الأساطير التي مازالت قصص التاريخ تخبرنا عنها وهي تعلم أنّها كاذبة أوأنّها من صنع أحد الحكماء من صناع العبر أو الدّجالين من صناع الفجور, بل هي قصة الواقع والحقيقية , هي قصة العشق عندما ينحرف عن الصراط المستقيم, ويكون القاتل وأداة الجريمة ومكانها وزمانها وصانع ذلك الانحراف هو ذلك المجتمع , الذي كلما تفاءلنا خيرا بصلاحه ورشده واسترداده لعافيته , ورجوع الفضيلة إلى رشدها وفطرتها وتركها للرذيلة رد علينا برذائله وسفهائه , ليخبرنا بأن الطريق إلى الفضيلة ما زال طويلا, وأن الشجرة المثمرة لا تعطي ثماراناضجة إلا إذا سقيت بماء عذب رقراق , وشمس دافئة وأرض خصبة , وعناية إلهية هي أصل تلك الثمار, وأن السفينة التي تشق عباب البحر, وتواجه الرياح العاتية والأمواج المتراطمة , تغرق بطائش أحمق أحب أن يرى
      الماء كيف يتسرب للسفينة, فقام بثقبها لتغرق صالحهاوطالحها, ولعمري هذا ما يصيب مجتمعنا صعوبة البناء وسهولة الهدم .
      و إنّ المرأة الشرقية لا تستطيع أن تمنع عيونها من ذرف الدموع متى كانت المشكلة رجل ,فما بالكم إذا كان المحرّض على ذرف الدموع رجل شرقي عاشق, وإنّ المرأة الشرقية يزداد وجهها شحوبا, وجسدها وهنا وضعفا متى كان المانع للشمس من مداعبة وجهها, والسالب لتلك الوردة رحيقها مشكلة اسمها رجل .
      وما تلك المرأة الشرقية التي ذكرتها لكم إلا بطلة القصة, وما ذلك الرجل إلا مخرجها, وما التاريخ إلا الحكم عليها, ولعلي أحسب نفسي في هذا المقام مخبركم ببعض ما سمحت به فريستي في إدراك معالم تلك الشخصية , هي امرأة مؤمنة تحافظ على علاقة طيبة مع بارئها قدر المستطاع, وكل ما تصبو إليه زوج طيب وأبناء تزرع فيهم بذور الفضيلة, وهي رقيقة القلب قد تبكي لبكاء أي طفل يحاول البكاء أمامها, فما بالكم لو أنه أطلق لطفولته البريئة العنان, إلا إنها عاشقة!!! والعشق أيها السادة إما أن يتجرأ على الفضيلة أو يتصالح معها ومع تلك المرأة اختار الجرأة .


      يتبع


      ملاحظة هامة أيها الأخوة : هذه القصة حقيقية ومن تأليفي ولكم جزيل الشكر




    • كلام جميل ..

      ونرجو المزيد

      وتحياتي
      لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
      لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
      الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!
    • قالت لي: وقد بدت علامات الحزن على وجهها, و بدأت عيونها تتمرد عليها وتلح عليها بالبكاء, وذرف الدموع
      إلا أنها تماسكت : يا أخي في الله أني والله لأتوسم بك خيرا, ولعمري لا أشعر بحديثي معك بحقيقة أنك لست أخي من أبي وأمي, فبالله عليك إني طارحة عليك معضلتي وشاكية لك سوء حالي, وعطش روحي, ووهن جسدي فهلا أنصت ألي قليلا وتنبهت لكلماتي بعقلك وروحك وإنسانيتك, و إياك أن تنصت لي بقلبك فأنك لا تدري ماذا فعل الفؤاد بي, ثم أطلقات عدة تنهيدات وكأن بها روحها تخرج مع كل تنهيدة كارهة متعبة ممن حولها من بشر ونصف بشر وإنسانية وشبه إنسانية ثم نجحت العيون في تمردها و0000000بكت
      قالت : أحببته ووالله الذي رفعالسماء, وبسط الأرض, وأجرى السحاب, وأنزل الغيث , لكأني لم أعرف مخلوقا من مخلوقاتالرحمن يدعى رجل إلا عندما التقيته, ورأيته بأم عيني رجل شرقيا يعتز كما يعتزأقرانه بفضائل الرجولة, لقد أحسست أني رأيت ضّالتي المنشودة, وأنّ السعادة التييتحدث عنها الشعراء في قصائدهم , والأدباء في عطر نثرهم, و والفلاسفة والحكماء فيأوج حكمتهم, تكمن في اجتماع القلب والروح في إحدى المماليك السعيدة التي يسكنهاالعشاق بأمان غيرخائفين من خفافيش الليل ولا غربان النهار, مع قلب عاشق وروح طاهرةتسمو بالنفس الإنسانية الى أرقى درجات الكمال.
      وهو رجل أحسبه من أصحاب القلوب الطيبة, والأخلاق الحميدة, وتراهيتسلح بالأمل والإرادة كلما اختار طريقا من طرق العيش واثبتت التجربة وعورته ليختارطريقا آخر أيسر وأسهل وأكثر نجاحا وتألقا, وفوق كل ذلك هو مسلم يخشى الله ويتقيه فيمعاملة القوم حريص على الصلاة وأداء الفرائض وإرواء ظمأ روحه إذا عطشت من ذكر وتلاوة لآيات القرآن الكريم التي تروي الظمأ كلما تعب الجسد من أوساخ الدنيا وغرورهاوكما يفعل العشاق في أوج جنونهم يبدأون بالرذيلة وكلهم أمل أنها الطريقالى الفضيلة فكان الكلام بيننا على الهاتف نتبادل أحاديث العشاق وكان هناك إحساسيراودنا بأن الحق كل الحق معنا والصواب كل الصواب معنا فما الحب بجريمة حرمهاالإسلام وما العشق من جنود الرذيلة
      قالت : ودقت ساعة الصفر, تعلن بدء النهاية, وانتشر الخبر في الملأ, وسرى بين العوام والخواص كما يسري الدم في الجسد, وكأن طير الهدهد قد استأذن سيدنا سليما ن وقد جاء إلى زماننا, لا ليروي لنا أخبار ملكة سبأ , بل ليروي لنا حكاية آخرى,هي حكاية العشق الذي كان سرا فبات قصة تذاع, والذي كان قمرا جميلا بين العشاق, فبات غرابا قبيحا بلسان العوام, فارتبكت وشعرت بالخوف الكبير من المجهول, وما ستمسي عليه عاقبة الأمور.
      وهنا وفي تلك اللحظات أدركت لماذا يخاف السارق وهو يسرق افتضاح أمره, والخائن عندما يخون الأمانة ثبات خيانته, والقاتل عندما يزهق نفسا طاهرة بريئة شهادة شاهد على سوء صنيعه, فمالي ومال العشق لقد أقلق روحي وجعلها تائهة مضطربة, وأسهر ليلي من كثرة الأرق وأتعب نهاري من صعوبة المسألة , وجعل قلبي لايتوقف عن الخفقان بسرعة كلما سمع بحديث عن الأحبة, أو حب قد مات شهيدا أو مقتولا أو دنسته الرزيلة, وأما هو فكان رجلا قد استيقظت رجولته النائمة, وكان شجاعا قد ترك الخوف من المجهول وفارسا قد أستل سيفه, وراشدا قد اهتدى الطريق بعد أن ضل عنه بطيشه أو لكثرة العشق, فبعث بالرسل إلى أهلي خاطبين و اختار دخول القصر من بابه بعد أن اعتاد دخول النوافذ فكان الجواب000000ثم بكت !!!


