خيـــــــــــــــــره... قصه رائعه للعبره

    • خيـــــــــــــــــره... قصه رائعه للعبره

      خيره ،، قصة رائعة للعبرة
      [HR][/HR]
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



      هناك قصة مشهورة عن رجل حكيم سافر مع رفاقه، وكان كلما وقع له أمر لا يعجبه رضي وقال (خيرة) وتكررت منه الكلمة بتكرر المواقف إلى أن ضاق منه رفاقه وأرادوا ممازحته، فاتفقوا على إخفاء بعيره، ثم يخبروه أنه شرد ولم يجدوه.. فما كان منه إلا أن أجاب الجواب المعروف مسبقا (خيرة)! تفاجاوا بقوله ثم ضحكوا على بروده – في نظرهم- .. وفي الليل هجم عليهم مجموعة من قطاع الطرق فأخذوا جمالهم بأحمالها وهربوا فلم يستطيعوا اللحاق بهم..
      فما كان منهم إلا أن أخرجوا جمل صاحبهم بحمله من مخبأه وهم يصيحون:
      خيرة، خيرة!!


      القصة فيها أكثر من مغزى.. فنحن حين ننظر إلى الأمور بمنظورنا القصير نتألم ونتضايق من أشياء كثيرة ونتمنى أن لم تكن، ولا ندري لعل الله سبحانه كتب في ثنياها الخير لنا ..

      فكر في حياتك السابقة وتذكر بعض الأمور التي حصلت سابقا وبكيت منها واسودت الدنيا في عينيك وقتها – ثم بعد مرور أيام أو سنوات تبكي فرحا أن الله سخرها لك بهذا الشكل!!

      إننا نعتقد أننا نعرف ما يصلح لنا ونتصرف بكل ثقة بناء على ذلك، لذا نتألم إن لم يحصل مرادنا لاعتقادنا فوات ما نرجوه... لكننا لا نعلم أن ما يقدره الله دائما هو الخير لنا سواء عرفنا في وقته أم نعلم...



      يخطر في ذهني كثيراً قصة أم موسى، لحظة ضياع طفلها في البحر، حتى صار فؤادها كما وصفه الله سبحانه (فارغاً) عن كل شيء إلا من التفكير فيه.. كانت تلك المصيبة – في ظاهرها – خيراً لها وله.. فكيف كان سيصل إلى قصر فرعون حتى يحظى بحمايته من القتل لولا المرور عبر قنطرة – الابتلاء..



      لا زلت أتذكر قصة ذلك الشاب الذي كان يعاني من أمراض بدنية خطيرة، وهو في حياته راضٍ ومطمئن، ثم كتب الله عليه أن يصاب بحادث سيارة شنيع!! هل تصورت وضعه الآن؟!! بعد أن أفاق من الغيبوبة.. وجد نفسه قد شفي من كل أمراضه التي شاركته حياته.. فكان الحادث – الذي هو بمنظورنا شر- خيراً له.

      وقيس على ذلك كل مشكلة تمر بك.. وابحث عن الخير الذي في ثناياها.. وحين نعتقد في قرارة أنفسنا – بصدق- أن ما كتبه الله هو خير لنا سنرتاح كثيراً، بل سننظر إلى الأمور بتفاؤل إن وراءها خير مختبئ فنسعد ونطمئن..

      كل ما يمر بك ثق أنه خير وحاول تلمس الأسباب فقل: لعل الله أراد لي كذا من هذه الأزمة.. وستجدها إن شاء الله خير مما تصورت مع ثبوت أجر الرضا بالقضاء..