قصة جميلة ونحن متابعون بشوق
رواية..((حب تحت الرماد))..
-
-
أين أنتِ يا صاحبة القصة الجميلة
قد ذبنا شوقا لمعرفة التفاضيل الباقية فلا تطيلي الغياب -
ااسف ع التاخير لظروووف خارجه عن ارادتي :confused:
الصرخــــــــــة الثامنة والعشرون
كالعادة (أحمد) ينتقي الكلمات التي تطرق على مواطن الإحساس عندي، وكأنه طبيب يمسك يد مريض بحنان، كنت أستمع إليه والصمت يعصرني كانت دموعي تغسلني ووقع كلماته ، ما كنت أبكي على خالي(ماجد) ، بقدر ما كنت أبكي شوقا إلى (احمد) وامتنانا له وحاجتي الماسة لوجوده بقربي وكنت اردد بيني وبين نفسي :
" من ألهم هذه الكلمات المؤثرة ؟؟؟"
" كيف تعرف حاجتي إلى هذه الكلمات من سواها ؟؟؟ "
كنت اشعر به في بستان كلمات ، ينتقي منها الأجمل ويأخذ مهله في اختيار الكلمة الراقية والحنونة والهادئة كان أحن علي من أمي ، كان أخوف علي من أبي ، كان أغير علي من أخي ، كان أقرب إلي من خالي (يوسف) ، كان يفهمني أكثر من (زينب) ....
وكنت أردد بيني وبين نفسي :
" أنا بأمس الحاجة إليك الآن بقربي "
" كلماتك هذه لي في الدنيا "
" أحبك "
" أحبك "
" أحبك "
كانت كلماته أدفأ من أن أتحملها ، كانت أكثر قوة بحيث كانت تجرفني برغبة عارمة لأن أضمه وابكي في أحضانه في لحظة أشعر فيها بضعف كبير أكثر من أي وقت مضى ، استمر (أحمد) يلعب بأوتار مشاعري ، حتى خارت قواي فأزلت السماعة ببطء من أذني ورمقت (خلود) وكأني أتوسلها أن تقترب ــ والتي كانت ترمقني من بعيد والدهشة تعلوها ــ كان يدهشها صمتي ، وتمعني في الإصغاء والدموع لم أنطق ولا كلمة ...واقتربت مني وحضنتها بقوة وبدأت ابكي ، أخذت مني السماعة وسمعتها تقول له :
ـــ عفوا أستاذ ، ريم تعبانة
ثم قالت :
ـــ مع السلامة بتشكرك على ذوقك .
فأخرجتها من صدري( آه)وأنا أبكي في أحضانها وكنت أتمتم بكلمات كنت أعرف كل المعرفة أنها لن تفهمها ولن تعي شيء منها ، وكنت أعرف أيضا بأنها لن تحاول استيضاح شيء منها ، أخذتني إلى أحد الغرف في المنزل وبدأت تهدهدني كطفلة صغيرة ، وأنا أبكي وكلمات (أحمد) تتردد في مسامعي ، بالرغم من كون كلماته شحنتني قوة إلا أنني كنت أملك رغبة عارمة في البكاء عليه وعلى نفسي وعلى ذلك الحب المتغرب بيننا ، وغلبني النوم بيد أنني بكيت اليوم بما فيه الكفاية وربما تعذبت بما فيه الكفاية ...
كان اليوم التالي هو اليوم الثالث لوفاة خالي (ماجد) واستيقظت متأخرة ، وكنت أشعر بأنني لم أنم وكنت أشعر بتعب في كل أضلعي وكأني قد تلقيت ضربا شديدا ، واعتدلت في السرير ، وجلست أفكر رحلت بي الأفكار إلى ابعد ما يكون :
ــ شوفي ريم ، أنا بخبرك من هية ، بس والله بيبقى سر ، بس لازم تجي (سوريا )
ــ خالي فيه نية إجي ، بس بخاف ما ألقاك . (تألمت بشدة......)
ـــ راح تلقيني ، وإذا ما صار أنا بخبرك عنها بتروحي تشوفيها وتحكيها .
ـــ أنا راح حاول إنه نضبط أمورنا نلقاك ، لأني بدي أحكي معك ........واطلع معك .
