إلًــــياس يَمضغُ الْذكَرى كُرهًا

    • إلًــــياس يَمضغُ الْذكَرى كُرهًا



      سَلامُ لَكٌمَ لِ تَغشَاكُمَ رحمَةُ مِنْ أعلىَ الْسماءَ ..

      قَصتيَ بَدأتَ الْأحد ولا أعرفُ لهَا نَهايةُ أبداً ..
      إليْاسَ يَمضَغَ والْذكرىَ تَستْقرُ والْحكايةُ تٌرىَ بينْ ألمينَ وشَوقينَ ..

      بِ قلمَ : فَوـضى الروحَ ..




      صَدر الْقصةَ ..

      - ولدت عارياً بين ألمين وشوقين مستحيلين.

      * واسينْيَ الْأعرجَ








      بَرايفتَ:
      لَ كٌمَ الْرأيَ فِ الْنقدَ
      فَ أنا أتعلمٌ ..فِ بَدايةَ الْطريقَ
      وحرفٌ بَسيطَ ..

      __ أتَعلمَ أنْتَ وحَدكَ مِنْ يُحرضُ حنْينَ قلبْيَ الّسَاكِنَ .. لِذآ أُحِبُكَ " وكفْىَ بِهآ مِرسَالًا ..
    • -



      حِّينْما أتحَدثً وأنْطقُ فَ إن خَديَ يتْوردُ خَجلاً , لمَ أكُنَ أعَرفُ مَفَهومَ الْرحيْلِ والْغيْابِ أبداً, لم أتْنَبئَ بِ أنّ
      أحاديثَ الْليلِ ما هَي إلا فُقاعةِ صَابونِ خاويةَ مِنْ الْخارجِ وخَلفْ تِلكْ الْغصونِ يَقفُ إليْاسَ وحيداً بِنْظرهِ الْمُتْعبْ
      كَانْ يتْمنىَ فِ تِلكْ الْلحظةِ أنْ يُغلقَ أبوابَ الْذكرىَ فقدَ حاصَرتهُ وكَأنْها كَظلِ لا مَفر مِنْ الْتِصَاقِه بِ ذلكَ الْجسدَ
      الْهزيلَ ...لمَ يَكنْ يَكتبُ لِ رجلُ ولا لِصديقِ عابْر...بِأعمَاقهِ طِفلُ نَقىُ كَ الْسماءِ وأبيضُ كَ طَيرِ إكتْساهُ الْبياضُ
      عُنْوةً طِفلُ لمَ يَكبْر فقَطَ يتْربَص لِ لحظةِ جنْونِ صَاخبْةِ ..كَانْ بِ داخلةِ جنَةُ صَغيرةُ بِها ألوانَ الْطُهرِ شَارةَ
      وعنْاقيدِ الْحُبِ إجلالاً ..شَقيةُ هيَ الْحياةُ بِ قًربةِ..
      أيُ مُحاولةِ كَانْ يبْحثً عنْها إليْاسَ ..؟!
      وأيُ حيَاةِ كانْ يتْمنىَ أنّ يتْناولَها بينْ أضْلُعهِ..؟!
      بينْ أنْهارِ الْمكانِ وسَاعةَ الْصفِر أجَزاءُ مِنْ جسدِ تَخلىَ عنْ آياتِ الْمغَفرةِ طَمعاً فِ الاّستِمْرارِ الْباذخَ
      كَانْ يقَفُ وبينْ الْأضَلعُ أنْثىَ خَبْأها مِنْ زَمانِ لا يَرحمُ لا بِل مِنْ وجوهِ لا تَرحمَ ..يتْنازلُ للقَدر أنْهُ الْراحِلٌ
      وأنهُ ذلكَ الْفتىَ الْهاَدئ ..يَعيشُ واقَعهُ بِ كٌل شَبْرِ ..بِ إنْسانيةٍ تُكبْلٌ ألفَ فَاهِ وبِ أغَلالِ عُلقةَ علىَ أعتْابِ الْقَدرِ
      يبْحثُ عنْ هويةِ جديدةِ ..عنْ نفسِ تاهتَ بينْ أزقةَ الْظلامِ ..
      بِ صوتِ لمْ يُسمعَ ..
