بفستانها الأبيض الفرنسي المشكوك ... وبطرحتها الخليجية البيضاء اللامعة بالفضي ... وقفت عذا في بداية الممر في الزفة ... والأنوار كلها مسلطة عليها ... كانت ترتجف وخايفة لكن سارة ولمياء اخواتها واقفين وراء المصورة ويشجعونها علشان ماتصيح ...بسم الله عليها كانت ملاك ... بياضها الطفولي .. وشفايفها القرمزية .. وجهها الدائري و غمازتها وطولها المتوسط ونحافة جسمها وفستانها اللي مناسب جسمها وشكلها وكأنه مصمم خصيصا لها ... مخليها أحلى عروس في الرياض ..
لفتت انتباه كل الحضور مع انها ماكانت مضرب مثل للجمال المبهرج ... لكنها تملك مقومات الجاذبية ...
كان الممر من بدايته لنهايته مرصوص عليه اقواس ورد التوليب الأبيض ... وكانت عذا تمشي من تحته بفستانها الأبيض المشكوك .. فكان المنظر اشبه مايكون بقصة رومانسية من اساطير الأغريق وعذا نفسها كأنها ملكة هالقصة ..
أمها وندى واقفين على المنصة ينتظرون وصولها .. كانت ام عبدالله ماسكة نفسها لاتصيح مع ان المشهد يقطع قلبها وفوق هذا الحان الزفة الهادية والحزينة في نفس الوقت و اكتفت بالدعاء ان الله يوفقها .. التفتت ندى لعمتها وهي تضحك :: وين هو زياد يجي يشوفها والله ان يآخذها ويطلع ويلعن الساعة اللي سمع كلامكم فيها وخلاها تسوي زفة ..
ضحكت ام عبدالله :: كان لازم يقتنع من متى وانا ودي اسوي زفة لوحده من بناتي . (( عقدت ام عبدالله حاجبها )) الا وين بيت عمك ماشفتهم ؟
ابتسمت ندى متفشلة :: اليوم سافروا ...
ام عبدالله مستغربة :: طيب ليه ماصبروا وحضروا الزواج ؟
هزت ندى كتفوفها :: والله مادري عنهم ياعمة ..
التهت ام عبدالله عقب هالكلمة بوصول عذا للمنصة ... وابتعدت شوي عن ندى علشان تساعد عذا تطلع الدرج .. اما ندى فـ تنهدت بحزن وراحت مع عمتها ...
بعد ماوصلت للمنصة وجلست .. ارتبشوا البنات كلهم اللي ترقص واللي تصور معها ... وبعد ساعة تقريبا ... عزفت الألحان مرة ثانية تعلن خروج عذا من القاعة ,, وما دخل زياد للقاعة لأنه اصلا من البداية رافض فكرة الزفة " يبدو لي انه خاف عليها "...
طلعت عذا ومعها امها واخوتها وندى وراحوا للغرفة المخصصة للعروسين ..
دخلت عذا وهي خلاص تحس نفسها مشحونة وودها تصيح .. مسكتها لمياء من يديها :: لا أرجوك لاتصيحين ... الحين بيدخل زياد ...
شهقت عذا وحطت يدها على فمها :: لمياء تكفين قولي لأبوي لايدخلون
ضحكت ندى :: اتحداك مايدخل زياد ... الحين هو ناوي يجي يآخذك من العصر وانتي الحين ماتبينه يدخل ..؟؟
عذا وهي تحارب دمعتها ::طيب خلكم معي ...
تقدمت ام عبدالله وهي تصيح وحضنت عذا :: أنا بجلس معك حبيبتي لحد ماتروحين ماراح اتركك..!
ماقدرت عذا تتماسك وفجأة دمعت عينها ... صرخت سارة :: يمه لا .. لاتخلينها تصيح .. زياد في الطريق الحين بيدخل ..
ابتعدت ام عبدالله ومسحت دمعة عذا بطرف منديلها ورتبت شكلها وخلتها توقف لأنهم سمعوا صوت ابو عبدالله بيدخل ... التفوا البنات بعباياتهم وتنحنح ابو عبدالله وهو يتقدم .. صفرت سارة لما شافت ابوها بالمشلح الأسود وكاشخ :: أحلى يبه حسبتك المعرس على هالكشخة ..
ضحك ابو عبدالله :: يعني شكلي يصلح اصير معرس ؟
هزت سارة راسها ::/ أكيد والا فيها بعد ؟؟ وش فيه زياد احسن منك ..
ابو عبدالله :: خلاص ادخلي تنقي لي وحده من اللي في القاعة
لمياء :: لا والله اللي ماسويناها .. اصلا وين بتلقى احسن من امي لو لفيت الدنيا كلها
ضحك ابو عبدالله والبنات الا عذا اللي كانت متوترة وبالقوة قدرت ترسم ابتسامة خفيفة على وجهها .. حست بالدم جمد في عروقها لما دخل زياد وهو منزل راسه وعلى يمينه أسامة أخوها ... كان زياد بيوم زواجه فارس أحلام نص بنات السعودية ... يعني عذا حمدت ربها انه ماطلع للقاعة وشافوه البنات ..
كان طويل وعريض ... وبملامح جذابة ووسيمة .. عيون سوداء واسعة ونظرتها حادة .... وسمار بشرته البرونزي مسوي له لوك أكثر من جذاب .. ممكن نقول عنه آسر ... كان مبتسم بخفيف وفي عيونه نظرة ارتباك وفي يده رعشة غريبة اكيد من الإحراج والخوف لأنه مقبل على حياة جديدة ... مسك المشلح بيده وهو يحاول يكح بخفيف علشان يضبط صوته وتروح الغصة اللي في حلقه من الربكة و تقدم من عذا قبل الكل .. وكانت الأخيرة منزله راسها وفي حرب ضروس مع دمعتها ..