ـــ خلاص هيك بيكون افضل .
أخذت أتسأل يا ترى من هي؟؟
وهل كانت تعرف أن خالي (ماجد) اختارها هي من بين البنات اللاتي ممرن في حياته ؟؟
وهل يا ترى هي من بين الحاضرات ، أم أنها تقيم مبكى لوحدها ؟؟؟
دخلت (خلود) وهي تحمل في يديها صينية فضية اللون ، ويبدو أنها تحمل لي شيئا لأكله ، وابتسامة مصطنعة ، وعلامات الإرهاق والتعب :
ــ صباح الخير يا وش الخير .
وضعت الصينية على طاولة خشبية قصيرة وعانقتني وهي تقول :
ـــ إن شالله نمتي منيح ؟؟؟
ـــ الحمد لله .
جلست على حافة السرير ورفعت السماعة وقالت لي:
ــ إحكي عند رفيقتك حكت تسأل عنك اكتر من مرة وبعدين بتقومي تاكلي شي إلك من إمبارح ما دئتي شي .
رفعت السماعة وإذ بها (زينب) :
ــ السلام عليكم .
ـــ وعليكم السلام ، أخبارك (ريم) شو مسوية ؟؟؟
ـــ (زينب) ؟؟؟ أنا الحمد لله أخباري زينة بس إمي تعبانة ومو عارفة شو أسوي وخالي (يوسف) و(فيصل) أنا توني قايمة ، وما أعرف أخبارهم من أمس .
أزحت السماعة ونظرت إلى (خلود) ، وكانت منكسة رأسها وسألتها :
ــ أبي وصل ؟؟؟
أومأت برأسها بأن (نعم ) ،وعدت أتحدث إلى (زينب):
ــ زين أبوي وصل ، والله بلاه ما نسوى شي .
ـــ حبيبتي (ريم) ، ترا أنا أعرف معزة المرحوم ، بس لازم تتماسكوا هذه قدرة الواحد الأحد
ولا اعتراض ، وبعدين إنتي إيمانك بالله قوي ، ثبتي وحاولي تثبتي أهلك .
ـــ إن شالله ، بس تعذريني أمس ما كنت أرد عليك .
ـــ عاذرتك ، خوفتيني عليج وايد وطول اليوم أحاتيج ، بس إنتي المهم تنتبهي لنفسك ، زين ؟؟
ـــ إن شاء الله .
أغلقت (زينب) الهاتف ، وكنت أتمنى أن تبقى تحدثني ، كنت أتمنى أن أحدثها عن (أحمد) ، وأن اشكيها الوضع السوداوي الذي يحيط بي في أحب البقاع إلى قلبي ، وكيف أنني بت أخاف أن تكون هذه الحادثة سببا في أن تزيل ألوانه الجميلة لتحوله قاتما برحيل (الحبيب) ,حاولت أن أأكل شيء من أجل (خلود) وقمت لأخذ حماما ، وبعدها خرجت لأجد أفراد العائلة ملتحفين حول بعضهم البعض والأحاديث التي ينزف منها الحزن ، جدي بدا لي أكثر تماسكا ، وخالي (سمير) كان حزينا ولكنه كان أيضا متجلدا ، وأمي لم تكن بينهم وعرفت بعدها أنها لم تنم وبمجرد أن جاء والدي وطرق على أبواب قلبها ليزرع في داخلها شيئا من الطمأنينة استسلمت للنوم ، أما خالي (يوسف) فكان في غرفته ومعه بعضا من أصحابه ومعه (جمال) ، في حين كان بقية الأهل بين باك ومنتحب ...
اقتربت من والدي وبكيت ما شاء الله أن أبكيه وكان يطبطب علي ويواسيني ويحثني على الثبات ، وكان مثلما أعرفه جلدا وصبورا ولهجة الغضب التي تنتابه بمجرد أن يرى دموعي ، كنت اشعر به سوف يحطم البكاء لو كان جدارا و(فيصل) كان من الجالسين ، ومجرد أن رآني أبكي جاء لينتزعني من حضن أبي ويعانقني ويبكي بتجلد وهو يحثني أيضا على الثبات ....
