روايتي حبيسة عينيه..9-10-11-12

    • روايتي حبيسة عينيه..9-10-11-12

      مدخل/حلم أمنية وبنهما يقبع سراب مدقع لا فرار منه سوى بالحقيقة المؤلمة ............((أعلميني بردك غدا ..))((حسنا ))كيف يمكنني أن أفكر الان ..إنها أكبر مشكلة مرت على حياتي ..لا أستطيع القبول وفي ذات الامر لا أستطيع الرفض ولذلك كانت تصرفات نورة غريبة أإنتهت حياتي بسهولة هكذا هل سيكون لقلبي حرية التفكير بعدها ؟ أم أني سأسى العالم الى الابد ..سأختفي كالنجم ليلة عيد ..سأختفي ولن اسبب لأحد الجراح ولا لنفسي ((ولم ترفضين ..أترين به عيبا لا أره يا ابنتي ))((لا يا عم ..ولكني لا اريد .))((وما الذي أقوله للفتى ثم كيف ستواجهيه ؟))((عمي إنها حياتي ..ثم إني قررت أن أستقيل وسوف..))((وتستقيلين ..شذى صارحيني بما يدور في خلدك ))((ليس بي شيء ..))((إذا دعيني وحدي الان ))خرجت وقلبي يتفطر فلم أرى في حياتي هذا العم البشوش يستشيط غضبا هكذا والحق يقال إنه معجب بأحمد أيما إعجاب ...رنيـــــــــــــــــــــــن هاتف((السلام عليكم ..))((وعليكم السلام ..من مالمتصل ))((يبدوا انصوتي بالهاتف لا يوضح كثيرا ))((من ..أحمد))((لم رفضتني يا شذى ))((أحمد لدي ضروفي و ..))((وماذا لم صمتت ..))((لا أخفيك سرا إن مشاعري تعبث بي وتهزأ بي كثيرا ))((واكني يا شذى سأسعدك بما لدي ..))((أعلم ذلك أكثر ممكا تعلم ))((إذا لم حطمتي بمشاعري بقلب أجوف كالحجر ))((مالذي تقصده ؟؟))((أقصد أهذه هي الحقيقة امرأة ناعمة وهادئة تعشق التحطيم المعنوي ))((وما دليلك يا أحمد ))((خالد خير دليل على حديثي ))((أحمد أنت تعلم أنني اعتبرتك أخا أشاركه مكنونات قلبي ))((ولكني ظننت رفضك لخالد ..))((يجب أن تعلم الحقيقة في كل لحظة ولا تجزم لذاتك))((الى اللقاء ))((أحمد ..لا تحزن ))بدأت رحلتي ذات ليلة حين اغلقت حقيبتي بهدوء مطبقة على ما فيها ورحلت دون أن يعلم أحد بذلك خرجت من المدينة التي اسكن فيها وهربت الى عالم جديد لم أرد أن اعلم مدى حماقتي ومدى الخوف والفزع الذي سببته ..لكن كان هناك دائما شوق لعائلة احتضتنتي ..قررت وكان صعبا القرار وامسكت بهاتفي بكل خوف وضغطت على الارقام بهدوء ..كان الانتظار كعدد خفقات قلبي الذي احالني خوفا كئيبا ولم يرد أحد فحولت يدي الى رقم اخر واتى ما كنت انتظره حتى كنت لابكي ((خيرا من المتصل ))((..........))((عذرا من على الخط ))((نورة ))((..............))((انها أنا يا نورة ))((شذى ..شذى ..شذى ولكن لماذا ))((نورة كيف حالك ..))((لم اختفيت يا شذى لقد اشتقت لك ))((لم أكن أريد أن أواجه العالم بقراري فأنا أعلم مقدار رفضكم قبل أي شيء ))((وخالد ألم تعلمي مقدار الحزن اللذي سببتيه له ))((.......................))