      إليْاسَ هيَا ..
      كَانْ يُجيدُ الْإنْصاتَ لِ ذلكَ الْصوتَ ويَعدلٌ مِنْ جلستهِ لِيُناظِر وَجها الْصغيرَ قُبلةُ يُعلقُها على جبْيَنْها وقبْلةُ أخَرىَ على يَدهَا الْباردةَ..مَا أحنَ صَوتْها ومَا أجملَ ابْتِسَامتْهِا ..نَعمَ إنْها أفضَلٌ ما حَصلنْا عليهَ على هَذهِ الْأرضَ وأجملُ ما نَراهُ كٌل صبْاحِ ..
      - أميَ ماذا هٌنْاكَ ..!
      - إليْاسَ ليسَ مِنْ عادتْكَ أن تٌقارعَ أرصَفةَ الْطريقِ وحيداً ..بٌنْيَ أخافٌ عليْكَ مِنْ هذهِ الْوحدةِ ..
      - حسَنْاً يَ أميَ سَأبْحثُ عنْ صَديقِ يُجاورُنيَ ..
      هكذَا انْتهَى حديثُ الْأُمِ ..
      يَحدثُ أحيَانْاً أننا نُعانيَ مِنْ مَرضِ نَحنُ مَنْ أوجدهُ ..مَرضُ يُصيبُ الْعَقلاءَ والْأبَرياء َ بِبساطةِ قَرر إليْاسَ أنْ يتْناسىَ مَا حدثَ قبْلَ سنْتينَ ..قَرر أنَ يُمرضَ ذاكرتَه لِ يَمحوَ
      بَعضَاً مِنْ ذَكرياتِ تنهشُ ضِلعهُ الْأيَسر وبِعضٌ مِنْ جسدهِ ..
      مَا حدثَ قبْلَ سنْتينَ تُـنْبأ أنْ ما حَدثَ ليسَ لِنْسيانِ أبداً ..
      قَد لا يَهُمَ أنْ نَعرفَ ما حدثَ قبْل تِلكَ أنْ يَعيشَ إليْاسَ هذا الْخيالُ الْخصبْ
      ما يَهُمَ هُو أنْ الْذاكرةَ تَعيشُ ما دامَ الْقلبْ ينْبضَ والْنفسَ تتنْفسَ والْعينْ تَسهَرَ
      والْروحَ تَعلوا فِ حينْ غفلةِ..قدَ تَسقِطُ بعضَ الْأحداثِ سَهواً مِنْ جَيبيَ الْأيَسر ..
      فِ أعْيُنِ الآخَريْنَ تتَمزقُ ضَحكةَ وفِ أعينُ الْموتىَ تَموتُ ألفُ ضَحكةِ تْناولتْها أرواحُ الْسماءِ ..
      مَا حدثَ ..
      فِ سَاعةِ الْليلِ وحينْ أنْتَصفَ ذلكَ الْوجهَ الْدائَريَ وحينْ عُلقةَ على جبينِ الْسماءِ
      أنَ الْلقَاءَ قَد بَانَ كَأنهُ ضَوءُ يَختْبِئ ..
      أليْاسُ كَما الْعادةِ أماَم جِهازهِ الْصغيرَ ونَورِ شَاشةِ يًغطيَ بِعضَ أصابِعهُ
      كَانْ يبْحثُ عنْ شيءِ ما..بينْ تَراكُمِ الْصَفحاتِ ..
      - مَرحباً
      - أهلاً
      كُنْتُ أشَعرُ أنَه يَمتْلئَ بِ أحاديثِ الْليلَ ويُجيدُ بَعثَرتَ تِلكَ الْكلماتَ الْقابعةَ فِ أوسطِ الْقلبْ