شعرت بالراحة لقدوم والدي ، ولشعوري أيضا بأن أخي والباقون أصبحوا أفضل مما كانوا عليه البارحة وسعدت أكثر عندما أعلن خالي (سمير ) بأن اليوم سوف يكون اليوم الأخير في العزاء ووافقه والدي وجدي بيد أن كل منهم ما عاد قادرا على جو الحزن والبكاء والمعزين ...
وعلمت أن عمي (عبدالعزيز) وابنيه (خليفة) و(وليد ) وأبن عمه (حسن) وعدد من أصحاب أبي في العمل وأصحاب أخي (فيصل) وخالي (يوسف)جاؤوا إلى (سوريا) لواجب التعزية كما وصلتنا التعازي تقريبا من كل معارفنا من الوطن ، والقاطنين خارجها والمتواجدين في (سوريا)...
كنت أتمنى أن أجد فرصة لرؤية خالي (يوسف) والجلوس معه ، ولكن لم تتح لي الفرصة لذلك ، ولكني كنت اسأل عنه (فيصل) الذي كان يطمئني بين فترة وفترة أنه بخير وأنه أصبح أفضل ، شعرت بأن درجة تقبل الواقع أصبحت مرتفعة ، مر هذا اليوم أفضل بكثير من اليوم السابق ولكنه كان يتخلله بكاء ودموع إذا ما انجرف أحدنا في ذكرياته مع خالي (ماجد) ويبدأ بالبكاء منا من يضعف فيبكي معه ومنا من يواسي وكثيرا ما كنا نتبادل الأدوار حتى المساء .
كنا نجلس : أبي وأمي بالقرب منه ، وخالي (يوسف) يطوقني بذراعه الأيمن وأخي (فيصل) يجلس مقابلا لي بالقرب من والدي ، وزوجة خالي (سمير) بالقرب منه وهي امرأة كثيرة الكلام كثيرة التذمر ولكنها بدت هادئة وحزينة ....
والدي كان يتحدث مع والدتي بهمس وهي تستمع له بتركيز ، وخالي (يوسف) وأخي(فيصل)، كانا يتحدثان عن أمور لم أكن أركز فيها وكان خالي بين فترة وفترة يشد علي بذراعه ليقربني منه وكأنه يحاول أن يوقظني من سرحاني وكنت أكتفي بالنظر إليه ،وما أيقظني من سرحاني ذلك سوى ثوران والدي على (فيصل) :
ــ شو تقول إنت جنيت ؟
الصرخة التاسعة والعشرونــ
يا أبوي أنا ما أقدر أرجع بدون خالي .
ــ يعني هذا يلي تسويه بيرجعه .
حوارهما بصوت مرتفع جعل خالي يزيح ذراعه ، واعتدلت أنا في جلستي خائفة على أخي من أن ينهار أو أن تؤذيه كلمات أبي ، في الوقت التي كانت والدتي تحاول تهدأت أبي وتحثها زوجة خالي .
كان فيصل هادئا في رده وكأنه يعالج دمعا ، وكلما حاول أن يقتنع بالعودة أجده يرحل بخياله لحقيقة أنه سوف يعود إلى الغربة ويجد كل شيء من حوله يذكره بخالي (ماجد) فيستصعب الأمر فيرفض بقوة ، بينما كانت ردود فعل والدي أقوى :
ــ اسمعني ترا يلي باقي شوي ، خلص ورد .
ـــ ........ما أقدر
ــ شو تفكر العمر لعبة ، ترا عمرك يمشي .
ـــ بس يا أبوي ما أقدر .
كان الشيء الذي يزعج والدي هو أن يرى (فيصل) بهذا الضعف ، ربما كنا متعاطفين مع (فيصل) أكثر ، ولكن في الواقع صوت العقل كان والدي .