((هكذا اذا ..لم يهمك يوما ابدا ))((أنت تفهمين جل الموضوع خطأً))((اذا عودي ..))((أعود ..بعد كل هذه المدة ..لم ))((لتكوني أمنيته ..))((ماذا ؟؟!!..))وهكذا مرت السنين ايضا ..كانت صفحة يتخللها البياض بكثرة ثم وبليلة وضحاها اصبحت عروسة تتبختر في ثوبها وبكل ما اوتيت من فرح ((اذا أنت ملكي يا شذى ..كم أنا فرح حقا ..))((ولا تكاد فرحتي تسع أي شيء في هذا الكون ..))((اذا عديني بألا تتركيني))((أعدك وحتى الممات ..))((اذا دعينا نأكل ..فالفرحة انستني الطعام ))((هيا بنا ..))ومرت سنة تلو السنة وفرحتي تزداد بكل شيء حتى الجمتني الصاعقة ((خالد ..مابك ))(( دعيني وحدي فقط ))((لم ماذا فعلت ))((شذى أنت لم تفعلي شيئا ولكن دعيني وحدي ))((لا لن أتركك ..))((كما تشائين ..سأخرج أنا إذا ))((خالد ...خالد ))((صوت ضرب الباب ))تناسيت الامر على انه انزعاج من عمل سيعود لي وسيرجع خالد ذاك الرجل الحنون عندي ..كانت تلك امنياتي ولكن كل يوم تزداد الفوهة بيننا هناك شيء ما غير خالد المحب حتى اخته لا حظت التغيير المفاجئ ((رنات هاتف))((السلام عليكم شذى ))((وعليكم السلام يا نورة ..كيف حالك ))((انا بخير ولكن ..))((ولكن ماذا ؟؟))((خالد هل به شيء يزعجه ))((لم تقولين هذا ))((إنه عصبي المراس هذه الايام ..ليس بخالد الذي اعلمه ))((إنني مصدومة مثلك ))((هذا يعني بأنك لا تعلمين شيئا ))((كما تسمعين ))((اسمعي سوف اتصل به واستفسر ))((لا سوف احدثه بنفسي ..الى اللقاء ))((الى اللقاء ))تنهدت تنهيدة أسى مفرطة ..كل ما حولي بدأ يأكله الخراب ..آآآآآه((الى من كنت تتحدثين ..))((خالد ..))((الى من كنت تتحدثين يا شذى ))((مابك يا خالد ؟))نظر الي وانكسار يطغى على عينيه ..اقترب مني مسرعا واقبض بيديه على كتفي وسحبني باتجاه سيارته رماني بداخلها والالم يقطع ما بقا بداخلي اربا اربا ((خالد مالذي تفعله ))لم يتكرم حتى بالاجابة علي ..كل ما بدا لي انه قدد فكر واهتدىى الى فكرة ...سوف يقتلني حتما ((توقف يا خالد ))((اصمتي ..))كان يمضي بسيارته بلا اهتداء الى عالم مجنون خرجنا من المدينة واجتزنا الصحراء في ليلة باردة مازلنا في وسطها والخوف يتزلزل بأعماقي ((خالد ارجوك ..لقد كنت اتحدث الى نورة ..))((......))((أقسم لك أنني كنت أتحدث معها يمكنك أن تتصل بهاتسألها ..أقسم لك ))وفجأة توقف ونظر بعيني مرتاعتين نحوي ثم نزل مسرعا ووقف خارجا وهو يمسك بيديه حول رأسه وضوء البدر يجعله كالكوكب الذابل في ذات الليلة .... مدخل/قلبه دولتي حزنه ..لوعتي اشعر بقلبه يبكيني وهو هناك بين ثنايا مهجتي بعيدا عن مقلتي دون الثبات .. .......... وفجأة توقف ونظر بعيني مرتاعتين نحوي ثم نزل مسرعا ووقف خارجا وهو يمسك بيديه حول رأسه وضوء البدر يجعله كالكوكب الذابل في ذات الليلة ....