      لِكنْها ضَلتَ الْطريقَ وعابْثة َأورِقةَ الْخوفِ ..مرحبْاً وأهلاً لستَ سِوىَ مُقْدمَاتِ لِ حديثِ صَاخبْ لا يُأثَمُ عليهِ ..كَانْ يَصدقُ فِ قَولهِ لِكٌلِ شيءَ لا يَحتْملٌ أيَ عبْثِ ..وهيَ كانْتَ تَحميَ نَفسَها بِ الْصمتِ كَ سلاحِ لا يُطلقُ سَوىَ فَقاعاتِ تَبْرأتَ مِنْ كٌلِ جُزءِ مُشَوهَ أجملً مَا فِ الْأمرِ أنَهُما أجادا بِ كٌل بَراعةِ ..أنَ الْصمتَ صَفعةُ قَاسيةِ تَدلتَ مِنْ أعاليَ الْنفوسِ الْهائَمةَ ..لا أعرفُ ولا أفقَهُ تَفسَيراً لِ تِلكَ الْليلةِ ..يْبدو أنَ إليْاسَ لمَ ينْسىَ سَؤالها ..فَضولُ كانْ يتْربصٌ طَرفَ ثَوبِه..
      - ما أسَمُكِ فَ أنا لمَ أسألُكِ ..؟
      - إِيَلافَ
      - يبْدو صَعباً على حِفظه ..فَ أعذٌرينْيَ ..
      - تٌرسِلُ لهُ إيَقونةِ تبْتَسمَ ..
      - أنا إليَاسَ أدرسُ فِ الْجامعةِ وأنتْيَ
      - أُشَابِهُكَ فِ الْجامعةِ أيَضاً..
      بَدأ الْحديثُ وأُغَلِقتَ حتىَ لا نَرىَ أحاديثَهُمَ عنْ الْعمرِ والْسنينِ ...
      كٌل الْساعاتِ كانْتَ خارجِ حدودِ الْزمنِ لِ ذلكَ اخْتفَتَ ..بِ مَفهومِ جديدِ إليَاسَ وإيِلافَ
      يَمضُغانِ قَدرهُما مَعاً ..بِبساطةِ الْحرفِ حينْ يُكتبُ ..أصبْحَ إليْاسَ مُحِبًا وقد يَكونُ عاشقًا يَكَسِرٌ جَليدِ الْأيامِ بِ قُربِها ويَرسِمُ ألوانَ لمَ نَعهد وَجُودهَا بينْ ألوانِ الْحياةِ ..
      وتَكثِرٌ أحاديثَ الْليلِ وبِعدهَا رسَائِلُ الْسؤالِ ..
      وتٌبْتَرٌ سَكنْاتُ الْضميرِ خِلسةَ ..مِنْ نُورِ لا بُعدَ فيهِ كَانْ يُحدثُ نْفسهُ أتُراها تَغيبُ عنْ الْعينِ فِ يومِ الْحدادِ الْأخيرَ أم أنْها سَتتوارىَ خلفَ الْغيمِ تَلتْقطُ مِنْها قِطعَ السٌكرِ حَلاوةَ فيَضُ نِصفِ الْجسدِ يَبْكيَ ونِصفُ يتْكأُ علىَ أرجوحةِ الْغيابِ نُكرانًا..لِ يَحمُلَ علىَ ظَهرهِ تَوابيتَ الْحُزنِ لِ موتِها ولِ بْحثَ عنْ قَبْرِ يِلتْحفُ بِتُرابهِ يتْركٌ بعضَ الْهمومِ لِ أشَباهِ الْبَشرِ إنْ عَاشَوا ..زَبائِنُ الْموتِ لا يَكتَرثَونَ لِ مالِ الْراحِلِ الْغائبْ ..يَجمعُ ما بِقيَ مِنْ أحاديَثها فِ أكياسِ ورديةِ لِيبْيعها على أطفالِ الْحيَ ..فَ هو يَعلمُ أنَها أحاديَثها كَ قِطعِ كَعكِ ..تَشتْهيِها الْقلوبُ تَطوعًا..إليْاسَ بْيدَا يبْيعُ أحاديثهٌ فِ عالمَ الْأوهامِ ويَكتٌّبُ ويُلصِقُ
      على جبينِ الْسماءِ ..
      أحبْها لِ يَرىَ ابْتِسامَتْها ..كَانْ الْجوُ خَانِقًا يتَنْفسُ بّبطءِ يبْحثُ عنْ قَصاصَاتِ أوراقةِ كٌل الْأشيَاءِ تَقتِلُ حتىَ بِقاَيا الْهواءِ الْعالقةِ بينْ سَماءِ وأرضَ ..
      الْنَسيانَ ابتْسامةُ مَبْتورةِ بِضَجرَ..عبْر مَنْفذِ صَغيرِ ضَيقْ يَرىَ الْحياةَ بِ لونِ واحدَ ليسَ سَوادًا ولا حتىَ بيْاضًا ..