      يتبع

    • جميل جدا ,,

      اشكرك اخي ,,

      نرجو التكمله ,,
      اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك الوطن ليس فـندقاً نغادره حين تسوء خدمته ولا مطعماً نذمه حين لا يروق لنا الطعام الذي يقدمه الوطــــــن هو الشرف والعز والإنتماء والــــــولاء الوطن إن لم يكن دنيانا فلا خير في عيش بلا وطن
    • قصة جميله
      ولكن لماذا يوصف العشق بالرذيلة ؟
      أنا استغرب على الملتزمين عندما ينصحون ينتهكون قدسيه الحب
      بالفاظ تشوهه وكأنه من صنع الشيطان
      بأختصار لقد تعرفوا على بعض وكانت النهايه الأرتباط
      لذلك ما هو داعي وصف العشق بالرذيلة

      تحياتي
      ( أ ) ( ح ) ( ب ) ( ك ) ( الله ) ( حطك ) ( بقلبي ) ( كلك ) لا للعنصرية لا للتفرد لا للزندقة إن هدف الإنسانية الحديثة هو انصهار الأمة البشرية في قالب تفاعلي موحد من اجل الرقي بالجنس البشري

    • أشكركم أخوتي على المتابعة

      رفضوه نعم رفضوه, فأين الثرى من الثريا, وهل تحلق طي
      ور النورس في سماء الغربان, وهل يجتمع أشراف القوم مع أدناهم في المرتبة والسمو والعلو في فسحة الحي, وهل تعيش الغزلان في غابة الوحوش الكاسرة , إنه منطق المال الزائل عندما يتحدى الدين الباقي, إنه منطق الطاووس عندما يفتقد البصيرة ويباهي بألوان السراب , أمام منطق الطيور المهاجرة عندما تبحث عن عش كريم لنعم حياة هادئة مطمئنة .
      رفضوه وقالوا لجميع الرّسل والعوام والخواص لا نريده زوجا لأبنتا,و لا أبا لأحفادنا, و لا صهرا لنا, أو إبنا من ابنائنا, فهو رجل عرف عفة النفس وعندنا عفة النفس لا تكفي مهرا لأبنتنا, وهو رجل ذو حرفة ومهارة والحرفة لا تبني لأبنتا قصرا من قصور أصحاب المقام الرفيع, وهو رجل يعيل أهله ومن يعين أهله ويحرص على بر والديه ربما لن يقدر على متطلبات الحياة وهي حياة الغرور,وهو رجل ليس لديه قصرجميل وأميرتنا لا تسكن إلا في القصور
      رفضوه وكأن عصر الجاهلية قد عاد إلينا رغم أنفنا, وأرسل ألينا تلك العقول الحجرية المتصلبة
      المتعنة, وكأن سوق النخاسة قد عاد لتكون المرأة تباع وتشترى لمن يدفع الثمن , وكأنها ليست الزوجة المخلصة, والأم الحنونة, والأخت الغالية, بل هي امرأة وعلى الجسد أن يستمتع بها قدر المستطاع إذا استطاع الدفع الثمن, و أما الروح فمن يبالي إذا تعبت أو دنستها المادية العمياء فالمهم أن يعلم القاصي والداني أن الأفراح لن تقام إلا في أحد القصور وأن الخاطب من بني غني ابن سعيد وأن الدعوة خاصة بأصحاب المقام الرفيع فالأميرة لا يكون زوجها إلا أمير والفقيرة لا يكون زوجها إلا فقير والمسكينة لا يكون زوجها إلا مسكين هكذا منطقهم وهكذا فهموا الدنيا وهكذا وضعوا أقاموا الميزان والمسألة لمن سيخطب ابنتهم
      ولأجل ذلك رفضوه ثم 000000000بكت
      قالت : لقد أقفلوا أبواب القصر في وجهه , وألقوا جميع المفاتيح في البحر الواسع, تاركين غصة في قلبي, وجرحا لإبائه, وانتابني الشعور بهواني عليهم , ولعمري باتت إهانة الرجولة في عصرنا هذا أهون على الناس من إهانة العبيد في زمان الّرق, وأدركت حقيقة أنهم لا يريدون سعادتي بل سعادتهم, ولا يعبئون بجرح قد يصيب قلبي ويترك آثاره محفورة في الذاكرة, بل خدشا قد يصيب غرورهم, فانتابتني الدهشة والحيرة, أأبكي على نفسي وأعزيها وأواسيها وأطيب خاطرها على ما فعل بها , أم أبكي مرضا عضالا قد أصاب أصحاب المقام الرفيع من كبر وغرور قد تسرب إلى نفوسهم وأمسى هاجسا لا يفارقهم كلما أتاهم خاطب لأبنتهم.
      وباتت المسألة عندهم خاضعة لامتحان المادية العمياء, فما الفقير أو صاحب الحال الثابت على الأرض ,الواثق من نفسه ,الساعي إلى تقدير وإكرام ابنتهم من الناجحين وما صاحب الجاه والمال القادر على إرضاء أوهامهم من الراسبين .
      وأمام ذلك المنطق وتلك المسألة قررت العودة إلى بداية القصة وهو قرر التخلي عن رجولته للمرة الثانية
      فبات مشروع الخطبة والزواج حلما يروادنا وما استقر عليه الحال لا يصّدق أحلامنا فعدنا كما بدأ ت القصة
      عاشق وعاشقة ثم000000000000 لم تبك!!!