بكيت لشكله الذي أرعبني وكنت أتسائل كل لحظة هل أنزل وأحادثه ..مالذي غيره حتى أصبح يكره لقائي ..هل هذا هو حقا خالد الذي أعرفه ((خالد ..))((لم نزلتي من السيارة..))((دعنا نتحدث ونفهـ..))((عودي ))((خالد أرجوك ))((قلت لك عودي ))وقفت أمامه وكان القمر بدرا ورائه كان يبدو ساحرا بتلك النظرات الذابلة ..حاولت تركيز نظارتي اليه ولكنه يتحاشاني ..((أنت لا تتحدث من قلبك ..))((....))((خالد ..))((مالذي تريديه ؟؟..))((اريدك أنت ..))((ولكني ..لا ..أريدك ))أحسست بارتجاف ساقاي وشفتاي ..هل هذا هو خالد ..محال ان يكون هو ((كاذب ..))((عودي بالسيارة الى المنزل ..))((انت تكذب صحيح ارجوك قلها بانك تكذب ))((........))((لو كنت حقا تكرهني ..فضع عينيك بعيني وقلها ..))تردد لحظة ثم رفعها الي ونظر بحزن كان يود قولها ولكني ما كنت لأسمح له ..هل هذا هو الفراق ((خالد لم تغيرت ..ما ذنبي بحبك اذ كنت تكرهني ..لم جعلتني لا انظر لرجل سواك ..مالذي غيرك ))سقطت بحزن على رجلي لا احمل لحظة حزن في داخلي ..لقد بت محطمة فارغة المشاعر دون الزوايا ..بكيت كل امنية بنيتها لأعيشها معه كحلم فارغ في السراب البعيد ..احسست بيديه تلمس شعري بخفة وصوته المبحوح لا يسمع له صدى في تلك الليلة ذات الريح الهادئة ..اقترب لحظة وانا اخفي وجهي بين يدي القارستين وحدثني يهدوء سرا بأذني ((شذى ..))((.......))بانت ضحكة خافتة من شفتيه جعلتاني ارتعش بقوة لا مثيل لها ((يحق لك أن تكرهيني ...حبيبتي))((خ..ال..د))(( اشششش... دعيني اسمع صوت بكائك ..هل تعلمين مدى نعومته؟؟ ..))((لم تريد جرحي بكل السبل ..))((لأنك قتلتني ..))((لم افعل ..))((قلت لك اصمتي ..أود أن اسمع صوت بكائك ))((..........))((أتعلمين يبدو كعصفور فرح لفقدان صديقه))((لا ..لا ياخالد))((أستفرحين ..))((أرجوك..))((كوني صادقة ..))((............))غضب بقوة لسكوتي أمسك بكتفي وضغط بقوة ونظر نظرة لا مثيل لرعبها ((يكفي صمتا ..أجيبيني ولا تصمتي أستفرحين لموتي ..))((لا يمكن ذلك ..))((بل يمكنك ..انت دائما هكذا تحاولين قتلي بكل ما لديك ))((لم تقول ذلك ..؟))(( ستفرحين ..صحيح ))((لم تريد إثبات العكس ..))((إشششش..))((لا تسكتني ..أرجوك ))((إذا ..أنا أسف لأني لن أستمع لك ..))((لم ؟؟))((شـــ..))لم ادر الا بجسم قد ثقل علي ..لقد سقط بقوة علي ..وتركني مصدومة لا ادري مالسبيل الى فعله ((خالد...خالد..خالد..رد علي يا خالد ..ارجوك لاتتركني ))أسرعت بعدها دون وعي مني لسحبه الى السيارة ..ثم رحلت الى اقرب مشفى ..كان هو المشفى الذي بدأت منه حياتي أيمكن ان يكون القدر .