مثل وقصة

    • مثل وقصة

      كلنا نعرف ما للأمثال من فائدة لما تختزله من تجارب وتقدم من

      دروس .

      ولأن الكل يسمع بالأمثال، ولكن الغالبية لا يدركون القصة التي

      كانت وراء كل مثل، خطرت لي فكرة، وهي أن أفتح هذه الصفحة

      للجميع للمشاركة بمثل أو أكثر مع قصته بالطبع.

      أرجو أن تعجبكم الفكرة وتلاقي استحسانكم

      في انتظار مشاركاتكم



      أول مشاركة لي في هذه الصفحة ستكون بمثل معروف وهو: وافق شن طبقة

      وإليكم قصته:


      قال الشرقي بن القطامي : كان رجل من دهاة العرب وعقلائهم ,يقال له شن فقال والله لأطوفن حتى أجد امرأة مثلي أتزوجها .
      فبينما هو في بعض مسيره اذ رافقه رجل في الطريق فسأله شن : أين تريد ؟
      فقال موضع كذا يريد القرية التي يقصدها شن فرافقه حتى أخذا في مسيرهما
      فقال له شن :أتحملني أم أحملك ؟ فقال له الرجل: يا جاهل أنا راكب، وأنت راكب فكيف أحملك أو تحملني ؟ فسكت عنه شن وسارا حتى إذا قربا من القرية فرأى زرعا يحصد قال شن : أترى هذا الزرع أكل أم لا ؟
      فقال له الرجل : يا جاهل ترى زرعاً يحصد فتقول أكل أم لا ؟
      فسكت عنه شن حتى إذا دخلا القرية لقيتهما جنازة فقال شن : أترى صاحب هذا النعش حيا أو ميتا ؟

      فقال له الرجل مارأيت أجهل منك ترى جنازة تسأل عنها أميت صاحبها أم حي؟ فسكت عنه شن فأراد مفارقته فأبى الرجل أن يتركه حتى يصير به إلى منزله فمضى معه فكان للرجل بنت يقال لها طبقة فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضيفه فأخبرها بمرافقته إياه، وشكا إليها جهله وحدثها بحديثه فقالت ياأبت ماهذا بجاهل .
      أما قوله أتحملني أم احملك فأراد أتحدثني أم أحدثك حتى نقطع طريقنا .

      وأما قوله أترى هذا الزرع أكل أم لا فأراد هل باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا .
      وأما قوله في الجنازة فأراد هل ترك عقبا يحيا بهم ذكره أم لا .
      فخرج الرجل فقعد مع شن فحادثه ساعة ثم قال : أتحب أن افسر لك ما سألتني عنه ؟ قال نعم فسره . ققال شن: ماهذا من كلامك , فأخبرني عن صاحبه قال ابنة لي فخطبها وتزوجها وحملها الى أهله فلما رأوها أنها تشبهه أو تفوقه في الذكاء والدهاء قالوا :


      وافق شن طبقة

      فصار مثلا يضرب للمتوافقين




      مكره أخاك لا بطل



      هذا المثل يضرب لمن فعل شيئا ألزمته الضرورة أن يفعله وهو في الحقيقة لا يريد هذا ، أو لمن وُضِع في موضع لايريده لكنه مُجبر.

      وهذا المثل في الحقيقة قِصته في معركة بين جيش علي بن أبي طالب رضي الله عن وجيش معاويه.
      خرج علي رضي الله عنه وخلع درعه من على جنبه وقال من يبارز – وهذه علامة الشجاعة أقصى الشجاعة إذا خلع البطل من العرب درعه وقال من يبارز – والمبارزة هي المصارعة بالسيف قبل المعركة – فلما قال هذا هابه الناس وكان أهل الشام ثمانون ألف فما خرج منهم أحد ، فقال الناس لمعاوية : قم بارزه ، فقال لا
      فالتفت معاوية إلى عمرو لن العاص وقال : أخرج له ، فقال عمرو : أُبارز أبا الحسن ؟! قالها متعجبا ومعظما لشجاعة علي ، يعني أنه لو كان غير علي ممكن أما أبا الحسن فمن يبارزه ، فقال معاوية : عزمت عليك أن تبارزه ، فخرج عمرو ولما جاء عند علي رضي الله عنهما ألقى سيفه على الأرض وقال : (مكره أخاك لابطل) يعني أني ماجئت هنا ندا وقِرنا لك ، ولكن أرغموني حتى خرجت ، فضحك علي رضي الله عنه ورجع ، وتقاتل الصفان وتم ماتم ، فالمقصود أن عمرو رضي الله عنه هو أول من قال هذه العبارة فغدت مثلا.