نظرت إلى خالي أتوسله عله يتدخل ، ولكنه نظر إلي نظرة تدل على قلة حيلته ، وكأنه يقول لي ليس من اللائق أن ادخل في جدالهما ، حيث أن (فيصل) بدا صامتا أمام كلمات والدي منكسا رأسه كأنه يحاول أن يقنع نفسه فتصعب عليه الأمور. عز علي فقمت إليه وجلست على ركبتي أمامه ورفعت له رأسه مع صمت الجميع وعندما سقطت عينيه على عيني رأيت توسلا منه أن أفهمه وقلت له :
ــ فيصل أنا حاسة فيك ، تفداك روحي ، والله، والله لو بيدي أروح عنك كنت رحت ما تهون علي تتعذب
بس أريدك تكون قوي ، وتروح تحقق يلي كان يريد يحققه (الغالي) ، وكلها خمس شهور وترجع ....
تهون عليك ضحكاته إلي هناك ، وجلساته ، وذكرياته ، روح عيشها لأنك ما راح تعيشها مرة ثانية ...
نزلت دمعة من أخي وعانقني بقوة في الوقت الذي خرج والدي وخلفه والدتي لم يكن غاضبا ولكنه شعر بالضعف أمام كلماتي ودموع أخي فآثر الهروب ، وزوجة خالي كانت تدعو وتدعو في حين اكتفى خالي (يوسف) بالصمت أزحت فيصل عني وقلت له :
ـــ شوف بترجع بعد أسبوع زمان ، بتكون أحسن ولازم تشوف الأمور من منظار إيجابي ، لأنه والله لو بيعرف إنك راح تترك من بعده أكيد كان زعل موهيك ؟؟؟
أومأ أخي برأسه ، وكأنه بدأ يقتنع :
ــ يلا قوم وإحكي مع أبي وخلي فراسك إنه أكيد بيزعله إنه ترجع بعد تعب وغربة هالسنوات فلا تلومه.
أومأت برأسي أحثه على الذهاب ، أمسك (فيصل) برأسي وأقترب يطبع قبلة على جبيني ووقف متوجها إلى حيث والدي ...
زوجة خالي تركت المكان ووقفت ألتفت إلى خالي الذي كان جالسا هو الآخر منكسا رأسه وكأنه سافر إلى أبعد ما يكون ، اقتربت منه وجلست بالقرب منه :
ــ خالي ؟؟؟
التفت لي وكأنه صحا من نوم عميق ، ونظر لي وابتسم فهدأت سريرتي وقلت له :
ـــ صعب موقف (فيصل) ، كتير .
يا ريتني في أحملها عني .
شممت رائحة الضعف تعاود خالي وهو يحاول أن يخفيها فأمسكت بيده وقلت له :
ـــ قوم إحكي عند (ولاء) أكيد راح تهدأ بس تسمعها ، وأكيد بتكون خايفة عليك ومشغول بالها ...
يلا خالي قوم ...
حثثته على الذهاب ، وبمجرد أن ذهب و أصبحت وحدي في الغرفة القيت بنفسي على الكرسي وبدأت بالبكاء بكل صراحة ... خارت قواي :
الحزن .....
رحيل خالي (ماجد)
ضعف خالي (يوسف) ، وأخي (فيصل) ، وأمي ....
جدي الرجل المهزوز المتصنع للصبر ، وخالي (سمير)
وجوه متعبة بمسحة تجلد ، (خلود) ، (جمال) ، (جلال) ، ( بشار) ، (بدور ) ، خالاتي ...(أزهار ) و(سلمى)
حزن أبناء الخالات ، وأبناء الخال (سمير)
أطفال يبكون لبكاء الكبار لا يعون معنا للموت بعد ...
و(أحمد) ......(أحمد) ....(أحمد) ....(أحمد) ....(أحمد) ....
" ريم ، حبيبتي ؟؟؟"
كان صوت أخي وهو يمسح بكفه على شعري الشبه مستور ، وبمجرد أن سمعت صوته ، قمت أمسح دموعي وأرتمي في أحضانه ، ربما موت خالي (ماجد) ، كان السبب المنطقي والمسموح به للبكاء ، لطالما اشتهيت البكاء في حضن أبي وأمي وأخي .... ولكني ما فعلتها يوما خوفا من إصرارهم على معرفة السبب وخوفهم علي ...(لطالما كانت (ريم) صاحبة البسمة الدائمة والمقالب والحضور المريح، فبكائها لن يكون مقبولا ، ولن يمر مرور الكرام ، لذلك ما كانت تفعلها بمجرد أن تشتهي ذلك)... ... بكيت ولعل بكائي هو الذي جعل الرجال يعودون إلى قوتهم، ويلقون بثوب التقهقر والضعف...