دعيت بداخلي ألا يحصل له أي مكروه ..يا الهي إني السبب..((دكتور أرجوك أخبرني ماذا حصل له ..))((لا أردي أن أفزعك لذا من الأفضل أن تذهبي للمنزل وترتاحي ثم عودي الى هنا غدا))((لا يمكن ..أرجوك دكتور تحدث..))((لقد فقد ذاكرته ))((ماذا ؟؟))((أنا أسف))((مالسبب ..وكيف ؟؟..))((يبدو أن صدمة أضعفت العصب البصري وتعبت ذاكرته جراء الضغط عليها ..))((مالذي تقصده ..؟؟))((ألست زوجته ..ألم يخبرك ..))((يخبرني ..بماذا ؟؟))((لقد أتى لعمل الفحوصات إنه متعب للغاية ويحتاج للرعاية ..أنا أسف ولكن يجب أن تبتعدي عنه في الفترة الحالية ..))((مالذي تقصده ))((لا نستطيع جعلك معه إنه متعب وقد تأتيه صدمة أقوى بذلك فتتلف بقايا الذاكرة وتنفجر الاعصاب و ..))((يكفي ..أرجوك ..))((سوف افعل ..يجب ان أرحل الان ))((هل ستمرين لرؤيته ..))((......))((يستحسن الا تفعلي ..))((نظرة خاطفة ..من الخارج فقط ..أرجوك ))((انتي زوجته ولا يمكنني منعك ..سوف أرافقك ..))مررت لأراه كان مغطى بالبياض ..لم أستطع فعل شيء سوى النظر اليه ..ابتسمت هازئة بقلبي وأنا أقول ((أسترحلين ..؟؟)) مدخل/نهايتي هنا وبدايته هناك سنفترق ولكن تبقى القلوب صافية ستبقى ذكرانا ركنا على وجه الرحيل وسيعزف الماضي لحن الوداع لنا .. ..........مررت لأراه كان مغطى بالبياض ..لم أستطع فعل شيء سوى النظر اليه ..ابتسمت هازئة بقلبي وأنا أقول ((أسترحلين ..؟؟))عدت بهدوء أجر أذيال الحزن خلفي ..كان الحق لدي أن أبكي ..ولو أريد الى مدى العمر ..فقدت قلبا طيبا ..فقدت روحا نقية ..فقدت شخصا ابيا لذاتي ..انه الملاذ الفكري لي ..بالله كيف أرحل ..ضعفي خانني وكان الفرار ..أصبحت اهزوجة قديمة ..على ورق..لذلك لن أعود.. عدت الى المنزل بقلب ليس فيه شيء سوى الشرود ..((شذى ..شذى ))((نورة ))((اين خالد ..الم يعد بعد))((............))((ماذا هناك ..أحدث بينكما شيء ))((خذي انه رقم المشفى ))((المشفى ..شذى ماذا هناك))((وعندما تصلين ..ارجو ان تقطعي كل الصلات عني ))((ماللذي تقصدينه بقولك هذا ))((نورة افهميها ..اي انك لا تعرفيني ..لم اكن يوما زوجة لخالد ..))((شذى لا تصرخي ..))((لا تذكريني امام خالد اذا افاق ))((حبيبتي ..ماذا هناك ..اخبريني ))((ستعلمين كل شيء هناك ..لذا ارجوك ان رأيت اخاك بحالته لا تنفعلي كي لا يتعب ..))(( لم ..))((ارجووك فقط لبي مطلبي ..))((كما تريدين ))أصبح عبئا علي تذكر الماضي ..ولكن نسيانه لأمر ربما يكون رائعا ..ذاك يوم حزين ولكن من اراد المعاناة ليسعد بعدها فليعش حزنا ..هذه انا ((صوت رنين الهاتف..))((نورة ..))((شذى ..لقد نهض ..))((.......))((نهض))((نهض يا شذى ..لقد نهض ..))