      رَجَعَ بِخُفَّي حُنَيْنِ

      يضرب عند اليأس من الحاجة والرجوع بالخيبة

      أصله ان حنيناً كان اسكافيا من أهل الحيرة، فساومه أعرابي بخفين فاختلفا حتى أغضبه فأراد غيظ الأعرابي، فلما ارتحل الأعرابي أخذ حنين أحد خفيه وطرحه في الطريق، ثم ألقى الأخرى في موضع آخر، فلما مر الأعرابي بأحدهما قال: ما أشبه هذا الخف بخف حنين. ولو كان معه الآخر لأخذته ، ومضى.
      فلما انتهى إلى الآخر ندم على تركه الأول وقد كمن له حنين فلما مضى الأعرابي في طلب الأول، عمد حنين إلى راحلته وما عليها فذهب بها، وأقبل الأعرابي وليس معه إلا الخفان فقال له قومه: "ماذا جئت به من سفرك؟" فقال: "جئتكم بخفي حنين" , فذهبت مثلاً.




      خذوا الحكمه من أفواه المجانين

      مثل معروف في حضرموت

      وقصته:

      توفى احد الاثرياء في اندونيسيا ووصل خبر وفاته الى اولاده وحدد ولده الكبير يوم للعزاء ولكن اخوته طالبوا بالميراث فقال انتظروا حتى ننتهي من مراسيم العزاء فرفضوا وقالوا بل نقسم التركه اليوم قال ماذا تقول الناس علينا لم نصبر ! فرفض مطلبهم فذهبوا الى المحكمه واقاموا دعوة عليه وارسل له طلب القاضي للحضور ، ماذا يفعل ؟ ذهب الى احد عقلاء البلد ليستشيره وكان صاحب راى سليم ،فسرد عليه القصه وقال انظر لي مخرج قال له الحكيم اذهب الى فلان سوف يفتيك ويعطيك الحل قال له ان فلان مجنون كيف يحل مشكله عجز في حلها العقلاء! قال اذهب اليه لن يفتيك غيره ،فذهب اليه وسرد عليه القصه وبعد ان انتهى من كلامه قال له المجنون قل لاخوانك هل عندكم من يشهد بان ابي قد مات .قال خذوا الحكمة من افواه المجانين ، كيف لم افكر في هذا . وذهب الى المحكمه وقال للقاضي ماقال له المجنون قال القاضي انك محق هل عندكم شهود قالوا ابينا توفى في اندونيسيا ولا يوجد شاهد على ذلك قال لهم القاضي اتوا بالشهود،وظلت القضيه معلقه الى سنه ونصف وقال لهم اخوهم لو صبرتم اسبوع كان خيرا لكم .




      جزاء سنمار

      أي، جزائي جزاء سنمار، وهو رجل رومي، بنى الخورنق الذي بظهر الكوفة للنعمان بن امرئ القيس، فلما فرغ منه ألقاه من أعلاه فخر ميتاً، وإنما فعل ذلك لئلا يبني مثله لغيره. فضربت العرب به المثل لمن يجزي بالإحسان الإساءة. قال الشاعر:
      جزتنا بنو سعد بحسن فعالنا ... جزاء سنمار وما كان ذا ذنب
      ويقال: هو الذي بنى أطم أحيحة بن الجلاح، فلما فرغ منه قال له أحيحة: لقد أحكمته. قال: إني لأعرف فيه حجراً لو نزع لتقوض من عند آخره. فسأله عن الحجر، فأراه موضعه، فدفعه أحيحة من الأطم فخرّ ميتاً.