      يتبع

    • وقلت لها : عجيب أمرك يا أمة الله , إنك لم تتوقف عن ذرف الدموع ,وأنت تحدثيني عن نسمات العشق التي أصابتك, والتي ما لبثت أن تحولت إلى عاصفة هوجاء, أطاحت ببعض حيائك و قليلا من رجولته, إنك بذلك قد جعلت المسألة أكثر تعقيدا وإرباكا لنا , وبات الأمر بحاجة إلى إعادة رسم للصورة التي رسمتيها لنا, لنعرف متى أعلنت عيناك تمردها, وذرفت الدموع غصبا وقهرا , ومتى نجحت في قمع ذلك التمرد وحبس دموعك بين مقلتيك .
      ولنبدأ بسرد القصة من جديد, رجل وامرأة أصيبا بمرض العشق, فقررا الإلتقاء في إحدى ممالك العشق, فأضلاهما الشيطان, والنفس الأمّارة بالسوء, وكثرة العشق , عن الطريق الذي يوصل إلى المملكة السعيدة, التي أرشدنا إليها الرحمن, بأن إذا أصابتكم سهام الحب, اقرعوا الأبواب, وإياكم دخول النوافذ فهي أبواب الشيطان, وبعد أن أخبر الهدهد القوم بالخبر, وسارع رجلك وعاشقك وفارسك إلى إصلاح ما أفسد, وترميم ما هدم, والى طرق أبواب القصر, صفع أصحاب المقام الرفيع الباب في وجهه, لعدم انتمائه الى طبقة النبلاء, كما أن نسبه لا يعود الى قبيلة غني بن سعيد , التي يعيش فيها أصحاب العقول الفارغة, التي تعبت أجسادها من كثرة التخمة, وتعبت أجسادها من كثرة العطش , وهنا وإلى تلك اللحظات لم تتوقف عن البكاء. وذرف الدموع كالشلال الذي مائه بحر .
      وبعد أن رفضوه, وعدت إلى الخطيئة للمرّة الثانية, وعاد رجلك إلى العاب الأطفال وشقاوة المراهقين , وعاد إسميكما, عاشق وعاشقة, توقفت عن البكاء, وقطبتي جبينك, ورفعت رأسك , وتطايل شرر الغضب الحزين من عينيك, وأعلنت عن انتهاء ايام الحداد, وبدء أيام الخطيئة من جديد ,مع سبق الإصرار, فبالله عليك أخبريني أيتها الشرقية, لماذا توقفت عن البكاء
      فابتسمت في وجهي ابتسامة, جبلت بالدموع إلا إنها خرجت ابتسامة,ابتسامة الحزن
      وقالت 000

      يتبع
    • أخي .. ربيع الأندلس
      قصتك جميله
      ولكن لي وجهة نظر أرجوا منك سماعها ولك الحريه في الاخذ بها أو رفضها