رفع راسها بأطراف اصابعه وواجهها بعيونه اللي كانت تحكي الكثير لكنه شفهيا اختصره لما قال (( مبروك )) ... وتقدم منها وحبها على جبهتها ..
زغردت لمياء وندى لكن سارة واللي ماكان احد متوقعه منها كانت تصيح بصمت وحاسة بلوعة في قلبها على عذا ..
تقدمت ام عبدالله وسلمت على زياد وعذا ... وتقدمت ندى كذلك ولمياء واسامة والكل تقريبا .. وفي الأخير تقدم ابو عبدالله وهو عينه تدمع غصب عنه .. ومن شاف عذا على طول سلم عليها لكن ماقدر يمسك نفسه وحضنها .. صاحت عذا على كتف ابوها بصمت .. لكن ابو عبدالله ابعدها عنه وابتسم بحلاوة .. :: مبروك حبيبتي الله يوفقك ويهنيك ...
عذا وهي تمسح دموعها :: الله يبارك فيك يبه...
ابو عبدالله :: طيب قولي عقبالك ..
ضحكت عذا :: لا والله ......!!
ضحك ابو عبدالله وكلهم .. وفي لحظة بانت الجدية في عيونه والتفت لزياد :: زياد يالغالي ترى هذي عذا أمانة في رقبتك .. حطها في عيونك ولا تزعلها ... ولا تخليها تجيني في يوم تشكي ظلمك والا أي شي مو عدل منك...
هز زياد راسه :: ياعمي لاتوصيني عليها .. انا اخاف عليها اكثر من نفسي
هز ابو عبدالله راسه وتقرب من زياد يساسره ::تراها دلوعة حبتين لكن قلبها طيب تزعل بسرعة لكن تسامح بسرعة ... وعاد انت لاتمصخها معها وكل شوي تزعلها .. وبعدين لو كانت سارة كان ابوصيها هي عليك مو انت .. لكن هذي عذا وانت عارف وش كثر حساسة وماتتحمل شي....
زياد بتنغيز :: اعرفها واعرف عمتي ..
ابو عبدالله :: الظاهر ان نصيبنا واحد في الدنيا يعني انا اتوقع انك بتتوفق وبيرزقك ربي ثلاث بنات وولدين..!!
ضحك زياد :: لا الله يخليك انا مابي بناتي مثل بناتك ولا عيالي مثل أسامة
عقد ابو عبدالله حاجبه :: هذا وانا توني ماعطيتك بنتي وخذتها
انتبه زياد :: لالا اذا بيصيرون مثل عذا معليش لكن سارة واسامة اسمح لي ..
ضحكوا اثنينهم ورجعوا للبقية اللي كانوا واقفين يسولفون مع عذا.
ابو عبدالله :: ياللا عذا مع السلامة وانا ابوك والله يوفقك ...
عذا :: يبه بتروح ؟؟
ابو عبدالله مبتسم :: ابروح اشوف معازيمي ...!
سلم عليها وحبها وخذ اسامة في يده وطلعوا ...
التفتت ام عبدالله لعذا وسلمت عليها :: ياللا حبيبتي اتركك شوي مع زياد . لايقول بعدين أننا خربنا عليه ليلته ...!! (( وابتسمت ))
عذا وهي خايفة :: يمه مو قلتي بتقعدين معي ؟
ضحك زياد :: عجزت وانا اقول لك اني مو متوحش ...
ضحكوا البنات وسلموا على عذا وطلعوا كلهم مرة وحده ... وبقت عذا وزياد بروحهم وأخيرا ....!!!
بلعت عذا ريقها من شافت أخر وحده من أهلها واللي هي سارة تطلع وتسكر الباب وراها ... وحست بيدها بدت تعرق ...
اما زياد فـ كان نفس الشي مستحي وما يعرف وشلون يتصرف ..
لكنه بعشوائية ولما ترك لمشاعره المجال انها تتصرف مثل ماتبي ارتفعت يديه ومسك عذا مع كتوفها وخلاها تواجهه ... استمر يطالعها لحد مارفعت عينها له غصب عنها من حدة نظراته اللي كانت تحس فيها وانها بتحرقها ...
ابتسم لها لما شاف خدودها توردت ::
إن كان تسأل من على الروح أغليت ؟!
أغليت لي أثنين في وسط عيني
أبـــــــوي وأمــــــــي
في غلاهم تماديت
لي حق أفخر في غـــــــــلا والديني.....
والثالث أنت...
عقبهم بالغلا جيت
ياللي غلاك استقر
وســــط قلبي وعيني...
ابتسمت عذا بخجل :: للحين وانت شاعر؟؟
ضحك وهو يسمح على خدها بطرف اصابعه :: انا من شفتك وارتبطت فيك انقلبت موازيني صرت شاعر و سباك وراعي بنشر بعد ...!!
ضحكت عذا وبان تقويمها :: حرام عليك الحين انا خليتك تصير راعي بنشر ..؟
سكت ومارد عليه ... كان يطالعها وهو ساكت لكن عيونه تعبر عن كل شي بخاطره ويدور في راسه .. استحت من نظراته ونزلت عينها على طول ...!
لكنه ماسمح لها وعلى طول رفع وجهها له :: تصدقين والا مثلي مو مصدقة ؟
عقدت حواجبها :: وش اصدق ؟
ابتسم زياد وهو يقرب راسه لها وكأنه يهمس في أذنها :: انتي .... صرتي .... زوجتي .... (( وكان يأكد على كل حرف ينطقه ))
استحت عذا ونزلت راسها ...