      إن غداً لناظره قريب

      أي، لمنتظره. يقال: نظرته أي انتظرته. وأول منقال ذلك قراد بن أجدع، وذلك أن النعمان بن المنذر خرج يتصيد على فرسه اليحموم،فأجراه على أثر عير فذهب به الفرس في الأرض ولم يقدر عليه وانفرد عن أصحابه وأخذتهالسماء فطلب ملجأ يلجأ إليه، فدفع إلى بناء فإذا فيه رجل من طيء يقال له حنظلة ومعهامرأة له فقال لهما: هل من مأوى؛ فقال حنظلة: نعم. فخرج إليه فأنزله ولم يكن للطائي غير شاة، وهو لا يعرف النعمان، فقال لامرأته: أرى رجلاً ذا هيئة وما أخلقه أن يكونشريفاً خطيراً. فما الحيلة؛ قالت: عندي شيء من طحين كنت أدخرته فاذبح الشاة لأتخذمن الطحين ملة. قال: فأخرجت المرأة الدقيق فخبزت منه ملة، وقام الطائي إلى شاته فاحتلبها ثم ذبحها فاتخذ من لحمها مرقة مضيرة، وأطعمه من لحمها، وسقاه من لبنها،واحتال له شراباً فسقاه وجعل يحدثه بقية ليلته، فلما أصبح النعمان لبس ثيابه وركبفرسه ثم قال: يا أخا طيئ أطلب ثوابك، أنا الملك النعمان، قال: أفعل أن شاء الله. ثم لحق الخيل فمضى نحو الحيرة، ومكث الطائي بعد ذلك زماناً حتى أصابته نكبة وجهد وساءت حاله، فقالت له امرأته: لو أتيت الملك لأحسن إليك. فأقبل حتى انتهى إلى الحيرة فوافق يوم بؤس النعمان فإذا هو واقف في خليه في السلاح، فلما نظر إليه النعمان عرفه وساءه مكانه فوقف الطائي المنزول به. قال: نعم. قال: أفلا جئت في غير هذا اليوم. قال: أبيت اللعن، وما كان علمي بهذا اليوم. قال: والله لو كان في هذا اليوم قابوس ابني لم أجد بداً من قتله، فاطلب حاجتك من الدنيا وسل ما بدا لك فإنك مقتول. قال: أبيت اللعن، وما أصنع بالدنيا بعد نفسي. قال النعمان: إنه لا سبيل إليها. قال: فإنكان لا بد فأجعلني حتى ألم بأهلي فأوصي إليهم وأهيئ حالهم، ثم انصرف إليك. قال النعمان: فأقم لي كفيلاً بموافاتك، فالتفت الطائي إلى شريك بن عمرو بن قيس من بني شيبان، وكان يكنى أبا الخوفزان، وكان صاحب الردافة، وهو واقف بجنب النعمان فقالله:
      يا شريكاً يا ابن عمرو هل من الموت محاله ... يا أخا كل مضاف يا أخا من لاأخا له
      يا أخا النعمان فك اليوم ضيفاً قد أتى له ... طالما عالج كرب الموت لاينعم باله
      فأبى شريك أن يتكفل به، فوثب إليه رجل من كلب يقال له قراد ابن أجدع فقال للنعمان: أبيت اللعن، هو علي. قال النعمان: أفعلت قال: نعم فضمنه إياه ثم أمرللطائي بخمسمائة ناقة، فمضى الطائي إلى أهله، وجعل الأجل حولاً، من يومه ذلك إلى مثله من العام القادم فلما حال عليه الحول وبقي من الأجل يوم قال النعمان لقراد: ما أراك إلا هالكاً غداً. فقال قراد:
      فإن يك صدر هذا اليوم ولى ... فإن غداًلناظره قريب
      فلما أصبح النعمان، ركب في خيله ورجله متسلحاً كما كان يفعل حتى أتى الغربين، فوقف بينهما وأخرج معه قراداً وأمر بقتله فقال له وزراؤه: ليس لك أن تقتله حتى يستوفي يومه، فتركه، وكان النعمان يشتهي أن يقتل قراداً ليفلت الطائي من القتل،فلما كادت الشمس تجب وقراد قائم مجرد في أزار على النطع، والسياف إلى جنبه، أقبلتأمرأته وهي تقول:
      أيا عين أبكي لي قراد بن أجدعا ... رهيناً لقتل لا رهيناًمودعا
      أتته المنايا بغتة دون قومه ... فأمسى أسيراً حاضر البيت أضرعا
      فبيناهم كذلك إذ رفع لهم شخص من بعيد، وقد أمر النعمان بقتل قراد، فقيل له: ليس لك أنتقتله حتى يأتيك الشخص فتعلم من هو، فكف حتى انتهى إليهم الرجل فإذا هو الطائي،فلما نظر إليه النعمان شق عليه مجيئه فقال له: ما حملك على الرجوع بعد إفلاتك منالقتل؟ قال: الوفاء. قال: وما دعاك إلى الوفاء؟ قال: ديني قال النعمان: وما دينك؟قال النصرانية. قال النعمان: فأعرضها علي، فعرضها عليه فتنصر النعمان وأهل الحيرةأجمعون، وكان قبل ذلك على دين العرب، فترك القتل منذ ذلك اليوم وأبطل تلك السنةوأمر بهدم الغريين وعفى عن قراد والطائي وقال: والله ما أدري أيهما أوفى وأكرم أهذاالذي نجا من القتل فعاد أم هذا الذي ضمنه، والله لا أكون ألأم الثلاثة. فأنشدالطائي يقول:
      ما كنت أخلف ظنه بعد الذي ... أسدى إلي من الفعال الخالي
      ولقددعتني للخلاف ضلالتي ... فأبيت غير تمجدي وفعالي
      إني أمرؤ مني الوفاء سجية ... وجزاء كل مكارم بذال
      وقال أيضاً يمدح قراداً:
      ألا إنما يسموا إلى المجدوالعلا ... مخاريق أمثال القراد بن أجدعا
      مخاريق أمثال القراد وأهله ... فإنهمالأخيار من رهط تبعا