      بَعضٌ الْألمَ يخَلقُنْا أيَتامًا ويَحشُرنا بينْ غَمامِ الْوحدةِ يَقَينًا أنَنّا لا نَردُ مَواجعَ الْصدرِ لمنَ رحلَوا ..أضَاعَ بوابةَ الْدخَولِ والْخروجَ وأضاعَ مِنْ سَنينِ الْعمرِ شَيئًا لم يَلمَسهُ بِ بيدِ
      يبْحثُ فِ جيوبِ الْأيامِ عنْ غائبِ لا يَعودَ..
      إليَاسَ ليسَ غائَبًا هُو كَ الْضائعِ بيْنَ مٌسمياتِ الْعُمرِ شَهقاتِ .. فِ الْبَعيدِ يُصليَ
      وعلىَ حافةِ ليلةِ رتَلْ بَعضًا مِنْ آياتِ تٌسَكنُ لهيبْ الْذكرىَ فيَ غيَابٌكِ أصبْحَ الْشتاءَ يَجمعُ الْحنينَ والْصيفَ يَعجنُ الْحزنَ تَقديسًا ..
      قدَ لا أعلمُ كيفَ لهُ أنّ ينْسىَ ولا حتىَ كيفَ لهُ أنْ يُرمقَ مِنْ بعيدِ لِ إشَارةِ الْغائبَ..
      تُرتِبُ مَوازينَ الْثقلَ بِ داخلةِ يُجددُ إيَمانهُ الْمشَلولَ..ويَرسمٌ للغُربةِ مٌستْقبْلاً تتشبْثُ فِ بَصائرِ الْقلبِ تٌبعثِرُ كٌل الْأشياءِ مِنْ حولهِ..
      - أستْيقظَ ..فَ الْنومٌ راحتهٌ فِ الْقبرِ فقطَ..
      - بينْ الْحُلمِ والْحقيقةِ نقَطةُ ضَياعِ لابٌد مِنْها ..
      - أصَنافٌ الافِتْراءَ كَ روحِ تنْثِرُ الْكذبَ صِدقًا والنِفاقُ بابُ لا يُغلقُ إلا سَاعةَ الْحسابْ..
      رغُمَ بُرودةِ الْحياةِ إلا أنّ طَقوسَ الْحرارةِ بينْ الْأذرُعِ صَاخبُ بِشراسةِ تَهالكتَ بينْ سَاقيَاتِ الْغيبِ إذلالاً..يَسألُ نفَسهُ ..بِ حقَ مِنْ رفعَ الْسماءَ وأرسىَ الْجبْالَ أيَ الْأمنْياتِ بَقيةَ تُرافَقُنيَ وأيَ الْأحلامِ أعادتْنيَ لِ ريحَ الْنفسَ الْأخيرَ
      بَعضٌ الْأصواتِ تَسقطُ فِ مردمِ الْنسيانِ وبَعضَها تَعلوا لِ الْسماءِ ..تبْقىَ صورةَ وصوتُ بينْ أضلوعِ استْوطِنُ الْوطنْ لِ تَرعدَ مَا بِقىَ مِنْ حاناتِ الْضَياعِ..
      مُوسَيقىَ..
      فَيروزَ..
      كَاظمْ الْساهَر..
      ماجدةَ الْروميَ...
      جمْيَعهَا مَوسيْقىَ جَعلتْنيَ أسَير حافيًا دونَ ابْتَسامةِ..بِ أيَ الْأفواهِ أؤمنُ أنها لنْ تَعودَ ليَ مرةَ أخرىَ حُّفاةُ مِنْ كٌل شيءِ لا يَعودَ ..هُنْاكَ ضَحكةُ طَولهَا صَفحةُ مِنْ بٌكاءِ مٌر ودَمعةُ طَولَها صَفحةُ مِنْ فرحِ لا يُملَ ..بينْ أرصفةِ إليَاسَ كَ طفلِ يَدرسٌ حرفَ الْأبَجديةِ مْنَ جديدَ يَعودُ لِ جهلِ الْطفولةِ فَرحًا يَسرحٌ بينْ لفافاتِ الْسَعادةِ يقَينًا..بِسريةِ كانْ يَهذيَ أنهُ مَنْ يَشتِمُ بَقَايَا الْأرجوحةِ الْساكنةَ ..