      أنا مؤمن بأن البنت أذا أحبت بصدق فقد تنزل من قصر أهلها الى بيت القصب
      وتفترش الحصيروتأكل الخبز الناشف مع الماء ولن تبالي برغد الحياة .
      وأفيدك بأن في ظاهرة في دوله عربية .. اذا البنت أحبت شابآ وتقدم الى أهلها ورفضوة .
      فأنها تهرب معاه الى ولي الأمر الى القاضي فيعقد لهم على بعض ويرسلوا المهر لأبوها
      مع عسكري من عساكر الدولة
      مع خطاب يطلب فيه من أبو البنت التعهد بعدم التعرض لأبنته وزوجها
      وأنه سيصبح غريم ولي الأمر ان أصابهم مكروة منه .
      والقاضي بهذا القرار القصري يحمي أهل البنت من فضيحة قادمة لا هروب منها ...
      فهو يدرك بأن هذة البنت لن تتخلى عنمن أحبت ولن تقطع علاقتها به بعد الزواج .
      فأختصر الطريق .
      اما اذا كان حبآ كما هي أنواع الحب الاخرى التي تنهزم من اول مواجهة
      فذلك ليس حبآ يستحق النضال أوالأستشهاد في سبيلة ..
      واليك هذة القصة الواقعية وبطلتها موجودة الأن في عمان
      بطلتها بنت يمنية الأصل كانت تعيش مع أهلها في عمان
      وأحبت موظفآ سودانيآ كان يعمل لدي والدها ..
      وعندما تقدم لخطبتها رفضوة أهلها ..
      فهربت معاه الى السعودية وتزوجتة هناك ولها منه أطفال وعاشت في السعودية لفترة
      ثم عادت الى عمان ومازالت تعيش في عمان هي وزوجها ولها منه أطفال..
      طبعآ أهلها قد تبروا منها من لحظة هروبها الى الأن ..
      وهي دائمة الأتصال بأهلها منذو سنين ولكنهم ما زالوا رافضين التحدث اليها ؟
      لقد حاولوا أهلها حرمانها من من تحب لماذ ؟
      وضربوا بحريتها عرض الحائط وصادروا كل شي منها
      الحرية الشخصية الحب وحرية الأختيار ؟
      وهي الأخرى ضربت بكل ذلك التخلف والرجعية والتعسف والأستبداد
      عرض الحائط وتزوجت من تحب .. وأنجبت منه ولا زالت تعيش معاه
      السوأل هل تصبح عاقآ عندما ترفض القمع والتعسف والأستبداد والرجعية والتخلف
      ام أن ذلك من حقك ؟

      تحياتي
      ( أ ) ( ح ) ( ب ) ( ك ) ( الله ) ( حطك ) ( بقلبي ) ( كلك ) لا للعنصرية لا للتفرد لا للزندقة إن هدف الإنسانية الحديثة هو انصهار الأمة البشرية في قالب تفاعلي موحد من اجل الرقي بالجنس البشري
    • وقالت : ولماذا أبكي, وأصحاب المقام الرفيع قد رفضوه لخطيئة قد رسمها غرورهم وجهلهم بحقيقة الدنيا, وجمال الفضيلة , والحكمة الإلهية من اعتبار الدنيا
      لا تساوي عند الرحمن جناح بعوضة, وهي حياة الغرور, فما السعادة إلا سعادة اللآخرة , وما أكرم الناس عند الله إلا اتقاهم.
      ولماذا أبكي, وهم رفضوه لحجة واهية ضعيفة , لو علم بها أصحاب المدينة الفاضلة التي اخبرنا عنها ابن خلدون, لضاقت صدورهم, واشمثزت نفوسهم , ولسرى الاعتقاد عندهم, أن أصحاب المقام الرفيع من عالم آخر غير عالم الإنسانية , ولو أنهم رفضوه لسوء خلقه وقلة أدبه, أو لفجوره ورذائله ,أو لمرض سقيم قد أصاب جسده يخشى معه نقل الألم والمرض لجسدي , أولنقص في بعض صفات الرجولة من قوة الشخصية والشهامة والمروءة , أولعدم امتلاكه حرفة يقتات منها أو علم ينتفع به .
      أو أنهم يريدون ويتمنون زوجا لي أكثر خلقا وأدبا وعلما, أو أكثر تعلقا بدين الله وحرصا على عبادته, لما ذرفت دمعة واحدة على قصة العشق من بابها الى محرابها, ولنثرت أطيب العطور على أهلي صباح مساء, على اعتبارهم لي جوهرة نفيسة , لا تمسها الأيادي المتسخة برذائل الدنيا وعيوبها ودنايا الأمور,
      فعذرا يا أخي في الله لن أبكي بعد هذا المساء الحزين على خطيئتي , لأني ما عدت أتحسسها خطيئة بل حقا لي وظلما للرجل الذي أحببت, وهو لن يعود لرجولته لأنه لم يعد يشعر بالذنب لأنه قد فارقها, فعادت الأيام غصبا وقهرا إلى القصة والمسألة من بدايتها,
      قصة العشق عندما يتجرأ على الفضيلة


      يتبع


    • فقلت لها : يقول ابن الجوزي في كتابه الرائع روضة المحبين ونزهة المشتاقين 2) إن العشق هو الإفراط فيالحب, وإن العرب القدماء اكتشفوا أمر العشق, بيّد أنهم لم يفصحوا عنه بل ستروهوكأنّه سّر لا يجرؤا رجل على البوح به, فكان الحديث عنه من قبل العشاق العرب المعاصرين , وإن الأطباء سئلوا عن العشق فقالوا : أنه يقع جبرا لا اختيارا كما تصيبالأمراض والعلل أجسادنا, وإن خير البرية وقدوة البشرية محمد عليه الصلاة والسلام لم ينهى عاشق بريرة وهو زوجها, وكانت قد فارقته, وباتت أجنبية عنه فصار يمشي خلفها, ودموعه تسيل على خديه, وإن شاعرا سأل الإمام سعيد ابن المسيب عن العشق فقال :
      سألتسعيد ابن المسيب مفتي المدينة هل في حب الدهماء من وزرفقال سعيد بن المسيب إنما يلام على من يستطاع من الأمرويقول أحد القضاة : العشاق معذورون علىالأحوال, إذ العشق إنما دهاهم على غير اختيار, بل اعتراهم عن جبر واضطرار, والمرءإنما يلام على ما يستطيع من الأمور لا على المقضي عليه والمقدور.
      أختي الفاضلة ما دفعني إلى سرّد تلك الكلمات العطرة, والمنتقاة من عبق التاريخ, إلا شعوري بأنك تائهة حائرة في أمرك,
      فلعل تلك الكلمات قد هدأت من روعك , وطيبت خاطرك, فكما علمتي إن العشق في الأصل مباح , وكل ما يحتاج إليه العشاق هوبوصلة ترشدهم الى طريق الفضيلة, وتبعدهم عن عالم الفجور, وتلك البوصلة لم ولن تكون يوما من الأيام شياطينهم أو أنفسهم الأمّارة بالسوء بل هو العقل إذا أدرك حقيقةالدنيا, وهو الدين الإسلامي إذا سار على نهجه معشر العشاق .
      ولنبدأسويا برسم صورة أجمل لقصة العشق, خالية من أي جرح أو جرأة على الفضيلة, ولنبدأ بسردالقصة للمرة الثانية,
      ولكن بمنطق أجمل وأبهى وأرقى ولنتحدث كثيرا عن الحب والعشق أين يسكن وأين يبيت ولمن تقال كلمة أحبك وعلى من تحجب فابتسمت في وجهي ابتسامة لا يفهم معانيها العشاق إذا جهلوا , ابتسامة الواثق من العشق إذا لم يتجرأ على الفضيلة


      يتبع
    • ثم قلت لها : إن المرأة الشرقية العاشقة , إذا أرادت وتمنت لقاء فارسها في إحدى الممالك السعيدة, ألا وهي المملكة الزوجية , فإن عليها أن تحافظ على جوهرة ذات بهاء وجمال, وسحر جذاب, ونور ساطع, وذوق رفيع ,ألا وهي فضيلة الحياء, تلك النعمة التي أنعمها الله على معشر النساء خاصة, فكما للملوك تيجان, فإن للعاشقة التي اختارت طريق الفضيلة تاجا تتباهى به , وتاجها فضيلة الحياء , وانك لن ترى تلك الفضيلة في سوق النخاسة, ولن تدركيها في عالم الرذيلة, بل في المدرسة المحمدية , مدرسة معلم الإنسانية عليه الصلاة والسلام, الذي جاء ليعلمنا أن الحياء حقّ الحياء هو
      .. الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وتذكرالموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة ، وآثر الآخرة على الأولى، فمن فعلاستحيا من الله حق الحياء وكما قال أحدهم إن الحياء صفة محمودة لأنه يكبحالأعمال الغير أخلاقية وهو خلق الإسلام ولا يأتي إلا بخيرفهـــــــــو دليل على تكامل الأدبوإن تطمئن إليه النفس ولا تنزعج منه وتتوافق معه منداخلها.
      وعندي إن المرأة عندما تصاب بمرض العشق, فإن عليها أن تدعوا الله, وأن تستخيره بأن يكون فارسها رجل من أهل التقى والفضيلة,
      وأن لا تبوح بحبها له وجها لوجه, فأن الرجل الشرقي الذي يعتز بفضائل الرجولة , لا يرضى بسماع كلمة احبك من أنثى لا تمتلك مرتبة الزوجة , فكلمات العشق, التي تخرج من فيه المرأة الأجنبية, لجديرة بأن تخرج من فيه الجواري والسبايا, لا النساء الأحرار, ولعمري لو سألت الرزيلة عن الوقاحة لكان لسان حالها يقول إنها كلمة احبك عندما تخرج من عاشقة أجنبية إلى رجل أجنبي عنها, وإاني ناصح المرأة العاشقة, إذا اشتد عشقها بالصبر والأناة والحلم, ورحم الله ابن الجوزي حين قال : من ترك محبوبه حراما, بذل له حلالا, او اعاضه الله خيرا منه, كما ترك سيدنا يوسف عليه السلام امراة العزيز, وقد أرادت ارتكاب الحرام معه, فاختار السجن والظلام , فعوضه الله بان تزوجها بالحلال , وبات وزير المشرق العربي الأول بلا منازع , وإان أبى عليها العشق, تمنعها عن الرذيلة, فلتبعث بالرسل إليه من أهل التقى والحنكة والخير والرشد, ممن يوثق بهم وبخصالهم الحميدة, وليعرضوا عليه المسالة عرضا يليق بحرة أبية لا ذليلة جارية .
      أختي الفاضلة إذا كان الفارس لا يتخلى عن سيفه عند عناق السيوف للسيوف, وإذا كانت الأم لا تترك صغيرها يلعب في جوار وكر الأفاعي, وإذا
      كان الله قد أنعم عليك بنعمة من أجل وأرقى النعم وهي نعمة الحياء, وهي تاج الأنوثة, فما بالك تفرطين بتلك الجوهرة وتبيعها بأبخس الأثمان, والتي يحسدك عليها كل امرأة كان تاجها من صنع الرذيلة
      وأمّا فارسك وعاشقك, فهو نصف المسألة, ونصف الخطيئة وعلاجها, إن أراد تطهير روحه منها, وهو وإن كان لا يلام على عشقه لك, إلا أنه يلام كثيرا على قيادته لسفينة العشق بشكل خاطئ ومتهور, فالسفينة تعرف مدى قوتها ومهاراتها, وهي تخوض عباب البحر من مهارة ربانها, وفارسك رجل غلب العشق بصيرته, والطيش رشده, فما بات يدرك حقيقة المسألة ولا رست سفينته على شواطىء الأمان, ولو أعمل بصيرته, لعرف حقيقة العشق عندما يجرح الفضيلة ويجعل دمائها تنزف كلما زاد طيشه, وكلما وسوس له الشيطان وزين سوء أعماله, ولعلم أن الخيانة لا تقتصر على خيانة الوطن والدين فحسب, بل هناك خيانة الزوجة .وخيانة الصديق , فالحديث عن الخيانة يطول ويطول, ولعل أخطرها خيانة الأهل حتى ولو كانوا من أصحاب المقام الرفيع بكل غرورهم وعنتهم , فلا يجوز أن يتعامل العاشق مع رذيلة الغرور برذيلة الخيانة, بل هي الفضيلة ولا شيئ في هذ الدنيا أرقى من ثوب الفضيلة عندما ترتديه الإنسانية في كل زمان ومكان .
      وإن العاشق الذي يخون أهل حبيبته بحديثه معها من خارج أسوار القصر, هو رجل يرتكب خطيئة ذات لسان ناطق , وكأنها تقول أنا خطيئة فلان ابن فلان , وهو أحدثني وأحسن صنّعي, لأعطيه لذّة لا تدوم إلا قليلا, يتبعها ألم يطول ويطول , ولأعطيه إحدى الرذيلتين فإمّا أن يكتسب رذيلة النذالة لأنه
      أقسم بأغلظ الإيمان على سفك دماء كل عاشق طائش متهور يعتدي على عرضه وشرفه, ويحادث أخته في السّّر وهو أجنبي عنها , وهو هو ذلك الأجنبي وذلك العاشق الطائش, أو يكتسب رذيلة يبغضها الرحمن ورسوله وسائر المؤمنين وهي صفة الديوث, وهو من لا يخاف على عرضه فلا يمانع من أن يحادث أي رجل لأخته, شريطة أن يكون من مرتبة عاشق أي مثله, فما يجوز للعشاق لا يجوز لغيرهم, حالهم في ذلك حال الشعراء الذين يحق لهم, ما لا يحق لغيرهم من رجال الأدب , و أما فارسك فأني واثق من أنه لا يتمتع برذيلة الصفاقة, أو صفة الديوث حتى ولو بدا الأمر كذلك لأنني حادثته وكلمته طويلا
      في تلك المسألة وكان رافضا للرذيلتين نادما على اقترابه من إحداهما لكثرة العشق, ولعلي أرى في خطيئته ضعفا إنسانيا تفرضه طبيعة الإنسانية التي جبلت على الضعف فهي تخطىء وتصيب وتقوى وتضعف فهو الضعف ضعف الإنسانية ولأننا اتفقنا على رسم أرقى وأبهى صور العشق فاني ناصح فارسك وعاشقك بالتحلي بفضيلة الصبر وهي من فضائل سيدنا أيوب وبفضيلة العفة وهي فضيلة سيدنا يوسف عليهما السلام وليجعل من القاعدة الفقهية القائلة من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه منارة ترشده الى ميناء الفضيلة و بوصلة تهديه الى الصراط المستقيم
      فابتسمت في وجهي ابتسامة تختلف عن مثيلاتها فما هي ابتسامة الحزن ولا ابتسامة السعادة بل ابتسامة الحائرة في أمرها وسألتني سؤالا
      فاجئني وأربكني وقالت لي : وماذا أفعل مع أصحاب المقام الرفيع!!!!