ضحك زياد وتفاجأ لما انفتح عليهم الباب وكانت لمياء داخله ومعها المصورة والخدامات جايبين كيكة الزواج والعصير ... ومن شافها عرف أن هالأثنين هم اللي بيجيبون آخرته يا لمياء يا أسامة ؟؟؟
----------------------------------------------------------------------------
بعد الظهر ...
وقريب من الساعة وحده ...
فز زياد من مكانه وهو يحس نفسه متكسر ... طالع الساعة جنبه وحصلها متأخر عن صلاة الظهر ... التفت على يمينه وما لقى عذا ... عقد حواجبه مستغرب لكنه مااهتم يعني وين بتروح .. قام من على السرير وعلى طول للحمام تغسل وطلع وفرش سجادته يصلي ..
قام من مصلاه ودار بنظره في الغرفة يدور عليها .. لكنه ما حصلها ..
يعني وين بتروح ؟؟ اصلا مالها الا غرفة النوم او الصالة ؟؟ خصوصا انه مآخذ له جنااح في الفندق علشان اول يوم زواجه ..
ابتسم وطلع للصالة يشوفها ... نغزه قلبه لما شافها متكورة على نفسها في زاوية الكنب وتصيح بصوت يقطع القلب ... خاف وش اللي ممكن يكون فيها ؟ ويصيحها في ثاني يوم من زواجها ...؟
تقدم لها وهو يسرع بخطواته وجلس قدامها على ركبه :: عذا .. وش فيك ؟
لكنها ماردت واستمرت تصيح وهي دافنه وجهها على رجولها وضامتهم ..
مسك زياد يدها وابعدها عن وجهها :: حياتي قولي لي وش فيك ؟؟ وش صار لك ؟؟
صرخت عذا بصوت مبحوح :: زياد بعد عني ..
زياد وهو مصدوم من تفكيره اللي وصّله لسبب مخيف :: ليه وش سـ ـ ـ ـ
قاطعته وهي ترفع راسها :: بعد عني ولا تقول كلمة زيادة ..
انكسر خاطره زياد عليها لما شافها مغرقة نفسها بالدموع ووجها احمر من الصياح وعيونها غرقانة ... لكن قلبه نغزه وعوره من اللي ممكن يكون مأثر في عذا بهالصورة ... يعرفها حساسة وما تتحمل شي ...!!وبينه بين نفسه لعن روحه وسبها لأنه خلاها تصيح في بداية حياتهم .....!!؟
قام من مكانه وجلس جنبها وحاول يحضنها لكنها ضربته على صدره وابعدته عنها
عذا :: بعد عني قلت لك انا ما احبك والله ما احبك ....؟
ابتسم زياد من وراء خاطره :: طيب ليش عاد ؟؟ انا وش سويت ؟
قامت من مكانها وهي تتأفف :: أوووووووووف الظاهر انا اللي بروح
قامت من عنده وهي تركض واختفت عن عيونه لما دخلت غرفة النوم ...
تنهد زياد وغمض عيونه ورفع راسه :: يا إلهي صبرني..
توه بيقوم من مكانه يلحقها ويشوف وش اللي يقدر يسويه ويريحها لكن دق جواله ...
رجع للكنب ورفع جواله من عليه وابتسم لما شافها ندى ...
زياد :: هلا والله السلام عليكم
ضحكت ندى :: وعليكم السلام هلا بالمعرس وغلا..
جلس زياد على الكنب :: يا هلا بك انتي ...
ندى :: لايكون ازعجتك زياد .. ترى آسفة
زياد حب يغايضها :: وش ازعجتيني ؟؟ اصلا انتي طول عمرك مزعجتني حبكت اليوم صباحيتي ماراح تزعجيني ..؟
عصبت ندى :: والله اني ما كنت ناوية اتصل عليك عارفة انك بتهزأني بس وش اسوي بعمتي اصرت علي انا اللي اتصل...
ضحك زياد :: ولايهمك ما دام عمتي في السالفة ..
ندى :: ايه لنا الله ... المهم وينكم تأخرتوا ...؟ ماراح تجون ؟
زياد وهو يتذكر عذا ومأساته :: الا ان شاء الله بس مو الحين بنمركم قريب العصر
ندى :: يعني ماننتظركم على الغداء ؟
زياد :: لالا انتم تغدوا احنا بنتغدى في الفندق ونجيكم ..
ابتسمت ندى :: زين يالغالي ننتظركم .. مع السلامة وسلم على عذا
تنهد زياد :: يوصل ان شاء الله ..
قبل لايسكر زياد كان وده يقول لندى عن سالفة عذا وكيف يتعامل معها لكنه تراجع في الأخير وماقال شي وسكر عن ندى ورمى جواله على الكنبة ,, وراح لغرفة النوم يواجه مصيره المحتوم ويجرب قدراته وه هي تنفع مع عذا او لا ؟؟؟
أول شي حصل الباب مسكر ... تنهد بملل وتقدم له يفتحه بهدوء .. والحمدلله ماصار مقفول ... طل براسه من فتحة صغيرة وشافها جالسه على طرف السرير ومعطيه الباب ظهرها ..
فتح الباب ودخل وتقدم منها بخطوات خفيفة ماتصدر صوت ... جلس جنبها بهدوء لكنه ماطالعها ولا رفع عينه عن الأرض ... حط يديه في حجره وعيونه عند رجوله :: وش صار لك منهارة وتصيحين ؟؟؟ انا زعلتك بشي ؟؟
عذا وهي تشهق من الصياح :: زيـ ـ ـ ـ زياد ابغـ ـ ابغى امي وابوي
رفع زياد عينه وهو وده يضحك :: نعم ؟؟ من تبين ؟
عذا وزاد صياحها لأنها حست فيه يستهزأ :: زياد ترى انا ما احبك والله ما احبك ابي امي وابوي .. الله يخليك ..