      يتبعَ ...$$9

      __ أتَعلمَ أنْتَ وحَدكَ مِنْ يُحرضُ حنْينَ قلبْيَ الّسَاكِنَ .. لِذآ أُحِبُكَ " وكفْىَ بِهآ مِرسَالًا ..

    • -



      ليسَ كٌل شَاخِصِ للبْصَرِ يَرى ..
      ريَحُ مَستْديَرةُ فِ سَردابِ مُدنِ الْظِلالَ كَ خاتِم يَستْديِرٌ ويَغلقُ مَنْافِذ الْشَهيقِ بِ لوعةِ الْمُحتْاجِ لا يَذهبُ الْصوتَ إلا بَضمَيْرِ يَوشِكٌ علىَ الْاحِتْضَار علىَ مَدادِ الْظِل الْأكبَر يٌقَيمِ صَلواتِه وفِي مِحرابِ الْذكَر يَدفِنُ مَا بِقيَ مِنْ تَراتِيلِ الْعجوزِ..
      فِ غرفَةِ أنَوارٌهَا خَافتهَ ورَوائِحٌ الْعَطرِ تَملئُ حَنْايَا الرئةِ الْثالثةَ كَانْ يٌجالسُ كَوبَ قَهوةِ وبِقربْهِ طَاولةُ عليْها رغَيفٌ خَبزِ أتْعجبٌ مِنْهُ فَاضتَ عيْناهُ بِ الْحنينِ وسلكَ ذلكِ الْمَمر إلىَ غُرفةِ أُمهِ لِينْهبْ مِنْ قَلبْها سَكينةُ لِ ينْامَ بِ قُربِها كَمنَ ضَاقتَ بهِ أرضُ ابْتَلتَ بِ جوعِ أبنْائِها ..
      مَا تَلبثٌ أنّ تَقولَ لهٌ شيْئًا إلا وينْطقُ أريُد أنَ أبَقىَ بِ حٌضنُكِ يَ أميَ ..
      تَعالَ يَا بُنْيَ..
      علىَ حَدودِ أوَطانِنّا تُغلقٌ شُرفَاتِ مَنْازِلنْا وتَحددُ بِ لونِ أسودَ وتنْطفئَ الْأنوارَ ..
      إليْاسَ تَجرعَ مِنْ إنْاءِ الْخَوفَ ..خَوفُ مِنْ غدٍ يٌشَرقُ كَذبًا تَجرعَ كأس الْوحدةِ حدّ الْثمالةِ
      وبينْ أمسِ وغدا تَثملُ حَنْاجِرٌنَا مِنْ عَلقمِ الْمرارةِ..

      يَستْيِقِظُ علىَ مَساحةِ الْخَيْبةَ حيثُ تَتْطايَر الْأحلامَ وتُولدَ الْأمنْياتَ فَ كيفَ لِ حضنِ أنَ يَمسحَ أوجاعًا وضَمةِ تُبْعِدُ عنْا تَعبْ أيامِ لا مَفر مِنْ تَذوقِ مَرارتِها ..الْوقتُ مَحسوبٌ لِ يٌشَفىْ ونَورُ مِنْ الْعدمَ قَادمُ ..
      لا يَزالٌ إليَاسَ يَكتِبٌ مَا تَيسَر لهُ مِنْ حرفٍ ..
      فَ كيفَ لِ بُؤسِ أنْ يبْتَعدَ ..

      فِ حانةِ مُعَطرةِ..