      يتبع
    • فقلت لها : يبدوا أن صعوبة المسألة, قد جعلت لسانك يخونك عند ائتمانه على كلمات أراد عقلك البوح بها دون قلبك, والذي لربما حجب العشق حقيقة الأمر عليه, فما بات يطالب إلا بالماء, ليطفئ نارا اشعلهاالعشق في جوفه,ثم فرّ إلى المجهول تاركا ورائه عاشقة تائهة , وعاشق يائس, ولعلّ لسانك إذا أعلن توبته عن خيانته في نطق الكلمات , لكان السؤال في حقيقته الواضحة وضوح الشمس في البيداء ,هل يحق لأصحاب المقام الرفيع رفض تزويجي من ذلك الفارس, الذي اختاره قلبي من قبائل الذكور, كما اختارني هو من حديقة ملأ بالزهور وهل يحق للعشاق فرض منطق العشق أولا ثم ما تعارف عليه القوم وما شرعه الرحمن من أحكام وقوانين إلهية وضعها لسعادة الأسرة والإنسانية جمعاء , ولعلي أحسب نفسي في معرض سؤالك هذ1, آتيك بجواب لا يسّر قلبك ولا خاطرك, إلا أنه حسبك أن تعلمين بأنه جواب الشريعة الإسلامية السمحاء, والتي أقرّت حق الأسرة الإسلامية في رفض تزويجه إياك, حتّى ولو كانوا من أصحاب المقام الرفيع , لأنهم الأقدر على معرفة أسباب سعادتك وعلى تأمين وضمان العيش الكريم لك, ولأننا نحن العوام ومهما أبدينا من تعاطف ورغبة في إسعادك, فإننا لن نقدر على منحك عاطفة دافئة ردائها الرحمة والحب, وتحمل في طياتها أب يخشى على ابنته كما يخشى على روحه, وأم لا تقرّ عينها إلا بسعادة عيناك, ولأن شمس الحب عندما تسطع بقوة لا تتحملها الطبيعة الإنسانية, تغشي الأبصار وتعمي القلوب, وتخفي حقائق أقرّتها الشريعة الإسلامية, تلك الحقائق التي تدعو إلى بناء القلعة الزوجية من لبنة متينة قويّة متماسكة, , من دين وقيم وأخلاق لا هشة متداعية متساقطة, ومن ثمّ لا بدّ من توفر مقومات ومتطلبات الحياة الزوجية بكل بخصائصها ومعالمها, ولعلّ بيت القصيد يكمن في خاصية الكفاءة , والتي تعتبر من مقومات وحقوق الأسرة الإسلامية وخاصة ذكور أسرتها, وهوحق تصونه شريعة السماء لهم من كفاءة في النسب والعلم والصلاح وأمور آخرى, وهنا لربما تشكل الفوارق المادية سدا وحاجزا منيعا في معرض حل المسألة حلا يرضيك ويسعدك, فقد سرى الإعتقاد عندهم في أنّه لن يقدر على تأمين السعادة المادية التي يمنحك إياها أصحاب المقام الرفيع, فالعاشق مهما طغى العشق لديه لا يأكل قصائد الحب, ومهما رسمت أحلامه قصورا إلا أنه لا يبيت إلا في أربعة جدران, تكمن قوتها ومتانتها وبهائها في بهاء وثقل جيوب صاحبها, إلا أن ذلك الحق ليس شرطا لصحة المملكة الزوجية, بل لضمان تماسكها وعدم انهيارها عند هبوب رياح المادية العمياء ومنطقها, الذي لا يفرق بين عاشق أو متزوج ولا يعبئ بحال العشاق ولا بما سيحل بهم, بعد أن تخمد نيران الحب ببدء الحياة الزوجية, أي لأصحاب المقام الرفيع التنازل عنه إذا شاءوا وأرادوا ذلك. ولعلي وأمام ذلك المنطق وتلك المسالة لا أجد نفسي بلائم أصحاب المقام الرفيع على حق أباحت لهم شريعة السماء تناوله, بل يكمن لومي وعتابي لهم في طريقة تعبيرهم عن ذلك الرفض, وهي طريقة سار على دربها أهل الكبر والغرور هي نظرة ملئت تكبرا على العباد, هي نظرة الطاووس إلى بقية طيور القفص ثم 000000بكت




