مذكرات مراهق

    • مذكرات مراهق

      مذكرات مراهق...

      عندما كنت طالبا بالصف الثاني بالمدرسة الثانوية، كانت تساؤلاتي كثيرة حول كل شيء... و لم يكن أحد من المحيطين بي يقف و لو للحظة ليستمع إلي أو يوجهني...


      كنت كباقي زملائي و زميلاتي نتندر على "الكبار" بنعوت على شاكلة "لا يفهمون شيئا من الدنيا"، "راحت عليهم"، "عقولهم متحجرة" ...
      ذات يوم، زرت جدتي...سألتها عن سؤال طالما حيرني: - ما هو أكثر شيء مدهش في البشر؟
      فأجابتني و هي تصب كوبا من الشاي الأخضر :

      البشر يملّون من الطفولة فيسارعون ليكبروا ثم يتوقون ليعودوا أطفالاً ثانيةً . . . .

      يضيّعون صحتهم ليجمعوا المال ، ثم يصرفون المال ليستعيدوا الصحة .

      يفكرون بالمستقبل بقلق ، وينسَون الحاضر، فلا يعيشون الحاضر ولا المستقبل.

      يعيشون كما لو أنهم لن يموتوا أبداً ، و يموتون كما لو أنهم لم يعيشوا أبداً . . . . . .


      مرّت لحظات صمت ناولتني فيها قطعة من الكعك ....
      ثم سألتها : ما هي دروس الحياة التي على البشر أن يتعلّموها ؟

      فأجابتني متنهدة:
      ليتعلّموا أنهم لا يستطيعون جَعل أحدٍٍ يحبهم ، كل ما يستطيعون فعله هو جَعل أنفسهم محبوبين
      "

      ليتعلموا ألاّ يقارنوا أنفسهم مع الآخرين . . ليتعلموا التسامح ويجرّبوا الغفران

      ليتعلموا أنهم قد يسبّبون جروحاً عميقةً لمن يحبون في بضع دقائق فقط ، لكن قد يحتاجون لمداواتهم سنواتٍ طويلة "

      ليتعلموا أن الإنسان الأغنى ليس من يملك الأكثر، بل هو من يحتاج الأقل"

      ليتعلموا أن هناك أشخاصا يحبونهم جداً ولكنهم لم يتعلموا كيف يعبرون عن شعورهم . .

      ليتعلموا أن شخصين يمكن أن ينظرا إلى نفس الشيء و يَرَيَانِه بشكلٍ مختلف"

      ليتعلموا أنه لا يكفي أن يسامح أحدهم الآخر، لكن عليهم أن يسامحوا أنفسهم أيضاً"

      نظرت إليها قائلا: شكراً لك يا جدتي . . . فبالإضافة إلى حكمة ما قلته لي تعلمت درسا آخر...

      علينا نحن أن نتعلم أن ننظر إلى الكبار بشكل إيجابي و نسمع منهم، و لكن عليهم أيضا أن يتعلموا كيف ينظرون إلينا و يسمعون لنا..



      أرجو الردووود
    • اذا ابتليت ثق بالله ولا تجزع
      واذا عوفيت أشكر الله ولا تقطع
      ليتني طفل ما ينجرح، ما يفهم وما يعشق، ليتني طفل يمسح دمعه باللعب يمسح حزنه بالفرح، ليتني طفل يلقى الحضن اللي يضمه من دون البدل