مسك وجهها بيديه وحاول يهديها :: طيب ماتحبيني وعرفناها ؟؟ تبين امك وابوك ليش ؟؟
عذا وهي تحاول تتماسك :: ما ابغاهم يروحون .. ابي اروح معهم ؟؟
عقد زياد حواجبه :: وين بيروحون هم طيب ؟
عذا :: بيروحون ألمانيا عند ابوي انتداب هنـ ـ ـ هناك 6 شهور
ضحك زياد بخفيف :: وانتي توك تعرفين ؟؟؟ من قال لك ؟؟
زادت شهقات عذا ودموعها :: أمي قالت لي ... وقالت لي انك تدري وما قلت لي وانت اللي طلبت منهم مايعلموني زياد ما احبك والله العظيم اكرهك ...!
وزادت شهقاتها ...ضحك زياد وهو يحبها مع جبهتها وانفرجت اساريره من عرف اسبابها يعني مو اللي طرى على باله ..!:: طيب هدي نفسك شوي ... !
عصبت عذا وحاولت تبعده عنها وتدفه مع صدره ::اقول لك امي وابوي بيسافرون .. وبتروح معهم سارة واسامة .. وانت تقول لي هدي نفسك ؟؟؟
زياد بهدوء :: بس فيه لمياء هنا موجودة بالسعودية ماراح تروح .. وفيه جدك وجدتك ..!! صح والا انا غلطان ؟؟
طالعته عذا وهي ساكتة تنتظر وش بيتوصل له ..
كمل زياد :: وفيه انا ... لو كنت انا اشكل لك اهمية ؟؟
نزلت عذا راسها وهي لازالت تصيح :: بس امي وابوي مو موجودين ؟؟ والله حرام يعني اذا رجعت القاهم راحوا ..؟
ابتسم زياد بألم وبان الحزن في عيونه :: لكن نقدر نقص تذاكر على أول رحلة لألمانيا واركب انا وانتي الطيارة ونزورهم ... وتشوفينهم!!!
صاحت عذا زيادة :: انت قلتها يعني لازم انغث علشان اشوفهم وهذا اصلا ان فضيت انت توديني هناك وماقلت عندي شغل ...
زياد والغصة في حلقه :: لكن في النهاية تقدرين تشوفينهم ؟؟؟ تقدرين تكلمينهم وتسمعين على الأقل اصواتهم ؟؟ فيه لك معهم ذكريات ؟؟ تتذكرين شكل أمك وتعرفين ملامح ابوك ؟؟ وسفرتهم هذي مؤقتة يعني فترة وبيرجعون ؟؟
لكن وش قولك في اللي راحوا أهله وتركوه لهم قريب العشرين سنة ؟؟؟ لا والمدة بعد بتزيد ورجعتهم ما منها أمل ؟؟ والشاب اللي قدامك كبر وصار رجال وحزنه كل يوم يكبر معه ؟؟
رفعت عذا عينها لزياد وشافت الحزن بعيونه ،، لعنت نفسها لأنها انانية وذكرته بالذكريات المرة في حياته في وقت المفروض أنها تسعده ...
كمل زياد وهو يحاول يبتسم علشان يخفف عن عذا :: يعني احمدي ربك حسهم موجود في الدنيا ؟؟ لكن انا ولا شي ؟ وش ظنك في طفل عمره خمس سنوات تركوه امه وابوه لا وفوق هذا معه اخته اللي يمارس عليها دور الوالدين ؟؟ يعني على انهم تركوه الا انهم تركوا له مسؤولية في رقبته ..
والا وش رايك في بنت فقدت ابوها قبل ما تولد ؟؟ وفقدت امها وعمرها سنة ؟؟
بالله عليك تقارنين نفسك بهالبنت وبهالشاب (( وأشر على نفسه بحزن ))
ماقدرت عذا تمسك دموعها ... رمت نفسها عليه وتعلقت في رقبته وهي تصيح على كتفه :: آسفة ليلو والله ماكان قصدي ؟؟
سكت زياد و ما اصدر أي استجابة لأن فعلا هالذكرى الحزينة رجعت له من يومين قبل زواجه وهو يتمنى ان ابوه يكون جنبه في هالليلة ؟؟
ابتعدت عذا عنه وشافته منزل راسه ويديه في حجره ،، زاد صياحها وهي تحس انه حزين بقوة والدليل انه ما تحرك يوم تعلقت فيه ... ماتحملت تشوفه حزين مسكت يديه ورصت عليهم :: زياد و الله ماكان قصدي بس أنا ماتحملت فكرة ان اهلي يسافرون و انا مو معهم ؟؟ بس
رفع زياد راسه ومسوي نفسه زعلان مع انه بيموت من الوناسة ووده يضحك من سمعها تناديه ليلو لكنه أصر يتدلع عليها شوي بوز وهو يقول :: بس قلتي انك ماتحبيني ؟؟
سكتت عذا وهي تطالعه وبعدين قالت :: انا قلت ما احبك ؟
ضحك زياد :: حتى اللي قلتيه تنسينه ؟
ضحكت عذا هي تحط راسها على كتفه :: مجنونة أنا لو ما احبك ..
لف يده عليها وحبها على راسها بس انتبه ورجع يقول :: الا تعالي ؟؟ متى اتصلتي على أمك ؟
عذا بصوت واطي من الفشيلة :: الصبح الساعة 10..!
غمضت عيونها وعضت على شفايفها من قالت هالكلمة عارفته بيعصب ويتطنز عليها ..
وفعلا زياد انصدم من فعلها ::/ متصلة في بيت اهلك صباحية عرسك الساعة 10 ؟؟
استحت عذا زود وهي حاسة انها غلطانة :: وش اسوي ما قدرت اصبر عنهم وقمت اتصل..!