لم اكن لحظتها لاستوعب ما فعلت ..استفقت من دهشتي وانا اقبع امام الممر المؤدي الى غرفته ..لم اكن لاعلم كيف بالكاد فعلتها ..بل كيف حملتني رجلاي الى هنا ..مضيت وخطاي ترتجفان دونما وقوف ..ووصلت ..نظرت من خلال الزجاج وخوف ارعبني ..انه هو ولكنه مختلف ..ينظر بكثرة هنا وهناك ..((شذى ..))((نــ..و..ــرة))((أأتيت ..))((ها ..لا ..لقد ..))((تعالي معي ..))جرتني دونما ان اتكلم ..ولم ادر الا وانا امامه ..نظرت الى وجهه اللذي انصب على المجلة الفكاهية ..تنحنحت نورة قليلا ..ثم نظر نحونا ..أحسست لحظتها بقدمي لا تكاد تحملانني ..الم اقل اني لن اعود ((نورة ..اهلا ..من هذه يا نورة ..))((أعلم أنك لا تدري ..اسمع انها ..))((أنا صديقتها ..))((شذى ..))((سمعت أنك مرضت فأتيت لأرها إن كانت تحتاج شيئا ..))((لم يا شذى ..))((أشكرك إذا على ما تفعلينه ..))((شذى))((اسمحي لي يا نورة سوف ادعكما ترتاحان ..)) ((لن أدعها تنظر لدموعي )) مضيت مسرعة وأنا اناور مع تلك الممرات المهلكة وتنفست الهواء ..نظرت الى السماء الشاحبة ..رغم ذلك كانت حقا رائعة ..كان الهواء البارد يلف جنبات المكان ويهزه دونما توقف ..((شذى لم كل الكذب ..))((نورة انت لا تعلمين ..انا من سبب له فقدان الذاكرة ..انا من اتعبه ..))((لم تكوني يوما انت ..))((ماللذي تقصدينه ..))((اخي مريض منذ مدة ..))((نورة ..ماللذي تقصدينه ..))((أراد ان يبتعد عنك رغما منه ..لأن المرض قد يتمكن منه ..))((لم افهم شيئا ..))((شذى ان خالد ..))((ارجوك .. لا ..لاأردي ان افهم شيئا ..))((ارجوك ..))((شذى ,,أخي لم يفقد ذاكرته ..))((مستحيل ..))((فقط تعمد ذلك ..))((مستحيل ..))((اسمعيني ..))((بل يجب أن تسمعني أنا ...))((خالد..))((نورة اتركينا وحدنا ..))رحلت وتركتني ..تركتني لأواجه القدر دون ان انظر لما خلفه ..دون ان اعلم انها النهاية ((خالد ..كنت تمثل..))((كان يجب علي ..))((........))((شذى ..لقد احببتك ..وكل ما فعلته كان حبا لك صدقيني ..))((حبا لي ..حقا مهزلة ..))((سأستميح لك عذرا ..))((لا اريد منك أي عذر ))((شذى ..))((لا أريد منك شيئا ..ألم تعرف أني بمشاعري فقط قد اموت ..))((ارجوك اسمعيني ..فقط لدقائق ..))((.......))صمت كلينا لخمس دقائق كنت اشعر بنظراته ونفسه الذي يلهب الريح خلفي ..كنت اشعر بشيء يقترب منه ومني ..((خالد ..مابك ..))((خذي هذا العنوان واذهبي اليه سريعا ..))((ولكن ..))((سأوافيك هناك ..وستفهمين هناك ايضا كل شيء ..))نظرت اليه وهو يمشي ووجهه قد اصفر من التعب ..((أحقا ستوافيني ياخالد )).. مدخل/كان شوقا مؤلما حلما عابرا سهما ساحراروحا باهرة كان نورا في الدجى طيفا في السحابنهرا في المدى قلبا كالسراب كان لي كل المنىيوم ان ارتحل الغياب ..........