      على أهلها تجني براقش

      كانت براقش كلبة لقوم من العرب، فأغير عليهم فهربوا ومعهم براقش، فاتبع القوم آثارهم بنباح براقش فهجموا عليهم فاصطلموهم. قال حمزة ابن بيض:
      لم تكن عن جناية لحقتني ... لا يساري ولا يميني رمتني
      بل جناها أخ علي كريم ... وعلى أهلها براقش تجني
      وروى يونس بن حبيب عن أبي عمرو بن العلاء قال: إن براقش امرأة كانت لبعض الملوك فسافر الملك واستخلفها، وكان لهم موضع إذا فزعوا دخنوا فيه فإذا أبصره الجند اجتمعوا، وإن جواريها عبثن ليلة فدخن فجاء الجند فلما اجتمعوا قال لها نصحاؤها: إنك أن رددتهم ولم تستعمليهم في شيء ودخنتهم مرة أخرى لم يأتك منهم أحد. فأمرتهم فبنوا بناء دون دارها. فلما جاء الملك سأل عن البناء فأخبروه بالقصة فقال: على أهلا تجني براقش. فصارت مثلاً. وقال الشرقي بن القطامي: براقش امرأة لقمان بن عاد، وكان لقمان من بني ضد، وكانوا لا يأكلون لحوم الإبل، فأصاب من براقش غلاماً فنزل مع لقمان في بني أبيها فأولموا ونحروا الجزر، فراح ابن براقش إلى أبيه بعرق من جزور فأكله لقمان فقال: يا بني ما هذا؟ فما تعرفت قط طيباً مثله. فقال: جزور نحرها أخوالي. فقال: وإن لحوم الإبل في الطيب كما أرى. فقالت براقش: جملنا واجتمل. فأرسلتها مثلاً. والجميل، الشحم المذاب. ومعنى جملنا، أي أطعمنا الجميل. واجتمل، أي أطعم أنت نفسك منه. وكانت براقش أكثر قومها إبلاً فأقبل لقمان على إبلها فأسرع فيها وفي إبل قومها، وفعل ذلك بنو أبيه لما أكلوا لحوم الجزور فقيل: على أهلها تجني براقش. يضرب لمن يعمل عملاً يرجع ضرره إليه.





      رب رمية من غير رام

      الرمية فعلة من الرمي، و يقال: رمى السهم عن القوس و على القوس أيضا، و لا تقل: رميت بالقوس. و معنى المثل أن الغرض قد يصيبه من ليس من أهل الرماية. فيضرب عندما يتفق الشيء لمن ليس من شأنه أن يصدر منه... و يذكر أن المثل لحكيم بن عبد يغوث المنقري، و كان من أرمى الناس. فحلف يوما ليعقرن الصيد حتما.
      فخرج بقوسه فرمى فلم يعقر شيئا فبات ليلة بأسوإ حال، و فعل في اليوم الثاني كذلك فلم يعقر شيئا، فلما أصبح قال لقومه: ما أنتم صانعون؟ فإني قاتل اليوم نفسي إن لم أعقر مهاة. فقال له ابنه: يا أبت احملني معك أرفدك فانطلقا، فإذا هما بمهاة، فرماها فأخطأها. ثم تعرضت له أخرى فقال له ابنه: يا أبت ناولني القوس. فغضب حكيم و همّ أن يعلوه بها. فقال له ابنه: أحمد بحمدك، فإن سهمي سهمك. فناوله القوس فرماها الابن فلم يخطئ. فقال عند ذلك حكيم: رب رمية من غير رام


      العَيْـشُ مَاضٍ فَأَكْـرِمْ وَالِدَيْـكَ بِـهِ والأُمُّ أَوْلَـى بِـإِكْـرَامٍ وَإِحْـسَـانِ وَحَسْبُهَا الحَمْـلُ وَالإِرْضَـاعُ تُدْمِنُـهُ أَمْـرَانِ بِالفَضْـلِ نَـالاَ كُلَّ إِنْسَـانِ