      قلّما نَكذبُ على أنفُسَنا ..



      يتبعَ ...
      __ أتَعلمَ أنْتَ وحَدكَ مِنْ يُحرضُ حنْينَ قلبْيَ الّسَاكِنَ .. لِذآ أُحِبُكَ " وكفْىَ بِهآ مِرسَالًا ..
    • -



      فيَ الْصبَاحَ والْشمسُ تٌداعبُ بِ نوْرِها زَوايا الْمنْزلَ ..إليْاسَ فِ حالةِ بْحثِ عنْ قَارورةِ الْعطرَ الْمٌفضلةَ يَرشُ بِ جنونِ غيرَ مٌبْرر ويَغنْيَ بِ صوتِ مُرتَفعَ وكانْ غيرَ مُكتْرتِ لِ أحدِ أبداً ..يُسَابقُ دَقائقَ الْساعةِ بِ تَحيةِ خَجولةِ وابْتِسَامَةِ شبْةَ عاريةِ حدثَ أمهُ بِضعَ دقَائقَ وأنْطلقَ نَحوَ ذلكَ الْمطعَمْ ليسَ للقَاءِ أحدِ لَكنْهُ قَرر أنّ يُصَادقَ ذلكَ الْمكانَ..
      فِ بِعضَ الْأحيانَ نحنُ دائِّمًا ما نسَعىْ لِ مُصادقةِ وعشقَ كٌل شيءَ لا يَحدثُ صوتَ... أشيْاءُ صَامتهَ كَ هطُولِ قَارعَ أسقُفَ الْوحدةِ بِ داخلِ الْجسدَ ..
      مَا إنّ وصَل وحتىَ تنْفسَ بِ عُمقِ وتَعالتَ مِنْ داخِلهِ ألفُ آه ..أقَتْربَ وأعدلَ مِنْ كُرسيهِ الْأسَودَ لِ يُعيْدَ صَياغةَ أسماءَ جديدةِ لِ هذا الْمكانَ ..
      فِ غَفلةِ ودنَ مُقدماتِ كَانْ لِ إيَلافَ مَكانُ بِ قُربهِ ..
      كانتَ تبْحثُ عنْه فِ أوجهِ الْحاضَرينْ تَتْرقبُ خَطواتِه بِ كٌل حذرِ
      لِ يقَعَ الْمحَظورَ ولِ تبْتَسمَ بِ كٌل رقةِ أوجَدتْها الْحياةَ :أحيَانًا تَصنْعُ مِنْا الحيَاةَ أشَخاصَ عاشَقينْ لِ اْلانَتِظَار ..

      -أهلاً بكِ ..
      - هلَ ليَ بِ مقَعدِ هُنْاا
      - لكِ ذلكَ تَفضَليَ يَ إيَلافَ
      - شُكراً
      جَالِسَانِ على طَاولةِ بيْضاءِ ينْبَعِثُ مِنْها رائِحةَ الْقهوةِ ويَمتْلئَ الْمكانَ بِ ضجيجِ الْحاضَرينْ وتَعلوَآ الْقَهقَهاتَ دونَ رقَيبِ ..أطفَأ سيْجارتهُ الْأولىَ وبِ دهشةِ سألتْهُ:
      مُنْذُ متىَ وأنتَ تُدخنَ ..؟!
      - هل يَهُمكُ أنّ تَعرفيَ ..
      - أتُحاولَ أنْ تعيقَ وصَولَ الْإجابةَ ..!
      - لا أبداً ..مُنْذ شَهرينْ فقطَ ..؟!
      - ماذا تَجدُ فيْهاا ..
      - تُطفأ بِ داخليَ شيئًا لا تَعلمينْ عنهُ ..ويَمضيَ دونَ كلمةِ
      هكَذا هُو إليْاسَ عابٍّثُ بِكٌل الْمقَاييّسَ ..نَحو الْبحرَ ذلكَ الْمنْزلَ دونَ أبوابِ الْكبْيرُ دونَ أثَاثِ راقيَ ..
      كانْ بِمقَدورهِ أنْ يَخلقُ فِ تِلكَ الْساعةِ ضَجةَ وأن يَملكُ صمتَ الْواقَفينْ وأن يَصرُخَ بِ أعلىَ صَوتهِ أحتْاجُ لِ أحدِ ..أحتْاجُ لَهاا ..
      إيَلافَ .. ذاكَرةُ الْعشقَ حتْماً كانْ يبْحثُ عنْها وأنهُ يَوقِظُ بِ داخلهِ نَدمًا جبْاراً لِ تَركَها هكّذا ..