كان (فيصل) يقول :
ــ كرمال النبي / ريم إهدي .
كانت تكفي كلمة منه كي أهدأ ، فأنا لا أريد أن أراه ضعيفا مجددا ، ولا أريد لدموعه أن تعود لتعصره وتعصرني فرفعت رأسي ومسحت دموعي ووضعت يدي على خده وقلت له :
ــ فيصلو ، قوم نحكي لستي حبيبة قلبي مشتاقة أسمع أخبارها ، وبعدين هية أكيد بدها تعرف أخبارنا .
أمسك (فيصل) بيدي وقبلها قبلة رضا وقال :
ــ لك مو تكرمي ، وتكرم ..
مسحت دموعي ، وأحكمت الحجاب وكان (فيصل) ينظر إلي وفي فمه الكثير من الكلمات ولكنه حبسها ،كنت أتمنى لو أنه تحدث وقال ما يجول في خاطره ...
كان حديثنا مع جدتي مؤلما خصوصا أنها كانت تبكي شوقا إلينا وخوفا أيضا ...كانت تتمنى لو أن صحتها سمحت لها بالسفر فأحب عليها وعلى قلبها أن تكون قريبة منا في مثل هذه اللحظات ، وكانت تتمنى أن ترى (فيصل) بما أنه جاء من الغربة وكانت لا تكف من الدعاء والنصح وكانت تقول لي أن انتبه لوالدتي وأن لا أحول المكان إلى مناحة ...وأن أتصبر ...
وأوصت (فيصل) أيضا علي وكانت تقول له كن رجلا ...
أصبنا عندما تحدثنا إليها فكلماتها كانت تتطرق كل أبواب العقل ، وزرعت في داخلنا الثبات وتسليم الأمر لله حتى تكون لدينا القدرة على التخفيف على من حولنا ...
ــ زين يا الغالية زين ....
ــ ........
ـــ والله بسوي بكلامك ،بعون الله أنا برجع بعد خمسة شهور عاد إنت ادعيلي ...
ـــ .....
ـــ الله يحفظج ويا رب ما ننحرم منج ...
ـــ ........
ـــ إن شااااااااااااالله ...
ـــ ........
ـــ خلاص أحب على راسك لا تحاتين نحن بخير .
ــ .................
كنت أستمتع وأنا أسمع فيصل وهو يتحدث إلى جدتي ، ويطمئنها أنه سوف يكون قويا وسوف يحاول أن لا يضعف من أجلنا ، وعندما وعدها بأنه سوف يعود ليكمل دراسته ، حتى يعود ويراها ..
ــ مع السلامة وبوسة ...
أغلق (فيصل) السماعة ، ونظر إلي وعلامات التعب بادية على وجهه وقال وهو يفتح ذراعيه :
ــ تعالي ريم .
اقتربت منه بهدوء، واحتضنني وهو يقول :
ـــ والله مشتاقلج ، تمنيت أجي أشوفكم بمناسبة حلوة ، ع الأقل ناخذ حقنا من التعبير عن الشوج من بعد كل هالغيبة.
الصرخة الثلاثون
" خالي سمير ، بيقول العزا ثلاثة أيام "
قالتها (خلود) ، حيث كنا نتسامر أنا وهي و(دلال) .
وردت عليها (دلال) :
" كمان سمعت أبو (فيصل) يحكيه بهالموضوع ، وإنه بلا ما يطولو "
فردت (خلود) :
" بس جدو ......"
لم أكن بينهن إلا جسدا ، حننت إلى (زينب) والحديث معها ، حننت إلى (سلوى) ، والمجلة وأهلي في الوطن وإلى (أحمد) ، فنار تشعلني ب(أحمد) أحب إلي من نار تشعلني برحيل خالي ...وجو الحزن والبكاء والوجوه الشاحبة ...
في الوطن كان الحزن لي ولكل غرض من أغراضي فقط ، أما هنا فكل شيء أصبح مصطبغ بصبغة حزينة والكل بات يحمل حزنا كذاك الذي كنت أعيشه في عالمي ...