نظرت اليه وهو يمشي ووجهه قد اصفر من التعب ..((أحقا ستوافيني ياخالد ))..مضيت بلا هدى الى ماقيل لي ..كنت قاسية ..كان لا بد من ذلك ..كنت جافية ..يستحيل فمشاعري هي التي فضحتني دون اذن ..وصلت الى فيلا كبيرة ..تملكتني الدهشة مما حولي ..أنى له هذا المكان ..ومن أين ((من فضلك تفضلي من هنا ..))التفت فرأيت امرأة تشير لي للدخول .. لم أكن لأدخل دون معرفة ماهناك ..غريب حقا ((من أنت ؟؟..))((ستعرفينيني لاحقا ..هل لي أن أدلك الى الداخل ..))((بكل سرور ..))كان تملكي للخوف أقل من شوقي لمعرفة المكان ..دخلت وانا اتلفت يمنة ويسرة كان يذهلني أمر واحد وهو رحابته وروعته ..لمن ياترى ..((هل لي أن اسألك..))((تفضلي ..))((لمن المنزل ..))((للسيد خالد ..))وقفت مكاني والتفتت الي ووجها لا ينم للاستغراب بصلة ((لخالد..))((أجل..))((منذ متى ؟..))((منذ سنة ..))لم أتحدث وإنما مضيت خلفها الى غرفة فائقة الجمال وجلست على كرسي عتيق خال من المشاعر ومضيت بفكري الى الافق ..ثم انتبهت أن موسيقى موزار الكلاسيكية قد بدأت تطرب في ثنايا القاعة ..ثم توقفت وبدأ صوته الهادئ الاقرب الى مهجتي بالعبور نحو ذاكرة الافق نحوي ..((لم أكن لأعلم اني عشقتك من أول نظرة ..كنت صورة عابرة تمر بذاكرتي الاغرب من ذلك أنك لم تفارقيني ..كنت هاجسي الوحيد ..تعلمت الشعر لكي الفت نظرك ..تعلمت الشعر لكي أكسب روحك ..تعلمت كيف تحب المرأة لأجلك ..صغت كل مافي نفسي لك ..كنت أغرب من روحي وكيف توليتها بنظرة حزن من عينيك ..قرأت مزاج المرأة ..قرأت عن عشق المرأة ..وقرأت كيف تتجابه الاحداث في قلب المرأة ..كنت خلفك في كل مرة ..وكنت طيفي في كل لحظة ..كنت أغنيتي الملهمة لزوايا الحب في ذاتي البلهاء ..أتصدقين .....يومها حين رأيتك تبتسمين ..نظرت الى السماء التي تشوبها الحمرة الرائعة لعلي أراك ببسمتك التي لا تفارقني ..كنت مغيرتي حتى في أحلك الظروف ..كنت أبتسم في اصعب الساعات ..كنت نظري في ظلمة الليل الحالك ..كنت نفسي في المياه الزرقاء ..كنت بالنسبة لي لحني القابع سيرورة أحلامي الزرقاء ....كنت أرضا لا مجال لزهرة الاشواق ان تطئني ..وبك علمت أن للحياة طعما أخر ..كالشوكلاتة مثلا ..كالسكر ..وكابتسامتك أيضا ..حتى المغيب ...كان لوحة أخرى من لحظاتك ..كان رسمة الشوق الى النهار الساطع ..كان ريحا يهب على الاقطار الشاسعة ..فيأخذني من عالم يغشاه رونق الملل الى حب يتملك الانفس في كل لحظة .....إنها أنتي يارونقي إنها أنتي وردتي إنها أنتي يا شمسي في وضح النهار ياقمري في الليل المنار يا روحي بعد المغيب ..))......كان روحه يحكي لي الكثير ..خالد يامؤنسي ..مضيت على عجل لتستوقفني تلك ..