      يتبع
    • ثم قالت لي : وقد بدا على وجهها الإرهاق والتعب, وامتلأت عيناها رغم صغرهما بكثير من الدموع, وعلامات الدهشة والتعجب : ولكنني أعلم عشاقا تجرؤا على الفضيلة , واعتدوا عليها , وهتكوا عرضها, وأثخنوا جراحها برذائل الخيانة والصفاقة, وتبادلوا رسائل الحب , وقصائد العشق, وطربت آذانهم عند حنين الشمس الى غروبها, وشوق القمر الى لبزوغه , بالكلمات المهموسة, والمسمومة بسخرية الشياطين, وبهجتهم من وقاحة العشاق, عندما تنام عيون العوام وحسبهم أن عين الله لم تنم . ورغم تلك الصورة القاتمة لحبهم فيما لو عرضت في معرض لصور العشق الجميلة الراقية, ورغم سوء صنيعهم, بارك الأهل والعوام خطيئتهم وهللوا بها, وأغلقوا مسامعهم وأبصارهم وقلوبهم عن حقيقة الأمر والمسألة, ونجح هؤلاء العشاق أن يجمعوا إلى جانب القلبين والروحين, جسدين في إحدى الممالك الزوجية, وعمت الأفراح في أرجاء الحي,وعاشوا حياتهم سعداء بما أثمر عشقهم . واعرف عشاقا ارتكبوا خطيئتهم ثم كتموا السّر عن الأهل والعوام ودفنوه في صندوق الكتمان ولما استقرت سفينة الطيش التي ركبوها في إحدى شواطئ المملكة الزوجية باتوا لا يعبئون بمن يكتشف أمرذلك الصندوق ويفشي بذلك السرّ فأن ما كان إصلاحه ممكنا بات مستحيلا ولا يصلح العطار ما أفسده كذب العشاق .فمال العشق يرموا سهامه في ارض العشاق, في كل حدب وصوب, فهذا سهم يثمر زواجا سعيدا مباركة من الرحمن والأهل والعوام, وهذا سهم يثمر رذيلة وانحطاطا وشياطين, ولما أردا رمي بسهم من سهامه, أثمر ألما وحزنا, وكثير من الحسرات والآهات, وكثير من الدموع .ثم حدقت نظرها في عينايا, وبات الكلام بين العيون, وكأن عيناها تطالبني بتفسير تلك الظاهرة العجيبة التي سرت على معشر العشاق, وعندما اقتربت منها تجاوزتها , ظاهرة العشق الذي ارتدى ثوب الرذيلة, ورغم ذلك نجح في اقتحام إحدى الممالك الزوجية !!!!