في حين أن الوطن قد يخفف عني أحزاني بضحكات الباقين ، أما هنا أينما أوجه بصري وسمعي أجد البكاء والدموع صبغة على كل شيء ... التي تجرفني إلى أحزاني ...
شعرت وأنا في غمرة تفكيري ومقارناتي وكأن ماء باردا سقط علي على صوت (خلود) :
"ريم ....حبيبتي وين سرحتي؟؟"
كانت تقولها بخوف ، هذه الفتاة منذ أن التقينا وهي لم تفارقها نظرات الخوف ، يبدو أنها تملك خلفية عن صحتي في حالة الحزن وأن ما شاهدته يكفيها دليلا على ما سمعته ، لذلك كانت لا تحب أن تتركني أبدا ...
(خلود) ابنة خالتي (أزهار) الوحيدة ولا تملك أخوة أو أخوات وهي أصغر مني بسنتين ، بيد أن خالتي (أزهار) أصغر من أمي ، وخالتي (سلمى ) أكبر منها وأصغر من خالي (سمير) وبهذا يكون ترتيب عائلة أمي سمير ) ، (سلمى) ، (سعاد ) ، (أزهار) ، (يوسف) ، (ماجد) ...):
نظرت إليها وأنا أبتسم لتلك الإنسانة التي تحملها في داخلها المعجونة من طيبة ، مرشوشة بخوفها الزائد علي ، والذي بالفعل أحرجني أكثر من مرة :
ــ ما بني شي ، بس حنيت .
ــ ما لك زمان جاية ، ونحن ما لنا شي ؟؟ ...كمان بنحن ..
ــ (خلود) ، كنت بحن إجي بس هلأ بس راح خالي صرت حاسة إني مخنوقة ، والمكان مخنوق متلي ، بحن لأي يوم قبل هاي الأيام نحن هونيك بعيد بس إنتو بخير ، وخالي .....
توقفت عن الحديث وأغلقت فمي بكفي وأغلقت عيناي ، أحاول أن أمسك عبراتي من النزول في الوقت الذي تمد (دلال) يدها إلي وتقترب مني (خلود) وتقول :
ــ الله يرحمه ، ترحمي عليه ..
ــ الله يرحمه
الله يرحمه
الله يرحمه
وبدأت دموعي بالنزول ، في الوقت الذي اسمع على الباب طرقات ، فأمسح دموعي واضع الحجاب وتتوجه (خلود) إلى الباب وتستوضح الطارق ليكون (جمال) ، والذي يريد الحديث معي ، فأخبرتها أنني سوف أوافيه في الصالة ...
خرجت بالهيئة التي يجب أن أخرج بها وبمجرد أن دخلت الصالة ، كان (جمال) واقفا وينظر إلي ، وهو أيضا يبدو عليه التعب ...
(الليلة الثالثة على رحيل الغالي ...)
ــ حبيت شوفك .
ــ اجلس ، وأنا كمان محتاجة إني كلمك شوي .
ــ خفت عليكي ، سمعت من (خلود) .
ابتسمت وجلست حتى أحثه على الجلوس ولكنه ظل واقفا وكأنه يريد أن يطمئن في البداية ، ثم بعدها سوف يجلس فرددت عليه :
ــ (جمول) ، أنا منيحة ...
مسكينة (خلود) كتير تعبتها ...
جلس (جمال) ، ولا أعرف إن كان هذا الرد هو الرد الذي كان ينتظره ، أو الذي كان يتمناه تمدد (جمال) أمامي في المقعد الذي يقابلني وهو يضع يديه تحت رأسه ويقابلني الجانب الأيمن من جسده وتنفس الصعداء وأطال الصمت بيننا ...
قطعت ذلك الصمت :
ــ كيفه خالو (يوسف) ؟؟؟
رد من دون أن يلتفت لي :
ــ حسيته أحسن من مبارح ، أنا بقول .....
متماسك !!!
ــ وإنته ؟؟؟
ـــ ................