((الى أين ..؟؟..))((اليه ..أخبريني هو من أي غرفة يتكلم ..))((إنه تسجيل ..))((ماللذي تقصدينه ..))((هو ليس هنا ..))((لقد أخبرني أنه سيحضر ..))((أنا أسفة ..))((هو لن يحضر ..))((أحمد ..نورة ))نظرت اليهما ..يقفان أمامي ..ووجههما ليل كئيب ..روحهما عصف مريب ..قلبهما مفتاح دلالتي الى ان هناك شيئا ما حدث ((سمعتما ماقاله ..أليس كذلك ..))((شذى ..))((أحمد أسألك بالله أن تخبرني ))((شذى حبيبتي ..))((نورة أخبريني ..أصدقيني ..لم يعد يهمني شيء ..))((شذى يجب أن تهدأي))((لقد قال انه سيوافيني ..ولكنه لم يأتي ..))((لقد اتى ..))((أتى ..نورة أنت تعلمي ان أحمد يتكلم بالالغاز دوما ..لذا أخبريني..))((لقد أتى بروحه يا حبيبتي ..لقد رحل خالد ..))((يستحيل ذلك ..))سقطت على قدمي وأنا منهارة نفسيا ..أتت إلي تلك المرأة التي لم أعرفها حتى الان ..غريب أمرها وكل شيء بها غريب ..((بقي شيء واحد لم تسمعيه ..إنه على الطاولة هناك ..))((اخرجوا من هنا جميعكم ..))((شذى))((أرجوكم ..اخرجوا..))مرت الايام بطيئة ..دون خبر ..حضرت العزاء وقلبي يتكلل بالسواد نظرت اليهم وهم يمرون شخصا تلو شخص ..يعزوني بكلماتهم وانا لا حس لي ..لم أرد أن أحضر أو أن أرى احدا ..كنت أمضي بتلك الغرف التي يعلوها البريق ..والعلو ..لكنها سوداء بنظري ..حزني هو الذي أتعبني وأرهقني ..لكني كنت أتذكره ..ولم أكن لأرضى بنسيانه أبدا ..((شذى ..سأذهب الى المنزل ..))((حسنا الى اللقاء ..))((خالة شذى سأزورك قريبا ..))((حسنا حبيتي ..))وتزوجا ..أحمد ونورة وأنجبا وأصبحت خالة ..فرحت رغم نكتة الحزن الا ان الفرح وجد سبيله ..عدت الى غرفتي بهدوء أتسلل بين انياب الليل البهيم ...آآآآآه مرت ثلاث سنوات منذ وفاته ..عادت الى ذاكرتي أخر لحظة قول مدبرة المنزل كلمتها ..((بقي شيء واحد لم تسمعيه ..إنه على الطاولة هناك ..))نهضت مسرعة وذهبت الى الغرفة ..راجية الا يراني احد ..بحثت في الغرفة التي لم ادخلها منذ اخر مرة وكان هناك ..على الطاولة قرص مرتب لا غبار عليه .. غريب وبجانبه مسجل صغير وسماعتي للاذن وورقة ..((أعلم أن هناك يوما ما ستجدين الشريط وستقرأيه ..))أدخلته لكي أسمع مابه ..كان فارغا مرت الدقائق تلو بعضها ولكن مامن شيء ..وحين حاولت إغلاقه جاء صوته هادئا كما عهدته ..قائلا ((لاتحزني .....لا تنسيني ...ولن أنساك .....وستبقين حبيبتي الى الابد ...خالد....))بكيت بهدوء ..وبأحتراف حزني البالغ حتى اقتربت ساعات فجري ومازالت دموعي تترقرق والشريط يعيد مافيه .. النهـــــــــــــــــــــاية... شكرا لمتابعي رغم قلتهم الا ان الفرح اعترى قلبي لرؤيتهم ..
      الحب ليس رواية شرقية بختامها يتزوج الابطال