      يتبع

    • الأندلس فقلت لها : يا أمة الله , ولماذا الدهشة والعجب , وما أدراك أن هؤلاء العشاق الذين خاضوا في بحر الرذيلة , ورست سفينتهم في شواطئ ء إحدى الممالك الزوجية, واستقروا فيها بسعداء في حياتهم التي انتقلوا إليها, وهل أعطاك الله قوة خارقة سمحت لك بالتسلل إلى أعماق سريرتهم, ولعمري لو تجلت لك مرآة قلوبهم , لرأيت العجب العجاب من المشاعر التي باتت تكمن في صدورهم , فحسبك أن تعلمين بأن ذلك العاشق الطائش لن يبقى طائشا , وأن بصيرته التي نامت لكثرة العشق, سوف تستيقظ يوما, لتدرك حقائق , ما كان ليقدم أو يجرؤوا لو عرف بها قبل الزواج على المخاطرة في اقتحام تلك المملكة الزوجية , مثلها مثل شجرة باسقة , غرست ببذور الرذيلة, وسقتها واعتنت بها النفس الأمّارة بالسوء , وشياطين الهوى بمياه نتنة ,
      وإن أول تلك الحقائق المخيفة, تكمن في إدراكه لحقيقة أنه قد تزوج من امرآة مسلمة شرقية الطباع , عشقت رجلا غريبا عنها, وبادلته كلام الحب والهوى وما هو بزوجها, فكانت علاقتهما علاقة الخطيئة بالخطيئة , والرذيلة بالرذيلة , ولعمري أن تلك الحقيقة المخيفة تذكرني بالمثل الشعبي القائل أن من يسرق بيضة يسرق جمل , وإن المرأة الشرقية المسلمة التي تنزع تاجها وتعتدي على فضيلة الحياء, لتضع تاجا هو من صنع رذيلة الخيانة لأهلها أصحاب الحق عليها في الوفاء لهم, وصون عرضهم وشرفهم , وعدم تدنيس سمعتهم, لم ولن تجد أي سبب يمنعها من خيانة زوجها في يوم من الأيام , والحديث مع رجل أجنبي آخر فما كانت تستحي منه في الماضي وما استحت , لن يجعلها تستحي منه الآن في الحاضر, ولربما في المستقبل فالمبدأ والمنطق بات ثابتا وواضحا, وباتت المسألة في فكرها وعقلها لا شيء يمنع الحب أو العشق !!! وهذا المنطق عقله وفهمه الزوج العاشق سابقا النادم على سوء اختياره لاحقا , ووالله إن كان سيعيرها يوما أو يحتقرها أو يهينها لما ذكر من خطاياها وعيوبها إلا رذيلة الخيانة حتى ولو كتم تلك الحقيقة في قلبه وسريرته , فقد أدرك بأنه اشترى بضاعة رخيصة الثمن من أحد أسواق النخاسة, إذ يكفي لشرائها بضع كلمات يلهمه إياه شياطين العشق والهوى .
      ومن الحقائق الآخرى التي لربما سيراها ذلك العاشق الغافل أما عينيه,أو يستشعر آثارها في قلبه,
      تكمن في حقيقة نزع البركة والرحمة والحب من ذلك الزواج , الذي لم ولن تباركه شريعة السماء, لأنه بني على الرذيلة , والرحمن لا يقف إلى جانب أهل الخطيئة ولا يؤيدهم بملائكة من عنده , فتموت كلمات الحب وتذبل كما تذبل الزهور, ولا تشتاق العيون لرؤية العيون, فما عادت الزوجة تنادي زوجها أيها الحبيب, وما عاد هو يراها أميرة القصر التي يتوق للقيا والسكنى معها, فيعم النّكد والحزن والشّر والشياطين أرجاء ذلك المنزل .
      أختي في الله الفاضلة إن الحديث عن العشق بين الفضيلة والرذيلة ليطول وليطول وأني ووالله قد بلغ مني الجهد مبلغه, وأني ناصحك في ختام حديثنا ببضع كلمات أهديها لك ولنفسي ولجميع العشاق فلا تحزني ولتقّر عيناك هذا المساء .
      فابتسمت في وجهي وأشرق وجهها وضحكت عيناها وصمت وتأملت ولسان حالها يقول
      إن القلب والعقل والروح تسمعك تكلم 000000يرعاك الله

      يتبع
    • أختي الفاضلة : إن قصة العشق تبدأ بنسمات من المشاعر الدافئة التي تختلج في صدور العشاق , وتشغل بالهم, وترسم أحلامهم وآمالهم وتطلق لخيالهم العنان , وإنك وقعت في المصيدة التي تعاون على رصدها لك نفسك عندما أضحت نفسا أمّارة بالسوء, وشياطين الهوى وكثرة العشق , ولقد ذقت طعم الرذيلة وآلامها وأحزانها وزيف سعادتها, فبات وقوعك في عالم الخطيئة للمرّة الثانية ,أول دليل على حمق قد اعترى عقلك , أو نعي لموت فضائلك واشتشهاد لفضيلة الحياء عندك, فأرجعي نفسك إلى رشدها وفطرتها , ولتكن نفسيا راضية مرضية يحبها الله ورسوله عليه الصلاة والسلام , وتوبي إلى ربك توبة نصوحا واذكري آية الرحمن في عباده الخاطئين التائبين(( وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً )) وليطمئن قلبكولتقر عينياك بذكر آيات الرحمن(( الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )) ولتخاطب روحك في آناء الليل بارئها وحبيبها لعلّ الرحمن ينزل السكينة والرحمة على قلبك كما تنزل السماء بأمر ربها ماءا غدقا على الأرّض اليابسة , ولتستخيري الله في أمرك , ولتعلمي حق العلم بأن لو شاء الرحمن أن يكون فارسك وعاشقك هو زوجك في هذه الحياة الدنيا , ورفض أصحاب المقام الرفيع والإنسانية جمعاء ذلك الأمر, لتمت مشيئة الله وإرادته, ولو أن الله لم يجد في ذلك الفارس زوجا طيبا صالحا لك ولمملكتك الزوجية , و أراد أصحاب المقام الرفيع والإنسانية جمعاء تزويجك إياه لما تمت إلا إرادة الله ومشيئته .
      وأمّا فارسك النبيل فأني لا أجد نفسي إلا ناصحا له بالتوبة والاستغفار, وتفويض أمره إلى الرحمن الذي لا ينسى عباده المؤمنين , ولا يتركهم في عالم التيه والطيش , وليستخر الكريم في أمّره وليجعل من الآية الكريمة (( َلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ)) دواء وعلاجا له ولأقرانه من معشر العشاق , وليتذكر قول أبن الجوزي بأن من ترك محبوبه حراما بذل له حلالا, وليعلم أن حياة الرجل المسلم الشرقي الطباع لاتنتهي عند أسوار امرأة, وأن الرجولة في فضائل الرجولة , وأن قصة العشق جميلة معانيها وكلماتها , إذا لم تتجرأ على الفضيلة , ومسك الختام رسالة من السماء إلى أهل الأرض (( وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ))



      وما التوفيق إلا من الرحمن

      (1) بتصرف ارجع إلى كتاب وحي القلم الجزء الثاني للكاتب الأديب مصطفى صادق الرافعي
      (2) بتصرف ارجع الى كتابة نزهة المشتاقين في روضة المحبين لأبن الجوزي


      تمت بعون الله تعالى في 1 \ 3\ 2007

      ربيع الأندلس