صمته اعتصرني، فقد بدا لي (جمال) أكثر حزنا ، وصبرا ، ولكني ما كنت أريد أن أراه ينهار أمامي فقد كنت أردد بيني وبين نفسي : " أرجوك جمال ...ما عدت أقدر على التحمل "
فقلت له :
جمال ؟؟؟؟
...............بتشكرك إنك خليتني أحكي معه .
هنا نظر (جمال) إلي وبانتباه كبير لأجد دمعة تسقط من عينيه حاول أن يخفيها ولكن صوته فضحه عندما قال لي :
ــ لو شفتيه أديش كان فرحان وهو يحكي معك ....كان بيقرأ بتركيز وهو يبتسم على كل كلمة كنت تكتبيها ، وبس يوصل للنهاية يضحك من كل قلبه ...
أديش ترك فراغ ...
ــ حبيبي خالي !!!
رددتها في داخلي ، وقدمت الصمت لجمال وقلت له حتى أحثه على الثبات :
ــ جمال / أنا بدي ياك تكون قوي ، ومن بكرا تنزل ع الشغل !
ــ شغل ؟؟؟بس ...
ــ أيه شغل ، ما بدي شوفك منهار .
اعتدل (جمال) ، وجلس القرفصاء على الكرسي وهو ينظر لي وقال وكله دهشة :
ــ من له خلق ع الشغل ؟؟؟آخر يوم كان جالس معي بالمحل..... راح موت إذا رجعت .
ــ لا تقول هيك ، هو إذا عرف إنكم راح تضعفوا كل هالأد كان زعل مو هيك ؟؟؟
صمت (جمال) ، ونكس رأسه وكأنه الآخر يحاول أن يقتنع ثم أراه يحرك رأسه نفيا وقال :
ــ الموت شغلة كتير صعبة .
كان لابد أن أستوعب ألمه، ولكني تمنيت أن يستوعب هو الحقيقة، لذلك أردت أن أعاتبه على ضعفه فوقفت ورمقته بقسوة وخرجت....
وأنا خارجة اصطدم بــ(خلود) ، وهي تقول لي :
ــ آسفة ...
فيه إليك مكالمة ...
،
يتبع
دمتم بود
/
/
/
1447
/
/
/
-
تسلمييييين اختي عالرواية الروعة..
-
قصـة جميـله بإنتظـار البقية .
-
.....
عجبا ثم عجبا ........
صاحبة النص ردينة ... سبق وأن كانت يوما عضو في هذا المنتدى
وكتبت بدايات الرواية مباشرة على هذه الوردية ...
oman0.net/forum/showthread.php?p=1613987
ولم يلتفت إليها أحد ، ووجدت من يأويها ....
التاريخ موجود لتأكد ، ثم تعود من جديد فتجد النص هنا !!!!!!!!!!!!!
شكرا على الأخت في نقلها للرواية وعلى متابعتها المتواصلة لي
وأرجو أن تذكر اسمي إن كانت أحبت الرواية ...
وشكرا للقراء الراقين المتسللين بين الحرف ..
فقط / .......... كونوا بخير !
/ -
تسلميين ع الموضووع الرائع
-
-
اللي يعرف الأجزاء الأخيرة بليييييييييييييييز ينزلها حرام م السنه الماضيه وأنا انتظر النهايه
ღ๑ஐ♥♥♥ஐ๑ღ .ExternalClass .ecxhmmessage P{padding:0px;}.ExternalClass body.ecxhmmessage{font-size:10pt;font-family:Verdana;} ڵنگن اراۆح راقيه ... نتڛامےُ عن ڛفاڛف اڵامۆر , ۆعن گڵ مايخدش نقائنا ، نحترم ذاتنا ۆ نحترم اڵغير ، عندما نتحدث نتحدث بعمق ، نطڵب بأدب ، ۆ نشگر بذۆق ، ۆنعتذر بصدق .. نترفع عن اڵتفاهات ۆ اڵقيڵ ۆاڵقاڵ ، نحب بصمت ۆ نغضب بصمت ۆاذا اردنا اڵرحيــڵ ، نرحـڵ بصمت ..!~ ღ๑ஐ♥♥♥ஐ๑ღ -
يسلموووو أختي على القصة
الراائعة
الله يعطيج ألف عافيه
على المجهود