علاج متكامل لمرضى الالتهاب العضلي الليفي

    • علاج متكامل لمرضى الالتهاب العضلي الليفي

      لا يتم تشخيص كثير من المرضى إلا عدة سنوات إصابتهم به وبعد محاولات علاجية للعظام بائت بالفشل.

      آناهايم/زاربروكين- فيليب لاجه يُعد الالتهاب العضلي الليفي (الفيبروميالجيا)، مرضاً مؤلماً ذا طبيعة خاصة؛ فهو يظهر في صورة حزمة كاملة من الأعراض. كما يتم تشخيصه غالباً في مرحلة متأخرة للغاية، ويكون العبء النفسي الواقع على المرضى كبيراً جداً.

      وبالإضافة إلى ذلك يبقى الألم نفسه مُبهماً ويصبح مزمناً بشكل متزايد. ويعتقد العلم أن عوامل الشد العصبي تُعد سبباً رئيسياً لهذا المرض.

      وتعتبر معدلات الإصابة بمتلازمة الالتهاب العضلي الليفي كبيرة إلى حد ما؛ فوفقاً لتقديرات الجمعية الوطنية للفيبروميالجيا (NFA) بمدينة آناهايم بولاية كاليفورنيا الأمريكية، يُصاب بهذا المرض 3 إلى 6 في المئة من سكان العالم، علماً بأن النساء يشكلن نسبة 75 إلى 90 في المئة من المرضى.

      واليوم يعتقد الأطباء أن هذا المرض يحدث بسبب أعباء مختلفة ذات طبيعة جسدية ونفسية، وأيضاً بسبب العوامل الوراثية.

      ويقول أخصائي الأمراض الروماتيزمية فولفجانج بروكله، كبير الأطباء بمستشفى «دير فورستنهوف» بمدينة باد بيرمونت الألمانية، إنه بجانب الشد العصبي المستمر طويلاً يلعب العبء النفسي الناجم عن مواقف الرعاية وكذلك قلة الأنشطة الجسدية للغاية دوراً مهما في الإصابة بالمرض. كما ترتبط بعض أسباب المرض بمرحلة طفولة المرضى أيضاً. ويمكن لجميع هذه العوامل أن تتسبب في حدوث استجابات توترية هرمونية تؤدي بدورها إلى إحساس مبالغ فيه بالألم.

      وأوضح الطبيب الألماني فينفريد هويزر أن الأعراض الرئيسية لمتلازمة الالتهاب العضلي الليفي تتمثل في آلام مزمنة بمناطق عديدة بالجسم واضطرابات نوم والشعور بعدم التمتع بنوم هانئ ومريح. وأضاف هويزر الذي يترأس قسم علاج الألم بمستشفى زاربروكن غربي ألمانيا، أن أعراض الفيبروميالجيا تظهر أيضاً في صورة تعب جسدي متزايد وإرهاق واضطرابات في التركيز، فضلاً عن أن كثيرا من المرضى يشتكون من تزايد سرعة الاستثارة أو مشاكل بالمعدة والأمعاء والمثانة وكذلك الشعور بالاكتئاب ونقص الدافعية.

      ونظراً لعدم إمكانية تحديد سبب الآلام يوضح بروكله أن كثيرا من المرضى يوسمون بالمتغطرسين، قائلاً :"اليوم يعرف الأطباء أن الآلام يمكن أن تستقل بذاتها وتتحول حينئذ مع مرور الوقت إلى آلام مزمنة". ويدرك المخ الآلام في حلقة لا نهائية، ولا يكون لهذه الآلام سبب بمفهوم الإصابة الجسدية. كما أن آليات الدفاع الطبيعية بالجسم التي تخفف من الألم لدى الأصحاء لا تُعد قادرة على العمل بشكل صحيح.

      وأوضحت المسؤولة عن دائرة مرضى الفيبروميالجيا لتبادل الخبرات التابعة للرابطة الألمانية لأمراض الروماتيزم أولريكا آيدمان، أنه لهذه الأسباب تصطبغ الحياة اليومية لمرضى الفيبروميالجيا بالصعوبة وتتسم بالتوتر والإنهاك. وأضافت :"تبدأ المعاناة منذ الصباح بمجرد الاستيقاظ، حيث يشعر المريض كما لو كان جسده بذلة من الرصاص". وأوضحت آيدمان أن آلام العضلات وتورم اليدين تُعيق المرضى عن ممارسة الكثير من الأنشطة، مشيرة إلى أن المريض لا يشعر بتحسن إلا بعد مرور ساعة إلى ساعتين من بداية يومه، وذلك حينما يبدأ مفعول الأدوية التي تناولها المريض في الظهور.

      ويقول هويزر إنه لا يتم تشخيص كثير من المرضى إلا بعد مرور سنوات عدة على إصابتهم به وبعد محاولات علاجية للعظام باءت بالفشل. ويفسر هويزر سبب ذلك قائلاً: "يتم التفكير في الإصابة بالالتهاب العضلي الليفي في حالات نادرة جداً، لاسيما مع المرضى صغار السن والرجال". ويستطرد هويزر أنه بالإضافة إلى ذلك يواجه بعض الأطباء صعوبة في تشخيص الأمراض التي لا يمكن التحقق منها بواسطة الفحوصات المختبرية أو أشعة إكس. وتلتقط آيدمان طرف الحديث وتقول إن كثيرا من المرضى سرعان ما يتم تصنيفهم في فئة الأمراض النفسجسدية، مشيرة إلى أن العبء النفسي يكون في البداية نتيجة للمرض بشكل جزئي، ومع تقدم مسار المرض يمكن حينئذ أن تزيد الآلام النفسية من حدة المتاعب الجسدية.يذكر أن متلازمة الالتهاب العضلي الليفي مرض لا يمكن الشفاء منها. ويؤكد أخصائي الأمراض الروماتيزمية بروكله أهمية أن يتم تشخيص المرضى بشكل صحيح مع إعطائهم معلومات تفصيلية عن أعراض المرض. ويفسر بروكله أهمية ذلك بقوله: "بذلك فقط يمكن تخفيف الأعباء النفسية الواقعة على المرضى ومن ثم يجدون سبيلاً للتعامل مع المرض بشكل أفضل". وبوجه عام يوصي الطبيب الألماني فينفريد هويزر باتباع علاج تكاملي، مشيراً إلى عدم وجود طريقة علاج واحدة تحقق النتائج المرجوة لدى جميع المرضى.

      ويمكن أن تسهم تدريبات قوة التحمل وتطبيقات العلاج بالحرارة في تخفيف وطأة الألم. وأوضح بروكله أن الاستشارات النفسية تعمل على تقوية الثقة بالنفس لدى المرضى. كما أن الأدوية يمكن أن تدعم العلاج بأكمله. ويلجأ الأطباء إلى مضادات الاكتئاب ومضادات الصرع على وجه الخصوص لما لها من تأثير إيجابي على الآلام واضطرابات النوم والتوتر والشد العصبي وكذلك على المخاوف والحالة النفسية العامة للمرضى. وصحيح أنها تؤثر بشكل مباشر على دوائر الألم والتوتر بالمخ، غير أنها لا تحقق النتائج المأمولة مع كل المرضى. (د ب أ)


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions