قصه ......
........
السماء ملبدةٌ بالغيوم والجو كئيب وأنا أشعر اليوم بحزن شديد ولكن ما الغريب في ذلك شعور اعتدت أن أستيقظ عليه بعد ليلةٍ طويلةٍ من الأرق والتفكير .....
أنهض متثاقلة من سريري على صوت شجار اخوتي فهو بمثابة المنبه الذي استيقظ عليه كل صباح
اخذ حماماً بارداً وأرتدي ملابسي دون رويه فلم يعد هناك متسعٌ من الوقت لا رغبة لي في الحديث مع اخوتي فاكتفي فقط بإلقاء التحية عليهم فشجارهم لا ينتهي ليس له بدايات ولا نهايات هذا حالهم فسرعان ما يذهب الخلاف ويعودوا كما كانوا دون خلاف .
تناولت إفطاري وخرجت مسرعة متجهة إلى موقف الحافلات لأستقل الحافلة التي توصلني إلى مقر عملي , وكلما واصلت السير واقتربت من موقف الحافلة انتابني شعور غريب خوف ربما سعادة أو حزن ربما , شعور لم استطع تفسيره واصلت السير وأنا انظر إلى وجوه المارة فهذا حزين وهذا يفارق حبيبه بدمعةٍ , وهذا غارق بالهموم ؛ عندها صرخ صوت بداخلي يوبخني ويلومني على انك لست الحزينة الوحيدة في هذه الدنيا فهناك الكثير , فلما إذاً كل هذا الحزن ؟! سخرت من نفسي واستطعت السيطرة ولو قليلاً على هذا الحزن في داخلي ؟ واصلت المسير وأنا أشعر بأن اليوم سيكون مختلف عن بقية الأيام كيف لا ؟ وما هذا الشعور الذي أحِسّه ! وكأن شيء من الماضي يشدني إليه !! شعور لم أستطع تفسيره ولكنه تملكني واستولى علي...وعلى بعد خطوات قليلةٍ من موقف الحافلات رأيته إنه هو.. من كنت أبحث عنه طوال السنين الماضية لم يتغير كثيراً سوى بعض الخصلات البيض في شعره هي التي تغيرت كان يقف وسط جموع المزدحمين بانتظار الحافلة خفق قلبي بشدة وتسمرت قدماي في مكانهما ولم أستطيع السير أحسست بثقل كبير فيهما , واجتاحني سيل عرم من الأسئلة شل معه تفكيري :
كيف ؟ ولماذا ؟ وأين؟ أسئلة كثيرة فخفضت رأسي إلى أسفل أحاول تدارك ذلك السيل من الأسئلة : كيف أبدأه بالسلام ؟ هل سيعرفني ؟ هل سيذكرني ؟ هل سأخبره بحبي له , وبأني منذ رحيلهِ وأنا حزينة وأبحث عنه ؟
ولكن نفسي بدأت توبخني من جديد : أين خجلك ؟ أين كبريائك ؟ كيف تخبريه بحبك وأنت الفتاة ؟!! أين كرامتك ؟!! كيف تغفلين عنها ؟!! .
تضاربت الأسئلة في داخلي منها ما يلومني ومنها ما يشجعني فلم أعلم إلى أيها أصغي , وبعد زحمة من التفكير تفوق قلبي على عقلي وقررت أن أتقدم نحوه وأخبره أنه رجل حياتي وأني لا أستطيع العيش بدونه .
رفعت رأسي لأخبره بكل ذلك , فنظرت إلى مكانه ولكن كان قد توارى بين جموع المزدحمين ولم أعثر إلا على مجرد سراب .. قد تبخر في لحظه تفكير شلتـني .
											
									
..........................................................
 شاركونا