لقد اخذ منها التحضير لهذا اللقاء الوقت الكافي ، فكان لا بد لها من ان تتخذ قرارها رغم المعاناة الشديدة التي عاشتها ، فحزمت أمرها واتصلت تطلبه على الموعد بنفس المكان الذي تعودا عليه متقدمة إياه بوقت ليس قليل تنظر الى ابعد نقطة يصل إليه مداها ، غارقة في رسم الحوار الذي ستبدا فيه ، كل هذا لم ينسيها ان تطلب من النادل ان يقدم لها القهوة دون سكر، ترتشفها بمرارة تستعذبها فهي أطعم من الظرف الذي تعيشه ألان .
يصل فترتسم علامة استفهام على وجهه فقد تعود ان تكون دائما متأخرة عن الموعد ليجلس مبادرا إياها ــ آه ـ كم أن الانتظار صعب ــ أليس كذلك .. ؟ ثم أردف مع هذا لم أتأخر سوى دقائق ــ فلا ترد عليه ليكمل لا تنتظرين أن اعتذر فكم مرة أنت تتأخرين ومع هذا لا تعتذرين ليخيم السكون عليهم برهة ....
كان مهم بالنسبة له أن يكسر حاجز الصمت فعمد على لمس يدها محاولا ان ينتشلها من لحظات الشرود التي تسيطر عليها وعلى ان يجعلها قريبه الإحساس به ، يشده برودة أطرافها علامة أرسلتها تتقدم كل أحاسيس اللقاء مما أضطره إلى تغير أسلوبه معها متراجع بكرسيه لترمقه بنضرة حملت الف خطاب ثم قالت .
: أرجو ألا تزعل مما ساقول وان تسمعني حتى النهاية .
هو : يبلع ريقه فيكمل تفضلي عسى ما شر .
هي : أرجو ذلك .
هو : تفضلي وكلي آذان صاغية .
هي : اوعدني بأنك لن تزعل .
هو : يجب ان اعرف أولا .
هي : لا يجب ان توعدني قبل كل شي .
هو : إذاَ الموضوع مهما . سأحاول ذلك ..؟
هي : اذا ليست هناك مشكله سأخبرك .
هو : تفضلي .
فترتشف قهوتها متعمدة أن تبعد نظرها عنه ثم تضع الفنجان تفكر في ترتيب ما ستقول ثم تتمتم دون ان يستوعب شي مما قالت فيستعجلها بالسؤال . لم استطع ان افهم شيئا مما قلت ؟ هل لا أعدت مرة اخرى .
تسكت ثم تنظر في عينيه صامتة تسابقها دمعة تجعله فاغر فاه .
هو : ان دمعتك عزيزة عليّ وليس هناك سبب في الدنيا يجعلك تبكين ولو كنت انا ، هيا قولي ما وددت قوله .
هي : تنتحب أرجوك أرجوك ؟ يجب ان ننهي علاقتنا اليوم .
هو : نعم نعم .. لترحل مخلفة بقايا ألم و آخر لقاء .
..........................................................
شاركونا