      نَعمَ أنا إليْاسَ طَالبُ الْهنْدسةِ صَغيرُ الْبيتَ ومَحبوبَ الْأمَ وحيدَ الْدنْيا قَريبُ الْربَ
      بِ صلاةِ أخافُ عليْها أنّ يَلمُسَها الْنسَيانَ..مِنْ الْأرجحَ أننيَ لا أجيْدَ الْتعريفَ عنْ نفسيَ جيداً..ولكنْ فَوضى تُجيدُ ذلكَ فِ نَهايةِ الْأمرَ..فَوضىَ هيَ أقربُ الْأصَدقاءَ ليَ
      بعضُ الْأسئلةِ مِنْها كَ خدعةِ وبعضُها كَ هدايَا تَسَاقطتَ مِنْ غيمَ الْسماءَ..أُحبَ لقَائَها فِ الْجامعةِ وأنتْظرُ مِنْها كُل يَومَ رسَالةِ تُضَحكُنْيَ بِ صمتِ مُريبْ..
      أتْمنىَ أنْ تَعرفَ أننيَ تَعرفتُ علىَ الفتْاةِ إيَلافَ ..فَ الْعينُ تَحملُ اعْتِرافاَتنِا لِ أتْحاشىَ الْحديثَ عنْ سببِ شَحوبِ وجَهيَ ..أفيضُ لِ أغَرقَ وأتَحدثَ لِ أفَرغَ
      بِ حكمةِ نَحنٌ نٌجالسَ ذواتْنا بِ شَكِ نحنُ نْتَعمقُ فِ أوجَاعِنْا عنْدمَا ينْطفَئ ذلكَ الْنورَ كَمْ كَانْ يَلزَمُنْا مِنْ الْسَكونَ والْصمتَ لِ إحداثِ فَرقِ ..نَختْلفُ إنّ ولدنْا ونحنُ نبْكيَ ونختْلفَ إنّ مُوتْنا ونحنُ نبْتَسمَ بِ تَسلسُلِ قَدرِ نَحنُ الْرجالَ نتْخفَىَ بِ عبْاءةِ الْأمسَ نفَتْقدُ لِ ذاكرةِ تُفاضِلٌ الاحتْضَار بجَوابِ نُقدسُ أحاديثَ الْهوىَ لأنْنَا نٌمسِكُ أحرفًا تَبْللتَ بِ قَطراتِ مَطرِ طَاهرةَ ..
      بعضً الْأحزانَ لَها مَذاقُ تَجعلُ مِنْيَ عَجوزِ أثَقلتَ الْأيَامَ تَوابيتَ ظَهرهِ ..

      - فَوضىْ أتَخافينْ مَنْ الْشَتاءَ..!
      - ماذا بِكَ الْيومَ ..
      - أجِّيْبيَ أولاً ..
      - بِمظلةِ وَمعطفِ..أنا أستْقبْلُ الْشتاءَ بِ خوفِ قَاتَمْ..
      - أتَعلمينْ يَ فوضىَ لا جدوىَ مِنْ الاخَتبْاءَ بينْ الْأحرفَ ..
      - كفىَ عنْ ذلكَ إنّ شئتَ عليْكَ بِ الْبُكاءَ..
      - أضَحكتْنيَ أنْظَريَ مِنْ الْقادمَ...!!


      بِ حنانِ مُفاجئَ وعنْاقِ....



      يتْبْعَ ..
      __ أتَعلمَ أنْتَ وحَدكَ مِنْ يُحرضُ حنْينَ قلبْيَ الّسَاكِنَ .. لِذآ أُحِبُكَ " وكفْىَ بِهآ مِرسَالًا ..