زياد وهو متشكك :: وان شاء الله من 10 وانتي تصيحين
ضحكت عذا وهي تدس راسها في كتفه اكثر :: الى وحده .. بس بليز لاتهاوشني ؟؟ لأني قلت لك لازم تتقبل ان صياحي كثير ..
ضحك زياد :: لكن مو بهالجنون ؟؟؟
لفتت انتباه كل الحضور مع انها ماكانت مضرب مثل للجمال المبهرج ... لكنها تملك مقومات الجاذبية ...
كان الممر من بدايته لنهايته مرصوص عليه اقواس ورد التوليب الأبيض ... وكانت عذا تمشي من تحته بفستانها الأبيض المشكوك .. فكان المنظر اشبه مايكون بقصة رومانسية من اساطير الأغريق وعذا نفسها كأنها ملكة هالقصة ..
أمها وندى واقفين على المنصة ينتظرون وصولها .. كانت ام عبدالله ماسكة نفسها لاتصيح مع ان المشهد يقطع قلبها وفوق هذا الحان الزفة الهادية والحزينة في نفس الوقت و اكتفت بالدعاء ان الله يوفقها .. التفتت ندى لعمتها وهي تضحك :: وين هو زياد يجي يشوفها والله ان يآخذها ويطلع ويلعن الساعة اللي سمع كلامكم فيها وخلاها تسوي زفة ..
ضحكت ام عبدالله :: كان لازم يقتنع من متى وانا ودي اسوي زفة لوحده من بناتي . (( عقدت ام عبدالله حاجبها )) الا وين بيت عمك ماشفتهم ؟
ابتسمت ندى متفشلة :: اليوم سافروا ...
ام عبدالله مستغربة :: طيب ليه ماصبروا وحضروا الزواج ؟
هزت ندى كتفوفها :: والله مادري عنهم ياعمة ..
التهت ام عبدالله عقب هالكلمة بوصول عذا للمنصة ... وابتعدت شوي عن ندى علشان تساعد عذا تطلع الدرج .. اما ندى فـ تنهدت بحزن وراحت مع عمتها ...
بعد ماوصلت للمنصة وجلست .. ارتبشوا البنات كلهم اللي ترقص واللي تصور معها ... وبعد ساعة تقريبا ... عزفت الألحان مرة ثانية تعلن خروج عذا من القاعة ,, وما دخل زياد للقاعة لأنه اصلا من البداية رافض فكرة الزفة " يبدو لي انه خاف عليها "...
طلعت عذا ومعها امها واخوتها وندى وراحوا للغرفة المخصصة للعروسين ..
دخلت عذا وهي خلاص تحس نفسها مشحونة وودها تصيح .. مسكتها لمياء من يديها :: لا أرجوك لاتصيحين ... الحين بيدخل زياد ...
شهقت عذا وحطت يدها على فمها :: لمياء تكفين قولي لأبوي لايدخلون
ضحكت ندى :: اتحداك مايدخل زياد ... الحين هو ناوي يجي يآخذك من العصر وانتي الحين ماتبينه يدخل ..؟؟
عذا وهي تحارب دمعتها ::طيب خلكم معي ...
تقدمت ام عبدالله وهي تصيح وحضنت عذا :: أنا بجلس معك حبيبتي لحد ماتروحين ماراح اتركك..!
ماقدرت عذا تتماسك وفجأة دمعت عينها ... صرخت سارة :: يمه لا .. لاتخلينها تصيح .. زياد في الطريق الحين بيدخل ..
ابتعدت ام عبدالله ومسحت دمعة عذا بطرف منديلها ورتبت شكلها وخلتها توقف لأنهم سمعوا صوت ابو عبدالله بيدخل ... التفوا البنات بعباياتهم وتنحنح ابو عبدالله وهو يتقدم .. صفرت سارة لما شافت ابوها بالمشلح الأسود وكاشخ :: أحلى يبه حسبتك المعرس على هالكشخة ..
ضحك ابو عبدالله :: يعني شكلي يصلح اصير معرس ؟
هزت سارة راسها ::/ أكيد والا فيها بعد ؟؟ وش فيه زياد احسن منك ..
ابو عبدالله :: خلاص ادخلي تنقي لي وحده من اللي في القاعة
لمياء :: لا والله اللي ماسويناها .. اصلا وين بتلقى احسن من امي لو لفيت الدنيا كلها
ضحك ابو عبدالله والبنات الا عذا اللي كانت متوترة وبالقوة قدرت ترسم ابتسامة خفيفة على وجهها .. حست بالدم جمد في عروقها لما دخل زياد وهو منزل راسه وعلى يمينه أسامة أخوها ... كان زياد بيوم زواجه فارس أحلام نص بنات السعودية ... يعني عذا حمدت ربها انه ماطلع للقاعة وشافوه البنات ..
كان طويل وعريض ... وبملامح جذابة ووسيمة .. عيون سوداء واسعة ونظرتها حادة .... وسمار بشرته البرونزي مسوي له لوك أكثر من جذاب .. ممكن نقول عنه آسر ... كان مبتسم بخفيف وفي عيونه نظرة ارتباك وفي يده رعشة غريبة اكيد من الإحراج والخوف لأنه مقبل على حياة جديدة ... مسك المشلح بيده وهو يحاول يكح بخفيف علشان يضبط صوته وتروح الغصة اللي في حلقه من الربكة و تقدم من عذا قبل الكل .. وكانت الأخيرة منزله راسها وفي حرب ضروس مع دمعتها ..
رفع راسها بأطراف اصابعه وواجهها بعيونه اللي كانت تحكي الكثير لكنه شفهيا اختصره لما قال (( مبروك )) ... وتقدم منها وحبها على جبهتها ..
زغردت لمياء وندى لكن سارة واللي ماكان احد متوقعه منها كانت تصيح بصمت وحاسة بلوعة في قلبها على عذا ..
تقدمت ام عبدالله وسلمت على زياد وعذا ... وتقدمت ندى كذلك ولمياء واسامة والكل تقريبا .. وفي الأخير تقدم ابو عبدالله وهو عينه تدمع غصب عنه .. ومن شاف عذا على طول سلم عليها لكن ماقدر يمسك نفسه وحضنها .. صاحت عذا على كتف ابوها بصمت .. لكن ابو عبدالله ابعدها عنه وابتسم بحلاوة .. :: مبروك حبيبتي الله يوفقك ويهنيك ...
عذا وهي تمسح دموعها :: الله يبارك فيك يبه...
ابو عبدالله :: طيب قولي عقبالك ..
ضحكت عذا :: لا والله ......!!
ضحك ابو عبدالله وكلهم .. وفي لحظة بانت الجدية في عيونه والتفت لزياد :: زياد يالغالي ترى هذي عذا أمانة في رقبتك .. حطها في عيونك ولا تزعلها ... ولا تخليها تجيني في يوم تشكي ظلمك والا أي شي مو عدل منك...
هز زياد راسه :: ياعمي لاتوصيني عليها .. انا اخاف عليها اكثر من نفسي
هز ابو عبدالله راسه وتقرب من زياد يساسره ::تراها دلوعة حبتين لكن قلبها طيب تزعل بسرعة لكن تسامح بسرعة ... وعاد انت لاتمصخها معها وكل شوي تزعلها .. وبعدين لو كانت سارة كان ابوصيها هي عليك مو انت .. لكن هذي عذا وانت عارف وش كثر حساسة وماتتحمل شي....
زياد بتنغيز :: اعرفها واعرف عمتي ..
ابو عبدالله :: الظاهر ان نصيبنا واحد في الدنيا يعني انا اتوقع انك بتتوفق وبيرزقك ربي ثلاث بنات وولدين..!!
ضحك زياد :: لا الله يخليك انا مابي بناتي مثل بناتك ولا عيالي مثل أسامة
عقد ابو عبدالله حاجبه :: هذا وانا توني ماعطيتك بنتي وخذتها
انتبه زياد :: لالا اذا بيصيرون مثل عذا معليش لكن سارة واسامة اسمح لي ..
ضحكوا اثنينهم ورجعوا للبقية اللي كانوا واقفين يسولفون مع عذا.
ابو عبدالله :: ياللا عذا مع السلامة وانا ابوك والله يوفقك ...
عذا :: يبه بتروح ؟؟
ابو عبدالله مبتسم :: ابروح اشوف معازيمي ...!
سلم عليها وحبها وخذ اسامة في يده وطلعوا ...
التفتت ام عبدالله لعذا وسلمت عليها :: ياللا حبيبتي اتركك شوي مع زياد . لايقول بعدين أننا خربنا عليه ليلته ...!! (( وابتسمت ))
عذا وهي خايفة :: يمه مو قلتي بتقعدين معي ؟
ضحك زياد :: عجزت وانا اقول لك اني مو متوحش ...
ضحكوا البنات وسلموا على عذا وطلعوا كلهم مرة وحده ... وبقت عذا وزياد بروحهم وأخيرا ....!!!
بلعت عذا ريقها من شافت أخر وحده من أهلها واللي هي سارة تطلع وتسكر الباب وراها ... وحست بيدها بدت تعرق ...
اما زياد فـ كان نفس الشي مستحي وما يعرف وشلون يتصرف ..
لكنه بعشوائية ولما ترك لمشاعره المجال انها تتصرف مثل ماتبي ارتفعت يديه ومسك عذا مع كتوفها وخلاها تواجهه ... استمر يطالعها لحد مارفعت عينها له غصب عنها من حدة نظراته اللي كانت تحس فيها وانها بتحرقها ...
ابتسم لها لما شاف خدودها توردت ::
إن كان تسأل من على الروح أغليت ؟!
أغليت لي أثنين في وسط عيني
أبـــــــوي وأمــــــــي
في غلاهم تماديت
لي حق أفخر في غـــــــــلا والديني.....
والثالث أنت...
عقبهم بالغلا جيت
ياللي غلاك استقر
وســــط قلبي وعيني...
ابتسمت عذا بخجل :: للحين وانت شاعر؟؟
ضحك وهو يسمح على خدها بطرف اصابعه :: انا من شفتك وارتبطت فيك انقلبت موازيني صرت شاعر و سباك وراعي بنشر بعد ...!!
ضحكت عذا وبان تقويمها :: حرام عليك الحين انا خليتك تصير راعي بنشر ..؟
سكت ومارد عليه ... كان يطالعها وهو ساكت لكن عيونه تعبر عن كل شي بخاطره ويدور في راسه .. استحت من نظراته ونزلت عينها على طول ...!
لكنه ماسمح لها وعلى طول رفع وجهها له :: تصدقين والا مثلي مو مصدقة ؟
عقدت حواجبها :: وش اصدق ؟
ابتسم زياد وهو يقرب راسه لها وكأنه يهمس في أذنها :: انتي .... صرتي .... زوجتي .... (( وكان يأكد على كل حرف ينطقه ))
استحت عذا ونزلت راسها ...
ضحك زياد وتفاجأ لما انفتح عليهم الباب وكانت لمياء داخله ومعها المصورة والخدامات جايبين كيكة الزواج والعصير ... ومن شافها عرف أن هالأثنين هم اللي بيجيبون آخرته يا لمياء يا أسامة ؟؟؟
----------------------------------------------------------------------------
بعد الظهر ...
وقريب من الساعة وحده ...
فز زياد من مكانه وهو يحس نفسه متكسر ... طالع الساعة جنبه وحصلها متأخر عن صلاة الظهر ... التفت على يمينه وما لقى عذا ... عقد حواجبه مستغرب لكنه مااهتم يعني وين بتروح .. قام من على السرير وعلى طول للحمام تغسل وطلع وفرش سجادته يصلي ..
قام من مصلاه ودار بنظره في الغرفة يدور عليها .. لكنه ما حصلها ..
يعني وين بتروح ؟؟ اصلا مالها الا غرفة النوم او الصالة ؟؟ خصوصا انه مآخذ له جنااح في الفندق علشان اول يوم زواجه ..
ابتسم وطلع للصالة يشوفها ... نغزه قلبه لما شافها متكورة على نفسها في زاوية الكنب وتصيح بصوت يقطع القلب ... خاف وش اللي ممكن يكون فيها ؟ ويصيحها في ثاني يوم من زواجها ...؟
تقدم لها وهو يسرع بخطواته وجلس قدامها على ركبه :: عذا .. وش فيك ؟
لكنها ماردت واستمرت تصيح وهي دافنه وجهها على رجولها وضامتهم ..
مسك زياد يدها وابعدها عن وجهها :: حياتي قولي لي وش فيك ؟؟ وش صار لك ؟؟
صرخت عذا بصوت مبحوح :: زياد بعد عني ..
زياد وهو مصدوم من تفكيره اللي وصّله لسبب مخيف :: ليه وش سـ ـ ـ ـ
قاطعته وهي ترفع راسها :: بعد عني ولا تقول كلمة زيادة ..
انكسر خاطره زياد عليها لما شافها مغرقة نفسها بالدموع ووجها احمر من الصياح وعيونها غرقانة ... لكن قلبه نغزه وعوره من اللي ممكن يكون مأثر في عذا بهالصورة ... يعرفها حساسة وما تتحمل شي ...!!وبينه بين نفسه لعن روحه وسبها لأنه خلاها تصيح في بداية حياتهم .....!!؟
قام من مكانه وجلس جنبها وحاول يحضنها لكنها ضربته على صدره وابعدته عنها
عذا :: بعد عني قلت لك انا ما احبك والله ما احبك ....؟
ابتسم زياد من وراء خاطره :: طيب ليش عاد ؟؟ انا وش سويت ؟
قامت من مكانها وهي تتأفف :: أوووووووووف الظاهر انا اللي بروح
قامت من عنده وهي تركض واختفت عن عيونه لما دخلت غرفة النوم ...
تنهد زياد وغمض عيونه ورفع راسه :: يا إلهي صبرني..
توه بيقوم من مكانه يلحقها ويشوف وش اللي يقدر يسويه ويريحها لكن دق جواله ...
رجع للكنب ورفع جواله من عليه وابتسم لما شافها ندى ...
زياد :: هلا والله السلام عليكم
ضحكت ندى :: وعليكم السلام هلا بالمعرس وغلا..
جلس زياد على الكنب :: يا هلا بك انتي ...
ندى :: لايكون ازعجتك زياد .. ترى آسفة
زياد حب يغايضها :: وش ازعجتيني ؟؟ اصلا انتي طول عمرك مزعجتني حبكت اليوم صباحيتي ماراح تزعجيني ..؟
عصبت ندى :: والله اني ما كنت ناوية اتصل عليك عارفة انك بتهزأني بس وش اسوي بعمتي اصرت علي انا اللي اتصل...
ضحك زياد :: ولايهمك ما دام عمتي في السالفة ..
ندى :: ايه لنا الله ... المهم وينكم تأخرتوا ...؟ ماراح تجون ؟
زياد وهو يتذكر عذا ومأساته :: الا ان شاء الله بس مو الحين بنمركم قريب العصر
ندى :: يعني ماننتظركم على الغداء ؟
زياد :: لالا انتم تغدوا احنا بنتغدى في الفندق ونجيكم ..
ابتسمت ندى :: زين يالغالي ننتظركم .. مع السلامة وسلم على عذا
تنهد زياد :: يوصل ان شاء الله ..
قبل لايسكر زياد كان وده يقول لندى عن سالفة عذا وكيف يتعامل معها لكنه تراجع في الأخير وماقال شي وسكر عن ندى ورمى جواله على الكنبة ,, وراح لغرفة النوم يواجه مصيره المحتوم ويجرب قدراته وه هي تنفع مع عذا او لا ؟؟؟
أول شي حصل الباب مسكر ... تنهد بملل وتقدم له يفتحه بهدوء .. والحمدلله ماصار مقفول ... طل براسه من فتحة صغيرة وشافها جالسه على طرف السرير ومعطيه الباب ظهرها ..
فتح الباب ودخل وتقدم منها بخطوات خفيفة ماتصدر صوت ... جلس جنبها بهدوء لكنه ماطالعها ولا رفع عينه عن الأرض ... حط يديه في حجره وعيونه عند رجوله :: وش صار لك منهارة وتصيحين ؟؟؟ انا زعلتك بشي ؟؟
عذا وهي تشهق من الصياح :: زيـ ـ ـ ـ زياد ابغـ ـ ابغى امي وابوي
رفع زياد عينه وهو وده يضحك :: نعم ؟؟ من تبين ؟
عذا وزاد صياحها لأنها حست فيه يستهزأ :: زياد ترى انا ما احبك والله ما احبك ابي امي وابوي .. الله يخليك ..
مسك وجهها بيديه وحاول يهديها :: طيب ماتحبيني وعرفناها ؟؟ تبين امك وابوك ليش ؟؟
عذا وهي تحاول تتماسك :: ما ابغاهم يروحون .. ابي اروح معهم ؟؟
عقد زياد حواجبه :: وين بيروحون هم طيب ؟
عذا :: بيروحون ألمانيا عند ابوي انتداب هنـ ـ ـ هناك 6 شهور
ضحك زياد بخفيف :: وانتي توك تعرفين ؟؟؟ من قال لك ؟؟
زادت شهقات عذا ودموعها :: أمي قالت لي ... وقالت لي انك تدري وما قلت لي وانت اللي طلبت منهم مايعلموني زياد ما احبك والله العظيم اكرهك ...!
وزادت شهقاتها ...ضحك زياد وهو يحبها مع جبهتها وانفرجت اساريره من عرف اسبابها يعني مو اللي طرى على باله ..!:: طيب هدي نفسك شوي ... !
عصبت عذا وحاولت تبعده عنها وتدفه مع صدره ::اقول لك امي وابوي بيسافرون .. وبتروح معهم سارة واسامة .. وانت تقول لي هدي نفسك ؟؟؟
زياد بهدوء :: بس فيه لمياء هنا موجودة بالسعودية ماراح تروح .. وفيه جدك وجدتك ..!! صح والا انا غلطان ؟؟
طالعته عذا وهي ساكتة تنتظر وش بيتوصل له ..
كمل زياد :: وفيه انا ... لو كنت انا اشكل لك اهمية ؟؟
نزلت عذا راسها وهي لازالت تصيح :: بس امي وابوي مو موجودين ؟؟ والله حرام يعني اذا رجعت القاهم راحوا ..؟
ابتسم زياد بألم وبان الحزن في عيونه :: لكن نقدر نقص تذاكر على أول رحلة لألمانيا واركب انا وانتي الطيارة ونزورهم ... وتشوفينهم!!!
صاحت عذا زيادة :: انت قلتها يعني لازم انغث علشان اشوفهم وهذا اصلا ان فضيت انت توديني هناك وماقلت عندي شغل ...
زياد والغصة في حلقه :: لكن في النهاية تقدرين تشوفينهم ؟؟؟ تقدرين تكلمينهم وتسمعين على الأقل اصواتهم ؟؟ فيه لك معهم ذكريات ؟؟ تتذكرين شكل أمك وتعرفين ملامح ابوك ؟؟ وسفرتهم هذي مؤقتة يعني فترة وبيرجعون ؟؟
لكن وش قولك في اللي راحوا أهله وتركوه لهم قريب العشرين سنة ؟؟؟ لا والمدة بعد بتزيد ورجعتهم ما منها أمل ؟؟ والشاب اللي قدامك كبر وصار رجال وحزنه كل يوم يكبر معه ؟؟
رفعت عذا عينها لزياد وشافت الحزن بعيونه ،، لعنت نفسها لأنها انانية وذكرته بالذكريات المرة في حياته في وقت المفروض أنها تسعده ...
كمل زياد وهو يحاول يبتسم علشان يخفف عن عذا :: يعني احمدي ربك حسهم موجود في الدنيا ؟؟ لكن انا ولا شي ؟ وش ظنك في طفل عمره خمس سنوات تركوه امه وابوه لا وفوق هذا معه اخته اللي يمارس عليها دور الوالدين ؟؟ يعني على انهم تركوه الا انهم تركوا له مسؤولية في رقبته ..
والا وش رايك في بنت فقدت ابوها قبل ما تولد ؟؟ وفقدت امها وعمرها سنة ؟؟
بالله عليك تقارنين نفسك بهالبنت وبهالشاب (( وأشر على نفسه بحزن ))
ماقدرت عذا تمسك دموعها ... رمت نفسها عليه وتعلقت في رقبته وهي تصيح على كتفه :: آسفة ليلو والله ماكان قصدي ؟؟
سكت زياد و ما اصدر أي استجابة لأن فعلا هالذكرى الحزينة رجعت له من يومين قبل زواجه وهو يتمنى ان ابوه يكون جنبه في هالليلة ؟؟
ابتعدت عذا عنه وشافته منزل راسه ويديه في حجره ،، زاد صياحها وهي تحس انه حزين بقوة والدليل انه ما تحرك يوم تعلقت فيه ... ماتحملت تشوفه حزين مسكت يديه ورصت عليهم :: زياد و الله ماكان قصدي بس أنا ماتحملت فكرة ان اهلي يسافرون و انا مو معهم ؟؟ بس
رفع زياد راسه ومسوي نفسه زعلان مع انه بيموت من الوناسة ووده يضحك من سمعها تناديه ليلو لكنه أصر يتدلع عليها شوي بوز وهو يقول :: بس قلتي انك ماتحبيني ؟؟
سكتت عذا وهي تطالعه وبعدين قالت :: انا قلت ما احبك ؟
ضحك زياد :: حتى اللي قلتيه تنسينه ؟
ضحكت عذا هي تحط راسها على كتفه :: مجنونة أنا لو ما احبك ..
لف يده عليها وحبها على راسها بس انتبه ورجع يقول :: الا تعالي ؟؟ متى اتصلتي على أمك ؟
عذا بصوت واطي من الفشيلة :: الصبح الساعة 10..!
غمضت عيونها وعضت على شفايفها من قالت هالكلمة عارفته بيعصب ويتطنز عليها ..
وفعلا زياد انصدم من فعلها ::/ متصلة في بيت اهلك صباحية عرسك الساعة 10 ؟؟
استحت عذا زود وهي حاسة انها غلطانة :: وش اسوي ما قدرت اصبر عنهم وقمت اتصل..!
زياد وهو متشكك :: وان شاء الله من 10 وانتي تصيحين
ضحكت عذا وهي تدس راسها في كتفه اكثر :: الى وحده .. بس بليز لاتهاوشني ؟؟ لأني قلت لك لازم تتقبل ان صياحي كثير ..
ضحك زياد :: لكن مو بهالجنون ؟؟؟